ابن القبيات جمال هاشم قربان جديد على مذبح وطن الأرز
الياس بجاني/17 تشرين الثاني/14

"ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبـيل أحبائه".(يوحنا 15/13)
إن الوطن الذي لا يفتديه شبابه بأرواحهم والمهج هو وطن لا تقوم له قائمة، ولا تصان فيه كرامة وعزة أهله، وهو وطن يكون دائماً فريسة لكل مارق وطامع وغازي ومحتل. إن لبنان ال 7000 سنة تاريخ وحضارة وكيان وثقافة وبطولة وحريات وإبداع صمد واستمر مرفوع الرأس وشامخ الجبين بفضل محبة وعطاءات أهله وتفانيهم في الذود عنه بشجاعة وإيمان وعناد. اليوم قُدِم على مذبح هذا الوطن قربان جديد وطاهر حيث سقط ابن القبيات الأبية الجندي جمال الهاشم شهيداً باراً لينضم إلى قافلة الشهداء وهو لم يتجاوز بعد أعوامه 19.
سقط جمال وهو في طريقه إلى مقر خدمته العسكرية في وزارة الدفاع بنتيجة اعتداء سافر وجبان جراء تعرض الحافلة التي كانت تقله مع عدد آخر من الجنود لنيران مسلحين كمنوا للحافلة واستهدفوا بأسلحتهم الرشاشة  كل من كان بداخلها من الجنود، بهدف إشعال الفتن، وضرب الجيش وزرع الخوف والقلق في نفوس أفراده. القبيات وهي خزان بشري كبير للجيش نعت فقيدها الغالي وطالبت الدولة باعتقال القتلة وتقديمهم للمحاكمة، في حين اعتبر أهل الفقيد بإباء وكبرياء ووطنية وإيمان ورجاء أنه ولدهم هو ليس شهيدهم فقط، بل هو شهيد الوطن كله وبكافة شرائحه.
من قتل الجندي جمال الهاشم اليوم بدم بارد هو كل لبناني قيادي وسياسي ومواطن ومسوؤل يحوُل عن سابق تصور وتصميم دون قيام الدولة اللبنانية، ويعطل عمل مؤسساتها الشرعية، ويساند قوى الاحتلال من المرتزقة والطرواديين الذين بالقوة والبلطجة يحتلون الوطن ويمنعون انتخاب رئيس للجمهورية ويشلون عمل مجلسي النواب والوزراء ويشرعون الحدود على مصرعيها لشذاذ الأفاق ويسرقون ويهربون ويتاجرون بكل الممنوعات ويغتالون ويغزون ويسبون ويشارك جزار دمشق الأسد في قتل الشعب السوري الثائر من أجل حريته، كما أنهم ينفذون عمليات إرهابية في العشرات من الدول والساحات خدمة لأسيادهم في دمشق وطهران غب فرمانات مذلة مباشرة منهم.
نعم إن المسؤول الأول والأخير عن سقوط شهيد اليوم وكل شهداء لبنان، والمسبب للحالة المزرية والمتفلتة والفوضوية التي تعم لبنان، هو محور الشر السوري-الإيراني ومعه كل جماعات المرتزقة المحليين المنطوين تحت مسمى تجمع 08 آذار. أما جماعات التكفير كافة من نصرة وداعش وغيرهم الكثير وكل من يقول قولهم ويعمل أعمالهم فهم جميعا من إنتاج حاضنات مخابرات هذا المحور ولا يختلفون عنه بشيء، إنهم وجوه مختلفة لعملة واحدة.
إن وطن الأرز والرسالة هو في مواجهة خطر داهم وحقيقي وجودي وكياني يستهدف كل ما يمثله من تاريخ وحضارة وتعايش وتنوع وتجذر إيماني ووطني وقيم وأخلاق ومبادئ. الخطر معاش على أرض الواقع في كافة أرجاء الوطن وهو محسوس وملموس وظاهر للعيان في كل أوجه حياة وممارسات وعيش المواطن اللبناني.
إن احترام الذات، ومحبة الوطن، ودماء الشهداء، وكل مقومات الإيمان تفرض على كل مواطن حر من أبناء بلد القداسة والقديسين والشهداء ودون أي تزلف أو مداهنة أو مسايرة أن يسمي الخطر هذا بأسمائه وبصوت عال يقول إنه خطر مزدوج إيراني وتكفيري وأن عملياً وواقعاً ونتائج وأهداف وإجرام وجحود ولا فرق بين الأول والثاني لأنهما وجهان لعملة واحدة هي ثقافة الإرهاب والتدمير والأوهام وأحلام التوسع والبربرية والإجرام والغزوات وعدم احترام الإنسان وضرب الحريات.  ومهما حاولوا جماعات المرتزقة المحليين من أمثال الساقط في كل تجارب إبليس ميشال أن يحجبوا هذه الحقيقة عن اللبنانيين خدمة لغرائزيتهم ويوداصيتهم وعبادتهم لتراب الأرض فلن يوفقوا لأن نور الحقيقة أقوى بكثير من ظلاميتهم وجحودهم والكفر.
لبنان باق بفضل تضحيات شبابه ولن تقوى عليه كل قوى الشر والظلامية.
لنفس الشهيد جمال جان هاشم نطلب الرحمة والسُكن في جنات الخلد إلى جانب البررة والقديسين، ولذويه الصبر والسلوان.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

قيادة الجيش نعت الجندي الشهيد جمال هاشم

الجمعة 17 تشرين الأول 2014

  وطنية - نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، الجندي جمال جان هاشم الذي استشهد فجر اليوم، في محلة البيرة - عكار، من جراء إقدام مسلحين على إطلاق النار باتجاه حافلة عسكرية، وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 22 /7/1995 القبيات - عكار.

- تطوع في الجيش بتاريخ 3/7/2013.

- حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته.

- عازب.

- يرقى إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.