حوار الحريري وحزب الله: ما هكذا تور الإبل يا سعد

الياس بجاني

02 كانون الأول/14

من شاهد مقابلة الرئيس سعد الحريري الأخيرة مع مرسال غانم واستمع إليه يبرر بجهد وحماس، ولكن دون أن يوفق مبررات قيام الحوار بين تياره الأزرق وحزب الله الأصفر، لا بد وأنه أدرك بالمحسوس والملموس أن هذا الشاب الواعد، واللبق والمهذب والهادئ والقريب من القلب الذي أجبرته الظروف الدموية والقاهرة على دخول معترك السياسة رغماً عن إرادته هو أسير عالم وهمي منسلخ عن واقع لبنان المعاش على الأرض، عالم كله تمنيات وردية وأحلام يقظة جميلة ولكنها للأسف ليست مبنية على حقائق ووقائع وإمكانيات ومعطيات.

لا نشكك بصدق الحريري وحسن نواياه وبمحبته الخالصة للبنان وإيمانه الراسخ بالكيان والدولة والمؤسسات غير أن كل مقارباته السياسية والعملية ومنذ العام 2005 لسرطان حزب الله الملالولي ولنظام الجزار الكيماوي بشار الأسد لم تنجح ولو مرة واحدة، بل كانت دائماً وأبداً مأساوية وكارثية والأمثلة كثيرة وبالرزم.

نسأل أي حوار هذا الذي يبشرنا به الحريري وعدد لا بأس به من العاملين معه والمقربين منه من سياسيين وإعلاميين وتجار هيكل وجماعات طرابيش وجاكتات يلوكون ويجترون بمبررات هذا الحوار الصبيانية متعامين عن ألف باء مقومات أي حوار منتج وجدي.

كل مبررات الحوار الذي إن تم سيكون حواراً بابلياً بين سيد وعبد وقوي وضعيف ومستعبد ومحتل هي تعموية وإذلالية واستسلامية وقبول بخنوع بواقع احتلال إيران للبنان بواسطة جيشها الإرهابي، الذي هو حزب الله.

في مقدمة المبررات التي يتم بدهاء ومكر التسوّق لها لتبليع جريمة الحوار للناس تأتي كذبة "تخفيف الاحتقان"، وهرطقة "المؤثرات السيكولوجية"، ودجل "ترطيب الأجواء"، ونفاق "تفشيل الفتنة السنية الشيعية"، وغيرها الكثير من الشعارات المفرغة من معاني مفرداتها والتي تستغبي بشكل فاضح عقول وذكاء وسعة معرفة اللبنانيين. المحزن والمقزز في آن أن جوهر وفحوى كل هذه الخزعبلات تقول بوضوح إن اللبناني غبي وساذج وهوائي ومريض عقلي وهو وبمجرد أن يرى التيار والحزب يجلسان حول طاولة واحدة يشفى من أمراضه.

ترى هل بمجرد أن يلتقي من ينوب عن الحريري والحزب يعود للوطن حريته واستقلاله والسيادة ويعم الرخاء ومعه الأمن والسلام؟

عيب والله عيب الاستهتار بكرامة المواطن اللبناني واهانته هكذا والاستهزاء به إلى هذا الحد الفاجر والنافر.

على أي جدول مجدي وجدي سيتم الحوار في حين أن حزب إيران الإرهابي، وعبر جريدة الأخبار التي هي لسان حاله وحال أسياده، كتبت اليوم مؤكدة على ما سمته الثوابت الأربعة لحزب الله التي ترسم حدود الحوار المنتظر، وهي حقيقة وواقعاً تفرغ الحوار من أي معنى أو قيمة أو فائدة.

(جريدة الأخبار 02/12/14: "حزب الله، لن يسمح بأي نقاش يطال العناوين الأربعة التالية: فعل المقاومة ضد العدو حتى تحرير الأرض، سلاح المقاومة، المحكمة الدولية، والقتال في سوريا. أما في ملف الرئاسة، فدعم العماد ميشال عون مستمر "حتى قيام الساعة").

إلى الرئيس الحريري وإلى كل من يسوّق لهذا الحوار العبثي والإستغبائي نقول وبصوت عال انتم بغنى عن المزيد من الخنوع والركوع والإستسلام وتشريع احتلال حزب الله للبنان.

ما هكذا يتم التعاطي مع حزب إيران في لبنان الذي لا يزال أمينه العام، السيد نصرالله يفاخر بغزوة بيروت والجبل الجاهلية ويصر على أنها كانت يوماً مجيداً.

إن أردتم أن تحاوروا، فحاوروا على إنهاء احتلال إيران للبنان، وعلى تفكيك دويلاتها، وعلى تسليم سلاح مرتزقتها وعودتهم إلى حضن الدولة اللبنانية وبشروطها وليس العكس، وكل ما عدا هذا هو غباء وجهل وصبيانية وتشريع موصوف للواقع الإحتلالي الإيراني البغيض لوطن الأرز، ونقطة على السطر.

في الخلاصة، ما هكذا تورد الإبل يا سعد

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

 عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

 

في اسفل شروط حزب الله في تقرير نشرته جريدة الأخبار اليوم

 

الأخبار: أربعة ثوابت لحزب الله ترسم حدود الحوار المنتظر

الثلاثاء 02 كانون الأول 2014

وطنية - كتبت صحيفة "الأخبار" تقول : لم يحدد موعد اولى الجلسات الحوارية بين المستقبل وحزب الله بعد، لكن التوقعات أن تبدأ قبل عطلة الاعياد. هذا ما يؤكده لـ "الاخبار" قيادي بارز في حزب الله. جل ما هو ثابت، هو ان مسعى الرئيس نبيه بري مستمر، وان الاخير قطع شوطاً هاماً في مهمته بمساندة جنبلاطية لم تتخط الاطار المعنوي. فقد نجح بري في تجاوز الغام عدة زرعها رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة، والمواقف التي اعلنها الرئيس سعد الحريري الخميس الماضي، لم تكن ممكنة لولا الجهد الكبير الذي بذله رئيس المجلس. وعلمت "الأخبار" أن لقاء عقد أمس جمع نادر الحريري والوزير علي حسن خليل.

ويروي مصدر مطلع انه خلال احدى الجلسات في عين التينة، مع السنيورة ونادر الحريري، كان رئيس كتلة المستقبل متشدداً تجاه جدول الاعمال، وعندما طرح بري ان تكون البداية للتبريد السياسي والاعلامي، وبعد موافقة سريعة من نادر الحريري، اعترض السنيورة متحدثاً عن احتقان كبير لا يمكن تذليله الا من خلال الافعال، مطالباً بأن يكون البند الاول انتخاب رئيس للجمهورية. طرح السنيورة رأى فيه بري شرطاً تعجيزياً غير قابل للصرف لدى حزب الله، الذي لن يسمح بأي نقاش يطال العناوين الاربعة التالية: فعل المقاومة ضد العدو حتى تحرير الارض، سلاح المقاومة، المحكمة الدولية، والقتال في سوريا. اما في ملف الرئاسة، فدعم العماد ميشال عون مستمر "حتى قيام الساعة" كما اعلن المعاون السياسي للسيد نصر الله الحاج حسن الخليل من الرابية مؤخراً.

ويبدو ان بري نجح في تخطي امتحان تحصيل موافقة الطرفين على الحوار، بعد ان تخلى المستقبل عن مبدأ الحوار المشروط، وبعد ان بات واضحاً ان اي جدول اعمال يفتقر الى الواقعية السياسية لن يكتب له النجاح، وبالتالي ينشط الوزير خليل في الاتصالات مع نادر الحريري للاتفاق على الجدول الذي سيكون مبرمجاً وفق ما يسعى بري، مع علمه بأن ما في بال زعيم حزب المستقبل، يبقى الرهان على امكانية التوصل الى اتفاق بشأن الملف الرئاسي، في حين يؤكد قيادي بارز في حزب الله لـ "الاخبار" ان سقف توقعات الحزب من هذا الحوار، لا يتجاوز في هذه المرحلة تخفيف الاحتقان الداخلي ولاسيما السني ـــ الشيعي.

يبقى ان شكل هذا الحوار لم يحسم بعد، في ظل معلومات عن جلسة اولى قد تكون برعاية رئيس المجلس وحضور النائب وليد جنبلاط، على ان تستكمل بجلسات تضم "الخليلين" والحريري الذي لا يعرف ما اذا كان سيسمح له بأن يكون وحيداً بعيداً عن صقور الرئيس السنيورة.

في غضون ذلك، أكدت مصادر في قوى 14 آذار أن الأيام الأخيرة حفلت بنقاشات داخل هذا الفريق حول مبدأ الحوار وتفاصيله. وعلمت "الأخبار" أن "النقاشات لم تخل من اعتراضات، ليس حول مبدأ الحوار بذاته"، بل حول ضرورة التنبه لبنوده وعدم المبالغة في استباق نتائجه. لكن الرأي الغالب هو أن أركان قوى 14 آذار بكل أطيافها أيّدت الحوار لأسباب تتعلق "بترطيب الأجواء السنية ـــ الشيعية، لكن الحوار يؤكد الحاجة إلى انتخاب رئيس الجمهورية".

وفي معلومات "الأخبار"، أن الرئيس الحريري يواصل اتصالاته مع قيادات 14 آذار لوضعها في أجواء التحضير للحوار وموجباته، وآخر كان مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وبحسب المصادر، فإن الحوار الذي سيجمع "الخليلين" والحريري، قد يشهد انضمام شخصية مستقبلية أخرى إليه لم يتضح اسمها بعد، من أجل التوازن العددي، إلا إذا أصر بري على أنه وسيط لا أكثر وليس طرفاً. وأكّدت المصادر أن الحريري مصرّ على حصر الحوار من جانب المستقبل به، بعيداً عن تأثيرات الرئيس فؤاد السنيورة.