إيران تعطي إسرائيل المبررات للاستمرار في حربها ضد غزة

الياس بجاني

من المحزن أن الحرب العبثية والمدمرة مستمرة في غزة لسبب واحد فقط وهو أن حماس ومعها باقي المنظمات والميليشيات الأصولية والجهادية الفلسطينية التي تدور في فلك محور الشر السوري-الإيراني، وتتمول من دول معادية للعرب وللفلسطينيين وتنسق مع تركيا مخابرتياً وعسكرياً ترفض كل مشاريع وقف إطلاق النار التي تُعرض عليها بما فيها المبادرة المصرية المتوازنة.

هذا العناد غير المبرر فلسطينياً وعربياً ودولياً يخدم الأجندة الإيرانية في محادثاتها مع الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا حول ملفها النووي وهو يتسبب في ارتفاع أعداد الضحايا بين سكان غزة المغلوب على أمرهم وقد قارب عددهم صباح هذا اليوم عتبة ال 1350 مواطناً، إضافة إلى آلاف الجرحى والخسائر المادية الكبيرة جداً.

في هذه الأثناء أعربت حركة حماس علنية عن أملها في أن يقوم حزب الله بفتح جبهة ثانية من لبنان ضد إسرائيل ليساعد الفلسطينيين في قطاع غزة. طلب المساعدة جاء على لسان نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق في مقابلة مع وكالة “نوفوستي”: “نأمل أن تفتح الجبهة اللبنانية لنحارب معا هذا الكيان”. وأكد بو مرزوق أن “المقاومة في لبنان قادرة على فعل الكثير”.  علماً أن غزة تتعرض لقصف إسرائيلي منذ اثنين وعشرين يوما فيما محور الشر السوري الإيراني يتفرج وفقط يتفرج ويحارب من خلال البيانات والخطب وانتقاد الدول العربية والتهجم على دول الغرب وخصوصاً أميركا.

هذا وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال في خطاب له شعبوي وإسقاطي ومفرغ من أية مصداقية الجمعة الماضية: “نحن في حزب الله كنا وسنبقى نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني، وإلى جانب كل فصائل المقاومة في فلسطين”. وأضاف: “نحن في حزب الله لم نبخل بأي شكل من أشكال الدعم والمؤازرة التي نقدر عليها”. “ونتابع بدقة وبالتفاصيل كل مجريات المعركة وتطوراتها الميدانية والسياسية ومن هذا الموقع نقول لإخواننا في غزة نحن معكم وإلى جانبكم ونحن سنقوم بكل ما نرى أنه من الواجب أن نقوم به على كل صعيد”.

الرد الإيراني على طلب المساعدة من حماس جاء أمس الثلاثاء لفظياً وفقط لفظياً وبالشتائم لإسرائيل من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية اية الله علي خامنئي الذي اتهم الدولة العبرية بارتكاب “ابادة” في قطاع غزة داعيا العالم الإسلامي إلى “تسليح” الفلسطينيين، وذلك في خطاب نقله التلفزيون الرسمي في بث مباشر. وقال خامنئي في خطابه بمناسبة عيد الفطر إن “كلبا مسعورا، ذئبا متوحشا… يهاجم أبرياء، أطفالا يفقدون أرواحهم البريئة” مؤكدا أن “ما يقوم به قادة النظام الصهيوني هو إبادة وكارثة تاريخية”. وتابع إن “الرئيس الأميركي (باراك اوباما) اصدر فتوى بنزع سلاح المقاومة (الفلسطينية) حتى لا يعود بوسعها الرد على كل هذه الجرائم. نحن نقول العكس، إن على العالم بأسره وعلى الأخص العالم الإسلامي أن يسلح الشعب الفلسطيني بقدر ما يستطيع”. وأضاف: “شعب محاصر في بقعة صغيرة من الأرض، في حدود مغلقة، محروم من المياه والكهرباء، هذا الشعب يواجه عدوا مسلحا كالنظام الصهيوني.. هذا الشعب يقاوم بدون أن يضعف. إنها عبرة لنا جميعا”.

أما  رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني فقد أعطى إسرائيل ما تحتاجه من إثباتات وحجج للمضي قدماً في حربها ضد غزة حيث صرح في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الخميس الفائت إن إيران زودت في السابق المقاتلين الفلسطينيين في غزة بتكنولوجيا لصنع الأسلحة والصواريخ مضيفا “تتوفر اليوم لمقاتلي غزة قدرة جيدة ويؤمنون بأنفسهم ما يحتاجون إليه من أسلحة”.

وبدورها قالت مصادر مقربة من حزب الله كما نشر في الصحف اللبنانية المحسوبة على الحزب أنه لن يتورط في الحرب الدائرة في غزة حتى لا يحقق أهداف من يريد به شراً.

إن حزب الله، الذي هو جيش إيران في لبنان منغمس وحتى أذنيه في عملية قتل الشعب السوري وقتل شبابه في سوريا دفاعاً عن نظام الأسد المجرم، وقد أفادت اليوم تقارير موثقة نشرت في العديد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية أنه خسر منذ سيطرته على يبرد في سوريا 123 قتيلاً إضافة إلى قتلى أربعة سقطوا له اليوم في القلمون من بينهم القائد في الحزب إبراهيم الحاج.

في الخلاصة إن كان من عدو حقيقي للشعب الفلسطيني وللبنانيين كافة ولباقي شعوب الدول العربية فهو محور الشر السوري-الإيراني ونقطة على السطر

 

 الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب البريديPhoenicia@hotmail.com

30 تموز/14