تحليل سياسي لشارل جبور وتعليق للياس بجاني

http://www.aljoumhouria.com/news/index/118881

 

حزب الله مقيد بالمرجعية الإيرانية وقراره مرتبط بها

بقلم/الياس بجاني

03 شباط/14

بداية إن حزب الله هو فرقة عسكرية إيرانية مرتبطة كلياً بالحرس الثوري الإيراني(فيلق القدس)/، وكما يعلم كل من لم يقتل بداخله بعد حاسة النقد ولم يخدر بصره وبصيرته، هذا الحزب الملالوي والمعسكر لا قرار لبناني في يد قادته اللبنانيين كونهم مأمورين وهم ينفذون ولا يقررون.

ومن منا لا يدرك دون أي شك أن سلاحهم ومالهم ومرجعيتهم وقرارهم ومشروعهم وعقيدتهم وثقافتهم وهيكلية التنظيم لديهم كلها في إيران وبيد قادتها الملالي وليس في الضاحية الجنوبية.؟

من هنا لا حرية ولا هامش في قرار الحزب للبقاء في سوريا أو الانسحاب منها، علماً أن قرار الدخول إليها كان إيرانياً 100%.

وهنا نتذكر حرب ال 2006 المدمرة والعبثية التي حتى السيد حسن نصرالله وكما هو قال لم يكن يدري، أي أن إيران هي التي أخذت قرار الحرب مع إسرائيل دون علم حتى نصرالله نفسه.

وبالتالي أية رسائل للحزب كما أية مفاوضات معه هي دون نتيجة ويجب أن تجري مع إيران مباشرة إن أريد لها أن تسلك الطريق الصحيح.

بالمنطق والعقل من المفترض لو كان حزب الله حر القرار أن يراجع كل سياساته وخصوصاً تورطه القاتل في سوريا، ولكن ولأنه غير حر لن يرضخ لأية ضغوطات أو نداءات حتى وإن تعرضت دويلته ومعها بيئته إلى متفجرة أو أكثر في اليوم الواحد وعلى مدار السنة.

وفي المنطق والعقل أيضاً لو كان حزب الله حر القرار لكانت أولويته أمن وسلامة وحرية ولقمة عيش بيئته، وليس مشروع إيران التوسعي والإرهابي والغزواتي والعدائي، ولكن أيضاً ولأنه غير حر القرار فهو يعرض هذه البيئة إلى أخطار جمة منها قتل شبابها في سوريا وتحويل مناطق سكنها لمستودعات أسلحة فتاكة سوف يُوقع تفجيرها الكوارث والمجازر في أي مواجهة مع إسرائيل.

في الخلاصة إن بيئة حزب الله هي رهينة ومخطوفة وواقعة تحت هيمنة إيرانية عسكرية حديدية لا ترحم من يعارض وبالتالي لن يكون هناك أي دور لهذه البيئة في عملية تحريرها من حزب الله والتي يجب أن تقوم بها الدولة اللبنانية.

يبقى أن تيار المستقبل تحديداً هو أيضاً غير حر في قراراته وقد رأينا ولمسنا وعشنا منذ العام 2005 مآسي ارتكابه رزم من الأخطاء والخطايا. وهو ولأنه ليس حراً يعود ويكرر الأخطاء نفسها على مستوى القيادة، ودائما يورط 14 آذار ويوقعها في أوحال التنازلات العبثية في مواجهة حزب الله وبري وجنبلاط، حتى بات أفراد شعب ثورة الأرز ومن ضمنهم مؤيدو تيار المستقبل أنفسهم لا يثقون بقادة هذا التيار، خصوصا بالرئيسين السنيورة والحريري. والسؤال الذي يُطرح دائما ودون أن يجد له جواباً هو: ما سر عشق السنيورة لنبيه بري وما سبب الاستمرار بالرضوخ لتقلبات وابتزازات جنبلاط؟

هذا الواقع التعيس لقيادة تيار المستقبل ابقي كل الأحرار والسياديين من أبناء الطائفة الشيعية خارج 14 آذار في حين استمر ويستمر السنيورة في كارثية تملقه لبري!!

وفي آخر انجازات هذا التيار تنازله الغبي عن كل سقوفه ورضوخه لمشاركة حزب الله في حكومة واحدة وشرعنة كل ارتكاباته في لبنان وسوريا على حد سواء، وقد وصلت رخاوة ركابه أن يقبل بتأجيل إقرار البيان الوزاري إلى ما بعد صدور مرسوم تشكيل الحكومة!!

في النهاية، كوارث تُستنسخ ومؤمنون يلدغون من الجحور عشرات المرات دون أن يتعظوا... وسامحونا

 

 

التحليل موضوع التعليق

مفتاح خروجه من سوريا... البيئة الحاضنة

شارل جبور/جريدة الجمهورية/03 شباط/14

الأسباب الفعلية التي دفعت «حزب الله» إلى الانخراط في القتال السوري انتفت مبدئياً، لأنّ النظام الذي أنقذه الحزب من السقوط الحتمي تجاوز مرحلة سقوطه ميدانيّاً مع دخول سوريا مرحلة الستاتيكو العسكري بانتظار الحلول السياسية. وقد دخلت سوريا مرحلة الاستنزاف التي اختبرها اللبنانيّون إبّان الحرب الأهلية طويلاً، وبالتالي لا مصلحة لـ«حزب الله» وحتى لا دورَ له في هذه الحرب التي تسبق التسوية ولم تعُد تؤثّر فيها تطوّرات الأرض التي يرجّح أن تحافظ على توازنها، الأمر الذي يجعل انسحابه من سوريا لا يقدّم ولا يؤخّر على مجريات المعارك الدائرة فيها.

وفي موازاة المشهد السوري الذي يتطلّب لوحدِه قراراً جريئاً من "حزب الله" بفكّ ارتباطه العسكري بهذه الأزمة، دخل المشهد اللبناني بقوّة إلى صلب المواجهة الإقليمية، مع سقوط دعوة السيّد حسن نصرالله للقتال في سوريا وتحييد لبنان، حيث أدّى انخراطه إلى توحيد الساحتين وتحوُّل مناطقِه عرضةً للاستهداف، ولم تفلح كلّ الإجراءات الأمنية بوضع حدّ للسيارات المفخّخة، ولا بل من الصعوبة بمكان وقفها طالما إنّها ناتجة عن انتحاريّين. وفي حين كان يؤمل أن يشكّل موقف قوى 14 آذار برفض الجلوس مع "حزب الله" رادعاً سياسياً أمام مواصلة قتاله السوري، نظراً لحاجته إلى الغطاء السنّي، بعد تحوّل المواجهة إلى سنّية-شيعيّة، أدّى تنازل هذه القوى عن شرطها إلى تشجيع الحزب، ولو بشكل غير مباشر، على الاستمرار في سياساته، ولكنّ الأخطر من ذلك استمرار التفجيرات وتنامي التطرّف على حساب الاعتدال، والصرخة التحذيريّة التي أطلقها النائب خالد الضاهر بعد الاجتماع الإسلامي الموسّع الذي عُقد في منزله يجب أن تؤخذ في الاعتبار قبل فوات الآوان من قبل: "المستقبل" الذي يشكّل الضمانة لثقافة الاعتدال، ويتوقف عليه عدم تقديم التنازلات السياسية التي تفقده القدرة على الإمساك بالشارع، وينعكس ضررها على كلّ اللبنانيين. و"حزب الله" الذي عليه أن يدرك أنّه أوصل لبنان إلى حافة الانفجار، وأنّ سياسة التعمية التي يتّبعها لم تعد تنفع، وآخرها النغمة الببّغائية التي يردّدها الملتحقون بخطّه عبر تساؤلهم: هل التفجيرات التي تقع في العراق وليبيا واليمن ومصر وغيرها سببها تدخّل الحزب في سوريا، أم وجود شبكات إرهابية يجب التوحّد لمواجهتها؟

والحقيقة أنّ الإرهاب في لبنان ما زال يختلف عن الإرهاب في العالم العربي، أقلّه على مستويين: إرتباطه المباشر بالأزمة السورية، بدليل أنّ التفجيرات بدأت بعد "القصير" لا قبلها، وانحساره داخل البيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، وهذا الكلام لا يعني تبريره، إنّما للقول إنّ إمكانية معالجته والسيطرة عليه ما زالت متوافرة، وإنّ عامل الوقت ثمين جداً، لأنّ التأخّر في المعالجة سيحوّل لبنان إلى مرتع ومصنع للإرهاب، ويؤدّي بالنتيجة إلى فرطعته بعودة المربّعات والترسيمات الطائفية. وتجنّباً للأعظم، وبعد تخلّي 14 آذار عن دورها كوسيلة ضغط على "حزب الله" للانسحاب من سوريا، وبعد انتفاء العوامل الموجبة لقتاله، يبقى الأمل الأخير معقوداً على البيئة الحاضنة للحزب، والتي وحدها تمتلك مفتاح إخراجه من سوريا وإنقاذ نفسها ولبنان. ومن المعلوم أنّ هذه البيئة تعيش للمرّة الأولى في حالة من الخوف والرعب، وهذا أمر إنسانيّ وطبيعي يقتضي أقصى درجات التضامن اللبناني-اللبناني، ولكن على هذه البيئة مسؤولية ذاتية ووطنية برفع الصوت في مواجهة إصرار الحزب على سياساته لا الوقوف ضدّه، إذ لا أحد يراهن أو يريد فصل الحزب عن جمهوره، إنّما المطلوب من هذا الجمهور الدفاع عن مصالحه ووجوده وأسلوب عيشه، والتبريرات التي تعطى من أنّ خروجه من الوحول السورية يفاقم الوضع التكفيري في لبنان مجرّد تبريرات واهية لعدم الإقدام على خطوة الانسحاب.

فقوّة "حزب الله" من قوّة بيئته وجمهوره، ومواصلة قتاله في سوريا ستؤدّي إلى إنهاك هذه البيئة وإضعافها واستطراداً إنهاكه وإضعافه، والمقصود ليس بالتأكيد الدفاع عن الحزب ومغامراته، إنّما الدفاع عن لبنان عبر توسّل الفرصة الأخيرة المتمثلة بضغط بيئته لخروجه من سوريا قبل فوات الأوان، خصوصاً أنّ هذه البيئة تعيش، فضلاً عن ذلك، في حالة من الضغط الكبير، نتيجة المحكمة الدولية والموقف العربي من الحزب والعقوبات الدولية والضحايا التي تسقط في سوريا والانقسام اللبناني... وكلّ مَن يعتقد أنّ حكومة جامعة تؤدّي الغرض المطلوب فهو واهم، ولا بل خطوة من هذا النوع تفقد صمّام الأمان داخل الطائفة السنّية، أي "المستقبل"، دورَه، ولا حلّ إلّا بانسحاب الحزب لإسقاط الذريعة الكامنة وراء التفجيرات، ومن ثمّ اتّخاذ الإجراءات المشدّدة على الحدود وفي الداخل بغية تحويل ظاهرة الإرهاب من ظاهرة جماعية إلى فردية، والقضاء عليها.