صورة جبران والمعلم تجسيد للتبعية والطروادية ولغرائزية الإنسان العتيق

الياس بجاني

27 أيلول/14

الصورة البشعة والمذلة التي وزعتها وكالات الأنباء اليوم ونشرتها الصحف وهي تجمع جبران باسيل ووليد المعلم تحكي كل ما يجب أن يقال عن ابليسية الربع السياسي والديني الجاحد في لبنان بأكثريته العظمى.

هؤلاء القادة ما عدا قلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة لا مبادئ ولا قيم ولا ثوابت في قاموسهم.

هم بامتياز تجار وكتبة وفريسيين لا أكثر ولا أقل.

إن من يراجع سجلاتهم السوداء يجد أن تاريخهم عفن ونتن ومغمس بالقذرات والطروادية والتلون والحربائية والكفر والجحود.

على سبيل المثال لا الحصر، فأين كان جبران باسيل العجيبة وعمه الجنرال ما قبل 2006 وأين أصبحا؟

إن انقلابهما على لبنان وشعب لبنان وثوابت بكركي وكفرهما بدماء الشهداء وتعاميهما عن قدسية الكيان والهوية والتاريخ، كما جريهما الرخيص وراء النفوذ والسلطة والمنافع يبين حقيقتهما الترابية ويفضح ثقافتهما، التي هي ثقافة الأبواب الواسعة والغرائزية.

بالطبع جبران وعمه ليسا الشواذ، بل هما للأسف القاعدة في زمن المحل والبؤس والجحود.

إن قادة من هذه الخامة الشيطانية، ومن هذا الصنف العاطل لا يمكن أن يؤتمنوا على وطن ولا على مصير شعب.

قادة من هذا النوع الحربائي ليس بمقدورهم أن يقدموا للناس غير الأغلال والعبودية والذل والانحطاط الأخلاقي والوطني والقيمي.

وبالطبع لا يمكنهم أن يرفعوا رايات الحرية وان يسعوا لها كون فاقد الشيء لا يعطيه.

السؤال هو، ما دام هؤلاء القادة بهذه البشاعة الوطنية والإيمانية والإنسانية لماذا لا زالت الناس في وطننا وبلاد انتشارنا تواليهم وتؤيدهم وتقبل بتمثيلهم وترفع صورهم وتتغنى بطوباويتهم؟

الجواب في منتهى البساطة وهو لأن في وطننا قطعان وبلاد انتشارنا قطان بشرية كثيرة قبلت صاغرة بوضعية الزلم والتابعين.

قطعان بشرية ناطقة تتلذذ أكل التبن من المعالف ولا مشكلة عندها العيش في الزرائب وأن تذبح دون أن "تمعي.

وهل نسأل بعد لماذا وطننا محتل ولم يعد فيه أي مقومات لما هو دولة ومؤسسات وقانون واحترام للإنسان؟

لا والله، إن هكذا قطعان لا يليق بها غير هكذا قادة تتعامل معها على أنها فعلاً قطعان وليس بشر.

في الخلاصة كما تكون الشعوب يولى عليها، ولأن شرائح كثيرة من شعبنا المقيم والمنتشر ارتضى وضعية الزلم والأتباع فهو أوصل حال وطننا إلى زمن المحل والبؤس والإبليسية.

في الخلاصة، " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"ز(الرعد:11).

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com