طبخة بحص حوار تيار المستقبل وحزب الله

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/14

براحة ضمير واعتماداً على مواقف وممارسات صبيانية وفاشلة ومخيبة للآمال سابقة لتيار المستقبل، وهي بالعشرات منذ العام 2005 ، من ال س س اللعينة، إلى النوم في سرير الأسد الغول، ومروراً ببدعة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة الشيطانية، وليس انتهاءً ب "يكتبوا شو ما بدون بالبيان الوزاري"، وتطول القائمة وتطول بفشلها والخيبات، فبناءً على ما ورد  وما سوف يرد يمكننا القول ومنذ الآن ومن دون الاستعانة بهرطقات وخزعبلات ميشال حايك وبالقذورات التنجيمية لباقي أقارنه من المنجمات والمنجمين المنافقين، يمكننا القول إن محادثات وحوار التيار الأزرق مع حزب الله الأصفر سوف تكون طبخة بحص لا أكثر ولا أقل بعد الاستئذان من البيك الوليد صاحب القول المأثور هذا.

المحادثات الحوار المُحكي عنها سوف تتم ودون أدنى شك حسب شروط وإملاءات حزب الله وبما يرضي عنتريات واستكبار المقاومين والممانعين العظماء والأبطال قاسم وقاووق ويزبك والموسوي ورعد وغيرهم من ممتهني هز الأصابع والتهديد بقطع أعناق وبقر بطون من لا يخنع ويركع لمقاومتهم النفاق.

الحوار سوف يتم أن جرى عملاً بأجندة حزب السلاح والغزوات حيث أنه القوي والمهيمن والآمر والناهي، وهو من موقعه  سوف يفرض بالقوة والبلطجة ما يريده أسياده الملالي في إيران النووية، وما يلزم من تدعيمات وتقديمات لمشروعهم التوسعي والإستعماري والمذهبي في المنطقة، وما عدا هذا من أوهام وأحلام هي غيوم عابرة وغير ممطرة.

وحتى لا نتوهم أننا في كندا أو أميركا ونغرق في أحلام اليقظة ونصدق ما يقال لنا عن مواسم عز الحوار الآتي ومعه ما يحاول البعض من السياسيين إطعامنا من وعود واهمة، لا بد من عدم النسيان أننا في وطن محتل وقراره مصادر وسيادته مغتصبة وماؤه ملوث وطعامه مسمم.

من المحزن أن تجارب وتاريخ تيار المستقبل السياسية منذ العام 2005 ليست مشجعة خصوصاً بما يتناول تنازلاته الغامضة والمحيرة للأسد وحزب الله والتي كانت ولا تزال نتائجها كارثية. ولهذا فإن تيار المستقبل غير مجل في السياسة والشأن الوطني ومتقلب في مساراته وكل حساباته آنية و90% منها حتى الآن فشل فشلاً ذريعاً ولم يكن مربحاً حتى في المفهوم التجاري ناهيك عن المفهومين الوطني والسياسي.

في خضم حملة وزير الصحة الإشتراكي الفاعور التحريرية والمقاومتية للبكتيريا الغازية والاستعمارية يأتون الآن ببدعة المحادثات والحوار بين التيار الأزرق وحزب الله والمايسترو العبقري لهذه التقليعة الجديدة القديمة، هو ما غيره الإستيذ نبيه بري!!

عجباً كيف يردوننا أن نستبشر خيراً من محادثاتهما وحوارهما وننتظر منهما مواسم عز وقطاف وافرين وواعدين، في حين أن مضمون الكتاب واضح ويقرأ من عنوانه، كون كل طبخات وحرتقات وتشاطر والتفافات وتكويعات الإستيذ بري مع البيك جنبلاط لا نأكل منها غير السم الهاري، وهذه طبخة جديدة آتية لتهرينا وتزيد على نتاق وهرار المون جنرال الحالم بكرسي بعبدا المخلع بلاوي على بلاوي.

بربكم هل هناك قطيعة فعلاً بين بري والسنيورة أو بين نهاد المشنوق ووفيق صفا حتى يجتمع هؤلاء وربعيهما ليتصالحون ويتحاورون؟

لا أبداً الأمور في واقعها وحقيقتها هي سمن وعسل وبقلاوة وتمر بورحي أيضاً، رغم بعض المناكفات الإعلامية المتفق عليها سلفاً لإبقاء الحماوة الشعبوية في النفوس قائمة عند المؤيدين المساكين للفرقاء كافة والغالباً هم مغرر بهم.

ما هذه الخزعبلات الإعلامية والتسويقية الكاذبة؟ وعلى ماذا يتحادثون ويتفاوضن ويتفقون ويختلفون، وحزب الله جعل من حربه في سوريا وحروبه الإقليمية وسلاحه ودويلاته وغزواته ونفوذه القاتل في الدولة بدءاً من مخابرات الجيش والمحكمة العسكرية ومروراً بمربعاته الأمنية والسلطوية، جعل منها كلها محرمات ممنوع حتى الحديث عنها؟

يبقى أن معرفة نتائج المحادثات بين تيار المستقبل الأزرق وحزب إيران في لبنان في حين تمت لا تحتاج إلى توقعات أو استنتاجات حيث أن الحزب الإلهي سوف يديرها على هواه الملالوي ويضبط توقيتها وحيثياتها والنتائج على ساعة طهران.

في الخلاصة فالج لا تعالج، ومن يُجرِّب المُجرّب يكون عقله مُخرّب!!

 

 الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com