دفاع جنبلاط عن حزب الله والحقائق المغيبة

بقلم/الياس بجاني

فليعذرنا النائب وليد جنبلاط لأن دفاعه الاستفزازي الأخير عن حزب الله ورفضه مساواة هذا الجيش الإيراني بداعش وبباقي الدواعش والدواعشيين، هو دفاع مسطح ومفرغ من كل هو حق وحقيقة ووقائع معاشة، وأقل ما يقال فيه أنه انبطاحي واستسلامي وذموي وتقوي بامتياز، ويأتي على خلفيات ساعات تخلي وتجلي البيك التي باتت معروفة ومكشوفة وممجوجة. أنه دفاع لا يحاكي الواقع المعاش، ولا الحقيقة المرة، ولا الأخطار القاتلة التي تسبب بها الحزب للبنان وللبنانيين ولكل المجتمعات العربية.

عملياً، البيك جنبلاط يؤمن بثقافة القول العثماني البالي: "اليد التي لا تستطيع كسرها، قبلها وادعي لها بالكسر"، كما أنه يمارس بفخر هواية انتظار جثث أعداءه على ضفاف الأنهر بدلاً من مواجهتهم ومحاربتهم وهم أحياء. للبيك كامل الحرية في ممارسة ثقافته والغرق في ساعات تجليه وتخليه، ولكنه ليس بموقع يسمح له فرض هذه الثقافة وهذه الممارسات الإنبطاحية على أي من الشرائح اللبنانية.

ونعم فإن حزب الله هو أخطر من داعش على لبنان لأنه يهدد كيان ووجود ورسالة وحضارة وانسانية وطن الأرز. ونعم وألف نعم تيار ميشال عون داعشي بفكره وثقافته وتبعيته.

ونعم جاهل وموهوم كل من يصدق إن حزب الله يعترف بنهائية الكيان اللبناني ولا يريد إسقاطه أو استبداله بنظام آخر. وواهم هو كل لبناني يقول إن داعش هي العدو الأول للبنان وليس حزب الله ومشروع أسياده الفرس.

إن ادعاء ونفاق حزب الله بما يخص الكيان اللبناني ونهائيته مؤكد وموثق من خلال الممارسات والدويلات والحروب والاغتيالات والإرهاب والغزوات، وتطول القائمة.

ادعاءات كلها نفاق وتحايل وهراء واستخفاف بعقول اللبنانيين لأن أهلنا وشعوب الدول العربية، وخصوصاً السورية والخليجية منها، يعرفون جيداً حقيقة وخطورة مخطط المشروع الإيراني التوسعي والإحتلالي الهادف إلى إقامة الإمبراطورية الفارسية والمذهبية بالقوة والإرهاب والغزوات والتنظيف العرقي في لبنان وكل الدول العربية، ولنا في ما يجري في العرق وسوريا واليمن خير أمثلة، كما أن كل ما يمارسه حزب الله من فظائع وارتكابات دموية وإجرامية وهمجية في سوريا هو أيضاً دليل على داعشيته وخطورته.

كيف لا يكون حزب الله داعشياً وأهداف ومنطق وعملانية ومذهبية المخطط الفارسي والمذهبي كلها تتعارض كلياً مع نهائية الكيان اللبناني التعايشي وتعادي كل كيانات وقوميات وأنظمة واثنيات وأديان ومذاهب وحضارات وثقافات وتاريخ وهويات الدول العربية ودون استثناء؟

نسال البيك جنبلاط، كيف يُعقل أن نطمئن لحزب الله ونحن ندرك حقيقة المخطط الفارسي التوسعي المعلن والموثق رسمياً ليس فقط من قبل حكام إيران، بل أيضاً من قبل كل قادة حزب الله منذ تأسيسه في العام 1982، وهناك المئات من الوثائق المكتوبة والمذاعة بصوت السيد نصرالله نفسه كلها تكذب ادعاءات الحزب باعترافه بنهائية الكيان اللبناني، كما تسخف وتجوف دفاع النائب جنبلاط عنه.

في سياق التمويه والتقية قام حزب الله ومنذ العام 1982 بإعلان عشرات المواقف الصرف لبنانية في الظاهر والإيرانية في الخفاء، كما عقد رزم من الاتفاقات والتحالفات مع العديد من الشرائح اللبنانية، ومن ثم انقلب عليها كافة ونكرها عندما سنحت له الظروف، وكان أخرها توقيعه على "إعلان بعبدا" المنادي بحياد لبنان.

يستغبي الحزب اللبنانيين ويدعي قادته أن كل ما قالوه وكتبوه وبشروا به في الثمانيات حول المشروع الإيراني المذهبي في لبنان قد انتهي، ولم يعد من ضمن أهداف الحزب، في حين أن كل ممارسات وأقوال وتحالفات وهرطقات وغزوات وإجرام الحزب تؤكد عدم صدقية كلام هؤلاء القادة.

في هذا السياق نضع في تصرف النائب جنبلاط رزم من أقوال صديقه السيد نصرالله تبين وتؤكد داعشية حزب الله وحقيقة كونه ذراع عسكرية إيرانية عدوة للبنان ولكل الدول العربية.

1- "لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير." (النهار/أيلول 1986).
2- "إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون." (السفير/12 تموز 1987).
3- "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وان نفهمه تكليفاً شرعياً واضحاً، وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم." (العهد/23 حزيران 1989).
4- "الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة . نحن قوم ينمو ويكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قرباناً، وهدفنا تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود". (السفير3 تموز عام 1991).
5- "إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان (السفير/16 أيلول 1986 )
6- "قتال إسرائيل ليس هدفا بل وسيلة للوصول إلى الله، والأفق السياسي والمبدأ الاستراتيجي يقوم على إزالة إسرائيل من الوجود... لهذا علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا إليه الإمام الخميني (النهار/6 أيار 1989).
7- "سيصل منهج ياسر عرفات السياسي إلى حائط مسدود، وسيأتي يوم يصبح فيه قتال إسرائيل وإبادتها الثابت الوحيد، وعلى أساس هذا التطور فإن المنطقة لا تسير نحو التسوية (مجلة "الوحدة الإسلامية/شباط 1989) ".

8- "نحن لا نطمح إلى تدمير المجتمع المسيحي بل إلى تدمير المؤسسات التي تحكمنا باسم أميركا وإسرائيل." (النهار/نيسان 1989 )

9- "سنستمر في المقاومة من أجل العزة والكرامة ومن أجل الإسلام." (الديار/شباط 1989).

10- "القتال تكليف شرعي في مقاومة إسرائيل" (السفير1987)

11- "القتال هو طريق الأمة، فلا يجوز أن يحسب حساب لعديد الشهداء، وبذلك نصنع المستقبل." (النهار/1987).

12- "كلنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة." (النهار/9 آذار 1987).

13- "نحن نعيش في كربلاء مستمرة". (النهار 14 تشرين الأول 1987).

14- "تعلمنا من شهدائنا أن لا ننتظر الحلول والاتفاقات بل أن نسعى للتحرك بحمل البندقية وأخذ القرار من قيادتنا الشرعية المتمثلة بالإمام الخميني." الذي لولاه لما كان السادس من شباط (الانتفاضة على السلطة اللبنانية على عهد الرئيس الأسبق أمين الجميّل." (الحقيقة/10 شباط 1986)، و(السفير/9 شباط 1986).

15- "الأولوية في صراع حزب الله محكومة بأساسين: تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود، وحفظ الثورة الإسلامية في إيران." (السفير/16 حزيران 1986).

16- "إن من لا يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية... لأن الإمام الخميني جسّد في شخصه أمة واستطاع أن يجعل من كل رجل أمة وهذا ما لا يستطيعه إلا الأنبياء." (السفير/تموز 1986).

17- "إن الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعا وليست مسؤولية الشعب الإيراني المسلم وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق." (العهد/ 23 حزيران 1989).

18- "القدس هي قضية كل مسلم، تحريرها واجب شرعي، ومن يتخلف عن هذا الخط ليس بمسلم. إنها واجب شرعي كالصلاة والصوم، تاركها تارك للصلاة والصوم." (النهار/ أيار1989).

19- "يجب أن نبقي جبهة الجنوب مفتوحة للمقاومة حتى لو سدّت كل الجبهات العربية." (السفير/آب 1987).

20- "مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان. (السفير/تشرين الثاني 1987).

21- "نحن لسنا قادرين الآن على إقامة حكم الإسلام، لكن هذا لا يعني تأجيل فكرنا ومشروعنا إلى المستقبل. نحن نطرح هذا الشعار لكي يخرج المسلمون من مرحلة الخجل ... ونحن لا نملك اليوم مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب." (السفير/نيسان 1986).

22- "على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي." (النهار/ نيسان 1988)".

 

في الخلاصة، ترى هل بعد كل هذا الكلام الواضح للسيد نصرالله يعود هناك أي شك في مشروع حزب الله الإيراني الهادف إلى ضرب الكيان اللبناني وعدم الاعتراف بنهائيته وإقامة دولة ولاية الفقيه مكانه!!

 

 الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 26 آب/14