خطاب نصرالله: استغباء للعقول وأوهام وتكرار ببغائي لنفاق المقاومة والممانعة

الياس بجاني

من استمع أمس إلى خطاب السيد حسن نصرالله في احتفال "يوم القدس العالمي" بعقل منفتح وبتجرد وعلى خلفية المنطق والوقائع والحقائق والعلوم العسكرية، وبمنظار البصر والبصيرة، لا بد وأنه لم يفاجئ ولو حتى بنسبة 01% ببغائية وزجلية محتوى الخطاب الشعبوي والعكاظي والنرسيسي، كما أنه لم يُصدم في فجاجة ووقاحة محاولات السيد استغباء عقول وذكاء وقدرات اللبنانيين والعرب العقلية والعلمية والاستهزاء الفاضح بالمنطق وبمعايير الخسارة والربح في الحروب.

أما أبرز ما ميز الخطاب كان رزم الإسقاط Projection الفاضحة التي حاول من خلالها رجل إيران في لبنان بخبث ودهاء تبرير فشله وفشل رعاته الملالي في نجدة شعب غزة، والتعمية على وهم إقامة الإمبراطورية الفارسية التوسعية والاستعمارية على أنقاض كيانات المنطقة، كما التغطية على عداء حزبه المستفحل وعداء حكام إيران التاريخي للشعوب العربية.

عملية الإسقاط أي اتهام الآخرين بكل أمراض ولوثات نصرالله ورعاته من ارتكابات وإجرام وغزوات ومذهبية وعداء وأصولية وخداع واغتيالات تركزت في الخطاب وبهدف التمويه على الدول العربية وحكامها وعلى وأميركا "الشيطان الأعظم"، ولم توفر كل الدول الغربية ومعهم بالطبع الشعب اللبناني بغالبيته الرافض بعناد وقوة وإيمان الاحتلال الإيراني لوطنه، والعصي على إرهاب وغزوات نصرالله وحزبه الإيراني من ألفها حتى يائها.

تغني السيد ببطولات وانتصارات حماس وباقي المجموعات الإرهابية في الحرب الدائرة حالياً في غزة وتعامى عن الكوارث والمصائب التي جلبها هؤلاء لشعبهم الفلسطيني من خلال حروب طواحين الهواء، تماً ككوارت ومصائب حروب السيد وحزبه العنترية والوهمية والمخادعة ضد إسرائيل في العامين 2000 و 2006.

هاجم الدول العربية واتهمها بالتآمر على قضية فلسطين وبالتخلي عن شعب غزة علماً أنه ورعاته وأسياده ومحورهم الشرير هم من أخطر أعداء الشعب الفلسطيني تحديداً، والشعوب العربية عموماً، وكان العالم كله شاهد عبر وسائل الإعلام كيف تم التعاطي بإجرام ووحشية وبربرية مع مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق من قبل محور الشر هذا ومعظم عسكره في سوريا وشبيحته تابعين لحزب السيد نفسه.

ادعى السيد وطبقاً لمعاييره الموروبة للربح والخسارة أن غزة انتصرت على الجيش الإسرائيلي، كما انتصر حزبه في حرب ال 2006 ، في حين خسارته كانت مدوية في تلك الحرب العبثية التي لا زال لبنان يعاني من ويلاتها، كما هي حالياً غير مسبوقة الخسائر البشرية الكبيرة التي أصابت شعب غزة نتيجة لممارسات وثقافة حماس والجماعات التكفيرية المنسلخة عن الواقع والبعيدة كل البعد عن الحسابات العسكرية والمنطقية، وبسبب غرق هؤلاء كما حزب الله ورعاته في أوهام الانتصارات الوهمية على حساب الشعب الغزاوي المغلوب على أمره وباقي الشعوب العربية.

دون خجل أو وجل ادعى السيد أن غزة انتصرت بمنطق المقاومة، وسوريا أفشلت المشروع الأميركي واحتضنت المقاومة، وإيران ثورة الخميني هي المقاومة والممانعة، وأكد أن إسرائيل العنكبوت والكيان المغتصب إلى زوال، وببغايئة لافتة وبزجلية نافرة كرر كل لازمات نفاق ودجل شعارات المقاومة والممانعة والتحرير، ولكن دون أن ينجح في تبرير فشله وفشل إيران ومعهما نظام الأسد من التدخل لمساندة حماس في حربها العبثية.

في الخلاصة لا واقعية ولا صدق ولا وفاء ولا منطق ولا أيخ خلفيات وطنية أو إيمانية في خطاب السيد العكاظي الذي كان وطبقاً لمعايير العقل والمنطق والحقائق والوقائع مجرد رزم بالية من الإسقاط المرّضي.

نختم مع النبي اشعيا/33/01و02): "ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يا رب، تراءف علينا"

 

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوانه البريدي Phoenicia@hotmail.com

26 تموز/14