الرئيس ميشال سليمان لم يلتزم بعهوده ووعوده
الياس بجاني
09 تشرين الثاني/14

نسأل بسذاجة الأطفال وبصدق ماذا يريد الرئيس السابق ميشال سليمان من وراء كل هذه العراضات السياسية والصحافية ومن الكم الهائل من التصريحات والمقابلات والجولات والمواعظ والمقابلات؟
بالطبع لا أجوبة منطقية وعقلانية ستأتي منه أو من غيره لأن في لبنان ممنوعة الأسئلة وكذلك الأجوبة إن كانت تطاول أحد السياسيين النافذين.
كم كنا نتمنى لو أن همة ونشاط ووطنية ومواعظ الرئيس قد مورّست بشفافية وصدق خلال وجوده على رأس قيادة الجيش لسنوات أكثر من طويلة، وفي رئاسة الجمهورية  ل 6 سنوات عجاف، لكان وضعنا أفضل بكثير، ولكان لبنان في حالة غير حالته الحالية البائسة والتعيسة على كل الصعد.
بالطبع من حق سليمان أن يعمل في السياسة كأي لبنان آخر، ومن حقه أن يسوّق لعمله السياسي بما يراه يخدم أهدافه ومساعيه.
ولكن هل للرجل سجل وطني في الصدق والمصداقية والتفاني وخدمة الوطن والمواطن يؤهله لهذا المسعى المشروع، وهل هو من الرجال الذين يلتزمون بوعدهم ويفون بعهودهم خصوصاً الرسمية منها التي زينت خطاب قسمه الرئاسي؟
الجواب بسيط جداً وهو أن لا معايير أخلاقية أو وطنية أو إيمانية للعمل السياسي في لبنان، وبالتالي لا حساب ولا من يحاسبون، ومن هنا سليمان في نشاطه السياسي اللافت لا يخالف أو يناقض أياً من المعايير السياسية المدفونة تحت سابع أرض والتي بالواقع لا وجود لها.
من اللبنانيين من يؤيد مساعي الرئيس دخول المعترك السياسي ومنهم من يعارضها وهذا أمر صحي وديموقراطي، ولكن هل دخوله سوف يؤدي إلى أي تغيير أو تبدل إيجابي في هذا الحقل الملغم بكل أنواع المعوقات والفخاخ والغارق في ثقافة الإسترهان والشخصنة والتلون وكل ما هو مصلحي ونفعي؟
في سياق المصداقية التي هي العمود الفقري للعمل السياسي والوطني الصادق والشفاف، نحن نسأل فخامته كيف نثق بوعوده التي يطلقها شمالاً ويميناً بعد انتهاء فترة حكمه الرئاسية وهو لم يفي بوعد إنساني له جاء في خطاب قسمه الرئاسي وهو “استعادة أهلنا اللاجئين في إسرائيل لأن حضن الوطن يتسع للجميع؟.
الرئيس خلال سنوات حكمه لم يفي بوعده ونقضه ولم يقوم بأي جهد لتحقيقه على الأقل في الظاهر والمعروف منه للناس.
نلفت الرئيس سليمان وغيره من الموارنة الكبار سياسيين ورجال دين ومسؤولين تحديداً أن الأحكام العسكرية المنتقمة والظالمة التي صدرت عن المحكمة العسكرية في عهد فخامته لم تترك جنوبياً واحداً لجأ إلى إسرائيل على خلفية تهديدات وإرهاب حزب الله أو غادر عن طريق إسرائيل مضطراً ولنفس الأسباب إلا وصدرت بحقه أحكام جائرة مخالفة لكل القيم والأخلاق والوطنية والشرع والقوانين، في حين أن الرئيس سليمان شخصياً لم يعترض ولو شكلياً على أي منها مع أنه كان دستورياً بإمكانه أن يفعل.
يشار هنا واحقاقاً للحق وللتاريخ إنه كان من صلاحيات الرئيس سليمان الرئاسية إصدار عفو رئاسي عن كل أهلنا الأبطال والمقاومين والشرفاء الذين لجأوا إلى إسرائيل أو غادروا إلى بلاد الله الواسعة عن طريق مطاراتها، لكنه للأسف لم يفعل.
من هنا نحن لا نثق بالرئيس سليمان ولا نري أن دخوله المعترك السياسي سوف يؤدي إلى أية انجازات وطنية لم ينجزها وهو في سدة المسؤولية.
وفي نفس السياق لا نرى أن حالة غالبية السياسيين ورجال الدين والرسميين الموارنة منهم تحديداً بما يخص ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل هي أفضل من حال ووضعية الرئيس سليمان ونقضه لوعده.
في الخلاصة، إن التاريخ لن يرحم كل أولئك الذين تخلوا عن ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل لقلة إيمانهم وخور رجائهم، ومن أجل مصالحهم وأطماعهم وأجنداتهم الشخصية.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب البريدي
Phoenicia@hotmail.com