محور الشر السوري-الإيراني يحتل لبنان ويمول مؤتمرات تسمى زوراً مسيحية

الياس بجاني

30 آب/14

إن الحقيقة المعاشة والملموسة في وطن الأرز، وطن القداسة والقديسين لم تعد خافية على من لديه حس نقدي حي، وخوف من الله، ويتمتع بنعمتي البصر والبصيرة.

الحقيقة الساطعة هي أن حزب الله هو جيش احتلال إيراني كامل الأوصاف يحتل لبنان بالقوة العسكرية والإرهاب والغزوات وكل أنواع الإجرام.

وبالتالي وطبقاً لمعايير الأرض والسماء وشرائع الحق والإيمان والوطنية كافة فإن كل من يؤيد هذا الحزب، أو يسايره، أو يتحالف معه أو يسوّق له، أو يتعامى عن شروره وأخطاره، أو يستفيد منه، هو شريك كامل له في شنيعتي الاحتلال والإرهاب ويمارس بفجور وجحود أفعال الطروادية والملجمية والإسخريوتية.

في هذا السياق الجهنمي والإرهابي والإحتلالي لم يعد في لبنان من حفي إلا وانكشف، ولم يعد من قناع إلا وسقط، ولم يعد من طروادي إلا وانفضح، ولم يعد من اسخريوتي إلا وفاحت منه رائحة الخيانة، ولم يعد من ملجمي متستر، ولم يعد من رجل دين جاحد إلا وتعرى، ولم يعد من مواطن غنمي إلا وظهر حبل الذل والتبعية حول رقبته، ولم يعد من سياسي قذر إلا وظهرت للعيان قذارته.

نعم، ومهما استكبر وتوهم الأشرار فإنه لا يمكن إخفاء الحقيقة وهذا ما قاله لنا الكتاب المقدس (لوقا 08/16-18): “ما من أحد يوقد سراجا ويغطيه بوعاء أو يضعه تحت سرير، بل يضعه في مكان مرتفع ليستنير به الداخلون.فما من خفي إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس. فانتبهوا كيف تسمعون كلام الله، لأن من له شيء يزاد، ومن لا شيء له يؤخذ منه حتى الذي يظنه له”.

باختصار، لقد سقطت كل الأقنعة ووقعت كل أوراق التين والحقيقة الصادمة والإبليسية لم يعد بمقدر أحد إخفائها.

نعم وطن الأرز، وطن الرسالة والحرف هو محتل بالكامل وقد تم تحويله بالقوة لساحة مباحة لحروب وإرهاب ملالي إيران، كما أن قرار دولته وحكامها ومؤسساتها على المستويات كافة هو مهيمن عليه ومصادر، في حين يتعرض الشعب اللبناني بكافة شرائحه لأبشع أشكال البلطجة والإرهاب والقمع.

نعم المحتل هو حزب الله الإيراني الذي لا يمت للبنان بأية صلة، وبالتالي فإن كل لبناني يماشي هذا الحزب تحت أي مبرر أو حجة هو يقترف فعل الإجرام وشنيعة الخطيئة المميتة، ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع.

تحسساً واستدراكاً لهذا الواقع المخيف لم يبقَّ عملياً من مقومات استقلال لبنان سوى الاسم بعد أن تم تجويفه وتفريغه من كل مكوناته وأسسه ومرتكزاته.

فالحدود سائبة ومشرعة،  والمؤسسات معطلة، والدويلات أقوى من الدولة، والقضاء مسير وواقع تحت هيمنة قوى الإرهاب، والقوى الأمنية من جيش وقوى أخرى مخترقة ومعطله ومهيمن على بعضها بالكامل، ومجلس النواب مهمش ويرئسه موظف حربائي يعمل بأمرة محور الشر وقد أفرغه من كل معانيه السامية، والحكومة شبه معطلة، وحزب الله الإيراني والإرهابي يحتل الوطن ويعيس فيه  فساداً وعهراً وغزوات ويمارس بفجور كل أنواع وأشكال الإرهاب والبلطجة وقد فرض على شعبنا شرعة الغاب وثقافة القرون الحجرية.أما المسؤولين الأكفاء وأصحاب الضمير الحي في ما بقى من دولة هم دون حماية وفريسة لإرهاب حزب الله ولشبيحة نظام الأسد الكيماوي.

والكارثة الكبرى تكمن في أن غالبية رجال الدين وتحديداً المسيحيين منهم قد تحولوا إلى مسوّقين لنظام الأسد وحماة لسلاح حزب الله وبوقاحة الأبالسة يتاجرون بالدين وبالمؤمنين ويرهنون قميص لبنان.

هؤلاء الطرواديون وبتمويل من رجال أعمال موارنة من بلاد الإغتراب ودون خجل أو وجل أو مخافة من الله يشاركون في مؤتمرات تسمى زوراً مسيحية فيما هي واقعاً تسوّق للمحتل الإيراني ولنظام الأسد وتسعى لتظهيرهما بحماة المسيحيين المشرقيين وباقي الأقليات في الدول العربية.

إلا أنه ورغم كل هذا السواد القاتم فلبنان بإذن الله سوف يستعيد استقلاله وكل الأبالسة وقوى الشر إلى الهزيمة طال الزمن أو قصر لا فرق.

 

الكاتب نشاط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com