ميشال عون والأقارب والعقارب والجهل

الياس بجاني/18 آذار/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/03/18/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7/

إن من يسكت على علته، العلة تقتله. من هنا واجب كل وطني ومخلص لقضيتنا اللبنانية التي هي الحرية والسيادة والاستقلال والهوية والعيش الكريم أكان في الوطن الأم أو بلاد الانتشار أن يكون محرراً من الذمية والتقية ومسلحاً بالعلم والثقافة والإيمان ومجرداً من عقلية الزبائنية والوجاهة ولوثة اللهث وراء الظهور.

واقعاً وعملياً إن الذمية علة تنهش عقول غالبية الطبقة السياسية والإعلامية والدينية المسيحية عموماً والمارونية تحديداً وهي طبقة تربت وترعرعت وتم تدجينها في ظل حقبة الاحتلال السوري الإيراني، هذا الاحتلال الذي ما زال قائماً بكل أوجهه البشعة والإرهابية والمذهبية.

من هنا فإن العلة الأساسية اللبنانية هي ليست في سلاح حزب الله ودويلاته وسطوته وغزواته واغتيالاته والفجور، بل في موت الكرامة والعزة وفقدان ألف باء مكونات القضية الوطنية، والأخطر الجهل السياسي والوطني، كما في تشويه وتسميم سلم الأولويات الذي أمسى سطحي وتافه وشخصي، وهنا أصوّب تحديداً على حالتنا نحن الموارنة وهي حالة غريبة ومغربة عن تاريخنا ونضالنا وإيمانناً.

ولنا في ما جرى في كندا خلال هذا الأسبوع والأسبوع المنصرم خير مثال في تصوير وتجسيد واقع الجهل السياسي والوطني والقانوني وتغليب المصالح الشخصية، حيث كانت أولويات أحزاب 14 آذار الجاهلة لمعايير الوطنية اللبنانية ولمتطلبات ممارسة السياسة الكندية ولقوانين محاربة الإرهاب الدولية، كانت للأسف غارقة في فرش السجاد بكل ألوانه للنائب الآن عون، وفي التلهي في السطحيات والتوافه من نفخة صدر وحفلات وصور وغيرها.

ترى هل ألان عون السياسي هو وطني وبشيري وماروني يمثل قضينا ونحن الموارنة انتخبناه في قضاء بعبدا أم حزب الله؟

بالطبع لا وألف لا فحزب الله انتخبه وهو وطنياً وسياسياً أداة إيرانية 100% وعملياً يحالف الإرهاب بامتياز لأنه يغطي الإرهابي حزب الله وهذا أمر هو يفاخر به.

إن ما نحتاجه عملياً هو ثقافة بشير وشارل مالك وشمعون وإيمان الكبير البطريرك صفير، كما عنفوان أبطالنا الشهداء، وليس كل ما هو حاصل في لبنان وبلاد الاغتراب على حد سواء في وقتنا الراهن التعيس الذي ينطبق عليه مثلنا المعبر، "في زمن المحل العنزة بتفز ع الفحل".

للأسف إن أسوأ المسيحيين عموماً والموارنة تحديداً من سياسيين وإعلاميين وناشطين هم الآن السواد الأعظم من العاملين والمؤثرين على الساحة. "وأكيد وأكيد وأكيد"، هنا لا نساوي بين الجميع لأن وطننا واغتراباتنا غنية جداً بالخيرين من الخمائر وأصحاب الهمم والعلم والوطنية.

إن أولى خطوات التحرر هي ذاتية صرف، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولهذا يجب أن نعمل بإيمان على إنتاج طبقة جديدة من السياسيين والإعلاميين لا ذمية ولا تقوية وأولوياتها الوطن والقضية والبشيرية وليس الزبائنية والمصالح الشخصية وعشق المظاهر التافهة.

إن قمة الانحطاط الماروني السياسي تتمثل اليوم في ظاهرة ميشال عون الطروادية والإسخريوتية وفي ممارسات كل من هو معه من الأقارب والعقارب والعصي والودائع والطفيليات، كما في طاقم  الجاحدين والانتهازيين والأغبياء في القاطع الآخر.

وهنا لا يجب أن نتغاضى عن أن البطريرك الراعي هو شخصياً أيضاً من أهم أسباب حالتنا التعيسة لأن الرجل ليس لديه ولا حتى وزنة واحدة سياسية ورغم ذلك يتعدى على السياسية ويساهم عن قصد أو غير قصد لا فرق في تهميش دور الموارنة وترسيخ قبضة الاحتلال الإيراني على لبنان من خلال مواقف أقل ما يقال فيها إنها رمادية تساوي بين الخير والشر، هو لا يخجل من إعلانها، ومن خلال تحالفات مؤذية للبنان واللبنانيين هي نقيض ثوابت صرحنا الذي أعطي له مجد لبنان.

في الخلاصة علينا أولاً أن نحرر أنفسنا من عاهات الانانية والجهل وشوفة الحال، وثانياً الشهادة للحق علناً وتسمية الأشياء بأسمائها، والأهم الاعتراف بعللنا وتشخيص هذه العلل، والعمل على علاجها وإلا من سيء إلى أسوأ.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com