تعليق على مقالة غسان الحجار/ساعة عون وتياره مضبوطة على رزم الأوهام وأحلام اليقظة

الياس بجاني/14 تموز/15

حقيقة إن الدخول في أي نقاش أو جدل أو أي حوار منطقي وعقلاني وموضوعي مع الجنرال عون أو مع أي من أتباعه الذين يرون فيه قديساً وغيبياً “وسابقهم بالتفكير والرؤية” هو أمر لا يجدي ولا ينفع ولا يؤدي إلى أي نتيجة غير القهر ولعن حال المحل والبؤس التي نعيشها في وطن الأرز. لماذا عبثية الجدل مع عون والعونيين؟ لأن الجنرال ومن معه منسلخون 100% عن الواقع وغير عملانيين وغير منطقيين ويتوهمون أنهم هم العالم وكل الباقي “برغش” ويرددون كالببغوات بسبب وبغير سبب لازمات الغباء والجهل ومنها “شو بيفهمومن؟ “ومين معهون”، “وشو بيطلع بايدون”؟ “وهودي جماعة الحريري وجعجع وقابضين”، “بدون كتير تا يوصلوا لفهم الجنرال وغيرو رئيس ما في” وتطول القائمة. فيا عزيزي السيد حجار عبثاً لا تحاول لأن الجماعة “مش هون” وهذه نصيحة من مجرّب ومكوي. أما ساعدتهم التي يتكلمون عنها فهي مضبوطة على أوهام وأحلام يقظة لا أكثر ولا أقل. في هذا السياق هناك دائماً من يستغرب ويسأل، كيف تمكن ويتمكن الجنرال عون من البقاء في موقعه السياسي طوال هذه السنين رغماً عن كل الكوارث التي سببها والحروب العبثية التي خاضها؟ والجواب المختصر الذي نرد دائماً: “إن استمرار الجنرال ليس بسبب نجاحاته وهي معدومة أو بنتيجة تحالفاته، بل لأن البدائل السياسية والقيادية المارونية تحديداً هي أكثر من تعيسة. نعم إنه زمن محل وبؤس ولكنه إلأى نهاية قريبة.

 

لو يضبط “التيار الوطني الحر” ساعاته

غسان حجار/النهار/14 تموز 2015

تحت عنوان “الى غسان حجار: “Sorry” ساعتنا مش عَ ساعتك…”، قرأت في موقع “التيار الوطني الحر”، ردا على مقالتي التي دعوت فيها للعودة الى اتفاق الطائف وتطبيقه بدلا من الذهاب الى المجهول… والقصد منها عودة المسيحيين الى التمسك بالدستور، بدل ان يتحولوا قطّاع طرق ورواد مغامرات غير مدروسة وغير مضمونة النتائج. والدعوة نابعة من اقتناع، أكثر منها ردا على مواقف آنية لمسؤولي التيار تتبدل وفق مزاج رئيسه. ومما جاء في الرد غير الموقع الآتي: “هيدا العقد الإجتماعي يللي مستمّر باتفاق الطائف سقط، لأنو كان اتفاق سوري – سعودي بطربوش أميركي،… وحالياً لا سوريا اليوم متل سوريا 1990، ولا السعودية كذلك، لأنو الدواعش يستطيعون ضرب نظام عبد الوهاب في أي وقت إن أُعطتْ التأشيرة بذلك، ولا أميركا وحدها على الساحة الدولية اليوم مع التغييرات الدولية والإقليمية… فما تواخذنا استاذ حجار، ساعة توقيتنا مش عَ توقيتك، الطائف حالياً ما بقا يصلح… الأنفع للبلد وفق السيد حجار هو تنفيذ بنود الاتفاق (خود وقتك) ثم تقويم حسناته وسيئاته بعد التطبيق بحسب حجار (يعني شي 10 سنين أو اكثر!) فما تواخذنا استاذ حجار، ساعة توقيتنا مش عَ توقيتك، الطائف حالياً ما بقا يصلح..”. هذا الموقف كان الاربعاء الماضي، ومساء الجمعة اطل علينا الوزير جبران باسيل، المرشح لوراثة رئاسة التيار في ايلول المقبل، ليقول في حفل افطار رمضاني اقامه في دارته: “لقاؤنا اليوم هو لقاء التلاقي دائما ونعاهدكم أن هذا الخيار هو سياستنا الدائمة، وكنت دائما أؤكد لكم ان لبنان لا يقسّم ونحن ضد التقسيم، لبنان لا يمكن تقسيمه لأن تداخله السكاني والبشري لا يسمح الا بهجرات جماعية وتفريغ الارض من ناسها لكي ننجز التقسيم وهذا أمر مستحيل ويفقد لبنان قيمته. لذلك أي اتهام لنا هو ليس بمكانه ولا يصح، وكل ما طالبنا به هو اننا نريد تطبيق اتفاق الطائف ودستورنا الذي يقضي باللامركزية الموسعة، ونحن نطالب بكل أخوة ومحبة بتطبيق هذا المفهوم لأنه غير طائفي بل هو وطني ومناطقي”.

وقبله في 20 حزيران الفائت، اعتبر رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون أن القوانين الانتخابية الحالية في لبنان تتعارض مع اتفاق الطائف والدستور اللبناني. وقال خلال استقباله وفدا شعبيا “لقد استغلوا غيابنا عن الساحة فوضعوا قوانين انتخابات، تتعارض مع نصوص الطائف والدستور، وبنوا عليها أكثرية نيابية مسروقة”. مفاد هذا الكلام ان العماد عون لا ينظر الى اتفاق الطائف كعقد اجتماعي سقط بمرور الزمن، أو بتجاوزه من معظم الاطراف. ومثله الوزير باسيل الذي طالب بتطبيق بنوده. اما اعلاميو “التيار” فيبدو انهم لم يضبطوا ساعتهم على ساعة الرابيه. لذا اقول لهم “sorry”.