"أي صلاة يصليها الأسد المجرم البراميلي والكيماوي!!

الياس بجاني

24 أيلول/15

إن مشكلة الإنسان الأولى والأخطر ومنذ اليوم الأول له على الأرض وذلك بعد أن طرده الله من الجنة هي طمعه وحسده ونزعة جنوحه إلى الشر.

الإنسان  هذا وهو كان لا يزال في حضرة الرب خالف وصيته عن سابق تصور وتصميم ورضخ إلى اغواء حواء وسعى بغباء وأنانية إلى أن يعرف الأسرار ليصبح إلها. و

وعندما كان عدد البشر لا يتعدى الأربعة على الأرض وهم أدم وحواء وولديهما هابيل وقايين واحد من هؤلاء الأربعة الذي هو قايين وقع في تجربة الشيطان وقتل أخله هابيل على خلفية الغيرة والطمع والحسد وحب الذات.

إن الإنسان الذي بداخله نزعتي الشر والخير يجنح في أكثر الأحيان نحو نزعة الشر ويتعامى عن الخير خصوصاً عندما يصبح صاحب سلطة ونفوذ وسطوة على الآخرين ويقتني من خيرات الأرض وثرواتها الكثير فيقع في حبائل إبليس ويعبد المال وليس الرب الذي انعم عليه بالحياة وخلق كل شيء.

من سفر التكوين: ((وحدث بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانًا للرب، وقدم هابيل أيضًا من أبكار غنمه من سمانها، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر، فاغتاظ قايين جدًا وسقط وجهه” (سفر التكوين03-05). وكلم قايين هابيل أخاه، وحدث إذ كان في الحقل أن قايين قام علي هابيل أخيه وقتله، فقال الرب لقايين: أين هابيل أخيك؟ فقال: لا أعلم، أحارس أنا لأخي؟‍ فقال: ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض” (سفر التكوين08-10).))

الرئيس السوري بشار الأسد، هذا المجرم والدموي والبراميلي والكيماوي كان اليوم في مسجد من مساجد دمشق يصلي وقد وزعت وكالات الأنباء (الصورة المرفقة) صورة تظهره رافعاً يديه بخشوع ورهبة فيما هو غارق في الصلاة.

نسأل مع كل إنسان عاقل وسوي ويخاف الله ويوم حسابه الأخير، أي صلاة تلك التي تلاها هذا المخلوق الدموي اليوم وإلى أي رب كان يرفع صلاته وهو الذي يتلذذ ويفاخر بقتل أفرد شعبه بمن فيهم الشيوخ والأطفال بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية وبكافة ما في مخازنه من أدوات تدمير؟

إن ما يقوم به هذا الأسد اللاانساني من ارتكابات واجرام وشيطانية هي أعمال غير مسبوقة في التاريخ، حيث أن الحكام من ملوك وأباطرة وغيرهم  منالفاتحين عادة يقتلون من هم من غير شعوبهم وذلك خلال حروبهم والغزوات وحمالات التوسع العسكرية.

إن التاريخ لم يعرف مجرماً بحق ناسه وبلده كالأسد ومن قبله أبيه حافظ الأسد الذي دمر مدينة حماة على رؤوس أهلها وأخفى الآلاف من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين في غياهب سجونه ومعتقلاته البربرية.

مرة أخرى نسأل أي صلاة ممكن أن يتلوها هذا القاتل في هذا اليوم المبارك بالذات؟

هل هو طبقاً للكل المعايير السماوية والإيمانية في وضعية صادقة وصحيحة تجيز له الصلاة؟

لا نعتقد ذلك لأنه ما ترك جريمة إلا وأرتكبها، ولا ترك معصية إلا وأقترفها، ولا ترك مكون من مكونات الخير إلا ونحره.

صحيح أن الله جل جلاله هو أب يسامح ويغفر، إلا أن الأسد وأمثاله وكل من يشاركه أعماله الإجرامية أو يغض الطرف عنها هو قد تخطى كل حدود ومقاييس التسامح وسوف سينال عقابه في أتون جهنم حيث نارها لا تنطفئ ودودها لا يهدأ وعذابها لا نهاية له.

إن صلاة هذا المجرم هي غير صلاة البربرة والأتقياء والذين يخافون الله لأنها رزم من النفاق والدجل والفجور وهكذا صلاة هي شيطانية، ونقطة على السطر.

فلنصلي من أجل أن يحل السلام في وطننا المحتل وفي سوريا المعذبة وفي كل بلدان العالم التي تتعرض للاضطرابات بكافة أنواعها وأشكالها.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com