سرطاننا منا وفينا نحن الموارنة

الياس بجاني/17 تموز/15

علة لبنان في راعي يفترس خرافه ومتكبر ومتعجرف ويعيش آفة ثقافة المؤامرة، وفي قادة يمتلكون احزاب شركات تجارية وعائلية هدفها فقط الربح المادي والسلطوي والأرضي ويرفعون شعارات كاذبة وخادعة وشعبوية تتناول حقوق المسيحيين، في حين أن هم عملياً وواقعاً معاشاً من يصار هذه الحقوق ويغتصبها ويتلاعب فيها ويجيرها للأقرباء والزلم والأتباع من أصهرة وأولاد وغيرهم من ضمن العائلة “الحص ناص” كما هو حال جنرال التعتير والهزائم، الشارد ميشال عون . كما أن العلة الأساس تكمن وفي شرائح من شعبنا غنمية وفاقدة لألف باء الكرامة والبصر والبصيرة. في أسفل مقالة رائعة لبول ناصيف عكاري  نشرتها جريدة النهار نرجو توزيعها لأنها تعري تحديداً تجارنا وكتبتنا الموارنة وطاقم احبارنا الإسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيPhoenicia@hotmail.com

 

الموارنة… الرئاسة… بكركي

بول ناصيف عكاري/النهار/16 تموز 2015

دخل الموارنة زمن النكبة الثالثة. المهم كيف سيَخرجون. أبرز تجلّياتها تكمن في معضلة الفراغ الرئاسيَ الّذي هو عوارض المرض. أساس المرض يكمن في تقاعس أهل الحلّ والربط، مسلمين ومسيحيين، عن الدفاع والمحافظة على الوطن. ارتهنوا للخارج واستزلموا لاله هذه الأرض. أسروا الشعب والضمير، دمّروا المجتمع، ضعضعوا الدين، والكثرة الساحقة من الشعب مشت خلفهم حتّى الثمالة. الموارنة مسؤولون أكثر من غيرهم لأنّهم “أم الصبيّ” الذي تولّدوه على الحريّة والعيش المشترك. نتائج النكبة الثالثة سوف تثبت إذا كانوا على حقّ في استيلاده أو سيُدفّعهم الشركاء ثمن ذلك. انفرط العقد”الطائفيّ – الاجتماعيّ” بين الشّعب وممثّيليه الزّمنيّين والكنسيّين الذي حلّ مكان العقد الاجتماعيّ الوطنيّ بسبب سلطة الوصايّة – المرتهنة أيضاً للإله نفسه – التي رسّخت السياسة الطائفيّة في زمن النكبة الثانية مدمّرة الدولة المدنيّة العادلة. الانفراط حصل عندما نصّبت مجموعة نفسها “الأقوياء” تحت غطاء بكركي وأدخلت الشّعب والبطريرك في لعبتها.. همّهم الأوحد هو الغاء بعضهم البعض للوصول الى السلطة المطلقة إرضاءً لسيّدهم، إله هذه الأرض. لتاريخه، وبعد كلّ ما فعلوه ببعضهم وبشعبهم لم يتجرأ أحدهم على أن يعلن ندمه وتوبته طالباً الغفران… سلوكيّاتهم وأفعالهم هي نقيض وصايا الله والكنيسة. بالنسبة الى حريّتهم فحدّث ولا حرج: تابعون ملحقون مصطفّون وراء الداخل والخارج لا قرار لهم. خانوا الأمانة؛ كثرت الآفات، شاع الطلاق وعائلات كثيرة تفككت واستبيحت الأرض بأموال شيطانيّة آسنة تحت غطائهم. من لا يؤمن بالله لا يؤمن بالأرض… أمّا القوي فهو الحرّ والملتزم الروحيّة المارونيّة فكيف بالمنطق والدين همّ أقوياء؟ الشعب غريب أمره؛ مربوط بالعقد وفيّاً لهم لدرجة الأسرِ والعمى أو كاذب على النّفس لدرجة الدمار. لا عقل ولا وعي في هذه المسألة… لن يتمكّن أحدٌ من هؤلاء الأتباع الانتقال عن قناعة الى معسكر آخر، لأنّه لن يجده أفضل حالاً. فقدوا المحبّة وحرّيّتهم ووَهُنَ إيمانهم وابتعدوا عن الله… كلّ ذلك لارضاء، عن معرفة او غير معرفة، سيّد أسيادهم.

دخلت بكركي في لعبتهم وأخذ البطريرك يصول ويجول في أصقاع الدنيا طالباً حلّ مشكلة لا تعني العالم متنقلاَ من خيبة الى اخرى…لم يُعْطَ شيئاً! ألم تفهم بكركي حتى الآن أنّ الموارنة لا يستطيعون أن يتّكلوا على أحد في الأرض وأنّ ليس لهم غير الله؟ ومن النتائج السلبيّة للنكبة الثانية اصطفاف أكثر المطارنة والرّهبان والمسؤولين الكنسيّين في معسكرَي 8 و 14 آذار؛ ابتعدوا عن الله وخفتت المحّبة في قلوبهم… سابوا رعيّةً متعرّضةً لنكسة تلو نكسة ولاحباط تلو احباط. المرض في لبنان، وبالأخصّ عند الموارنة، والداء في بكركي التي أُعطيت مجد لبنان. ما النفع إذا استكانت العوارض وبقي المرض؟ حان الوقت لقول الحقيقة وإظهار النور للقضاء على اله هذه الأرض. الناس تحبّ الظلمة أكثر من النّور، لأنّ اعمالهم شرّيرة، ولأنّ كلّ من يعمل السيّئات يبغض النور، ولا يأتي الى النور لئلاّ توبّخ أعماله (يو 3/19:20)… الحقيقة ينطق بها حرّ، فأين بكركي من الحرّيّة؟ المطلوب “قرنة شهوان” مسيحيّة مفتوحة تعقد في دير بكركي بمواكبة الشّعب على وقع الصلاة والصوم حيث تتدلى صلبان خشبيّة على صدورهم وإعلان غفرانهم بإنتماء الجسم الكنسيّ الى يوم القيامة حيث المحبّة والمصالحة والغفران. يطلبون من الرّوح المعزّي أن ينوّر جميع القلوب للقضاء على آفة السلطة المطلقة والحقد والإلغاء والإرتهان وكي يكفّ إله هذه الأرض شرّه عن الموارنة ولبنان. يطلبون من الله أن يزرع المحبّة في قلوبهم وأن ينبذوا أنانيّتهم ويغفروا لبعضهم. من طلب بإسم المحبّة يعطى له… عند القضاء على المرض يمكن الاتيان برئيس قويّ.

في أسفل خاطرة ومقالة في نفس الروحية والسياق للمقالة والتعليق في أعلى

 

مبروك الوصول إلى بلوتو لأن المريخ أصبح قريباً منذ زمن.

العميد المتقاعد/خليل حلو/عن صفحته على الفايسبوك

الأميركيون أوصلوا مسباراً فضائياً إلى كوكب “بلوتو” مقصـّرين بذلك المسافات الكونية التي هي ملايين الكيلومترات، كما أنهم وقـّعوا إتفاقاً للحد من قدرات إيران النووية مقصرين بذلك المسافة بين واشنطن وطهران، التي هي آلاف الكيلومترات، وكانوا منذ شهرين تعهدوا لدول الخليج بدعمهم لإستقرارها وتجلى ذلك في دعمهم للسعودية في حرب اليمن، مقصرين بذلك المسافة بين واشنطن والرياض التي هي آلاف الكيلومترات. أما فيما خصـّنا نحن فهناك من يجهد بقوة لتطويل المسافات بين ساحة النجمة والرابية وحارة حريك، وبين مختلف القرى والمدن والمراكز الحزبية اللبنانية كافة، حيث أن أطول مسافة تفصل أي منهما عن بعضهما لا تتعدى بضع عشرات الكيلومترات. إنه فعلاً الإفلاس التام لبعض الطبقة السياسية زائد إهانة العقل البشري اليومية. لبنان لا يستأهل هذا القدر من العقوبات الذاتية. حاسبوا زعمائكم يا جماعة حاسبوهم على نتائج سياساتهم لا على نواياهم، مع التذكير أن هتلر وستالين كانت نواياهما جيدة إلى أقصى الحدود ولكنهما تسببا بمقتل عشرات الملايين من الناس. مبروك الوصول إلى بلوتو لأن المريخ أصبح قريباً منذ زمن.

 

حقوق المسيحيين

إيلـي فــواز/لبنان الآن/15 تموز/15

حفوق المسيحيين أصبحت فجأة حديث الساعة. الناس في لقاءاتها، والشارع في دردشاته، كما الإعلام في تغطيته لشغب العونيين وصراخهم من على المنابر، الجميع يتحدثون عن “حقوق المسيحيين” المسلوبة، حتى ليخال الذي يستمع لميشال عون او لصهره جبران باسيل او لجمهرة الملحقين من قياداته، ان المسيحيين يُنحَرون على عتبات بيوتهم، او يُجبَرون على دفع “الجزية” لتيار المستقبل، او يُمنعَون من الصلاة في كنائسهم، او يجبرون على السير على “الشمال” للتأكيد على “ذمّيتهم”. هذا التوتر لا شك مفتعل من قبل عون. وهو مدفوع اليه من قبل حلفائه، بما انه على علاقة مباشرة بالصراع القائم في المنطقة. حملة عون ليس لها أي علاقة بحقوق المسيحيين، لأن ما يريده المسيحيون – والأمل أنهم أكثرية- من لبنان هو استقرار سياسي وأمني، واقتصاد منتعش وحريات عامة مصانة. وفي كلّ ذلك فإن المنطقي، وبعكس توجهات زعيم التيار العوني، ان يكون حليف المسيحيين الطبيعي تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، لا حزب الله.

لذا حملة عون على تيار المستقبل واتهامه بأنه داعشي إنما جزء من الحرب التي تقودها إيران في المنطقة ضد العرب والسنّة تحديداً. يتشدّد عون ضد مواطنيه السنّة في الوطن على أساس أن الآتي من الأيام – حسب تحليله – ستشهد لانتصار إيراني موصوف بعد الاتفاق النووي وتقارب طهران مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبالتالي استسلام عربي سنّي لواقع الحال. عون، حليف حزب الله وإيران، وحليف بشار الأسد والحوثيين والحشد الشعبي، وحليف القمع السوري والعراقي واليمني، يريد أن يصبح ببساطة رئيساً للجمهورية من دون أن يكون للفريق الآخر في لبنان السنّي تحديداً المعادي للنهج الذي تقوده إيران، أي رأي في هذا الأمر. فأي اعتراض من قبل تيار المستقبل او الجمهور السنّي على عون رئيساً يوضع تلقائياً في خانة التعدي وهدر حقوق المسيحيين.

المشكلة أن عون يبني على انتصار ايران في المنطقة، ويتجاهل ثلاثة أمور أساسية تعترض مطالبه في قضية “حقوق المسيحيين”. أولهم داخلي يتجلى بتضاءل اعداد المسيحيين بشكل دراماتيكي، بعد محطات ثلاث قضت بتهجيرهم إبان الحرب الاهلية، وأيام الوصاية السورية، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كل الارقام تدل على ان عديدهم لا يتخطى 27 بالمئة من المقيمين اللبنانيين، ما يعني حكما انه في اي استحقاق انتخابي وفي مناطق كانت مختلطة قبل الحرب الأهلية، كلمة الفصل ستكون للمسلمين. وهذا امر لا يمكن تغييره، لا بقانون ارثوذكسي او غيره، لأنه عندها يكون عون يجنح نحو فرض ديكتاتورية الاقليات على الاكثرية. وهذا لا يمكن ان يمر. هذه المشكلة لا حل لها إلا بتقبّل عون ومن معه الواقع الديمغرافي المستجد، وبالتالي التكيف معه والتقاط مبادرات الرئيس سعد الحريري الذي ما انفك يطالب بالعيش المشترك ويطلق مبادرات تطمئن الوجود المسيحي القلق. الأمر الثاني الدي يتجاهله عون عن قصد او عن جهل، هو الوضع الاقليمي الذي يشهد لحرب سنية شيعية، او ايرانية عربية، يرجح ان تتمد لسنوات، خاصة وان الرئيس اوباما رفع العقوبات عن قاسم سليماني قائد الحرس الثوري من ضمن بنود الاتفاق النووي. وفي حين ايران تريد فرض هيمنتها على المناطق العربية خاصة تلك التي فيها سكان شيعة كما لبنان او العراق، يحاول العرب رد هذه الهيمنة عنهم. وبين هذه و تلك لا مكان للأقليات سوى بقدرتها على الالتصاق بمحيطها لا التمرد عليه. ثالث أمر يتجاهله عون هو عدم اكتراث الأميركيين يمصير الاقليات في العالم العربي. فالمسيحيون في العراق ذبحوا على مرأى و مسمع بول بريمر من دون اعتراض. لا بل هناك اكثرية سنّية تباد في سوريا بموافقة الرئيس اوباما، فما بالك بالمسيحيين؟ وفي غمرة الفوران العوني هذا، قد يتحسر المسيحيون على اتفاق الطائف وراعيه. فعون يراهن على انتصار ايران، وهو امر صار شبه مستحيل كما يشي به الواقع على الارض. ففي سوريا بات بشار الاسد وكل من معه يحتمون وراء الخطوط الحمر المرسومة من قبل ادارة الرئيس اوباما للثوار، والتي تمتد ما بين الشام والساحل. في العراق وقبل تدخل الاميركيين لصالح سليماني، تم تقدير خسائر ايران في تكريت بـ6000 الاف عنصر. في اليمن قضي على كل خطر يمكن ان يهدد امن الخليج القومي، لا بل توقف المد الحوثيي المدعوم ايرانياً. انتصار ايران اسطورة. وحدهم الجهال قد يبنون عليها لرسم استراتيجية سياسية. هي ببساطة وصفة للانتحار.