القمة الروحية المسيحية: فشل مستمر لرمادية سيدنا الراعي ولذمية الأحبار الذين يُغفلون المرض ويتلهون بالأعراض

الياس بجاني/31 آب/15

بما أن المشكل الأساس والمرض السرطاني المستفحل الذي هو احتلال إيران للبنان عن طريق جيشها المحلي والإرهابي والمذهبي والغزواتي، المسمى حزب الله، لم يتم التطرق له لا من قريب ولا من بعيد في البيان الختامي للقمة الروحية المسيحية التي عقدت اليوم في صرحنا البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان وبرئاسة سيدنا البطريرك الراعي، فإن المقررات الرمادية والفاترة التي صدرت لا قيمة عملية لها ولا مفاعيل ولا إمكانية لصرفها أو التصرف بها.

كما أن غياب القيادات الروحية السنية والشيعية والدرزية والعلوية المفاجئ عن اللقاء والذي كان من المفترض أن يعقد تحت مسمى قمة روحية وليس فقط قمة روحية مسيحية يبين بوضوح أن المقامات الدينية كافة هي عملياً وواقعاً ملموساً ومعاشاً غير مستقلة في قراراتها وأن مرجعياتها للأسف هي سياسية.

نشير هنا وإحقاقاً للحق إلى أن المرجعية الدينية اللبنانية الوحيدة التي كانت تاريخياً غير مستتبعة أو تابعة لمرجعيات سياسية أو حكومية هي مرجعيتنا المارونية الروحية الممثلة ببطريركنا، ولكن هذا النعمة فُقدت مع بداية حبرية سيدنا الراعي.

في المفهوم الكنسي الروحي والإيماني إنه من واجب رسل المسيح، أي رجال الدين، وهم المفترض أنهم أصحاب دعوة لاهوتية مقدسية، المفترض أن يشهدوا للحق دون تقية أو ذمية وبشجاعة ودون مسايرة لمقامات الناس أو حسابات شخصية ومفضلين عن قناعة الأبواب الضيقة على الأبواب الواسعة، لا أن يتصرفوا بمفاهيم ومعايير ترابية كالسياسيين ويُغفلون عن سابق تصور وتصميم أن مملكتهم ليست من هذه الأرض.

في الخلاصة، مرة أخرى وللأسف يغييب القادة الروحيون المسيحيون رسالتهم والدعوة عن خطابهم ومقارباتهم ومواقفهم ويتعامون عن المرض الأساس، الذي هو احتلال إيران للبنان، ويتلهون بالأعراض.

ولهذا السبب الجوهري ولكل متفرعاته فهم فشلوا في السابق وسوف يستمرون في الفشل لأنهم كالكتبة والفريسيين وتجار الهيكل لا يُعطون ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

نصلي من أجل أن يُنعم الله على وطننا الحبيب لبنان برجال دين يخافون الله ويوم حسابه الأخير ويؤمنون حقاً وممارساتً وقولاً وفكراً وضميرياً ووجدناً بقدسية دعوتهم الكهنوتية.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com