ميشال عون انتهى ممراً، وأحمد الأسير سجيناً

الياس بجاني/15 آب/15

إن نهاية كل رخيص ومأجور وأداة وغبي في السياسة وموهوم ومهووس ديني هي نهاية معروفة وحتمية، ولنا اليوم في نهاية دور أحمد الأسير الإستخبارتية بامتياز خير مثال يحتذى به.

أحمد الأسير، هذا الرجل السيكوباثي والأداة الذي تمت صناعته على عجل لخدمة أغراض وأهداف صانعيه ومنهم حزب الله تحديداً كان مجرد أداة، وأداة بشعة في خطابه وطروحاتها والشعبوية المسرحية والغباء.

دوره كان باختصار إيجاد عصبية مذهبية سنية فاقعة تبرر استمرارية حزب الله وبقاء سلاحه وخطابه المذهبي ودويلاته ونفاق شعارات التحرير والمقاومة والممانعة التي رفعها زوراً ولا يزال.

فإن بعقل منفتح عدنا إلى كل تفاصيل وأسرار العملية العسكرية في عبرا التي قضت على دور الأسير "المعسكر" بعد أن أدى ما كان مطلوباً منه، وعلمنا كيف سُمِّح له بالهرب السهل، وراجعنا الأشرطة التلفزيونية التي صورت المعارك الدموية ومن هم المنفذون، ودققنا في هوية ومرجعية من بارك وغطى العملية، تكتمل الصورة وتنكشف كل الحقائق.

والآن على ما يبدو تقرر إنهاء دوره كلياً وطريقة الاعتقال المسرحية أيضاً تبين تماماً أن هناك من أوقع به وسلمه.

المسرحية الجديدة هذه تأتي مع بداية تغير وتبدل الوضع والأدوار في سوريا، وقد رافق عملية اعتقال الأسير اغتيال ضابط سوري كبير أمس من قادة الجيش السوري الحر في عرسال، وبالطبع التزامن بين العمليتين له مداليل كثيرة خصوصاً وأنها ترافقت مع نشر تقارير في مواقع استخبارتية إسرائيلية منها موقع دبيكة الألكتروني عن بدأ حزب الله سحب مقاتليه من سوريا.

إن أمثال الأسير، هذا المهووس والغبي من المتاجرين بالدين وبالقيم الإنسانية وبكل ما هو احترام للذات والأوطان هم كثر، ودائماً تكون نهايتهم مع نهاية أدوارهم من قبل من اخترهم وأوجدهم وسوّق لهم.

إن من واجد الأسير معروف، ومن سوق له معروف، ومن موله معروف، ومن استفاد من جنونه معروف، ومن أنهى دوره عسكرياً معروف وموثق أيضاً.

وبالتأكيد إن للمتابعين عن قرب لهكذا مسرحيات وأدوار وأدوات يد طولى وقادرة ونافذة في تحديد مصير ونهايات الأدوات. من هؤلاء المتابعين تحديداً نذكر اللواء ابراهيم عباس الذي يتولى التحقيق مع الأسير شخصياً.

في الخلاصة إن الأداة تبقى أداة مهما كبرت ومهما تم اصطناعياً تكبير دورها وعُظِّم حجمها ونُفخ البخار في جماجمها التي هي أصلاً فارغة من غير الغباء والفجع ومركبات العظمة والأوهام.

فيا ليت بعض المنفوخين نفخاً بمنافخ المال النظيف الملالوي، والمحشوين حشواً بدجل ونفاق شعارات المقاومة والمطالبين كذباً بحقوق المسيحيين وتحدياً من السياسيين الموارنة وفي مقدمهم الشارد ميشال عون، يا ليتهم قبل فوات الأوان يعون هذه الحقائق ويدركون أنهم في الحسابات الكبيرة هم صفر كبير.

وفي هذا السياق ها هو السيد حسن نصرالله يُحول البطل الوهمي والدونكيشوتي ميشال عون إلى ممر، نعم مجرد ممر كما جاء في خطابه أمس. ممر، يعني مداس لأن دور عون الأداة شارف على نهاياته ولم يعد عنده ما يقدمه لمحور الشر الذي استعمله واستعمله تماماً كما استعمل أحمد الأسير وقبلهما كثر.

أما الصهر جبران هذا المخلوق الانتهازي والفجعان والمعقد والفاقد لكل مقومات الإيمان والوطنية، ونحن نعتقد أنه هو شخصياً من أوقع عمه عون بكل ما هو فيه منذ العام 2005، جبران هذا هو أيضاً أداة أقل من صغيرة وأقل من ممر وعندما ينتهي دوره، وكما انتهى دور الأسير، سوف يُقرر المخرج ومشغله نوعية وشكل ومشهدية إسدال الستار على دوره الكومبارسي.

يبقى أن عملية وتوقيت ومشهدية ونوعية التخلص من الأدوات يقررها دائما المُشغل.

ترى هل يتعظ ويتوب ويعود إلى الوطن اللبناني المقدس قادتنا الموارنة تحديداً وفي مقدمهم الإسخريوتي ميشال عون ويخافون الله ويوم حسابه بما تقترفه أيديهم الملوثة بدمنا وبكل قاذورات العفن والجبن والخيانة؟

نتمنى هذا الأمر ونصلي من أجل حدوثه.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com