فجع عون الرئاسي، هل له سقوف أو حدود أو ضوابط

الياس بجاني/19 شباط/15

 

إن ذكر التاريخ اللبناني الجنرال ميشال عون الساقط في كل تجارب الكرسي والأوهام الرئاسية، فهو بالتأكيد لن يذكره إلا كنموذج فج وشاذ للفجع والهوس الرئاسي والسلطوي على خلفيات غرائزية وإسخريوتية وملجمية وطروادية صرفة..

لم يعد خافياً ولا محجوباً حتى على العميان منظر هذا الرجل “الفجعان” للسلطة وتحديداً للكرسي المخلع في بعبدا وهو يلهث وراء اوهامه.

منظر مقزز ومرّضي يتكرر يومياً بتعري ما بعده تعري، وبتلون حربائي غير مسبوق لكل من له كلمة أو تأثير في أمر انتخابات الرئاسة أكان في لبنان أو خارجه.

الرجل بات أسيراً لهذا الفجع الوهم وهو من أجله يُبدل جلده ولسانه ورقبته غب الطلب لاحساً دون خجل أو وجل كل مواقفه وعنترياته “الفوق وتحت الزنار”.

عداوة للنظام السوري “وبعد في راس الأسد ما كسرناه”، ومن ثم الانبطاح على أقدام بشار الأسد ولحس كل كلامه.

مواقف نارية ضد حزب الله ومعارضة احتلاله للبنان وكتب صفراء وزرقاء وحمراء، ومن ثم عقد زواج متعة معه.

مهاجمة الوهابية واعتبارها شر مستطير، ومن ثم تملق لحكام السعودية وتعازي وإشادات.

براء مستحيل لتيار الحريري ونعوت “وتيكت ون وي” ومن ثم قبلات وعناق وهدايا وعشوات ومجاملات ووعود.

خصام وحقد وتعديات وقلة تهذيب وحروب مع القوات اللبنانية والدكتور جعجع، ومن ثم فجأة غرام وهيام وحوار وتهذيب ومعايدات “وبدنا رضا الحكيم”.

رفع شعارات الحرية والسيادة والاستقلال، ومن ثم تغطية للمحتل الإيراني ولحروبه وغزواته ودويلاته وسلاحه على حساب السيادة والحرية والاستقلال.

قائداً للجيش اللبناني ورئيساً للوزراء وبطل تحرير ورتبة جنرال، ومن ثم ملحقاً ومقطوراً بحزب الله برتبة جندي في جيش ولاية الفقيه.

وتطول وتطول قائمة التلون والتبدل والحربائية، وكله بيهون وبيمشي حاله في سبيل وهم الكرسي.

السؤال وحال الرجل على ما هو عليه من ضياع وفجع واحلام يقظة وأوهام وتعري، هل هناك أي شيء هو غير مستعد لعمله من أجل الوصول إلى كرسي بعبدا؟

الجواب بالتأكيد لا، هو على استعداد لعمل أي شيء وكل شيء، وهنا تكمن الكارثة التي ابتلى بها الموارنة واللبنانيين.

ولأن عون فقد بمفهومنا الإيماني والوطني نفسه، نختم بقول السيد المسيح: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”؟

 

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

Phoenicia@hotmail.com