ملاحظات على خطاب السيد نصرالله المعادي للبنان وللعرب كافة

الياس بجاني/28 آذار/15

 

لا يمكن وصف خطاب السيد حسن نصرالله أمس إلا برزمة من الكذب والنفاق والتحريض والاستخفاف بعقول وذكاء ومعرفة اللبنانيين والعرب وكل من يتابع أحداث الشرق الأوسط.

خلاصة كل معلقته العكاظية والجحودية والشوارعية والببغائية في خطاب الخيبة أمس كانت تهدف فقط وفقط لتبرير مبطن وحربائي يبين عملياً وقدرات عن عجز إيران التدخل عسكرياً في اليمن في مواجهة عملية عاصفة الحزم. من هنا جهد السيد في رسم صورة ملائكية لنظام الملالي المنزهين كما ادعى عن التدخل في شؤون وشجون الدول العربية حيث أدعى باطلاً أنه في كل مرة تدخلت إيران كان تدخلها لنجدة المظلومين والفقراء ليس إلا.

في الوضع اللبناني كل ما قاله السيد كان كذباً فاضح وتحريفاً موصوفاً للحقائق كافة. في حين أن الواقع المعاش على الأرض يؤكد كبه وذلك بدءاً من تعطيل انتخاب الرئيس وشل وتطيل عمل مجلسي النواب والوزراء، وتشريع الحدود، والحرب في سوريا، والسلاح المتفلت، والمربعات الأمنية، والغزوات، والسرقات، والتهريب على أنواعه، والتشبيح، والخوات، وتبيض الأموال، وسرقة ومصادرة الأراضي، واللعب بالديموغرافيا والجغرافيا، وكل أنواع المتاجرة بالممنوعات، ومصانع الكوبتاكون والأدوية المزورة، وتفريخ للزعران والقتلة تحت مسمى سرايا الدفاع ، وليس انتهاءً بأخذ طائفة بأكملها رهينة بالقوة والترهيب والتمذهب وتحويلها إلى معسكر وعسكر في خدمة مشروع إيران التوسعي والإمبراطوري والتضحية بشبابها في حروب إيران العبثية في سوريا والعراق والكثير من البلدان.

في سياق آخر تابع السيد تهجمه على المحكمة الدولية رافضاً تسليم المجرمين المطلوبين من قبلها وهم أعضاء بارزين في حزبه وهذا ما قاله حرفياً: ” “وأما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية وما قيل ويقال على منابرها فالكل في لبنان والعلم يعرف أننا قبل سنوات تحدثنا بوضوح وأعلنا موقفاً واضحاً وحازماً ونهائياً من موضوع أصل المحكمة وتركيبة المحكمة وأهداف المحكمة وأداء المحكمة وقوانين المحكمة ونتائج المحكمة، وهذا محسوم بالنسبة لنا، ولذلك لا يعنينا ما يجري في هذه المحكمة وإن كان قد تابع اللبنانيون الشهادات المطولة وسمعوا الكثير من القصص ولم يلحظوا حتى الآن أي كلام له قيمة قانونية”.

كما سفه جريمة منع إيران عن طريق الإرهاب والبلطجة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وهذا ما تبجح به من أكاذيب: “أنتم تعرفون أن الذي يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان هي السعودية. لماذا تحملون إيران التي لا علاقة لها بهذا الملف لا من قريب ولا من بعيد بالانتخابات الرئاسية اللبنانية. نحن نقرر ونحن ننتخب ونحن نحدد ولا يملي أحد علينا شيئاً لا من أصدقائنا ولا من غير أصدقائنا. اذهبوا أولا فليصبح قراركم ملك أيديكم دون أن تصغوا إلى فيتو من هنا وفيتو من هناك. حينئذ يمكن أن تصل الانتخابات الرئاسية في لبنان إلى خاتمتها الطبيعية والمنطقية

نشير هنا إلى أن التلحف الإيراني بغباء ونرسيسية وكفر وزبائنية ميشال عون وأقرانه من المزتزقة المحليين فهذا أيضاً يأتي ضمن مخطط تفتيت لبنان وزرع العملاء من أمثاله بعد خصيهم وطنياً وسياسياً في مواقع السلطة كونهم مجرد أتباع وأدوات ليس إلا.

وكعادته زايد السيد بقضية فلسطين ونصب نفسه وإيران معه حماة لها واتهم العرب بالتقصير والخيانة وهذا ما تقيأ به من كفر: “ولكن المؤلم أننا على مدى عقود نحن في فلسطين وشعوب المنطقة التي تعيش في جوار فلسطين وتكابد منذ 1948 إلى اليوم معاناة ومصائب وجود الكيان الإسرائيلي في فلسطين لم تهب علينا لا عاصفة حزم ولا نسمة حزم، كنا نحلم بنسمة عربية من هذا النوع، للأسف الشديد لم يحصل شيء من هذا”.

اقسم نصرالله اليمن باطلاً على أن عدد الإيرانيين في سوريا لا يزيد عن الخمسين. في أسفل رابط لتقرير نشر اليوم يبين نفاق قسمه والتقرير هذا يوثق بالصور والأسماء أكثر من 50 إيرانياً قتلوا في سوريا.

اضغط هنا لدخول صفحة التقرير المصور على موقعنا الألكتروني (سوريون يوثقون مقتل أكثر من 50 إيراني في سوريا بالصور والأسماء)

http://eliasbejjaninews.com/2015/03/28/%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%AB%D9%82%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%AA/

نرى جدياً أنه لم يكن من داعي مطلقاً لخطاب السيد نصرالله أمس وفي هذا الوقت بالذات ولهذا كان مجمل ما قاله غير ذي معنى أو قيمة ومسطح ومكرر وعدائي بامتياز ومتناقض مع كل خطاباته السابقة وتدخلاً سافراً في شؤون دول عربية يعمل فيها حوالي النصف مليون لبناني.

ما يغيب عن فكر البعض أن السيد نصرالله لا صفة قانونية أو رسمية له في لبنان. فلا هو نائب ولا وزير ولا موظف حكومي، وبالتالي إطلالته أمس لتناول أمر عربي وإقليمي مهم ليس من صلاحياته.

طبقاً للقانون اللبناني السيد غير ذي الصفة قد تدخل بعدائية وعدوانية بشؤون دول عربية صديقة واعتدى على أنظمتها وحرض شعوبها على حكامها.

هاجم السعودية وحكامها من موقعه الإيراني وليس اللبناني ويجب قانوناً أن ينظر إلى كلامه على أنه جرماً وبالتالي من واجب المدعي العام اللبناني اعتباره بلاغاً رسمياً، واستدعائه والتحقيق معه واخضاعه للقوانين المرعية الشأن.

دافع عن إيران ونظامها وعن تعدياتها وتدخلاتها وعن مشروعها المذهبي والإرهابي والتوسعي وذلك على حساب أنظمة وقوانين ودساتير كل الدول العربية عموماً واللبنانية منها تحديداً وتصرف عملياً كمحامي إيراني قلباً وقالباً وخطاباً.

حاول إظهار إيران على غير حقيقتها الدكتاتورية والشمولية والدموية والغزواتية  والمذهبية مدعياً باطلاً أنها دولة ديمقراطية يحمها القانون وينعم شعبها فيها بالحريات والعيش الكريم وهذا نفاق وتزوير للحقائق.

عارض تدخل السعودية وباقي الدول التي تشاركها حلف عاصفة الحزم مدعياً أن لا إثباتات أن في اليمن خطراً يهدد الأمن السعودي، في حين هو برر لحزبه ولإيران ولا يزال ما حرمه ويحرمه على السعودية وغيرها من الدول من خلال تدخله في سوريا ومشاركة المجرم الأسد والميليشيات العراقية والأفغانية والحرس الثوري الإيراني في قتل وتهجير الشعب السوري.

اعتبر أن إيران دولة مسالمة لا أطماع لها وهي تحترم الدول الأخرى وتعامى عن عنجهية حكامها وعن تصريحاتهم المتكررة حول سيطرتهم على 4 عواصم عربية وعن حلم الإمبراطورية الفارسية التي أمست عاصمتها بغداد طبقاً لتصريح مستشار الرئيس الإيراني.

اعتبر أن الحكام العرب وأنظمتهم هم “تنابل” وهذا وصف ينم عن حقد دفين ضد العرب حكاماً وشعوباً .

حتى محمود عباس الرئيس الفلسطيني لم يفلت من هجوم وانتقادات نصرالله وزايد عليه فلسطينياً.

عملياً وواقعاً حزب الله جيش إيراني لا لبناني ولا عربي ولا حتى مسلم شمولي كونه مذهبي واسمه المقاومة الإسلامية وليس اللبنانية وهذا ما حاول نصرالله أمس نكرانه دون أن ينجح.

تباهى نصرالله بنصره عام 2006 على إسرائيل في حين واقعاً وارقاماً حزب الله لم ينتصر في تلك الحرب بل خسر وخسر معه لبنان. أما إذا كان الانتصار هو فقط بقاء من سكنوا في الجحور وعاشوا فيها حتى نهاية الحرب ثم خرجوا رافعين علامات النصر، فبؤس هكذا انتصار. السؤال هو: أين هو موقع مقولة” لو كنت أعلم” من هذا الانتصار الوهمي!.

على عكس ما ادعاه نصرالله فإن حزب الله يحتل لبنان باعتراف الإيرانيين أنفسهم وإن كان لا يحتله فكيف تكون حدود إيران وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط ووأمست على حدود إسرائيل كما يقول الخطاب الإيراني الرسمي؟

كل كذب نصرالله أمس يفضحه ويعريه كلام المسؤولين الإيرانيين من عسكر وملالي ورسميين. فكيف تكون إيران لا تتدخل في شؤون الدول العربية وتحتل لبنان وسوريا والعاراق وقسم كبير من اليمن، وكل هؤلاء القادة يؤكدون أن بلادهم تسيطر على 4 عواصم عربية وبإمكانها ضم عمان لهم بسهولة؟

في الخلاصة إن الله يمهل ولا يهمل وأن نهاية كل ظلم ومتجبر وغازي هي الإنكسار والخيبة.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com