وماذا عن فظائع سجون حزب الله وتلك الواقعة تحت هيمنته

الياس بجاني/22 حزيران/15

حقيقة معاشة يعرفها كل لبناني دخل سجن أو مخفر من سجون ومخافر لبنان ومعه كل أهله، وأيضاً يدركها كل متعامل مع الجسم القضائي والعسكري والأمني، وهي حقيقة مفادها أن إهانة كرامة الموقوف أو السجين وحرمانه من حقوقه وضربه وتعذيبه هي ممارسات يومية ومستمرة في غالبية مخافر وسجون ومحاكم لبنان، والأسوأ  والأكثر وحشية وظلماً منها يتم على مدار الساعة في كل مواقع الدولة الأمنية والقضائية التي هي تحديداً تحت نفوذ وسلطة مخابرات الجيش والمحكمة العسكرية الممسوكتان كلياً من قبل حزب الله الإرهابي ومن جماعته من المرتزقة والمأجورين.

أن ما شاهدناه من فظائع إنسانية في الفيديوهات المسربة لأهداف فتنوية عن التعذيب في سجن رومية هي جداً عادية طبقاً للمعايير اللاقانونية واللاانسانية واللاأخلاقية التي تطبق للأسف على مدار الساعة في غالبية السجون والمخافر اللبنانية، ولو بنسب متفاوتة ومختلفة.

نعتقد إن الأهداف الحقيقية من وراء تسريب فيديوهات ممارسات التعذيب في سجن رومية هي غير بريئة، كونها ممارسات جرت في ظروف معينة وغير اعتيادية ومنذ مدة غير قصيرة. نرى بالتحليل والمنطق أنها أهداف فتنوية تخدم أجندات حزب الله تحديداً لجهة تسعير الصراع السني الشيعي، والتعمية عن خسائر الحزب البشرية الكبيرة في سوريا، والأهم احتواء الثورة داخل بيئته التي هي تتعاظم يوماً بعد يوم وتقوى وتشتد وتتوسع أكثر وأكثر مع عودة النعوش من ساحات الحرب السورية.

ولأن الحزب مهيمن على الدولة وعلى مؤسساتها وممسك ب 90% من وسائل الإعلام اللبنانية فقد حققت عملية تسريب الفيديوهات وفي هذا الوقت بالتحديد أغراضها وأهدافها الفتنوية بامتياز والرابح منها هو فقط الحزب وراعيته دولة الملالي.

بالطبع إن ما أظهرته الفيديوهات هي أعمال مستنكرة ومدانة ومن واجب القيمين على الوضعين القضائي والأمني في لبنان التعامل معها طبقاً للقوانين المرعية الشأن والتأكد من عدم تكرارها ومعاقبة مرتكبيها ومن أمرهم ومن حماهم ولا يزال يحميهم. 

ومهم جداً أن لا يُسمح لحزب الله أن يرفع المرتكبين هؤلاء إلى مصاف القديسين كما فعل مع المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

نسأل هل من يعرف ماذا يدور في سجون حزب الله، وكيف يتم التعامل مع المساكين والضحايا الذين يقعون في شباك نصرالله وقاسم ورعد ومرتزقتهم وجلهم من المعارضين لولاية فقيههم ومن داخل بيئتهم نفسها؟

ونسأل لماذا كل المسؤولين والسياسيين ورجال الدين في وطننا الأم، لبنان، بلعوا ألسنتهم ولم يحملوا لواء قضية الشقيقتان آمال ومنى شمص وهما علنية كشفتا مؤخراً وبجرأة عن واقع ووجود سجون حزب الله ووصفوها بدقة؟

ضميرياً وإيمانياً وأخلاقياً، انه لا مصداقية لأي مسؤول أو ناشط أو سياسي أو رجل دين لا يرى إلا بعين واحدة، فيما عينه الثانية مغلقة بشكل إرادي وانتقائي وتتعامى عما تراه، كما هو حال الساكتين عن سجون حزب الله وعن الإجرام والفظائع التي تتم بداخلها.

كما أن السكوت عن كل ما يمارسه القيمين على مخابرات الجيش وعن كل حواشي المحكمة العسكرية من انتهاكات قضائية مشينة هو عمل إجرامي بامتياز.

في الخلاصة، إن ما تم في سجن رومية مع السجناء الإسلاميين بالتأكيد هو جريمة إنسانية وهي مستنكرة ويجب محاسبة مرتكبيها عملاً بالأحكام والقوانين المرعية الشأن، ولكن  إنصافا للحق فإن همروجة الانتقادات الحالية يجب أن تشمل أيضاً وبقوة واقع سجون حزب الله وكل الممارسات الوحشية التي تقوم بها مخابرات الجيش، وأيضاً كل أحكام المحكمة العسكرية الظلمة والانتقائية واللاقانيونية، وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com