المسيح قام حقاً قام، لبنان تحرر حقاً تحرر

الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

في ظل ظروف حياتية جرداء، وأمنية سوداء، تعرض لها وطن الأرز والقداسات على مدار تسعة وعشرين سنة عجاف، عانى أهلنا المؤمنون شتى أنواع القمع والاضطهاد، القهر والإفقار، والتهجير والهجران.

لم يفقدوا الأمل للحظةٍ، ولا خاب يوماً لهم رجاء في صيرورة قيامة الوطن من محنته وحتمية انتصار إيمانهم وثبات عزيمتهم على الباطل.

بالصمود نحروا رقاب الكتبة والفريسيين والطرواديين، وبشفرة حسام الحق الحادة ردوا الغزاة على أعقابهم، وبالإيمان الراسخ أضاؤا مشاعل الحق فنصروه وانتصروا له.

طوال سنين الكارثة تعبدوا بخشوع إلى أبيهم السماوي وتضرعوا، رافعين الصلوات دون ملل أو كلل، وبمشيئته تعالى قبلوا الامتحان التجربة، فنجحوا وخلصوا الوطن.

تحملوا العذابات برسوخ وشموخ، مثابرين طالبين من المصلوب أن يُنزل الوطن عن صليب المعاناة والاحتلال، فأعتقهم من هيمنة حُكام دنسوا المقدسات وبالكرامات كفروا. حُكام باعوا الوطن وإنسانه وتقاسموا الرداء وبايعوا الغرباء أرضاً وعرضاً وشرفاً.

انعم باستجابة السماء للضراعات والصلوات، وها هو ليل العذاب الطويل إلى أفول، وشمس الحرية إلى بزوغ.  فالله  أمهل وما أهمل وفي النهاية ما صح إلا الصحيح.

في ذكرى صلب المعلم الأب السماوي نرفع الصلاة والتراتيل للقيامة من موت كُسرت شوكته، ولإرتقاء وخلاص روحاني أبدي يُعطى للمناضلين الإبرار.

نعاهد المخلص كما أجدادنا الأشاوس عاهدوه على صون عزة وكرامة وطن الرسالة والحرف الذي اجترح فيه أولى عجائبه يوم حول الماء إلى خمر في عرس قانا، الوطن الذي شفى ابنته الكنعانية وباركه وقدس ترابه هو وأمه البتول والرسل، الوطن الذي كان ولا يزال مهداً للحضارة ومُهدياً للبشارة.

نتقدم من أهلنا ورعاتنا وقادتنا ومفكرينا والمقاومين، أينما وجدوا، وبكنف أي بلد انتشاري كانوا، بأحر التهاني القلبية بمناسبتي ذكرى قيامة السيد المسيح من القبر وانتصاره على الموت، وعلى قيامة لبنان الحرية والسيادة والاستقلال من قبر الاحتلال السوري البعثي وتحطيم قيود العبودية بمطارق الحرية وسواعد شبابنا وفكرهم النير.

نحيي شباب وطننا الأشاوس الذين بإيمانهم القوي ونضالهم الدؤوب حملوا بعناد وفروسية مشعل التحرير والتحرر، فتمكنوا بعد مسيرة نضال طويل وشاق من دحرجة الحجر عن القبر المظلم الذي توهم المحتل وأدواته من الزنادقة أنهم دفنوا فيه وطن الإبداع وأهله.

نحيي أبطال "ثورة الأرز" وقادتها الأشراف في الوطن وبلاد الانتشار، وننحني بخشوع مع كل واجبات العرفان بالجميل أمام ذكرى الشهداء الأبرار من أهلنا الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح الوطن لنعيش مرفوعي الرأس ونصون هويتنا والجذور.

وبكل اعتزاز وفخر نقول لشهدائنا الأحياء الأموات المعتقلين اعتباطاً في سجون البعث السوري، ولكل مُبعد عن الوطن من شبابنا رغماً عن إرادته، نقول لهم بصوت صارخ إن لبنان لن ينساكم ولن ينسى تضحياتكم وفرحة ثوار الأرز السلمية والحضارية لن تكتمل إلا بعودتكم إلى كنف الوطن معززين مكرمين.

المسيح قام، حقاً قام، لبنان تحرر حقاً تحرر.

27/3/2005