رد على مقالة "لا تدعونا نترحم على أميل لحّود" بقلم خير الله خير الله المنشورة  على موقع ايلاف الألكتروني بتاريخ 8 تشرين الثاني 2005

إضغط هنا لقراءة المقالة: تدعونا نترحم على أميل لحّود/الثلائاء 8 نوفمبر ايلاف/بقلم خيرالله خيرالله

=====================================================

للكتابة آداب وللمخاطبة أخلاق الخروج عن دوائرها فضيحة

بقلم/الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

نقول للصحافي الفاضل خيرالله خيرالله إن للكتابة آداب وللمخاطبة أخلاق الخروج عن دوائرها فضيحة. ونسأله من يكون هو حجماً ومعرفة وشعبية بالنسبة إلى قائد وجنرال وسياسي فذ وعظيم عبَّر الشعب اللبناني بأكثرية ساحقة عن محبته له حتى يناديه بالأستاذ؟

 

ولماذا يُبين هذا الحقد الكامن في مطاوي صدره طالما لحرية الرأي بيارق في أمتنا؟

 

ألا يجرح شعور الذين يقدرون شخصية الجنرال ميشال عون بافتراءاته وهم كثر؟

 

نسأل إن كان يرضى هو أن يمس أحدٌ قائداً وزعيماً يعز عليه بهذا القدر من التجني الرخيص والافتراء الفاضح والفبركة المكشوفة المآرب؟

حذار من الانزلاق إذا في المتاهات السفيهة وليلتزم كلٌّ حدود الاحترام.

 

لك أن تعبر عن آرائك بأسلوب راقٍ لائقٍ ومعتبر تظهر فيه نفسيتك لا بأسلوب معاكس أيها العزيز. قُل ما شئتَ وتكهَّن ودع لأخيلتك أن تنسج أثواب الأقاويل والاتهامات فما رخَّص الكلام الفارغ ولا غلَّى من قدر الجنرال العظيم. ومن يقرأ سطورك بخصوص تسليم لبنان لسوريا بطبيقة الجنرال يقهقه حتى الانفجار من هذه السخافات.

 

مقالتك هذه ليست الأولى في سياق حربك الحاقدة على الجنرال عون، وها أنت تكرر التفاهة التي لا تنشلع عن اللسان عندك فتخلع عليه لقب "أستاذ" ولكل لبناني شرف كبير التتلمذ على يده ومن حسرة في قلبك حارقة لا تستطيع مهما تشدّ فيك البلوغ إلى كعب الكواحل.

 

عيب وألف عيب بعد كل الهزائم التي حصدها أهلنا أن تعود إلى قلة الاحترام والتطاول على قوَّادنا البواسل. نسألك أن تصحو وتُجَلِّس اعوجاج وجدانك وتجالس ضميرك وتقرأ تاريخك وتاريخ العظماء من قادة لبنان قبل قذف الحكي الآسن الموبؤ من شفتيك.

 

لك أن تحبب من أردت ولكن لا تفرضه على غيرك، كما أن الآخرين يعرفون بل يجيدون التمييز بين هذا وذاك من الرجال ومن هم أشباه الرجال. صغير بحجم تفكيرك وما زال بِزَّ الحليب مرضعك يا ولدي. إتَّقِ شر الكتابة والتهجم على العظماء: لسانك لا تذكر به عورة امرىءٍ  فكُلَّك عوراتٌ وللناسِ أعيُُنُ.

 

وتعود فتجود في استفراغ الكلمات الجوفاء الجرداء وتزداد صخباً وإزباداً في التجني على الجنرال كأنك في موقع الأمم تدرك الشاردة والواردة وتشارك في تقرير المصير الكوني. وطالما أنت ذكي ومقتدر ومطلع إلى هذا الحد فلماذا لم تتدخل من زمان لحل أزماتنا فكنت نجيتنا ونجيت المنطقة الخسائر الفادحة؟

 

إنك يا عزيزي مصاب بضعف الذاكرة الاختياري ومتناسياً عن عمد حرب التحرير التي خاضها الجنرال عون إلى جانب الشرفاء من الشعب اللبناني ضد سوريا ومعها خوارج الداخل من ياجوج وماجوج. أتذكر أم نذكرك بمن خان وتثعلب وارتضى طأطأة الرقاب وتعفير الجباه ومن بينهم الذين أنت من ربعهم وقبيلتهم سياسياً وعقائدياً!!

 

ثم كيف لك أن لا تأتي على ذكر من شجعوا واشنطن على إعطاء الضوء لسوريا كي تدخل على المنطقة الشرقية وتسقط حكومة الجنرال الشرعية وتنتهك الشرعية!!.

 

مغرض أنت لا عيناك ترى ولا ذاكرتك تحفظ ولا ذهنك يستوعب معاني الأحداث. من أنت يا هذا لتتحدث عن السياسة وتبدو خبَّاط الخبط العشواء شنَّان الحرب الشعواء تحدو حدو النوق في الصحراء، وزفيرك ينهال غاضباً في كهف الغباء.

 

الرئيس ميشال عون يشكل ضمانة أكيدة للبنان سيد حر ومستقل، أما المواطنون المساكين الذين لا يمتلكون حدّا أدنى من الثقافة السياسية حسب تعبيرك فهم بغنى عن إهاناتك التي هي مرآة ذاتك، وإن كنت قاصراً لا تفهم إبهام المعطيات وغموض المرحلة التي تدور في أروقة السياسة فما عليك أن تتنطَّح وتنحو جُذافاً باللائمة على هذا وذاك. إن أصحاب الفكر والرقي والحضاريين يتفاهمون بسلوكية لا تقارب تلك التي ينهجها السَوَقة.

 

ولأننا نحن اليوم على منعطف خطير والريح عاصف، ننصحك تجنَّب هذه الصبيانيات واترك  للكبار الشوؤن الكبيرة والتهِ بما ينفعك؟ وأستاذ وسيد ونائب ووو هذه الصور تظِّهرك على حقيقتك من أنت واعلم أن للكتابة فنَّ لا يجيدها إلا من أعطيت لهم مفاتيح العرش.

 

إرعوِ وثُب إلى رشدك قبل أن يعبث بك فساد وتعيث بكيانك الآفات.

 

9/11/2005