تحالف ظرفي" بين انصار حزب الله وامل الشيعيين والتيار الوطني الحر المسيحيين

 أ ف ب - 2006 / 12 / 18 - ريتا ضو

يعتصم انصار الزعيم المسيحي ميشال عون جنبا الى جنب مع انصار حزب الله وحركة امل الشيعيين في وسط بيروت, في اطار ما يعتبره البعض "تحالفا ظرفيا" يهدف حاليا الى اسقاط حكومة فؤاد السنيورة. لكن يرفض انصار التيار الوطني الحر بزعامة عون مقولة خصومهم بان تحالفهم مع حزب الله يشكل غطاء لهذا الاخير, مؤكدين انهم يحولون دون اضفاء طابع طائفي على التحرك. ويذكر المسؤول في التيار الوطني الحر الان عون ان "وثيقة التفاهم" التي وقعها التيار مع حزب الله في السادس من شباط/فبراير 2006 تؤكد على ارساء "المجتمع المدني", "وهو ما يلغي اي مخاوف من مشروع الدولة الاسلامية" لدى المسيحيين.

 

ويشدد حزب الله من جهته في خطابه السياسي على ان المعارضة الحالية للحكومة هي مجموعة "قوى سياسية وشعبية من كل الاطياف والالوان". ورغم تركيز وسائل اعلام حزب الله على وجود اللون البرتقالي, رمز التيار الوطني الحر, في الشعارات والاعلام والقاء عون الخطاب الرئيسي عند بدء التحرك في الاول من كانون الاول/ديسمبر فقد لاحظ مراسلو وكالة فرانس برس خلال جولة في وسط بيروت ان انصار حزب الله وحركة امل يشكلون الثقل الاكبر في جمهور التحرك الاحتجاجي لاسقاط الحكومة المتواصل في وسط بيروت. ولهذا السبب يعتبر خصوم عون ان التيار الوطني الحر يؤمن لحزب الله "غطاء مسيحيا" لتحركه.

 

الا ان الان عون يؤكد ان التحرك المشترك للحزب والتيار ضد الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة هو "التقاء مطالب" هدفه الحصول على " مشيرا الى ان اطار التحرك "يقف عند هذا الحد ولا يذهب لا الى سوريا ولا الى ايران". من ناحية اخرى يستفيض "العونيون" في الحديث عن "نظافة الكف" التي تجمع بين امين عام حزب الله حسن نصرالله وعون, كما يتوقفون عند "الكاريسما" التي تميز الامين العام لحزب الله. ويقول الياس مكرزل (53 سنة) لوكالة فرانس برس "الرجل مترفع.

 

ما يحصل عليه من اموال, يوزعه على جماعته (الشيعة)". ويضيف انه "قوي وصادق ولديه كاريسما لدى توجهه الى الناس". لكن حتى الامس القريب, لم يكن هناك ما يجمع بين حزب الله والتيار الوطني الحر. ويوم انطلاق "انتفاضة الاستقلال" في 14 آذار/مارس 2005 التي شكلت احد عوامل الضغط الاساسية لخروج القوات السورية من لبنان, كان "العونيون" من الشرائح الرئيسية في الحشد الكبير الى جانب الاطراف الاخرى التي ما زالت تشكل "قوى 14 آذار".

 

وبدأ الطلاق بين عون وسائر قوى 14 آذار بعد الانتخابات النيابية التي تلت الانسحاب السوري ربيع 2005 ثم تشكيل الحكومة, نتيجة خلاف حول التمثيل الحكومي للتيار الوطني الحر. ويؤكد الاستاذ الجامعي في علم الاجتماع شارل شرتوني ان المسيحيين المتحالفين مع حزب الله "يسعون فعليا للخروج من حالة انعدام الوزن" الناجمة عن سنوات طويلة من التهميش خلال حقبة "الوصاية" السورية. ويعتبر ان هذا المنحى "يعكس حالة تراجع سياسية وتمنيات اكثر منها واقعا اذ من الواضح ان حزب الله هو الذي يحدد الوجهة السياسية", وهو "مرتبط بفكرة ايرانية سورية تتطلب تحالفات ظرفية مع المسيحيين".

 

ويصطدم مشروع التحالف بين التيار والحزب باسئلة ورفض بين اوساط بعض العونيين. وتقول ندى اشقر (28 عاما) التي كانت في ما مضى من اشد المتحمسين لعون, "لا للوصول الى رئاسة الجمهورية باي ثمن!", مستعيدة بذلك ما يقوله خصوم عون من ان كل ما يصبو اليه هو "مشروع سلطة". وتتوقف ندى وان بتردد عند الاختلافات الاجتماعية بين انصار التيار وحزب الله. وتقول "خلال اعتصامات 14 آذار/مارس, كنا ننام معا شبانا وشابات, مسيحيين وسنة ودروز في خيمة واحدة. اليوم لديهم مخيمهم في رياض الصلح وللمسيحيين مخيم في ساحة الشهداء". اما الطالب الجامعي طوني خوري فقد اعلن قبل ايام في مقال كتبه في صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية وبعنوان "جنرال, لقد عصيت الاوامر", رفضه الانضمام الى المعتصمين في وسط بيروت. وقال "انا اليوم حر ومرتاح لانني لست في الخندق نفسه وشريكا مع الحزب القومي السوري وحزب الله (...) الذين لم اكن اشعر اني في مكاني معهم". ويتابع "هم في اي حال يكادون لا يصدقون باي سهولة اصبحنا حلفاء لهم", مضيفا "جنرال.. لقد عصيت الاوامر. وأتعلم? لست وحدي".