قطع الطريق على ابتزاز "حزب الله"... ومنعا لتحويل الانتخابات الرئاسية إلى عملية "مقايضة" أخرى

 الأكثرية وقوى اغترابية تدعو البطريرك صفير إلى إعلان مرشح الموارنة لرئاسة الجمهورية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

 

دعت قوى نافذة في 14 آذار الحاكم في لبنان وقيادات مارونية مؤثرة في عالم الاغتراب, البطريرك الماروني نصر الله صفير الى »اختزال التشرذم في صفوف الوطنيين, وخصوصا المسيحيين, في الشعب اللبناني بإحداث صدمة عنيفة عن طريق اعلانه فورا اسم مرشح الطائفة المارونية لانتخابات رئاسة الجمهورية في سبتمبر المقبل والتمسك به حتى النهاية لقطع الطريق على »عنتريات« امثال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التي وصفتها تلك القوى بأنها »املاءات بوهج المدافع والصواريخ«.

 

وقال قيادي بارز في النظام اللبناني الحاكم ان »أحدا لن يكون قادرا ان يفرض على الموارنة في لبنان والعالم مرشح طائفتهم للرئاسة الاولى التي هي حكر عليهم وحدهم, كما لم يفرضوا هم على قاسم وحسن نصر الله والطائفة الشيعية مرشحهم لرئاسة مجلس النواب العائدة لهم عرفا, وبالتالي فإن على البطريرك صفير من الآن ان »يقطع الوريد ويسيل الدم« بإعلانه رسميا من بكركي في بيان يصدر عن مجلس المطارنة, اسم مرشح الطائفة المارونية لرئاسة الجمهورية المقبلة, ويقذف به في وجه المتطفلين على هذا المنصب الدستوري المهم في مستقبل لبنان, ويتمسك به حتى النهاية, لقطع الطريق على التهديدات الفارغة التي ستتصاعد حتما خلال الاشهر الخمسة المقبلة في محاولة لقلب المعادلة اللبنانية الراهنة التي حددها »اتفاق الطائف«.

 

ولفتت القيادات الوطنية والمارونية في كل من واشنطن وباريس وسيدني ومونتريال وبعض الدول الخليجية العربية, نظر البطريرك الى ان نعيم قاسم في خطابه الاخير اول من امس »وضع خريطة طريق لتقسيم لبنان علنا حين حدد ب¯»انكم اذا كنتم تتوقعون اختيار رئيس للجمهورية بالأكثرية فهذا يعني انه لن يكون هناك رئيس لأنه سيكون رئيسكم وليس رئيسنا, وعندها سنتعامل معه كمنتحل للصفة ومغتصب للسلطة وخائن للدستور وسنحيله الى المحاكمة«... ونبهت القيادات سيد بكركي الى ان قاسم »اعلن بصراحة انه سينتخب رئيسا اخر الى جانب الرئيس الدستوري الذي ستنتخبه الأكثرية, وليس عليه بعد ذلك ان يذكر اعلان التقسيم لأن ما يقوله هو التقسيم بعينه«.

 

وحضت القيادات الاغترابية البطريرك صفير على حسم موضوع رئاسة الجمهورية »فورا ودون اي تردد, لقطع اي امل للشيخ قاسم ومن يدفعون به من خلف, بتحويل مسألة الانتخابات الرئاسية الى ما يشبه موضوع المحكمة الدولية الابتزازي الذي خرج من بين ايديهم وخسروا  ورقته نهائيا مع الاتجاه الى اعلان تشكيلها دولية صرفا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة, وللرد على هؤلاء بأن بكركي هي التي تختار رئيسا مارونيا واحدا, واذا اردتم التقسيم فاختاروا رئيسا آخر للجمهورية من الطائفة الشيعية«.

 

وحذرت قيادات 14 آذار والفاعليات الاغترابية من ان »حزب الله, بعد فقدانه السيطرة على الحكم في لبنان بالتهديد والوعيد وعرض الصواريخ والميليشيات منذ بدأ محاولات انقلابه بعيد خسارته »قلعته المتقدمة« في الجنوب بكاملها واستدارته نحو الداخل للحصول على »النصر« الذي لم يستطع تحقيقه ضد اسرائيل من اللبنانيين, لم يعد امامه سوى دفع اطراف البلاد نحو التقسيم طمعا في حكم اقليم يحافظ له على سلاحه بين يديه, وهذا اهون الشرين بالنسبة له«.