سنة على 13 ت1: "عونيون" بلا عون وعون في "حرب الإلغاء"

المستقبل - الجمعة 13 تشرين الأول 2006

قبل 16 سنة، خرج العماد ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا الى السفارة الفرنسية في مار تقلا الحازمية ليفاوض على وقف لاطلاق النار.  هو لم يعد الى القصر. الجيش السوري سبقه الى هناك، بعد ان نجحت عمليته العسكرية التي قادها نظرياً قائد الجيش آنذاك العماد اميل لحود.

وبذلك انتهت ظاهرة عون في القصر الجمهوري بعد خوضه حربين، الاولى ضد الجيش السوري سماها "حرب التحرير" والثانية ضد "القوات اللبنانية" سماها "حرب الالغاء". عاد عون الى لبنان في 7 أيار 2005. خاض الانتخابات متحالفاً مع قوى 13 تشرين اول 1990. في البداية ظن "قدامى مناصريه" ان المسألة لن تتخطى "تكتيكات" انتخابية. لاحقاً أدركوا ان المسألة أبعد من مرحلة عابرة، فهي على ما يبدو محطة حاسمة. يطل عون على اللبنانيين، حالياً، من الموقع الذي انتهى فيه. هو نسي "حرب التحرير" ليستعيد فقط معادلات "حرب الالغاء".

في "حرب الالغاء" كان النظام السوري حليفاً لعون، وكان كل المتعاونين مع هذا النظام مع عون.

ظلّ عون سنوات يناضل ليؤكد ان "القوات اللبنانية" هي من شنّت عليه "حرب الالغاء". عودته الى لبنان قدمت الادلة انه شخصية يستحيل ان تتعب في "حرب الغاء" متواصلة.

... للعٍبرة

في العام 2003، نشر "التيار الوطني الحر" ما سماه كتاب سوريا الأسود في لبنان، حيث قدم كل ما يلزم من أدلة ان النظام السوري هو من تسبب بإشعال الحرب في لبنان، حتى يتمكن من الدخول الى بلاد الأرز واحتلالها.

ناشطون سابقون في "الحركة العونية"، ولمناسبة الذكرى 16 لواقعة 13 تشرين أول 1990، وجهوا الى عون هذا الكتاب "عله يتوقف عن تسويق منحاه الجديد لمصلحة النظام السوري من خلال القول إن سوريا خرجت من لبنان لأن سوريا تحاول أن تعيد التاريخ ذاته، وفي ما يأتي أبرز الوقائع الواردة في الكتاب:

من الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد على مدرج جامعة دمشق في 20 تموز 1976 مبرراً اجتياح قواته للبنان

"سوريا ولبنان عبر التاريخ بلد واحد، وشعب واحد وهذا الأمر يجب ان يدركه الجميع...

ومن أجل هذا قدمنا السلاح والذخائر، وقررنا ان ندخل تحت عنوان جيش التحرير الفلسطيني، وبدأ هذا الجيش بالدخول الى لبنان ولا أحد يعرف هذا أبداً، لم نأخذ رأي الأحزاب الوطنية ولا غيرها ولم نأخذ أذنا من أحد...".

في السابع من نيسان سنة 1995 كشف ديبلوماسي اسرائيلي سابق ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين اعطى سوريا موافقته الخطية عام 1976 على دخول قواتها الى لبنان.

ونقلت الصحيفة حرفيا عن سفير اسرائيل السابق في بريطانيا جدعون رفايل: ان رابين وافق على دخول القوات السورية في رسالة وجهها الى العاهل الاردني في 28 نيسان 1976 ولا تزال محفوظة في ارشيف رئاسة الوزراء في اسرائيل(...)".

* 26/8/1973: استعداد لاشعال الحرب، اعلن الرئيس السوري حافظ الأسد ان لبنان وسوريا بلد واحد وشعب واحد وحكومتان...

* 10/9/1975: اقتحمت قوات"الصاعقة" السورية قرية دير عشاش في شمال لبنان وهجرت اهاليها وذبحت ثلاثة رهبان...

* 11/9/1975: هاجمت الصاعقة السورية وقوات البعث بلدة بيت ملات وقتلت سبعة من ابنائها وخطفت عشرة...

* 26/9/1975: اتهمت صحيفة "الاهرام" المصرية، سوريا بالتدخل في لبنان ومحاولة فرض زعامة حزب البعث السوري على لبنان بالقوة...

* 9/10/1975: هاجمت قوات "الصاعقة" السورية القادمة عبر الحدود السورية بلدة تل عباس في عكار وقتلت 15 من ابنائها وجرحت العشرات واحرقت الكنيسة في محاولة لاشعال نيران الحروب الطائفية بين اللبنانيين...

* 2/11/1975: دخل لواء سوري كامل من القوات الخاصة السورية الى لبنان عبر البقاع...

* 7/1/1976: أعلن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في تصريح الى صحيفة "الرأي العام" الكويتية أن "لبنان جزء من سوريا وسوف نعيده وينبغي ان يكون ذلك واضحاً"...

* 15/1//1976: دخل لواء من جيش التحرير الفلسطيني ـ قوات اليرموك التابعة لقيادة الجيش السوري الى منطقة البقاع واشتبكت مع بعض مواقع الجيش اللبناني التي كانت موجودة في المنطقة...

* 19/1/1976: دخل المزيد من قوات لواء اليرموك التابع لسوريا مع عناصر مسلحة أخرى تابعة لمنظمة "الصاعقة" الى منطقة الشمال وشرعت في مهاجمة مخافر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الموجودة في المنطقة بالتعاون مع المنظمات الفلسطينية المسلحة...

* 21/1/1976: اجتاح لواء اليرموك وقوات "الصاعقة" التابعان للقيادة السورية بلدة الدامور المسيحية في ساحل الشوف وهجرت اهاليها بالكامل وقتلت العشرات منهم ودمرت البلدة تماماً، وعبثاً حاول الزعيم الدرزي كمال جنبلاط وقف الهجوم ومنع المذبحة، لكن محاولاته ذهبت سدى امام اصرار القيادة السورية على الفرز الطائفي واشعال نيران الحرب الأهلية بين اللبنانيين...

* 5/3/1976: طوقت قوات "الصاعقة" السورية مدينتي القبيات وعندقت في عكار ـ شمال لبنان، وقصفتها بالمدفعية الثقيلة والهاون... في الوقت الذي كانت توزع فيه بيانات وهمية عن نداءات استغاثة صادرة عن أهالي البلدتين تطلب تدخل القوات السورية للمساعدة...

* 4/4/1976: أعلن الزعيم كمال جنبلاط ذهوله لاجتياح الجيش السوري بعض المناطق اللبنانية دون ان تكون لوجوده أي طابع شرعي...

* 5/4/1976: اعلن قائد القوات اللبنانية بشير الجميل أن "الاطراف المتنازعة في لبنان كانت على وشك التوصل الى اتفاق لحل المشكلة اللبنانية، عندما تدخلت القوات السورية وأضاعت الفرصة وقلبت الأوضاع رأساً على عقب"...

* 31/5/1976: دخلت مدرعات سورية تابعة للجيش السوري النظامي وللمرة الأولى منطقة عكار في شمال لبنان...

"13تشرين" تدعو الى التكاتف لإبقاء الوطن لبنانياً بامتياز

دعت "حركة 13 تشرين" في بيان أصدرته أمس، الى "التكاتف معا لإبقاء هذا الوطن لبنانيا بامتياز". وقالت: "جبل لبنان هو قلب لبنان النابض.. وبعد النزيف الدامي الذي اصاب ابناءه في 13 تشرين حيث قدموا بكل بطولة وشهامة ارواحهم وأرزاقهم وحياة اطفالهم فداء عن هذا الوطن الذي آمنوا به، ها نحن اليوم وفي هذا التاريخ بالذات نتذكر الوقفة البطولية لأبناء الجبل الذين دافعوا بشراسة ضد الاحتلال السوري الذي اجتاح ارضنا وحكمها لمدة خمس عشرة سنة..، وبقي ابناء الجبل، وبالرغم من الخسارة الدامية التي لحقت بهم، متمسكين بإيمانهم بأن الحرية والاستقلال هما سيكونان بمعونة إلهية". وتساءلت: "اذا ما كانت تلك الدماء التي سُفكت في الماضي من اجل تلك الحرية والاستقلال قد ذهبت سدى بسبب ما نشهده اليوم من تشرذم وتفرقة وانقسامات بين زعماء هذا الوطن، ومن تحالفات هنا وهناك لم تكن ترضى بها دماء الشهداء؟". وتخوفت من "ان تكون كل المواقف السياسية المتخذة تنبع من مصالح فردية ولا تصب في خانة المصلحة الوطنية".ودعت "الجميع الى الوقوف وقفة اكرام وصلاة لشهدائنا الابطال الذين رووا بدمائهم تراب هذا الوطن".

 

فرنجية يطلب من "المردة" حمل علم العونيين أيضاً

أعلن رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرجية أننا و"التيار الوطني الحر" نكمل بعضنا". وقال ردا على سؤال حول مشاركة "المردة" في مهرجان "التيار الوطني الحر" بذكرى 13 تشرين: "أتمنى على كل ناسنا واهلنا ان يحملوا علم "التيار الوطني الحر" الى جانب علم "المردة"، لاننا نكمل بعضنا ونحن ذاهبون لنظهر فعليا مدى حجمنا ومدى حجم "التيار الوطني" وليس لتكبير ارقامنا إعلاميا".

قداس الذكرى

دعا المنسق العام لـ"المكتب المركزي للتنسيق الوطني" نجيب زوين عشية القداس الذي يقيمه المكتب اليوم لمناسبة 13 تشرين الأول الى "محاكمة سوريا على ارتكابها هذه الجريمة".

وأوضح في اتصال لـ"المستقبل"، "أن القداس يهدف الى الصلاة لراحة أنفس الشهداء، وليس مهرجاناً، لذلك الموضوع لا يتعلق بعدد المشاركين بل بمن سيشارك". وإذ لفت الى أن "قاعة الكنيسة تتسع لنحو 1200 كرسي"، أشار الى أنه "لا يمكن التكهن بعدد الذين سيشاركون، قد تمتلئ القاعة أو قد تفيض بالحضور أو غير ذلك".

وعن الحضور، أكد "أن التجاوب القوي من أهالي الشهداء وكافة قوى "ثورة الأرز" وتجمع 14 آذار إيجابي، لأن الذكرى تعنيهم، وتعني كل من يناضل لتحرير لبنان من بقايا السوريين فيه." ولفت الى أن الدعوة "لم توجه الى الرسميين، بل الى كل المواطنين الذين كانوا في رحم المقاومة وقاتلوا ضد السوريين، والى كل من يعرف معنى السيادة والكرامة ومعنى 14 آذار." وأشار الى ان اختيار كنيسة مار الياس انطلياس له دلالة خاصة "فهذه الكنيسة تابعة للرهبنة الأنطونية التي دفعت ثمناً باختطاف راهبين أنطونيين من دير القلعة في بيت مري، اضافة الى أن "أهميتها التاريخية وموقعها يشكلان عاملين إضافيين".

وعمن يلقي كلمة المكتب، أجاب: "هذا الموضوع تعرفونه بعد القداس". ويترأس الذبيحة الإلهية التي ستقام في كنيسة مار الياس ـ أنطلياس، كاهن الرعية الأب جوزف عبد الساتر في السادسة مساء اليوم. وكان "مكتب التنسيق" جدد دعوته للمشاركة في القداس، في بيان وزعه امس، وحيا فيه زوين "شهداء 13 تشرين، عسكريين ومدنيين". وقال: "عشية الذكرى السادسة عشرة للمجزرة الرهيبة التي ارتكبها النظام السوري في 13 تشرين الأول 1990، ينحني المكتب إجلالاً واحتراماً أمام أرواح الشهداء من عسكريين ومدنيين، وأمام آلاف المعوقين والجرحى"، مطالباً بـ"رفع الصوت عالياً لكشف مصير المفقودين والمخطوفين كافة الموجودين في السجون السورية".  اضاف: "لن ننسى أبدا إرادة التحرير والمقاومة وجسامة التضحيات التي دفعها الشعب اللبناني طيلة 15 عاما، والتي لم يستطع الاحتلال خنقها، فعادت وانفجرت بأحلى معانيها في 14 آذار 2005 بتعبير شعبي فريد في التاريخ اللبناني".

قصة جوني سالم ناصيف

عون تحت مرمى مناصريه سابقاً

وزّع ناشطون سابقون في الحركة "العونية"، على شبكة الانترنت، فيلماً يأخذ على العماد ميشال عون التخلي عن القضية التي حاربوا من اجلها وقدموا الشهداء في سبيلها واضاعوا" سجناء في السجون السورية كرمى لاستمرار النضال من اجل الشعارات والمبادئ التي آمنوا بها. يبدأ الفيلم بتحديد ما حصل يوم 13 تشرين اول 1990، حين اجتاحت القوات السورية المناطق التي كانت بعهدة العماد عون، مرتكبة عدداً من المجازر على اكثر من محور، وآسرة عدداً كبيراً من الاشخاص. ثم يروي الفيلم قصة فيوليت ناصيف مع ابنها جوني سالم ناصيف المعتقل في سوريا، حيث تمكنت بعد مائة شفاعة وشفاعة من رؤيته هناك لدقيقتين، قبل ان تبعد عن رؤيته نهائياً.

ويسأل الفيلم، اي موقف ستتخذه فيوليت ناصيف التي تناشد ان تستعيد ابنها، بعدما سمعت عون يقول ان ليس له معتقلون في السجون السورية؟. وانتهى الفيلم الى تأنيب الشعب الذي لا يزال مع عون، على قاعدة تأليه الشخص، غاضاً الطرف عن "انحرافات الجنرال".