رسالة من الأب سيمون عساف إلى الدكتور جان عزيز تعليقاً على مقالته الأخيرة التي نشرت أمس الاثنين في جريدة صدى البلد تحت عنوان "ثلاثة مشاهد مسيحية وسؤال".

 

أخي العزيز جان

يعز عليَّ إسمك وكذلك شخصك. قرأت مقالك "ثلاثة مشاهد مسيحية وسؤال"، فدفعني حنين الميرون لأخاطبك عبر الحروف.

عذرا منك أنا أتحاشى المراسلة السياسية ومع ذلك غيرة مني ومنك على طرحك المودود أسألك أن تضع الإصبع على الجرح بجرأتك المعهودة ومن دون حياء.

إن ما يمكنك أن تقوله محظور علي لربما وأخالك بالأمر أدرى.

لذلك أُقَدَِّر ما قلت وأًُكبِر ما تقول. حقيقتنا مخجلة ومجد لبنان الذي أعطي لنا تحقَّر.

إنه عصر الإفلاس والجُبن والهروب إلى الأمام من المسؤوليات الجسام.

لن أدخل في لعبة التسميات لألف سبب ولكن سلوكهم الطويل يشهد عليهم.

قال السيد المسيح: "وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب.

فيخطف الذئب الخراف ويبددها".

هل أصدق ممن به نؤمن؟

عليك إكمال القراءة من يوحنا فصل 10.

إني أجاريك في ما رسمت في سطور وأجيز لنفسي أن أزيد.

أما أن تحصر مشاهد الهزائم التي لا عدَّ لها ولا حدَّ بثلاثة فتلك جريمة لا يغفرها صليب الفداء.

أوَّاه من نكبة مجتمعنا الذي كان فوق كل اعتبار ومن مخابط الخيبات على وجهه ومن مطاعن الخناجر في الصميم.

نعم أصبح القياديون عندنا إتباع بدل أن يكونوا متبوعين.

وسرطان الأنانيات ينهش جسدنا حتى العظم والتحسُّر يذيقنا الأمرَّين بممثلين مشتتين مُستضعفين.

لا قراءة لهم ولا رؤيا ولا قلقُ شهامة يطمح بإعادة كرامة فقيدة وشرف سليب وكيان مُماز.

أثني على ما تُطالعنا به وأشاطرك بلاغة أفكارك وفصاحة قلمك وبُعد تطلعاتك.

أني أتململ معك مما أشاهد واسمع واقرأ وأعض على وجع ٍ لا يطاق. قُل أكثر سمِّ الأشياء بأسمائها أحمل السوط مع زملاء نظيرك فتطرب روحي برسالتك القويمة.

أجل انك رسول الإخوة مقيمين ومغتربين واعلمْ أن لك رفاق  يناضلون مثلك خلف المحيطات ويستعدون للثورة المنصفة إنقاذا لتاريخ عريق وهوية مُهانة وتراثٍ مُسيَّب وانتماء مطموس.

أبعث أليك باحترامي الفائق وتقديري لجهادك اللائق الذي يتخطى كل عائق.

إن المسيحيين اليوم بأحوج ما يكون إلى صوت يوبخ ويُكلِّم  في كل مشكل والى سوط معلم على لصوص الهيكل.

هنا مشهد يتفرج فيه الانتهازيون الأغبياء من مطارحهم ولا يهزهم وجدان بما يصيب شعبهم، وهناك مشهد فيه الأبالسة يقهقهون بباطنية المتعالي فيتغيبون ليعودوا مع الهادي المنتظر وهنالك رأس متختخ موضوع على جسم جماعة أجيالها تلعن حاضراً موبؤً وتشمئز من آتٍ  مشبوه وتترحم على ماضٍ نبيل.

أكتب وكنْ شجاعا فما بقي لنا غير القلم المتألم.

رعتك السماء ولك مني أخلص الأمنيات ولتكن بركات أناملي قُبَلاً على حبينك العريض، ودمت لمن يعتزُّ بك ويفخر إلى الأبد.

11 حزيران 2006