ستبقون حيث أنتم!

بقلم/سيمون عسَّاف

 

يا له من سجال سيئ، يترجم مشاكسات مجتمعنا وانعكاسات ثقافتنا؟

صورة عندما ننظر إليها مهينة ومخجلة، وبدل إنكارها نبررها أحياناً.

علينا أولاً أن نعترف بتخلفنا وفضيحته من دون ادعاء البراءة.

وبعد الاعتراف بهذا المرض سهل علينا أن نعالج نفوسنا.

العلاج الذاتي أوله الاعتراف.

وعلينا بعد ذلك محاربة الأنانيات، فهي نتاج طبيعي لثقافة مشوهة ورثناها وما زالت تتفاعل فينا.

بالتأكيد، لا يشرفنا أن ينتسب إلينا من يحتجز العدد الوهمي أو العدة والعتاد متغاضيا عن النوعية وعن قانون انتخابات مزور لا عدل فيه ولا إنصاف.

 ثم عيب الخروج عن دائرة الأدب لدن تبادل أطراف الحديث على شاشات الإعلان، لأن ممثل الشعب ليس ملكا لنفسه، فهو حين يتكلم لا يجوز له التعاطي بشكل صبيان الأزقة والمراهقين وإنما عليه بالترصن والاحترام.

واللاجئون إلى تصرف مخالف لهذا المنطق هم حمقى، وهم الذين يشوهوا ويسيؤوا إلى مستوى الوطن.

لن نستطيع تنظيف سمعتنا إلا بعد أن نعترف بالحقيقة الواضحة التي تقول إن معظم القرارات تم عليها توافق وإجماع.

وعلينا أن ندرك إننا لن نستطيع إصلاح حالنا إلا عقب معالجة عقول زعماء الحرب الذين تحولوا على الكراسي ثوريين يرسلون الأوامر والتهم وكأنهم مطوبون.

هيهات أن نقف عند هذا الحد في جَلدِ الذات، دون أن نحاول تبرئة القيادات.

ماذا عن الحوار الوطني والمكان والزمان والأشخاص هم إياهم؟

ماذا عن بنود الحوار لا سيما بند رئاسة الجمهورية الأكثر حدة من بند سلاح حزب الله ؟

هل هناك للعُقد حلول؟ هل سيُستأنف الحوار في نهاية الشهر الجاري كما أعلن مع أن الوضع معقد والخلافات بازدياد؟

لكن لماذا لم تُطرح حتى الآن أسماء المرشحين لموقع الرئاسة الأولى على طاولة الحوار حتى تحصل خيارات سوى اسم الجنرال عون.

هل الرئيس لحود يقدم على الاستقالة أم لا؟ هذه هي المشكلة المغلفة. مع أنه أعلن موقفه بأنه ينسحب لصالح الجنرال عون الذي هو مرشح جدي لرئاسة الجمهورية.

ماذا عن جماعة الأكثرية والى أين يسيرون بالبلد؟

أما موضوع سلاح حزب الله فلن يكون البحث به قبل موضوع رئاسة الجمهورية.

وهكذا ندخل في جدلية البيضة والدجاجة من هو الأسبق، مع أن المخارج متوفرة ترضي المقاومة واللبنانيين وخاصة أهل الجنوب حسب ما ورد في مقررات الحوار، لكن الوفاق لا يزال في منظار المراقبين بعيداً.

وفي ترسيم أو تحديد الحدود بين لبنان وسوريا، فإنها رهن بالعلاقات اللبنانية- السورية كما حُسم في الحوار، والعلاقات بين لبنان وسوريا هي علاقات جوار.

نكرر الاستفهام ماذا سيجلب الرئيس السنيورة من دمشق في حال تمت زيارته لها طبقاً لما اتفق على أمره في قمة الخرطوم؟

وتبقى عقدة رئاسة الجمهورية وتليها عقدة سلاح حزب الله النقطتين الساخنتين.

في الواقع لا يقود هذه الأمة إلى الخلاص ولا يرسخ قواعدها إلا البطل.

ستبقى العشائرية اسماً حاجزاً بينها وبين كل الأمم المتحضرة.

ولن تمحى إلا حين تصل الجرأة والصراحة، بالمفكرين والسياسيين إلى درجة الوعي الكامل،

مرحلة يجاهرون فيها بالحقيقة دون مواربة ولا خوف من فقد وظيفة أو رأس.

وإلا تبقى أجيالنا القادمة في مؤخرة الأمم حتى ولو كان لبنان موجودا حقاً:

مشكلتنا ليست في كثرة السفسطائيين بيننا، مشكلتنا هي في القبلية التي تنجب هكذا مساطر! لذلك مخاض الألم عسير يشبه المستحيل.

يمكن أن نقول أن في هذه الأمة ككل الأمم الأخرى، أبطالاً حقيقيين حين يأتون برجل الكفاءة المتمثلة في الجنرال عون.

إن التعامل مع رئيس يحافظ على كلمته، أفضل من التعامل مع رئيس اشتهر بتذبذب مواقفه.

عسى المتآمرون يفهمون وحي هذا الكلام.

والنواب الذين طعنوا بشرعية لحود الذي لا أدافع عنه، إذا تذرعوا بأنهم جددوا له بالقوة فهم فعلا خونة يبيعون الشعب الشرف لدن أدنى تهديد أو خطر.