الجنرال: قائد وزعيم

الأب سيمون عسَّاف

 

لا يختلف اثنان على" كاريسما" الجنرال القائد الزعيم. والدليل هي وسائل الإعلام التي تلهج كل يوم باسم الرجل النزيه الشريف وتحترم الشخصية المميزة الممتازة الآسرة. أردنا ذلك أو لم نريد فهو حضور لاغي لكل أشكال الصور السياسية المتحركة. هنا موآمرة على عدم عودة الجنرال إلى الوطن من غياب دام عقد ونيِّف، وهناك حسد  وخوف وغيرة من صعاليك وأدعياء ريادة مزيفة،  وهنالك تطويق كما يسميه هو يحول دون إنجاح المساعي واسترجاع المجد الفقيد الذي خسره اللبنانيون على العموم والمسيحيون على وجه الخصوص.

 

وأنَّى نذهب في لبنان نلحظ شعبية الجنرال تتنامى ونجمه يلمع وصدقه يفضح إضافة إلى صفاء على ذكاء يخرس مُجالسيه. يا هل ترى ولد من لاشيء هذا المقدور من فرض الوجود، أم هو النضال الذي قاده البطل للوصول إلى الريادة، أم هو السحر الذي منحه الله إياه ليتجلَّى ويتألَّق في ظروف أقل ما يقال فيها أنها قذرة وخانقة؟ إن استبعاد الجنرال عن الساحة السياسية في لبنان هو مجزرة بحق الضمير والإنسان والنظافة والوطن.

 

وما رجوعه إلى الربوع سوى مخرز فولاذي في عيون الملوَّثين الفاسقين الفاسدين الفاجرين. نعم إنه ضربة قاضية على رؤوس التجار والمرائين والكذبة وممارسي الفحش الدبلوماسي والزنى السياسي في لبنان. تارة يأتون ليفاوضوه فيبدو لهم المستطيع على  إقناع الضالين، وطورا يهاجمونه من يأس ملصقين اتهامات مختلقين استفزازات لتقليب الرأي العام ظنا منهم أنهم يؤثرون على الناس بهذه الأساليب العوجاء. والله مكشوفٌ سلوكهم عند الجميع وما هم إلا أتباع وأذناب  وبائعون للأخلاق والأدب ومنتهكون كل مشتقات القيم والشيم.

 

إنه يساوي بفرادته كل الطاقم السياسي  الملعون في بلادي الذي أوصل بانحطاطه شعبنا إلى هذا الدرك من الفقر والخيبة والتحقير  والفشل. يريد بطروحاته رأب الصدع ولملمة شمل الوطن قناعة منه بأن لبنان وطن نهائي للجميع، بينما تجار الهيكل السياسيون يريدون الوطن مساحة  مبتورة يفصِّلها كلٍّ منهم على القياس ، .إن كل زاوية في البلد باتت مزرعة عشائر تحكمها ذهنية القبلية المتخلِّفة التي يسخر بها عصر الحجر. هل هذا ما يتوق إليه أهل لبنان بعد مرمغات دموية مخجلة في حرب وأحداث أطاحت بالنواميس والناس وعبثت بالأعراف والنُظُم؟

 

يقول ولي الدين يكن:"كما تؤذي الجُعلَ رائحةُ الياسمين هكذا تؤذي عبد الحميد رائحةُ الحرية"، كذلك رائحة الكرامة في الجنرال ميشال عون تؤذي "الحراميي" و السماسرة وأرباب الشبق في ديار الأرز- لبنان الحبيب.

 

عيب مُلَحَّنة طويلة نسددها كالسهام صوب صدور الغادرين المجرمين ونناشدهم، آن الأوان للحياء والتهذيب والمصداقية النبيلة. واللهِ حرام أن تبلغ الصفاقة بهؤلاء حجما على أهبة الانفجار.

 

للتطمين أوأكِِّد أنه ليس بإمكان أحد حذف الجنرال من المعادلة الوطنية القادمة. هدية السماء إلى الأمة والقضية في هذه الأوضاع العسيرة هو الجنرال. على المخلصين الحاملين هوية لبنانية وبها يفخرون ويكبرون أن يشكروا الله لأنه مَنَّ عليهم وتكرَّم بالإخلاص والخلاص للإصلاح والصلاح. أما الذين يستغلون الهوية المقدسة خابطين عرض الحائط فعليهم أن يعطونا أقفية ظهورهم ويرحلوا تاركين لبنان لأناس يغويهم الشرف والشريف ويعرفون ماذا أعطتهم القدرة الكبرى.

عافاك الله أيها الجنرال القائد الزعيم رغم أنوف المُكابرين وعفاك من لسعات زاحفين خلف الكراسي غير آبهين بشهداء أحرار أبرار وبضحايا أبرياء وبشعب تهجر وهاجر وعانى الأمرين ليحصل على وجوه تشرِّف ولا تخزي تحي ولا تميت.

 

صلاتنا إلى إله العرش كي يحفظ لنا القائد زعيما يقود السفينة إلى المرسى الأمين فيبقى لبنان سيدا حرا مستقلا بعون الله.

 

مونتريال 2 حزيران 2005