الى دولة الرئيس الجنرال ميشال عون

بقلم الأب سيمون عسَّاف

 

حيَّوهُ أتى العملاقُ الحرُّ الزارعُ رُعباً بالأقزامْ     حيوه فمحضره ووجودهُ بات لأُمَّتِنا إلزامْ

حيوه وقولوا كم بمآزِقَنا نحتاجُ إلى القائدْ            جنرالاً منصورا بالغار وبالزيتون لنا عائد

لو لم يكُنِ اخترعوهُ وحولَهُ كونوا أحزاماً أحزامْ

وهبت نفسك للدفاع عن قضية أمة ومحنة وطن. تلك القضية المقدسة التي من أجلها تهون كل ملذات الوجود، سننتظر إلى أن نلحق بك هناك لنعلن العرس في بلاد الأفراح.

ميزان، ورجل واحد يعيش من أجل وطنه في الكفة الأخرى!! أي الكفتين أرجح في ميزان التاريخ ؟ بالتأكيد ميزانك يا دولة الرئيس الجنرال الغالي ميشال عون الحبيب زعيم الأمة وقائدها النزيه الباسل.

ورأيناك بعد طول غياب تعود بأبهة وفخر داخلا قدس العرين من بابه العريض مخزياً حسادك محجماً أخصامك بما لاقيت من ترحيب وحفاوة وإكرام.

بايعك شعبك لأنه مؤمن بمباديك وإخلاصك.

أسألك رائدي من أذن للجيوش أن تدنس شواطينا؟ من أيقظ التنين ليرفث ناره فتصلي أهالينا؟ من جاء بالعربات والنسور؟ من حمل الارتال؟ من هدَّ القصور؟ من أطلق الثأر والنار؟

من هجّر الأهل ورجم الديار؟ كان يوم شؤم يوم عار. لا تقل لي لم يدر ما يدور.؟

لا تبتغي الأعذار، الجرح أعمق من أن يثار.

هل هاك هو لبنان، أرض مقدسة دنست، شعب حيّ مات. من جاء بهذا وذاك؟ وأين الحماة؟ صفرٌ هرٌّ لحدٌ حظُّ الكماة؟ يوم يزول ويوم يدوم. حسبك أن يقال عاندت واقفاً في زمن الركوع ولم تخضع. يكفيك فخرا أنك غيرت وجه تاريخ وطنك ورفضت الخنوع وقلت لفرعون العصر شعار بلادي هي الحرية، نعم أنت مشعلها، أظهرت الصورة الحقيقة للمستبد الكابح لأصوات الآخرين القاضي بالموت على الأحرار. واكبت مراحل عذاب شعبك فبادلك نفس المشاعر، لن أسرد محطات المجازر لئلا يتوجع أحفاد المجرمين.

أستحضر رسوم رفاق دمغوا شوط النضال ورحلوا. أطيافهم أطياف أحبة طيبين. والوطن الهَم يلازم العنفوان. لنفخر بهويتنا والانتماء كما يفخر غيرنا بما عنده من تراث. يوم كنا في الأوج من البطش لم نلهج إلا بلغة المحبة فلمَ الهجمات العدائية والقحم المتنكر لوجودنا؟

 كنا قبل أن تكون غزوات وفتح وزحف وانتشار، وكل من ليس مفلَّس بعلم يشهد لحقيقة تاريخنا. هويتنا إذاً لبنانية مشرِّفة ونرفضها أن تكون غير ذلك. ليقوم لبنان يجب إعادةُ النظر بالدستور والأحوال الشخصية وبكل مفاصل الدولة المزرعة بما فيه اتفاق الطائف.

أنت وحدك المختار لهذه المهمة، إنها فعلا شاقة لكن هذا ما توكله السماء اليك. وحدها نظافة القيادة وحضور القائد يمسك بالأجيال، أما الصعاليك فمُحبطون يائسون. وحدك تصون تلك المعاقل العاصية إلا على عين الله. نشتاق الى كل شبر تراب من بلادٍ ثمنها عرق جباه ودم أعصاب وزنود عافية. نشتاق إلى مقابر الشهداء والأصدقاء يحرَّقنا الحنين إلى أهلنا الأعزاء، تحياتنا إليهم وأسألك بشرفك العسكري وتضحياتك والوفاء أن تردد عبارة بشير الأمم: أنتم رسالتي.

للأرز وشعبِ الأرزِ وأهلي الشُمِّ مجيئُك لا أحلى

يا رائدَ قوَّاد البلد الآتي من فلكِ الملإ الأعلى

جنرالا عونيّاً بيمينك سيفُ الحقِّ الوهَّاج الأجلى

وضمير المؤمن والإيمان لإنقاذ الوطن الأغلى

أهلا بك يا قمرا رسمتْ أضواؤهُ أكثرَ من تاريخِ نضالْ

من فوق متاريس الشهداءِ أشعتك الفُضيةُ شالْ

بمواقفِك الجُلَّى نلقاكَ منارة أفرادٍ وجماعاتٍ وعيالْ

بشمائلك العُليا يعتزُّ بنو لبنانَ مدى الأجيالْ

ماذا أقولُ بشخصِك يا بطلاً من أرضِ الأجدادِ الأحرارِ البُسُلِ الكُرَماْءْ؟

ماذا أردُّ على المُستفسِرِ عن شمخاتِك يا أنزهَ ما عرفَ الشرقُ منَ الزعماءْ؟

أنت المسؤولُ الأوحَدُ عن أرزٍ عن شعبٍ عن تاريخٍ عن إرثٍ وهوِّيهْ

لولاكَ دمُ الشهداءِ نعا حرِّيَتًنا ودَعا الإذلالُ لِدَفْنِ ذوي حقٍّ وقضيهْ

مازَ الربَّ الأسمى اللبنانيينَ فجِئتَ لهُم من ثغرِ مسيحِ العرشِ وصيهْ

يا أنظفَ ما بعثتْ من فوقُ ملائكةٌ تهتمُّ بدولتِنا فأتيتََ مخائيلاً ونبيَّا

ما العدلُ وما الإنصافُ بلاك هلُمَّ لِطردِ أبالِسَةٍ صرعى وعصيَّهْ

أنت الوعدُ العهدُ الأملُ التجديدُ  العيد من الفردوس هديه؟

 

بأرض الصفا الشمل احتفى وشاع الدفا          وعمر الجفا بخمر الوفا جمرو انطفا

و جهل الغبي بزرعو العَبي حصانو كبي        ولوما جبي مجد  العِبي الشرق اختفى

وشعبي الأبي بقلبو ربي الحلم الصبي             شقَّ الخِبي بعد السبي وشمخه اصطفى

وشاف النبي ومن أجنبي ومن تجربه             صلَّى السمـــا تحفظ قضيه ومستوى

وأرز وعماد وعون ميشال وكفى

 

لبنان  بالأرزات ما سِلمو العماد                   لوما  إلهك  يمنحك  سرّ العماد

استهدف حرم قدسك فجور الشيطني              ومجد الجبل من لهبتو نفَّض رماد

ثالوث أقدس لازمك يا موطني                     بيحميك وبيخلق حياة من الجماد

شاعر يجلِّس إعوجاج السلطني                    وراهب عباتو مشعل ودرع وعلم

وقايد ضميرو عون للأمه وعماد

 

كان المجد عَ قياسك تيابو يقيس          عندك  يزيد وعند حسَّادك يخيس

فالش على وسعة وطنا هيبتك            الحكمه نديم ورأيك الصائب جليس

بنوَّابنا وقت اللي زادت خيبتك         ضلَّيتك بعرس الوطن أشرف عريس

وبيت الشعب للبوم صار بغيبتك              ما القصر ببعبدا إلك يلبق فقط

وأكبر جريمه يسكنو غيرك رئيس

 

لولا عرضنا صورة الماضي الأبي            وحلم التحرر مطرح العاش وربي

تخمين غيرك مين فكَّر بالبلاد                   من حكم فاسد ينقذ وحاكم غبي؟

ولما وطنا صار غارق بالفساد              وشبشب عجوز بوحلتو وشيّب صبي

طليت من هجر ونفي وغربه وبُعاد              توصف دوا لعلاَّتنا متل الطبيب

وتستشرف المستقبل برؤية نبي

 

إلنا سوى تاريخ تحريري جَلي                  من تم أفعى سمها الفاتك شِلي

ميشال عون الإنت أرزه من حِماك            تفيَّا الخلود بظلها الدافي وعِلي

ربك رحم من غدرة الغادر حماك               وفعل الندامه بعد ما أخطأ تِلي

كيف شكل بعض الناس ما بتعبد سماك           وبكل نقطة دم لبناني أصيل

حبك جري بأليافها الحمرا وغلي

 

انشق الوعر لا نخاف  نتعسّر            الموت،  وْلا وقفة عزّ نتخسّر

يتهبّطو الببيوت والحيطان                مش محرزي عاحجار نتحسّر

نقلع  شلوش نقطّع الخيطان                  خلي المشي بالرمل يتيسّر

نصون السفينه نحرس القبطان                نخلق  وطن والحلم يتفسّر

يكسّر جيوش  يأجرم السلطان             يخلع عروش يحكِّم  الشيطان

وما يضلّ غير من ظلنا قبطان          ويعرف سلف معنا طلع غلطان

فينا الكرامه ما بتتكسّر

 

شربنا عصير الخل  بالأسفنج                وكوثر وطنا تفجر نبوعه

واندق ناقوس الخطر والصنج              وطرشا قيادة نخب مجموعه

ما كان فيها تجربتنا غنج                             آثارها بالدم منقوعه

وبقيت طوايفنا قبايل زنج                     يا ريتنا وعينا بزوال البنج

حتى انفتقنا الجرح ما منوعى

 

بعنق الشرق  لبناننا خرزه              بعين الحسد حسنو انغرز غرزه

في ناس ذَكروالحالم الوسنان             بغربه الوطن فيها انبرز برزه

وفي ناس نسيو المنشأ الحنّان                 وتاريخ للمجد انفرز فرزه

إلا انا بعبد أرض لبنان                 وبدها عندما يصيرجسمي تراب

عضامي بضريحي تنتصب أرزه

24/10/2005