عدنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الأب/ سيمون عسَّاف

عدنا وعاد قضاءُ الحقِّ  ينتصِبُ         بعد انسحاب الأُلى الحُرِّيَةَ اغتصبوا

عُدنا وأغصانُ زيتونٍ مُلَوِّحةٌ               والشوقُ  من دمعنا الفوَّارِ ينسكب

لبنان يا وطنا حرا بمشرقه                     لولاك لا علمٌ  حرٌّ ولا نُصبُ

يا جنَّة الله عُدنا من مَهاجِرِنا            نُنسترجعُ القصرَ بيتُ الشعبِ مُغترِبُ

خُذْهُ السلامَ  شذىً والغارَأجنحةً                 يهديكها القائدُ  الجبَّارُ والنُخُب

حيِّ الشبابَ الغيارى استبسلوا أسدا          صَوْناً لمعقلهم والهزجُ يصطخبُ

مرحبْ نسورَ بلادي  العِزُّ يغمُرُكم          حُطُّوا على قِمَمٍ بالشمسِ تعتصِبُ

في عرسِ تحريرنا الميمونِ يجمعنا              تاريخُ أمتنا والفخرُ والعُجُبُ

من نعل أحذيةٍِ في أرجلِ  الشرفا            خوذاتُ عسكرهم  فَلْتَسعَدِ الرتَبُ

أين   الجرار ُ وراءَ العارِ نكسِرُها        تأبى الحقارةُ جيشَ الشؤمِِِ تصطحبُ

تنسى تُراها ضحايايا مجازرَه                تلك الجرائمُ باسمِ الردعِ  تُرتكبُ

أصواتُ من رسفوا في المَزَّةِ سُجَنَا     طنَّتْ  بِسَمْعِ  السما  وارتجَّتِ  الرُحُبُ

كم خطَّفوا أبريا كم جندلوا شهدا              كم غيَّبوا  بشراً من بيتهم سُحبوا

كم حيكوا قصصا كم فجروا لُغُماً                كم أفسدوه الحما أمواله  نهبوا

كم من شظايا عدُوُُّ اللهِ أشعلها                 تُفني عيالا فيخبو الجمرُ واللهبُ

لفُّوا الفضائح تؤذينا روائحُهم                  أظلافَ بعرانهم في رملِهم نشبوا

لو ألفُ طاغيةٍ  للذبحِ  مرَّ  بنا                 زفير أجيالنا  في جوِّهم سُحُبُ!

رغم الحرائقِ  والنيرانُ آكلةٌ                في أرزنا الأعندِ الألوانُ ما شحبوا

رغم البلاء الأذى  التابوت ليس َلهم             لا يستحقُّونه لو تُختخ الخشبُ

يا أهل أرزتنا نُهدي تهانئَنا                 على الصمود، لََكَمْ طابت لَكُم نُخُبُ

في كل منطَلََقٍ أخوانكم أبداً                     ما مرةً سكعواِ والمجدُ  يقتربُ

أبطالنا رجعوا أرزٌ يكلِّلُهم                        مجدٌ يظللهم والكاسُ ينشربُ

أقواسُ نصرِالفدى معقودةٌ طرباً            لا للصخور الجلاميد انثنى الطربُ

ِكم أرضعَ الحزنُ قلبَ الناسِ من وجعٍ       من يا  ترى الوجعُ القتَّالُ والسببُ

نيرُ العبوديَّة الحزَّازُ طوَّقهم                   أدمى الرقابَ بخيباتٍ لقت حلبُ

بعد اغتيالِ  الرفيقِ الحُرِّ في الشهدا              حريرَه مزقاً شقَّ البغا الجرِبُ

ما اليأسُ قاربنا كنا نرى أملا                    في كل يوم يمر المجد يقترب

على عُلا الشمخةِ الشمَّاءَ نُعلمهم                 لبنان منفِذُكم لا غيرُ يا عربًُ

دقوا المساميرَ في نعش الأُلى انسحبوا     بين الهزيمة والإذلالِ وانتحبوا

مونتريال – كندا 18 أذار 2005