فخامة في زعيم

الأب/ سيمون عسَّاف

 

وهل من زعامة في غير الجنرال ميشال عون تزينها الفخامة على ساحة الواقع عندنا ؟

أطل على شاشة التلفزة وفيه الوقارُ كله. يرشح النزاهة والنظافة والثقافة والشرف. نزاهة في التعاطي والمبادىء والوضوح، نظافة في الصداقة والمسؤولية والاحترام، ثقافة في السياسة والشمولية الحوار وشرف في الأمانة والعهود والوعود. ما أنبل هذا الرجل وهو من صنف أنَّى منه الأكابر؟  طريف مع الجلاَّس ظريف في المداعبة انفعالي لدن مسَّ شوؤن الوطن.

 

فيه يُختصر لبنان بجهاته الأربع وشعبه العظيم. وكم رائع هو الترصُّن في الخطاب والجواب  والفارض على المُحَاور إنضباطية في السلوك والأسلوب تدل على خلفية العسكري الشهم وأدبه الرزين. تلتقي معه أو تفترق فأنت مجْبَر على تهيُّب حضوره والغياب لأنه لا يترك  مطرحاً للمآخذ والظنون. يراود الريب بعض المشككين بمصداقية البسالة في إنسانية الجنرال، ولكن يغلب اليقين بأصالته كل الأضاليل والأباطيل. وحده يحمل المصير- الهَمّ لجمع الأبناء تحت ظلال الأرز الذي على القلوب غلا. إنها قناعة نابعة من التجاريب التي مارس وهو قائد جيش أعطاه العز والعنفوان بعدما كان عرضة للهزء والاحتقار. آمن باختبار عاشه وانخرط في سلكه وأحبه إلى أن صار على رأسه عمادا رائداً يقود المؤسسة ويشرِّف البلاد.

 

ثار على الخزعبلات وقلب الطاولة على المتآمرين فقاومه الداخل والخارج معا لتستمر عملية التهجير والظلم والقهر والموت إلى أن أُجبر على المنفى. طوى الشوط الطويل وبعد معاناة  عاد لاستكمال التحرير الذي به بدأ.

 

هناك أمراء حرب وسلاطين سرقات وأسياد صفقات وأباطرة عملاء وملوك تجارة وخيانات، كلهم متضررين من نظافة الرجل الفاضحة الذنوب والعيوب.

خسر في هذا الموسم الانتخابي المغموز أم لا، ليس هذا المهم وإنما المهم أن يكون معنا ويبقى القائد الزعيم الذي يثق به كل المخلصين للبنان مسيحيين ومسلمين. وحده الضمانة لمستقبل واعد تستقيم فيه الأجيال وعلى قواعده الثوابت يستديم الوطن إلى دهور.

 

لماذا يقوم ضده أصحاب المواقع والخائفون على مراكزهم وكأنهم إلى الأبد يستمرون. أي واحد منهم بحجم الجنرال على كل صعيد؟ يا خجلة المستويات منهم هم العميان إذ لا يرون الفارق بين الودايا والقمم. نحن نعرف تضحيات هذا الرجل وعذابه ورحيله إلى المنفى وعودته بفخر وشموخ.

 

لبنان حتى يعود لكل بنيه كما كان مهدا الحضارة والمحبة والديمقراطية والحرية والعدل والحقوق، يجب أن يحكمه الجنرال ميشال عون كي يكون مدرسة للغد الذي يستقبل أولادنا والذي فيه يستفيقون على بطل طبع بحذائه جبهة التاريخ ودمغها بوشم المجد مدى الأيام.

حفظ الله لنا قائدنا اللبناني الشريف وصانه من كل اغتيال واحتيال وأوصلنا وإياه إلى المرسى الأمين.

 

مونتريال – كندا 27/5/2005