هل صحيح لا يكرم نبي في مدينته؟

الأب سيمون عساف

لكل العاملين بالشأنين السياسي والعام نقول: عيب عليكم بعد الإذلال الذي أذقتموه شعبكم أن تتهافتوا إلى الكراسي وحفظ المواقع واللجؤ إلى الأنانيات.

يعرفكم الناس أنكم فراغ والزعامة بعيدة عنكم بعد الثريا عن الثرى. جاء لبنان الجنرال عون فكنتم كالأقزام أمام المارد الجبار. النزاهة والجرأة ومواصفات القيادة تزين الرجل. لماذا تتلطُّون وراء الأصابع ولا تبايعون هذا الشريف لتخليص غد أبنائكم وبناء وطن ساهمتم في جعله مزرعة.

أين ماء الحياء في وجوهكم وأين قضية وطن الأرز وإنسانه والكرامات؟ كيف ترضون بزعامات غريبة تلجأون إليها وترفضون ابن جلدكم؟ وحده إلى الآن يستحق أن ينهض بالوطن ويحاسب ويقضي على الفساد ولربما يلحق بكم لطخات.

لماذا أنتم مغفَّلون وعديمو الرؤيا؟ يتحامل عليكم الآخرون ليعرُّونكم من بقايا تستر عوراتكم.

أرسلت السماء رسولاً لكم وانتم تهاترون وتتهافتون على الرخص والغرضية وتهيمون في تفاهات تورث أجيالكم العار وتبصق عليكم لأنكم صغاراً. تعوَّدوا أن تقرأوا تاريخ العظماء لتشعروا بالعظمة ولا تفضِّلوا كهف أفلاطون على أنوار أشخاصه.

الموسم موسم انتخابات تخص مصير لبنان الوطن والكيان والمصير المسيحي بالتحديد، فأين انتم ومن تنتظرون ومتى تستفيقوا للخلاص بإخلاص.

ولا واحد منكم يستحق أن يمثل الشعب طالما انتم خائفون على مواقعكم فذلك يعني أنكم لا تبالون بمصالح الناس، بل بالمراكز التي شغلتموها من دون استحقاق. خذوا الأمثولات من غيركم الذين يشرذمونكم للقضاء على بقية باقية منكم. بأية لغة نخاطبكم وبأي مسَّاس نلكزكم وبأي مهماز نرفسكم لتحسُّوا وتستيقظوا وتدركوا أن المستقبل مشبوه بعد التجاريب والبلايا التي عانى منها وقاسى شعبكم الأمرِّين؟ ليس مسموح لأحد أن يمثِّل الناس وهو خائن دم الشهداء الأبرار والضحايا الميامين.

أناشد كل اللبنانيين والمسيحيين منهم بشكل خاص أن ينضوون تحت لواء القائد لإنقاذ السفينة والوصول بها إلى الشاطئ الأمن.

يا أبناء قومي، تعلموا من الآخرين كيف يخلقون لهم زعيماً يحمل شؤونهم والشجون ويبايعونه الزعامة. أما انتم يا قليلي الإيمان فقد بعثت لكم السماء زعيماً أنبل وأشرف وأكبر وأشمخ وأنظف وأنزه من الجميع وانتم تتحاملون عليه وترفضون حضوره اللاغي . أيها الحيات أولاد الأفاعي من دلَّكم على الهرب من الدينونة الآتية.

يا ليتكم حكماء كالحيات لقُلنا هناك جانب يشفع، ولكن والحمد لله لا للصيف ولا للضيف ولا لغدرات الزمان.

إلى قومي أرفع النداء من جلف المحيط طالباً الاصطفاف جنب الجنرال ميشال عون والاتحاد مع بعضكم تحت رايته ليكون صوتنا أقوى وزخمنا أفعل ووجودنا أثبت.

حذاري من الخيانة والانخداع والانجرار وراء الثعالب والذئاب.

هل رأينا منهم مَن جاء وانخرط تحت رايتنا؟ لذلك المطلوب فرض الذات والاتحاد والصراخ عاليا بصوت عالٍ يشق ضلوع الفضاء.

إن المساحة الزمنية قصيرة وليس بمقدور أحد ممارسة الزعامة كالجنرال ميشال عون. وليس لنا مسافة ألا لبنان على مرمى الشرق. نريد أن نفرض وجودنا فيه ليبق مرآة الشرق. انتبهوا وعوا، هذا إنذارٌ أطلقه لكل اللبنانيين عموماً وللمسيحيين بالتحديد في الجبل في الشمال في الجنوب وفي البقاع. لا تخونوا لحمكم وعظمكم أيها الأوادم لضمانة بقاء لبنان الهوية والتعايش والحرية والتميز وإلا ستصير كل شرائح لبنان أقليات في محيطها كما هو حال أقباط مصر وأشور العراق وسريان سوريا ووو

سننتصر شئتم انتم المعوجين أم لا، والكسح والمسح آتٍٍ كالغضب عليكم وستتأسفُّون أمام التاريخ والأجيال وتكونون ملعونين تحت عين الشمس.

إن المستقبل لناظره قريب ونحن على أمل اللقاء في النجاح والفشل.

لك التحية أيها الجنرال الأحب، ولعظمة روحك طيلسان السؤدد ولرأسك غار الأمجاد وليمينك صولجان السلاطين والأمراء والملوك.

إلى أن نلتقي في أفياء الأرز حيث الخلود يستظل نبقى على العهد الواعد لنشرب كأس النصر مُعَلَّى.

على رؤوسهم أنت الرئيس وهم الخدم الصغار الذين يزحفون إلى المشارق والمغارب وابن الملكوت عندهم. هل صحيح لا يكرم نبي في مدينته؟

مونتريال 17 أيار 2005