رئاسة ورئيس

بقلم/الأب سيمون عسَّاف

أخلع عنه الألقاب وأترك المنطق يتحدث عن الرجل بصوابية لا يدانيها غلط وموضوعية لا تعرف المحاباة. لم يكن الجنرال ميشال عون ابن "بيك" أو من بيت سياسي يتوكأ على الأمجاد، ولم يكن أيضا من ضباط المكاتب "البيروقراطية" في مؤسسة الجيش التي تتشرف به جنرالا شريفاً مُضحياً وفياً لها انتمى، بل كان جندياً منضبطاً تشهد الميادين على نزاهته والسلوك العسكري على نظافته المثلى.

وصل بسعيه الذاتي الحثيث إلى الهدف وبشخصيته النادرة الفذة وذكائه النافذ الأعراض من دون منّة الوسطاء أو سند الزعماء أجل إنه صاحب المواهب والكفاءات!في الأصل، كانت له رئاسة الجمهورية منذ التسعينات وبه تليق، فحالت الظروف والتناتش الحاسد والتآمر الرخيص وسياسة المنطقة دون بلوغ المرام بعد ما برهن عن قدرة في القتال وانتصار في الجولات كذلك عن قوة لجذب الجماهير بمغنطيس كاريسمتيكي وعن حزم في  القيادة ليس له نظير.

 رحل إلى المنفى خمس عشرة سنة نتيجة مواقف بطوليه عالية من أجل مبادىء تحرير الوطن من الاغتصاب، إلا أنه دام بطلا في ذهنية شعبه الذي رآه فقرأه وخزنه في الذاكرة مظهرا ما لديه من حاسة وشعور بالكرامة والمعنوية والتقدير. والدليل الناطق نهار رجوعه إلى أرض الربوع والملقى الحاشد الذي لم يعرف تاريخ لبنان له مثيل.

واليوم مَنْ منه أحق برئاسة الجمهورية وهو الذي أعاد اعتبار المسيحيين واعتبار الزعامة المسيحية لا سيما بعد تحقيق فوز باهر وتفوق ماهر في الانتخابات التي جرت على ساحة البلاد؟ نعم أعطاه الشعب كل ثقة لأنه أهل لها ولأنه بغيابه ذُل وتقهقر.

لماذا نسمع إذاً نقيق ضفادع من هنا ومن هناك لإزعاج النبلاء والمُصْطَفين؟ عيبٌ ألف مرّة وليستحِ الآخرون من نفوسهم. إني أدعوهم إلى احترام القيم والشمائل والعودة إلى أحجامهم الطبيعية.أي فضل لهؤلاء في المقاومة والصمود وماذا خدموا البلد إلا البيعات والمبايعات طائحين بالصلاحيات التي استمات الشهداء في سبيل الحفاظ عليها منبطحين أمام السماسرة والتجار ؟

نصيحتي لكل طامح إلى الرئاسة أن يتنحَى ويسمح لنا، لأن الكفؤ الأوحد في هذا الزمان هو القائد الزعيم الجنرال ميشال عون المفدَّى. إنه الأنسب والأفضل والأشهم والأشرف والأقدر والأحق من جميع الطامعين بكرسي رئاسة الجمهورية في لبنان.

لن ننسى المعاناة التي عانى الرجل أيام التحرير والقصف المجرم النازل على القصر في بعبدا بروق القصف ورعود النسف وأزيز الرصاص وعهر المدافع وكفر الراجمات مُهيبا باللبنانيين صارخا ليكونوا أشداء شجعانا في الصبر ألاَّ يخافوا لأن المعركة لصالح لبنان وقد خلخلت المسامير في نعش الاحتلال. وحده القائد الجسور الجريء المنقذ للمرحلة الآتية والمُصلح الخلل المرتكَب في الدستور من رعناء رخيصين جبناء خانوا الأمانات والأُمنيات. كل شعب لبنان بكل شرائحه وفئاته يصوِّت للجنرال من دون أي ريب في المسألة. لذلك نطلب من المتشدقين أن يكموا أفواههم ويخرسوا وان لا يقيسوا الحقارة بالعظمة المسوخ بالمردة والمجرمين بالأبرياء والأغبياء بالنوابغ.

كفانا رجال ضعفاء أدنياء كذابون أذلاّء. يحق للبنان وللشعب أن يسعد برئيس جمهورية محترم ولو لمرة بعد هذا النفق الطويل من الفحش والفسق والفجور والفساد والمجازر والعذاب والتهجير والهجران. آن لأولئك أن يبتعدوا إلى الوراء لأنهم كانوا في الحكم واختبرنا رسائل مسؤولياتهم الفارغة من أي شرف وشموخ وعنفوان.

خلاصة القول، لن يقوم للوطن قائمة ولا لشعبه وجيشه ومجتمعه ولن تخصب أرضه ولن تؤمَّن حياضه إلا بالقائد الزعيم الجنرال ميشال عون العظيم بحجم تطلعات أبناء لبنان مقيمين ومغتربين.نسديها آخرا وليس أخيراً المشورة بأن لا تُسَوِّل لأحد نفسه وينافس عملاقنا الحبيب جنرالنا الغالي لأنه وحده فخامة رئيس جمهورية لبنان العتيد.

30/10/2005