"المكتب المركزي للتنسيق الوطني" في الذكرى 32 للحرب

دويلة حزب الله شبيهة بالدويلة الفلسطينية العام 1975

في الذكرى 32 لأندلاع الحرب العام 1975 اختار "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" تشبيه "دويلة حزب الله في 14 نيسان 2007 بالدويلة الفلسطينية الخارجية على سلطة الدولة والقانون عشية 13 نيسان 1975". واتهم الرئيس السوري بشار الاسد "انه مستعد للاعتراف بأسرائيل وتوقيع السلام وتبادل السفارات معها في الوقت الذي يرفض فيه الاعتراف بلبنان واعطاء ولو مجرد ورقة صغيرة تثبت لبنانية مزارع شبعا امام المجتمع الدولي".

 

مواقف "المكتب المركزي" المنشق عن التيار المؤيد للنائب العماد ميشال عون وردت اثناء مؤتمر صحفي عقده في اوتيل كومفورت، الحازمية لأستخلاص العبر من الحرب لمنع تكرارها.  وحضر النائب السابق فارس سعيد، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، منسق "الحركة اللبنانية" بسام الآغا، وفد من قيادة "حركة 24 تشرين" قدم من الشمال ومناصرون واعلاميون.

 

واستهل منسق المكتب نجيب زوين، معتبرا ان الحرب لم تبدأ في 13 نيسان 1975 بل منذ العام 1969 عندما وقعت الدولة اللبنانية اتفاق القاهرة وتخلت عن سيادتها، وقال:"ما اشبه الامس باليوم، فكما كانت الدويلة الفلسطينية والمخيمات والخروج على سلطة الدولة ورفض الانصياع للقانون سببا للحرب، ها هو اليوم حزب الله يعمل على التقسيم واقامة الدويلة الخمينية تمهيدا لوضع اليد على كل لبنان وأشعال الحرب الاهلية والانقضاض على مشروع الدولة (...)".

 

ورأى زوين ان الكذبة الكبرى تتمثل في الاعلان "ان سوريا دخلت لبنان لحماية المسيحيين في حين انها كانت مسؤولة مباشرة عن تدمير الدامور وحصار زحلة ومهاجمة زغرتا وغيرها وهذه السياسة السورية التدميرية لا تزال مستمرة في لبنان ولم تتغير وهي تتمثل اليوم في استبدال التنظيمات الفلسطينية المسلحة بتحالف 8 اذار بقيادة حزب الله (...).

 

وتلاه رئيس "المكتب المركزي روجيه عزام الذي تلى بيانا مكتوبا فيه :"ان حرس الثورة الفارسية يتوافدون على لبنان لتدريب جيشهم واستغلال شعار مقاومة اسرائيل من اجل هدف ابعد يتمثل في جعل ايران ولبنان جسما واحدا في خدمة الايديولوجيا التي تتحكم بالشعب الايراني".

 

ورأى ان "حزب الله رفض الاشتراك في الحكومات المتعاقبة على مدى 15 عاما من الاحتلال السوري وترك الشعب اللبناني ضحية لمزاجية المحتل السوري واهوائه، دون ان يطلب المشاركة في الحكم، لا من خلال الثلث المعطل ولا بواسطة تطبيق اتفاق الطائف. لكن الحزب اشرئب الى المشاركة بعد انطلاقة ثورة الارز من اجل الانقضاض على الدولة اللبنانية، لصالح الدولة الفارسية الخمينية وأستعمال لبنان متراسا لحماية برنامج ايران النووي". ودعا الى "التمييز بين واقع الامور ومجرياتها، وبين المقاومة وابطالها وشهدائها واستغلال السياسي المنحرف لهذه المقاومة ومن اجل حقائق ايديولوجية لا تحترم حق الشعب اللبناني في الديموقراطية والحرية والتعددية".

 

وخلص عزام الى ان "النظام السوري تعامل مع الشعب اللبناني منذ 13 نيسان 1975 وحتى 13 نيسان 2007 مثل قطيع من الغنم يقاد الى المسلخ، وقيادات المعارضة وخصوصا حزب الله تتعامل مع الشعب اللبناني على انه مجموعة اطفال. وان الكلام السفسطائي والحجج البهلوانية والمصطنعة قادرة على تمويه مسؤولية المجرم وتجريم الضحايا". وشدد على ان مجرد وجود العماد ميشال عون في الحلف مع "حزب الله" يعني موافقته على كل اعماله وعلى التقسيم وقيام الدويلة" لأن الحزب هو الرأس المدبر للمعارضة وهو يجر كل الاخرين ورائه ومنهم عون".

فارس سعيد

النائب السابق فراس سعيد والذي كان حاضرا ارتجل كلمة ردا على سؤال من الحضور، فيها: ان اخطر ما قاله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير انه جزء من المشروع الايراني في المواجهة والتسوية مع الولايات المتحدة، وهذا المشروع ليس لبنانيا ولا عربيا ومواجهته تقع على عاتق اللبنانيين والعالم العربي ايضا.

 

واعتبر سعيد ان الرد يكون بتماسك اللبنانيين حول الفكرة اللبنانية، لأن كل ما يعلنه حزب الله هو للاستهلاك الاعلامي واضاعة الوقت في حين انه مرتبط برؤية ولاية الفقيه التي تفرض الطاعة على اللبنانيين لا الخيار الحر والتي تختلف ثقافيا عن تقافة اللبنانيين. واضاف: لقد حاول البعض في لبنان تنفيذ مشاريع تقسيمية لكنهم فشلوا، فقد اعتبر المسلمون العام 1975 ان المنظمات الفلسطينية المسلحة هي جيش المسلمين للتغيير لكنهم فشلوا، ولاحقا اعتقد المسيحيون ان في امكانهم فرض مشروع السلام المنفرد مع اسرائيل العام 1982 ولكنهم فشلوا، واليوم يعود حزب الله ليقود مغامرة غير لبنانية لا تتفق مع مصالح اللبنانيين والعرب، ومصير هذه المغامرة لن يكون افضل من سابقاتها لأنها حالة معزولة في العالم العربي وتعتد يفوتها ومالها وتحاول فرض رايها بالقوة على اللبنانيين.

 

بين الواقع والمتوقع

وكان "المكتب المركزي" قد وزع كتيبا في المناسبة من 24 صفحة عنوانه :"بين حقيقة الواقع والمتوقع" قدم فيه رؤيته الى "تطور الحرب على لبنانِ" رأى في احد فصوله ان "الوار المستحيل: ان الحوار بين الاطراف اللبنانية يواجه حائطا مسدودا لأن حزب الله ليس حرا في قراره، وهو يأتمر بصورة مطلقة بالنظام الايراني، وان مئات ملايين الدولارات المرسلة شهريا الى الحزب اضافة الى الاسلحة الثقيلة والخفيفة وتدريب الالاف من الشبان على القتال ليست كي يصبح الحزب ديموقراطيا يرتكز على مجتمع سياسي متعدد يحترم حقوق الانسان والحريات. وسأل اي دولة من المجموعة العربية او اي دولة في لاعالم ترضى ان يتقرر مصيرها في عواصم دول عربية اخرى او دولة اقليمية غير عربية ؟".

 

واعتبر الكتيب تحت عنوان "الواجهات اللبنانية لحزب الله، انه يتلطى وراء وجوه عدة ابرزها تحالفه مع العماد ميشال عون وحزبه، والذي اعاد الاتصالات مع السوريين قبل عودته من لبنان مستغلا الاصوات التي حاز عليها في المناطق المسيحية على قاعدة مسيرته ضد الاحتلال السوري للبنان". ورأى المكتب المركزي للتنسيق الوطني ان "حزب الله" استغل هذا الواقع من اجل تمويه اهدافه الايديولوجية المعروفة للجميع وتبعيته للنظام الايراني كي يعطي عملياته طابعا سياسيا كلاسياكيا بين معارضة وموالاة. واستند واضعو الكتيب الى احصاء قامت به شركة "سوفريس" الفرنسية مطلع تشرين الاول 2006 ليتبين ان عون خسر الشعبية الكبيرة التي كان يتمتع بها نتيجة تحالفه مع الحزب، لكن ذلك لم يثنه عن اكمال مسيرته في الحلف السوري-الايراني.

 

وخلص الكتيب الى ان "زمن الهلوسات الايديولوجية والعقائدية المتستر بالاديان قد ولى. وحان وقت التعامل مع الشأن العام والامور السياسية من منطلق العلم والفكر العقلاني واحترام القيم الانسانية. وزان النظام السوري لن يستطيع اكمال مسيرته في احتقار لبنان شرعة حقوق الانسان والديموقراطية".