مقابلة الرئيس عون مع جريدة الديار 11/9/2005

جريمة اغتيال الحريري نقطة في صراع .. وليس صحيحاً ان الازمة تنتهي اذا عرفنا مَن هم القتلة 

عون : إذا كان وجود لحود مشكلة لنطرح الحل وفق موازين القوى وقراءة الاصوات 

أدّيتُ قسطي من الـ 1559 ولستُ مرتبطاً مع احد لا بالتنفيذ أو بعدمه بما يتعلّق بـ حزب الله 

تحبّه او لا، تؤيده في مواقفه او تعارضه، الا انك لا يمكن الا ان تحترم شخصيته الصلبة التي اصقلتها السنين واعطتها بريقاً لا يمكن ان تقاومه، حتى اعداؤه في السياسة اعترفوا انه «الخصم الشريف» الذي لا يطعن ولا يناور.

انه الجنرال ميشال عون الذي وقف في يوم من الايام بلباسه «المرقط» يدافع عن الحريات ويقول: «ان الوجود... ان الحياة خارج اطار الحرية هو شكل من اشكال الموت».

ميشال عون المتصّلب في مواقفه، الثائر في طروحاته، هاجسه نظافة الكفّ وشعاره لبنان السيّد الحرّ المستقلّ.

تستفزّ الجنرال، فتراه يبتسم وبلباقة وبحنكة يجاوبك، تحاول حشره في بعض القضايا ينفعل على طريقته وباسلوبه يعطيك جواباً يشفي غليلك.

ميشال عون بارع من دون منازع بمخاطبة الناس وبتحريك مشاعرهم يعرف همومهم ومشاكلهم ويحاول طمأنتهم، يدرك تماماً وبتواضع انه يمثل وكتلته الاكثرية النيابية والشعبية في لبنان.

عندما تسأله عن حظوظه لرئاسة الجمهورية يردّ «كحظوظي لقيام جمهورية في لبنان» واللافت انه يعتبر ان «لي الرأي الاول بانتخاب الرئيس المقبل للبلاد، ولو عرضوا عليّ الرئاسة لأشرعن السرقات التي حصلت خلال الـ15 سنة سأقول لهم «بلا الرئاسة»».

لا يتقوقع ميشال عون داخل طائفته، فهو اكبر من كل الطوائف ويدور في فلك الوطن كلّه من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب: «انا لست نائب كسروان وجبيل فقط بل نائب صور وعكار وبعلبك وكل لبنان».

الجنرال غير مهادن مع الفساد والمفسدين «ولي الحق باستعمال كل الوسائل المشروعة... والناس حاسبت في الانتخابات القسم الكبير والقسم الآخر» «جايي حسابو»، وقال «لن ادخل في اي سلطة الا على اساس المحاسبة وليس على اساس «عفا الله عما مضى».

وفي الموضوع السوري، لم يغيّر الجنرال موقفه من العلاقات اللبنانية - السورية منذ العام 1988، فهو اراد دائماً افضل العلاقات معها شرط خروجها من لبنان وقال «لا اعتقد ان سوريا تريد ان تلعب دوراً عدائياً».

الجنرال ينفي نفياً قاطعاً انه يساير الرئيس اميل لحود ويهادنه لكنه يقول ان الرئيس لحود اصبح اسير موقف فلماذا انقضّ عليه، واكد ان هناك فريقاً يعمل على تثبيت المسؤولية بكاملها على الحكم المنتهي حتى يبرئ نفسه ويصبح بطلاً وهو اصلاً شريك في المسؤولية، واشار الى انه لا يجوز تثبيت المسؤولية على شخص فالمسؤولية تشمل كل الجهاز الحاكم كبقية دول العالم، ورأى ان التلاعب بشخصية رئيس الجمهورية يحدث مشكلة كبيرة، فالرئيس ليس طعماً، وقال: على الفئات السياسية ان تسقط بعد سقوط الدولة الامنية. ولحسم الجدل الحاصل حول الرئيس لحود قال: «اذا كان وجود لحود مشكلة لنطرح الحلّ ويكون وفقاً لموازين القوى وما عليهم سوى قراءة الاصوات فقط»، وسأل على ايّ قانون نطالب بمهلة زمنية لانتخاب رئيس جديد؟ لمن سأصوت لنواب تآمروا ليبقوا على قانون الـ2000؟

وعلّق عون على رفض بعض المسؤولين وصول شخصية مارونية بامتياز الى الرئاسة قائلا: «اذاً كل شخصية مسلمة بامتياز هي مرفوضة».

امّا في ما يتعلق بالتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فاعتبر عون ان «كل حقيقة تُطرح تساعد في التغيير، ولكن تطويق الحقيقة احياناً في مجال نقاطي هو مؤذ وان الجريمة هي نقطة صراع اوصلت اليها احداث معينة لذا يجب معرفة المجريات كافة التي ادت اليها». ويقول في هذا المجال «ليس صحيحاً انه اذا عرفنا من هم القتلة تنتهي الازمة».

وعن الواقع المسيحي رأى عون ان المسيحيين اهينوا وحُرموا من حقوقهم ولكنهم ليسوا ضعفاء، ولو كان الشيعي او السني او ايّ طائفة اخرى في هذا الموقع كنت سأدافع عنه ايضاً.

وعن الانتخابات النيابية التي جرت اخيراً قال عون: «ان ظروف المعركة والمنابر الاعلامية الممسوكة والمملوكة لم تسمح لنا بقيام معركة متكافئة».

ونفى ان يكون له ايّ التزامات مع ايّ دولة وقال: «انا حرّ... اديتُ قسطي من الـ1559 ولستُ مرتبطاً مع احد لا بالتنفيذ او بعدمه فيما يتعلّق بـ«حزب الله»، وقال اذا اخترت الحوار في موضوع سلاح المقاومة على الفريق الآخر ان يحدّد الاهداف فلا استطيع ان اصيغ علاقة مبهمة».

واكد ان رايس «زارتني لانني زعيم المعارضة وللتعرف عليّ»، واكد «نحن آخر من يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل».

واشار الى ان «خروجي من الحكومة اعطاني حرية الحركة، فلو دخلت باربعة وزراء لكانوا هلكوني»، واكد انه لم يكن راديكالياً يوماً «فالراديكالية والرفض والفوضى والافكار المسبقة لخطط معينة كانت عند غيري».

ورأى ان هناك مناطق لديها حريّة الحركة مع احترامنا للساكنين فيها وقال وانا قادر على ضبط الامن في وجه السلفيين اذا اصبحت رئيساً للجمهورية.

وعن الجيش الذي يقوم بحمايته قال: «ما يؤمنه لي الجيش من حماية هو ادنى من حقوقي، فليس لدي ايّ ضابط، هناك فقط 10 جنود.

 

وهنا نص الحديث مع الجنرال ميشال عون:

 

 

 

 

* بينك وبين اهل الطائف ثأر، عندما ذهب النواب الى الطائف اصدرت مرسوم حلّ مجلس النواب وقلت ان الطائف «لن يصلح للبنان وعلى الاقل ابحثوا معنا بتغيير حلّ». خلال 15 سنة اعطتك الظروف والزمن والتجارب الحق بما حصل لان الطائف فشل. عندما تتحدث عن محاسبة مالية خلال 15 سنة هل تقصد بدل المحاسبة السياسية للطائف ان تحاكمهم سياسيا عبر طلب المحاسبة المالية؟

- بالتأكيد حكم الطائف انتج ذهنية معينة للحكم ترتبت عليه نتائج. والخيار السياسي الذي اتخذ واعتمد دوليا ايضا فشل، ولكن المحاكمة يجب ان تكون على النتائج وليس على الخيار السياسي الذي ليس له اي مسؤولية جرمية بل سياسية والناس تحاسب عليه واعتقد انها حاسبت في الانتخابات القسم الكبير والقسم الآخر «جايي حسابو».

* ماذا تقصد بقولك «جايي حسابو»؟

- يعني الذي «ظمط» من فلول الطائف، بدورة ثانية انتخابية سيذهب ولن يستمر. ظروف المعركة الحالية والالتباسات التي حدثت فيها وعدم تحضيرها والمنابر الاعلامية الممسوكة والمملوكة لم تسمح لنا بقيام معركة متكافئة لايصال رأينا الى الرأي العام، ادت الى هذه النتائج، وهي نتائج جيدة لا بأس بها كبداية يمكن القول فيها انتصار ولكن هذه الموجة يجب ان تؤدي الى تغيير جذري بالسياسة اللبنانية على كل الاراضي اللبنانية.

المطلوب الان هو ان الحكم الذي استمر 15 سنة بعد الطائف انتج تفليسة سياسية ليست فقط بسبب الخيار السياسي ولكن بسوء الممارسة وبهدر الاموال والاستفادة من هذه الاموال المهدورة. اذا ما اطلعت على الوزارة المالية للدولة والتي هي بكاملها تجاوز للصلاحيات نجد فيها سوء ائتمان ودون ضوابط.

* دولة الرئيس هذا حديث مالي لمغزى كبير. عندما حاربت الميليشيات عند تنفيذ الطائف دخلت الميليشيات الى السلطة واصبح المال السياسي لتمويل الميليشيات التي اصبحت داخل الدولة، هذه هي المعركة الاساسية، عندما تتحدث عن هدر مالي فقد كان المال السياسي لتمويل الميليشيات التي دخلت بموجب الطائف الى الدولة. عندما نتحدث عن المحاسبة المالية فدولتك تعود الى محاسبة سياسية.

- المحاسبة ليست سياسية. الذين التزموا القواعد الاخلاقية وكانوا في الطائف غير مستهدفين حاليا سيكونون ابرياء ولا قانون سيطالهم. الخيار السياسي كما قلت لا مسؤولية قضائية عليه. ما اطالب به شخصيا يستدعي مسؤولية قانونية وقضائية عندما نجد انسانا مسؤولا يتصرف بأموال الدولة تصرفا كيفيا لصالحه الشخصي او لازلامه ليكون ثروة مالية جراء هذه الاموال العامة، هنا اصبحت المسألة جرمية تتخطى مسألة الخيار السياسي الذي يكون احيانا خطأ، ولكن هنا اصبحت المحاسبة قضائية. لذلك اول طرح قدمته يتضمن فكرة تكوين لجنة برلمانية قضائية كي تحدد الخطأ السياسي في السياسة المالية المتبعة في قطاع معين، واكثر قطاع هو موضوع المهجرين، والخطأ القضائي لتحديد المسؤولية القضائية عن صرف اموال الدولة. اذا انطلاقا من هنا ان الاخطاء الجسيمة توصل الى نتيجتين، حتى لو ارادوا اصدار عفو عن الاخطاء المالية ويعتبروها اخطاء سياسية فلا نريدها على نسق العفو الذي حصل عام 1991، حين اعفينا عن اناس نجهلهم مرتكبين جرائم قتل وتصفيات سياسية واصبحوا مسؤولين عن الامن في البلد.

 

 

 

 

المحاسبة المالية

 

* اذا مشيت في المحاسبة المالية ستكون وحدك وستحاسب البقية الاخرين ولو تجد حليفاً لك لانهم جميعا اشتركوا خلال 15 سنة بالحكم، وشخصيا استبعد ان تجد طرفا، واتمنى ان تقول لي اي طرف كان خارج الصفقات المالية منذ 15 سنة؟

- سنجاهد وسنخوض الانتخابات النيابية المقبلة او المبكرة، لا احد يستطيع ان يضمن الاشياء السياسية التي يمكن ان تطرأ على البلد على اساس المحاسبة المالية. فبالنتيجة اليوم باعتقادي الثابت، مثل ما اعتقدت ايام الطائف انه لن يكون هناك نجاح لهذا الاتفاق ولن يحترم، لن نستطيع بناء دولة لبنان دون هذه المحاسبة فالاستمرار عند الطبقة السياسية بأن تبث في الاوساط اللبنانية مقولة ان لبنان كان هكذا على الدوام. كل مرة نريد القيام بالاصلاح يصبح الاصلاحي غير طبيعي ضمن المجتمع الموجود فيه وهو الخارج عن القواعد، وكأن القواعد الشاذة واللاخلاقية هي القاعدة الطبيعية وعلينا ان نسير فيها.

اليوم طالما حياتي كلها كانت خروجا نوعا ما عن الحياة السياسية المألوفة ولن استطيع ان اغيرها في اللحظة الاخيرة واعود الى الحالة الطبيعية التي اعتمدها الغير واعتبرها لغاية الان شاذة. لو فرضنا انهم عرضوا رئاسة الجمهورية علي لاشرعن السرقات التي حصلت خلال الخمس عشرة سنة ارفض ذلك واقول «بلا الرئاسة». ولكن انا مصر على ان اي عمل سياسي من الان وصاعدا يجب ان يكون على اساس الشفافية والمحاسبة لن ادخل في اي سلطة في لبنان ولا اي مشروع سياسي، الا على اساس المحاسبة وليس على اساس «عفا الله عما مضى» الذي هلك لبنان على مدى مرحلة الاستقلال حتى اليوم.

* ستعود اذا الى العام 1943 بهذه الحالة والمراحل ستكون كثيرة.

- كل ما هو غير خاضع لمرور الزمن قابل للمحاسبة.

* هل السقف عندك هو من الطائف حتى اليوم؟

- الان نعم اعتبر ان كل ما جرى بعد قانون 1991 «قانون العفو العام» يمكن ان تحاسب عليه واذا اردنا محاسبة اوسع فلنلتزم بالقوانين كل ما يشمله مرور الزمن هو غير خاضع للمحاسبة اما اذا لم يشمله مرور الزمن فنستطيع ان نحاسب عليه.

* دولة الرئيس كان شعارك «ان الجيش هو الحل» ثم انتقلت الى شعار آخر «ان الشعب هو الحل»، وحولت قصر بعبدا الى «قصر الشعب» وأتاك الشعب الى قصر بعبدا. ثم حصل الدخول السوري، منهم من يسميه الاحتلال، وازاحك من بعبدا، عدت الى لبنان وخضت معركة انتخابية بفترة وجيزة جدا وحزت على كتلة نيابية. هل مشروعك الان هو تغيير لبنان بواسطة ثورة شعبية. الكثيرون، وانا واحد منهم، مقتنع بأنك لن تهادن احداً ولا يمكن ان تنسجم مع احد بأفكار السياسة لان مشروعك هو التغيير الجذري.

- في بداية السؤال قلت ان «الجيش هو الحل» اود ان اوضح هذا ليس شعاري بل شعار العماد فؤاد عون. لا تنسى انت تعرفني بأنني ANTIMILITARISTE (ضدّ العسكر)، انا الجنرال باللباس المرقط الذي دافع عن الحرية.

* اذا هل تعتبر ان الجيش اداة حلّ او جزء من الدولة.

- هو الاداة الامنية للحلّ، لان البلد كان كله ميليشيات ولا بدّ لبلد فيه ميليشيات ان يكون هناك قوة عسكرية تحلّ الامور.

  الحركة الاصلاحية «فرطت»

* كنت تعشق او تعتبر ان افضل لقاء هو عندما تأتي الناس الى قصر الشعب لرؤيتك. هكذا كان اتصالك بالناس.

ـ الناس كانوا يعبّرون بحرية. حتى ان امراراً كثيرة كان ذلك التعبير ضدّ افكاري، وحينها كان ينصحني البعض من حولي بالتدخل «حتى لا يصوّروني مثل مارجرجس على الحصان» على اعتبار ان هذه التعابير تؤذيني سياسياً وتعطيني صورة مسيحية، وكنت اقول لهم «اتركوا الناس بعفويتهم هذا هو تعبير الشعب، هذا ليس انا ولكن هكذا يرونني».

* دولة الرئيس انا استعمل معرفتي الشخصية بك، واعتبرك ثائراً على كل الأوضاع ولا أراك في حلفٍ سياسي عميق مع احد، ولكن يمكن ان تكون في حلفٍ انتخابي مرحلي. هل ما زال العماد عون الذي حارب جيشاً اقوى منه بعشر مرات وانتفض على كل تلك الأوضاع وواجه دولاً، هل عاد الى لبنان بفعل الثائر على الأوضاع ويريد التغيير عبر الانتخابات أم أنّك ستهادن قوى سياسية مثلما حصل مع بقية الأطراف؟

ــ أنا رجعت في ظلّ الشعور الأوّل للرابع عشر من آذار، اعتقدت مثل قسم من اللبنانيين، وأنا مشارك في 14 آذار بضخامة، أنّ لحمة وتوقاً شعبياً قد تكوّن للإصلاح والتغيير، خصوصاً وأنّه حينها كانت كل الاتجاهات السياسية تلقي بالخطأ على الاحتلال السوري، فظنّ الشعب اللبناني أنّ الجيش السوري خرج وسوف ندخل بمرحلة اصلاح. خرج السوري بالفعل ولكن الحركة الاصلاحية «فرطت»، أنا كنت اوّل من ادرك بهذا التفكك، فحين طالبت بورقة عمل بكل براءة لم نفكر بالماضي السيئ الذي حصل، بل كنّا نفكر بالمستقبل وبوضع برنامج لخوض الانتخابات على أساسه «فإما أن نصبح معارضين أو نصبح اكثرية ونحكم». وجوبهت برفض مطلق من كل الاطراف بوضع ورقة العمل. وقبلها ايضاً رفضوا الاجتماع للبحث بموضوع الانسحاب السوري من لبنان. كل طروحاتي كانت ايجابية لم اكن راديكالياً كما تحال ان تصوّرني.

* هذا في الانتخابات ولكن تاريخك راديكالي بمعنى انه ليس هناك من قائد جيش يأخذ قراراً بالقتال ضدّ الجيش السوري، هو لديه 120 مدفعاً وهم لديهم 800 قوّة مدفع.

ــ لم يكن قراراً قتالياً بل دفاعياً. هي كانت حرب تحرير يعني من الضعيف الى القوي بتسميتها لأننا كنا مُحتلّين. بالعودة الى الراديكالية انا لم اكن راديكالياً كانت هناك دعوة منفتحة بالتحضير، جميعنا، للخروج السوري من لبنان بشكل مُشرّف فنجتمع ونطلب من سوريا الخروج مع الشكر الجزيل لخدماتها.

* الشكر الجزيل الجدّي ام للاستهزاء بها؟

- طالما هي مشاركة معنا، وطالما الدعوة موجّهة اليها كيف نستهزئ بها؟

* عندما تقول مع الشكر الجزيل هناك اناس يعتقدون أنها خربّت، هل انت تعتقد ان هناك شيئاً ايجابياً قامت به سوريا في لبنان؟

- انا ممن قالوا انها خربّت، هناك آخرين يقولون ان هناك شيء ايجابي.

لست راديكالياً

 * شخصياً انا ممن يؤمنون انها قامت ببناء مؤسسات وحلّت ميليشيات.

ــ حسناً هذا شيء ايجابي. انا كنت اعتبر انها حلّت الميليشيات واخذت اجهزة المخابرات مكانها وهذا من السلبيات.

ولكن بالمجمل في لبنان هناك آراء مختلفة منهم مع وآخر ضدّ. والآن هناك استحقاق يجب ان يحصل. اذاً كلبنانيين كان علينا ان نجتمع كلنا حتى نقرّ بتنازل منّا أو بعرفان جميل باقتناع، لايجاد المخرج المشرّف وعندما نقول ذلك يعني ان احداً لا يريد ان يحقّر بأحد او يغلب احداً. فنشكر سوريا على خدماتها، وتخرج ونكون بذلك قد وفّرنا ظروف انتقال من الحكم الذي كان تحت الوصاية السورية الى حكم لبناني وكل الاطراف السياسية هم موجودون لحين حصول الانتخابات النيابية التي هي تحدد المصير السياسي. حينها نكون نحن نمارس الديموقراطية الصحيحة ولكن لم يحصل ذلك.

* لم يصدّق أحد ان ورقة العمل التي طلبتها ممكن ان تحصل وان يخرج الجيش السوري.

ــ «طيب ما حدا صدّق». لا ادري اذا ما اطلعت على الغلاف حيث كتب «المكابرة والرفض يحملان مسؤولية للرافضين» لأن الاحوال كانت نحو الأسوأ. ثانياً دعونا المعارضة الى ورقة عمل ورفضوا. اذاً الراديكالية لم تكن من جهتي بالعكس كان لدي حسّ واقعي ونظرية مستقبلية لتطوّر الاحوال لحلّها بشكل ايجابي والاستفادة من التجارب التي مرّت بأحداث مماثلة في العالم وضعت الاضطرابات، فقلنا أنّّ باستطاعتنا تجاوز الحدث وحلّه بشكل ايجابي. إذاً كل المعارضة، التي سمّت نفسها حينها بالمعارضة في قوى 14 آذار وكانت مهزلة، لأن احداً منهم أراد الارتباط بالحدّ الادنى من البرنامج لكي نستطيع اذا ربحنا الانتخابات من الجلوس سوياً على طاولة واحدة وتحقيقه. اذاً الراديكالية والرفض والفوضى والافكار المسبقة لخطط معينة كانت عند غيري.

* المعارضة تعتبر ان العماد عون لا يمكن استيعابه أو وضعه في إطار، العماد عون شخصية، لها برنامجها وخططها، في نفس الوقت هناك شعور، دولة الرئيس، أنك غير مقتنع جدياً بمعارضتهم بل هم معارضة محلية ولاحقاً ستلغيهم. هل العماد عون يتعايش مع معارضة يتهمها بأنها شاركت بالنظام الأمني اللبناني السوري وهدرت الاموال؟ اي ورقة عمل تريد وضعها معهم؟

- حتى الآن هم الذين لم يحاولوا بناء اي شيء ايجابي معنا، لم تكن واردة اي قصة عن الماضي طالما كنا سنصل الى مرحلة سياسية جديدة لكن رفضوا الانتقال الى هذه المرحلة بشكل طبيعي دون فتح مقابر الماضي.

  الحرب عليّ بدأت قبل عودتي

* دولتك تتكلم بطابع وطني شامل. ولكن لديك طابع ماروني قوي في شخصيتك. هم تعوّدوا على موارنة من نمط آخر، انت اتيت تطرح شخصية وطنية لبنانية ولكن بشخصية مارونية بامتياز هذا امر مفروض بمعيارهم.

ــ اذاً كل شخصية مسلمة بامتياز، او شيعية او سنية بامتياز وكل انسان لديه صفات شخصية بامتياز مرفوض.

* عندما تكتسح جبل لبنان وتنال الاكثرية المسيحية، وما صنعه بيار الجميل وريمون اده وكميل شمعون صنعته انت في الانتخابات واتيت في 7 ايار اي قبل اسبوعين فقط من موعد الانتخابات. فمن حقّهم ان يقولوا اننا لسنا بصدد اعادة زعامة مارونية بهذا الحجم وان كانت وطنية.

- هذا تناقض مع الارادة الشعبية التي لها حقّ ان تتمثل بشعورها وتفكيرها.

* ألم تشعر انه كانت تُشن حرب عليك، في حين اتخذ قرار بمنع العماد عون من انجاح نائب واحد في الشمال ونزل آل الحريري وفرنسا والسعودية ودول اخرى بكل ثقلهم لمنعك من المجيء بنائب واحد من الـ28 نائباً.

- الحرب بدأت عليّ قبل عودتي الى لبنان. وحضرتك كنت أول من كتب في الجريدة انّ هناك ايعازاً للعماد عون بعدم العودة.

* صحيح. فحينها كان البعض يتحدث عن عدم ملاءمة موعد عودتك الى لبنان مع حصول الانتخابات. وكان هناك ايضاً كلام عن ان الادارة الفرنسية تتعاطى معك كشخص حرّ لجأ الى الاراضي الفرنسية ولكن لم يكن هناك تعاط سياسي حقيقي معك بل ضيّقوا عليك لعدم التحرك.

- هذا الكلام صحيح. لقد زعجوني اكثر عندما تحرّكت باتجاه اميركا.

* اذا سمحت لي جنرال، الغريب انّه عندما كنت في لبنان وفي عزّ المعارك شعرت ان اميركا سارت مع الطائف فحصلت تظاهرة باتجاه السفارة الاميركية ووصلوا يومها فيما فرنسا كانت معك، كيف تذهب الى باريس وقال ميتران حينها ان وجود العماد عون هو شرف لفرنسا، ومن باريس تذهب الى واشنطن لماذا؟

- باريس التي دفعت بي باتجاه واشنطن لم تكن باريس ميتران، بل هي باريس شيراك وفرنسا اتبعت سياسة واقعية بعد ان تركت لبنان وهي سياسة الانفتاح على سوريا. ولا ننسى ان الرئيس شيراك عام 1996 كان يقول في المجلس النيابي «يبقى الوجود السوري في لبنان مرتبطاً بحلّ مسألة الشرق الاوسط» يعني ذلك انّه سندرس موضوع عودة السيادة وخروج الجيش السوري من لبنان. بنظري كان ذلك التصريح فظيعاً وقمت بتصريح مضاد في فرنسا.

* ويُقال أنهم انزعجوا من دولتك، وطلبوا منك عدم اجراء المزيد من التصريحات.

- لقد طلبوا عدم التصريح نهائياً. وحينها منعوني من الذهاب الى ستراسبورغ حين دُعيت من قبل البرلمانيين الاوروبيين. ويومها علمت انها مشكلة كبيرة عندما يجري ربطنا كلبنانين بحلّ مشكلة عمرها اكثر من نصف قرن.

* ولكن هذه سياسة فرنسا!

- ولكن لي الحق بأن اعترض عليها كلبناني.

* تعترض عليها كلبناني ولكن ليس لك الحقّ بالتعليق على سياسة شيراك.

- لي الحق بأن اعتبر ان السياسة الفرنسية غير مؤاتية لسياستنا الوطنية.

* كيف تفسر ان الرئيس شيراك استقبل وليد جنبلاط، مروان حمادة، سعد الحريري ولم يستقبلك؟

- هو على علاقة جيّدة معهم.

* هل كنت تبدي آراء معارضة لسياسته في لبنان؟

- بالتأكيد، قلت لك عام 1996 استعملوا القوة لمنعي من الذهاب الى ستراسبورغ، هم لم يتعاطوا معي مباشرة بالسياسة بل بواسطة مؤسسة لبنانية - فرنسية «التجمع من اجل لبنان» لم نكن على توافق بالسياسة فيما يتعلق بلبنان.

 فرنسا غير اميركا

 * دولة الرئيس انت تعلم تماماً ان المفصل الرئيسي في تاريخ لبنان الحديث هو الطائف، وان شخصاً واحد فقط وقف ضدّه في لبنان هو انت، وكل القوى السياسية مشيت معه، بعد 15 سنة دفع لبنان ثمناً غالياً للطائف ولكن الولايات المتحدة كانت معه ومع تسليم تنفيذ سوري للطائف. كيف التقيت مع الولايات المتحدة طالما انها اعطت هذه الوكالة لسوريا؟

- كنت اعتقد من الاساس، ومنذ بداية التسعينات، انه لا يمكن استعادة سيادة لبنان الا بخلق التعديل في السياسة الاميركية. وكان مؤسسات CLAO (مجلس المنظمات اللبنانية الاميركية) تركز على التوصيات التي تصدر عن الكونغرس ببداية الـ1993 الى الادارة الاميركية، للعمل على تطبيق الطائف وانسحاب القوات السورية وما بين 1993 وصدور قانون استعادة سيادة لبنان، كان هناك حوالي 9 توصيات قد صدرت عن الكونغرس الى الادارة الاميركية بناء على نشاط المؤسسات اللبنانية الاميركية.

* لماذا لم تنجح في باريس كما نجحت في اميركا؟

- فرنسا ليست بنفس القوة ولا السياسة ولا النظام السياسي.

* أقله بالمنطق والقبول.

- النظام الفرنسي لا يسمح. لقد قدّمنا عرائض كثيرة الى البرلمان الفرنسي وقد حظينا، بتواقيع العديد من النواب ولكن السلطة التنفيذية، وخصوصاً رئيس الجمهورية، في السياسة الخارجية ليس لديها نفس الاسلوب الاميركي، حيث يستطيع مجلس النواب تشريع قانون ملزم لرئيس الجمهورية اما النظام الفرنسي فلا يُلزم الرئيس والبرلمان لا يستطيع ان يشرّع مثل الكونغرس الاميركي الذي رفض في العام 2001، عبر الادارة، ان نتكلم معهم بهذا الموضوع، ولكن استطعنا، انطلاقاً من مجموعة من الكونغرس، على تواصل مع المؤسسات اللبنانية الاميركية، ان نبحث معهم قضية تشريع التوصية (Resolution) وننقلها الى Bill (مشروع) حيث المشروع صار Law (قانون) فيما بعد. وهذا القانون الذي سمّيناه قانون استعادة السيادة اللبنانية والذي تحوّل فيما بعد الى توصية في مجلس الامن الدولي، طبعاً تحت التأثير الاميركي - الفرنسي.

 ليس لي مطالب شخصية

 * دولة الرئيس هل تعتبر ان المصلحة اللبنانية تقاطعت مع المصلحة الاسرائيلية بضرب سوريا في لبنان داخل الكونغرس الاميركي. واعتبر بعدما عايشتك ان الذي هاجمك كان توافق اسرائيلي - سوري - اميركي. ولكن حيال موضوع سفرك الى اميركا قال لي احدهم ان العماد عون لم يأخذ تأشيرة مرور (Visa) الى الولايات المتحدة لولا اللوبي الصهيوني، ما مدى صحة هذ القول؟

-ليس صحيحاً اطلاقاً. ما حدث هو التالي عندما دُعيت الى لجنة الخارجية الاميركية لالقاء شهادتي أمامها عام 1997، لجنة الخارجية الاميركية هي التي منعتني من الذهاب ولم تمنحني تأشيرة مرور، حتى انّها ضغطت على كل الدول الصديقة للولايات المتحدة بعدم اعطائي «فيزا». وحينها كان السفير الاوسترالي على موعد لمقابلتي ولكن في آخر لحظة ارجأ الزيارة. كل الزيارات الدبلوماسية التي كانت ستتم معي في فرنسا كانت في آخر لحظة تُلغى. كان هناك حظر سياسي دولي علّي. الجالية اللبنانية مهمة وكبيرة في اوستراليا، دعوني لزيارتهم ولكن لم استطع الحصول على تأشيرة مرور فحصلت حملة ضغط موجهة من اللوبي اللبناني هناك ونشأ نقاش داخل مجلس النواب الاوسترالي عام 1998، على اثره منحتني الحكومة الاوسترالية الفيزا، وتخليداً للذكرى، فقد محني النواب الاوستراليون، الذين حضروا جلسات النقاش داخل مجلس النواب حول منحي التأشيرة، والذين كانوا متواجدين اثناء العشاء الوداعي الذي اقامته لي الجالية اللبنانية، العلم الاوسترالي الذي كان موضوعاً داخل البرلمان خلال الجلسات التي اثيرت فيها مشكلتي، مدموغاً بتواقيعهم تخليداً للذكرى، وهو موجود عندي الآن مع شهادة رئيس المجلس وأمين السرّ وكانت بالفعل حركة مؤثرة، كنت احصل على انطباعات جيدة حيثما كنت أذهب وخاصة في اوستراليا التي زارتها كل الاحزاب اللبنانية، والجميع هناك قال «هذه المرة الأولى التي يأتي فيها زائر لبناني يتكلم عن وطنه لا عن حزبه وليس له مطالب شخصية، الشعور نفسه كان لدى الادارة الاميركية، التي تابعت عملي في مجلس الكونغرس والكونغرس بأجمعه، «الغريب الوحيد عن كل مطالب الجنرال كان الجنرال» لا مطلب لي عند الاميركيين الاّ تحرير لبنان. ولغاية الآن كل من اعرفهم في الولايات المتحدة لا مصلحة لي معهم ولا مطلب. اذاً انا اليوم بكامل حريتي لقد ادّيت قسطي من الـ 1559 ولكن لست مرتبطاً مع احد، لا بالتنفيذ أو بعدمه فيما يتعلق بحزب الله.

 

أشفق على وزير الداخلية

* هناك تغيير في اللهجة. لقد رأيت بكلام السيد حسن نصر الله كلاماً ايجابياً بشأن الضمانة والموضوع قابل للحوار، في حين انه بمرحلة الانتخابات كان «حزب الله» يريد البحث في التحالفات ولكن اعتبرت ان الـ 1559 كان استراتيجياً لذلك فضّلوا التحالف مع جنبلاط والحريري. ولو تحالفت مع «حزب الله» لكانت الأكثرية معك.

ــ اعتقد ذلك. ولكن أنا لا استطيع القيام بارتباط لا استطيع ان اشرّفه بالنتيجة.

* جنرال بكل صدق، هل لديك التزام تجاه اي جهة دولية بعدم الخروج عن القرار 1559 أو هي قناعة شخصية؟

ــ هي قناعة شخصية. اذا اردنا توحيد لبنان يجب ان يكون هناك وحدة قرار على الارض.

* قرار الحرب والسلم؟

- قرار حرب وسلم وامن وكل شيء. لقد عبّرت عن هذا الموضوع داخل مجلس النواب وانا شخصياً اعتبر ان مجلس النواب هو المكان الصالح وطرحت الموضوع هناك عندما تكلمت عن البقع الأمنية وعن مسؤولية رجل الأمن. انتَ كنت في الجيش وتعلم جيداً، اذا كانت لديك بقعة مساحتها مئة متر مربع محرّمة عليك...

* طلبت خارطة امنية هل حصلت عليها؟

- «اعوذ بالله» ما في شي جدّي. اقول لك من تصرّف الحكم اذا كان سينجح او لا وذلك من التجاوب مع الاشياء البديهية التي تطرحها. اعتبر نفسك يا شارل، وانت تعرف بهذه الامور، انك مسؤول امني ولو حرمّوا عليك، فقط مئة متر مربع، للدخول اليها، ممكن ان تكون هذه المساحة الصغيرة قاعدة لانطلاق اي سيارة مفخخة او اي كاراج لتعبئة الآلية التي تريدها وتفجيرها في أيّ مكان. اذاً هناك مبادئ أساسية لا نستطيع اهمالها، أنا أشفق على وزير الداخلية، فإذا حدث اي اشكال امني اليوم، مع انني انتقده لأنه لا يلجأ الى المسائل الجوهرية ليستطيع معالجتها، كيف يضبط الامن، ولماذا انا مضطر للتحفظ على أمني الشخصي بهذا الشكل وألجأ الى الحرس والعسكر والحواجز. هناك مناطق لديها حرية الحركة وأياً كان يمكنه الخروج والدخول اليها، أياً كان يمكنه استئجارها، مع احترامنا للساكنين فيها، ونحن نعلم كل التوجهات السياسية بداخلها ففيها الاصولي والمتطرف والذي ربما يريد العيش بأمان بدون أي مشاكل.

 اشكّل الاكثرية مع كتلتي

 * دولة الرئيس لديك كتلة نيابية كبيرة ونجحت في الانتخابات بالرغم من الفترة القصيرة، ألا تعتقد أن عدم نجاحك بفرض دخولك الى الحكومة مع الحصة التي تريدها، هي التي اجهضتك الاكثرية بأن تفرض بواسطة هذه الاكثرية النيابية احتمال وصولك الى الرئاسة. لأن رئيس الجمهورية اذا كان لديه كتلة نيابية يكون قادراً على الحركة، ودولتك لديك كتلة نيابية منعت دخولك الى الحكومة وكانت ردة الفعل بسيطة واخذ الحصة الرئيس لحود. الا تعتقد ان هذا اجهاض لمشروعك السياسي؟

ــ بالعكس، أنا اعتبر نفسي مع الكتلة النيابية، نشكّل اكثرية والآن اصبحت اكثرية شعبية لأن الناس مرّت بحالة عاطفية معيّنة ولكن هناك فشل حكومي اليوم.

* هل تترجم الاكثرية الشعبية اليوم بالتظاهرات؟

- اذا اضطررنا سنلجأ اليها. قلت لك لا مهادنة مع الفساد، وليس من مهادنة مع المطالب. كل مطلب اطرحه لا تجاوب عليه الحكومة سأبقى أتابعه، ولي الحق باستعمال كل الوسائل المشروعة انا لا اتكلم عن وسائل غير مشروعة، وسأتابع قضايا كل المناطق اللبنانية أنا لست فقط نائب عن كسروان وجبيل بل أنا نائب صور وبعلبك وعكار ايضاً.

* انا افهم وجهة نظرك جيداً ولكن اسمح لي، وبكل صدق، ان اقول لك ان موقفك من الحكم اضعف وضعك الشعبي مع أنّه يمكن ان يكون اقوى بكثير، الناس تتساءل لماذا هجومك الشرس على الاكثرية الحاكمة وملامستك الليونة مع الرئيس لحود وفريقه. وأنا شخصياً مقتنع أنّ هذا ما يحدث.

- انا اعتقد ان هناك اموراً ليست بحاجة الى بذل الجهد فهي منتهية بحكم المنتهية. قصة الحكم في لبنان مشلولة والقصة منتهية. ولكن هناك فريق آخر يعمل لتثبيت المسؤولية بكاملها على الحكم المنتهي. القسم الذي يهاجم رئيس الجمهورية اي الحكومة والتي هي منقسمة على بعضها هي شريك بالمسؤولية، وهي تحاول القاء المسؤولية بكاملها على الرئاسة حتى تبرئ نفسها وتصبح بطلة. يجب على الكل أن يرحلوا، اذا انقسمت المافيا على بعضها بمرحلة من المراحل واصطدمت لا يعني ان فريقاً منها يجب ان ينتصر.

على الفريقين الخروج من اللعبة ولا يمكن ان يبنى لبنان اقولها بكل صدق وصراحة، لبنان بتشكيلته الحالية وبالفساد الموجود فيه لن يصطلح، بالمفاصل الأساسية تركز الفساد في البلد واصبح له شعبيته المستفيدة، وبالتالي صار المستفيد من الفساد كالميليشيا السياسية وله غطاء.

 المرتكب لا يجب ان يبقى بطلاً

 * ولكن الفساد موجود لدى الافرقاء كافة، بدءاً من رأس الهرم الى اسفله.

ــ صحيح، لذا عندما اتكلم عن المحاسبة والتدقيق المالي اشمل كل الناس، الصناديق كافة وجميع الاجهزة لمعرفة كيف سرقت مالية الدولة. يمكن، مع التدقيق المالي، أن لا يظهر بعض الناس بموقع السارق لأن هؤلاء، ربما قد يكونون استعملوا صرف النفوذ في مشاريع اخرى وهؤلاء ايضاً تلحقهم المحاسبة ولكن بغير طابع قضائي. فمثلاً يُقال لي ان مغارة جعيتا، لم ادرس بعد الملف سأدرسه، ان العقد الذي حصل فيه سحب لأموال الناس.

* صحيح وقد سبق ونشرناه واغلق الملف.

ــ اذاً يجب اعادة نشرها لمصلحة القانون حتى الشخص الذي قام بالعقد يُحاكم سياسياً ولا يبقى بطلاً. فهو يرتكب الجريمة ويقوم بتمريرها قانونياً ومن ثم علينا ان نحترمه ونقدّره وهو يبقى منافساً سياسياً لإنسان آخر لذا على الأقلّ ان يتحمّل المسؤولية.

* دولة الرئيس، لبنان يعيش تحت حالة تقريرميليس واجراءاته انت كقائد وكزعيم شعبي وصاحب فكر معروف منذ كنت ضابطا في الجيش الى ان اصبحت قائدا له من ثم رئيسا للحكومة، وانك تنظر بمقياس استراتيجي فهل تعتقد ان هذا الوضع - مع تأكيدنا لمعرفة الحقيقة - هو الذي يلهي الشعب اللبناني عن الملف الاساسي التغييري ام ان الملف يبدأ بمعرفة الحقيقة.

- اعتقد ان كل حقيقة تطرح تساعد في التغيير. تطويق الحقيقة بمجال نقاطي احيانا كثيرة هو مؤذٍ، اعتقد ان جريمة اغتيال الرئيس الحريري هي نقطة اوصلت اليها احداث معينة، يجب ان نعرف كافة المجاريات التي اوصلت اليها.وهي نقطة في صراع، ليست وحدها الجريمة فإذا عرفنا من هم القتلة لا يعني ان الازمة انتهت ليس صحيحا. كان هناك ازمة صراع ظهرت مفاعيلها او مظاهرها في مجلس الوزراء.

كان الصراع داخليا فكنا في كل مرة ينعقد المجلس كنا كمن يشاهد مباراة ملاكمة، وهذه المظاهر هي امتدادات لخلاف سياسي وهنا يجب تبيان اصوله، اين هو مصدر الخلاف اعتقد ان مجلس الوزراء كان ادوات مبارزة لخلافات سياسية لها امتدادات يجب ان نعرفها.

يجب تغيير الجميع

 * هل يستمر الرئيس لحود في الحكم؟ حتى الان دولتك مهادن بموضوع الرئيس لحود، والفئة الثانية، التي وحسب قولك يجب ان تحاسب على الهدر، تحمله كامل المسؤولية ما هو موقفك، في موضوع الجريمة، ومن الرئيس لحود والاجهزة. وقد قلت ان الاجهزة لا تقتل بل هناك شخص يقتل، واما ثقافة الاجهزة فهي مؤسساتية، ولكن بالنتيجة هناك جريمة حصلت وهناك عهد فشل 6 سنوات وقبله عهد الرئيس الهراوي فشل على مدى 9 سنوات دفع لبنان ثمن سنة التمديد غاليا، والناس ينتظرون موقفا واضحا للعماد عون بهذا المجال.

ما هو موقفك من الرئيس لحود؟

- الكل سوياً يجب ان يتغيروا يجب تغيير الوضع.

* هل يعني ان بقاء الاخرين في الحكومة، هو بقاء الرئيس لحود في الحكم؟

- لا يجوز تثبيت المسؤولية على شخص، المسؤولية تشمل كل الجهاز الحاكم كبقية دول العالم.

* ولكن هناك محطات تغيير، لماذا هناك انتخابات رئاسية كل ست سنوات، فحسب القانون لا تغيير الطبقة السياسية كل 6 سنوات بل الرئيس هو الذي يتغير وايضا يتغير رئيس المجلس كل 4 سنوات والحكومة تخدم مدتها وتتغير. ليس هناك مهلة زمنية لتغيير الطبقة السياسية الشعب هو الذي يغير في الانتخابات.

- صحيح ما تقوله. ولكن الانتخابات جرت في ظل اوضاع تغيرت اليوم وبعد ثلاثة اشهر من حصولها. اذا لم لا نقوم بانتخابات جديدة.

* هذه عملية كبيرة تتطلب موافقة الجميع.

- الاهم اننا بحاجة الى قانون انتخابات جديد وعادل.

* نحن اليوم امام تغيير شعبي ثوري اما من الاسفل الى فوق واما بالعكس اي من رئيس الجمهورية الى اسفل الهرم. ماذا تفضل وما هي خطتك؟

- لا فرق. اذا لم يحدث التغيير من فوق الى تحت، نحاول من تحت الى فوق.

* ولكن هكذا تحمي الرأس.

- لا اهمية اطلاقا، انا ابدأ معركة متوازية ومنذ ايام قليلة قلت انا التزم بنتائج التحقيق ولن اغطي احدا اطلاقا، ولن ادافع عن احد. هناك نوعان من المسؤولية. فهناك المسؤولية المعنوية اذا كان رئيس الجمهورية وحده مسؤولا اذا سيتحمل المسؤولية المعنوية. اما اذا كان عالما فهناك مسؤولية جرمية.

طرحوا القضية قضائيا فليطرحوها سياسياً

 * بغض النظر عن الجريمة، هل استمرار الوضع هكذا هو افضل لاجراء انتخابات رئاسية خلال ستة اشهر ام ان نبقى نقول هناك سنتين والرئيس لحود سيبقى حتى آخر يوم ولن يترك.

- لا علاقة لهذا بالامر. بل يعود الى مسؤوليته في الجريمة.

* هل وجوده مرتبط فقط بالتحقيقات؟ وهل ان التمديد شرعي؟

- هذا غير مطروح، هم طرحوا القضية قضائيا فليطرحوها سياسيا حتى نبحث بها، هم الاكثرية الحالية التي اتت بالرئيس لحود وصوتوا للتمديد، لماذا انا اطرح الموضوع هم الاكثرية فليطرحوه اذا اردت ان تطرح التغيير السياسي يجب ان تقبل ايضا بالاشخاص الابرز بتولي الحكم وليس ان يأتوا به على قياسهم.

* الحس العملي لمجيء العماد عون هو الذي منع سعد الحريري ووليد جنبلاط من فرض ارادتهم على بقية القوى ومنعهم من ايصال رئيس جمهورية غير قوي.

- صحيح جدا ما تقوله، التلاعب بشخصية رئيس الجمهورية يحدث مشكلة كبيرة فرئيس الجمهورية ليس طعما.

* من الملاحظ ان وليد جنبلاط غير في وجهة نظره بعد زيارة السيد نصر الله وقال فليعطونا اسما ونرى اذا كنا نوافق عليه، ومن وقت قصير كان يقول في باريس انا سأختار رئيس الجمهورية.

- هذا تحسن.

* عند هذا التحسن هل ترى مخططاً يهدف وخلال 6 اشهر ان لا نقول للرئيس ان يبقى سنتين وان لا يذهب بإذلال اليس من مدة مرئية نفكر فيها بتغيير رئيس؟

- فليطرحوا الامر الان سياسيا. لقد طرح قضائيا اذا لننتظر نتائج التحقيق.

* ما هي مبادرتك جنرال؟

- ليس لدي مبادرة انا ادافع. لدي مبادرة كنائب ومعارض اطرح التحقيق المالي، لان مسؤوليتي الاولى هي المراقبة في الدولة، واذا ما كان الحكم يمارس بطريقة سليمة. حتى الان هناك حريات في الدولة، وحدثت جريمة كبرى ونحن ننتظر النتائج وموافقون سلفا عليها وعلى المسؤوليات التي سيرتبها ولكن هناك شق اخر هو التحقيق المالي.

* انت تعلم جيدا نتائج التحقيق المالي هذه الفئات السياسية الموجودة مرتكبة وهادرة وستسقط عملياً.

- اصلا يجب ان تسقط بعد سقوط الدولة الامنية لانها، اي هذه الفئات السياسية، شكلت الغطاء لها.

* هل عندك القدرة جنرال على ملء الفراغ؟

- الانتخابات قادرة على ذلك.

* دولتك تقود تياراً وانت تذهب نحو انشاء حزب. عندها سيكون لديك مبادىء محددة الن ترى حينها نفسك امام مشكلة ما بين المواطنية واللامركزية السياسية والاتجاه الفيدرالي في البلد؟

- نحن لنا خيارنا والناس تنتخبنا على خيارنا.

* ولكن الدول المتقدمة انتقلت من احزاب الى تيارات وابقت على تسمية الحزب ولكن انت جنرال تنتقل من تيار الى حزب. الا تعتقد ان الحزب اطار قديم وعليك ان تضع مبادىء ثابتة بينما كان عقلك دائما في اطار تيار شعبي.

- هناك انتقال تدريجي، لا يمكن ان تتخطى اي مرحلة، فهناك مراحل زمنية في حياة الشعوب لا يمكن ان نضغطها، نحن سنمّر بهذه التجربة الحزبية التي ستترافق مع مواثيق معيّنة، وسوف نرى مدى قدرة هذه التجربة على التنفيذ والاحتمال.

مهمتنا محاولة المستحيل

 * كيف سيكون موقفك من الواقع الطائفي القائم في لبنان حاليا؟

- انطلاقاً من القائم، نحن سنعمل لتهيئة الرأي العام للانتقال من الوضع الطائفي الى المواطنية.

* هل ارادة الحياة الواحدة، كافية لمواجهة واقع طائفي قويّ؟

اي عليك ان تذهب بشق معيّن الى لا مركزية سياسة؟

- نحن الآن نطرح هذا الحلّ وسنرى اذا كان الشعب سيلبي افكارنا، فالطرح لا يمكن ان يكون فوقياً او قسرياً، فالتغيير اذا لم يكن نتاج قناعة شعبية لا يمكن ان نحافظ عليه، فمثلاً في تركيا عندما فرض اتاتورك العلمانية ولم يفرض قناعات معينة، عادت الاحزاب الدينية ولزمه الجيش دوماً لحماية العلمانية التركية انا اعتبره فشل. ولكن نحن عندما نطرح العلمانية وقانون الاحوال الشخصية الموّحد الاختياري وافكاراً اخرى جديدة ونناضل من اجلها، اذا نحن نحاول تهيئة المجتمع للانتقال به من الطائفية الى المواطنية.

* هل تقصد بالمواطنية، انتماء المواطن الى الدولة مباشرة بمعزل عن الطائفة؟ وهل تعتقد انها ستتحقق في لبنان؟

- مهمتنا هي محاولة المستحيل.

* في شعورك الداخلي جنرال، الست مسيحياً مارونيا؟

- شعوري هو شعور انساني.

* الا تشعر ان المسيحيين ضعفاء وبحاجة لمن يمدّهم بالقوة؟ والا كيف تفسر الاصوات المسيحية التي حصلت عليها في الانتخابات، وهي ارادت الحصول على قائد مسيحي؟

- المسيحيون اهينوا وحُرموا من حقوقهم، ولكنهم ليسوا ضعفاء. لو كان الشيعي بهذا الموقع كنت سأدافع عنه وكذلك السنّي واياً كان. ما جرى مع المسيحيين انه تمّ تجاوز حقوقهم كمواطنين وليس فقط كموارنة او كمسيحيين.

* الن تجد نفسك اقرب لمعالجة الوضع المسيحي اكثر من وضع باقي الطوائف. فمثلاً السنّة من لبنان الى الباكستان هم في وضع جيّد، وكذلك الشيعة مرتاحون على امتداد الهلال الشيعي الى ايران، يبقى المسيحي بشكل عام الذي هو في وضع صعب؟

- انا اعالجه كجزء من ازمة وطنية، لو كانت المشكلة في صور كنت سأعمل على حلّها، اياً تكن المنطقة او الطائفة انا ملزم بحلّها إنْ كنت مارونياً اولا وآسف ان يكون هناك مسؤول او نائب غير مسيحي لا يهتم بهذا الموضوع. عندما كنت آمر وحدة عسكرية هل كنت تميّز ما بين المسيحي والمسلم ام كنت تنظر الى الجندي على اساس عنده مشكلة يجب حلّها انا اعتبر ان المشكلة هي في التنشئة والتربية عندنا. الامر نفسه ينطبق في حال موقع المسؤولية السياسية. ولكن انا اقول ان المسيحيين اهملوا، كنائب عن منطقة كسروان وجبيل كنت ازورها ومع الاسف انني شعرت ان الطرقات والمعالم كلها لم تتغير وكأن المنطقة كانت مضطهدة، الطرقات ما زالت عن ايام فؤاد شهاب والفرنسيين يمكن «ما زُفتت» بالرغم من انه كان هناك نواب موالون. هنا اشعر ليس فقط بالاهمال للمسيحيين بل لكل الوطن، لان المشاريع لا يستفيد منها طائفة واحدة فقط فمثلاً لو اقاموا سداً على نهر ابراهيم فمنطقة بيروت هي التي سترتوي اي السنّة.

 

لا استطيع ان اعيش على واقع مزّور

 * دولة الرئيس هل انت مع استمرار ولاية الرئيس لحود سنتين او مع تقصيرها؟

- كل شيء متعلق بالتفاهم على المستقبل.

* اذا هل ستكون شريكاً اساسياً بانتخاب الرئيس المقبل سواء كنت شخصياً مرشحاً او شخصية اخرى؟

- ليس شريكاً اساسياً فقط بل لي الرأي الاول.

* لماذا؟ فحجمك هو 21 نائباً في مجلس فيه 128 نائبا؟

- حجمي هو حجم قانون انتخابي صالح حينها استطيع ان اكتسح ثلث المجلس على الاقل.

* ولكن هذا الشيء لم يحصل؟

- وانا لا استطيع ان اعيش على واقع مزّور لابني مستقبلاً.

* لاظهارقاعدتك الشعبية هل ستترجم ذلك الى تظاهرات شعبية طالما القانون لم يسمح لك باظهارها؟

- يترجم باعتراف كل الدول التي راقبت الانتخابات ولنعد وننبش كل الوقائع الانتخابية التي رافقت العملية الانتخابية من استعمال للدين والمال والعنف وهذه كلها لا يجوز ان نبني على اساسها مستقبل لبنان.

* لماذا قبلت بضغوطات السفير ايمييه عليك بخصوص اللوائح في الانتخابات والتدخلات؟

- غير صحيح، التدخل الذي حصل هو علني، عندما طرحوا التاريخ المحدد للانتخابات وقبلوا بقانون العام 2000.

* ولكنك قبلت بالا تتأجل الانتخابات شهرين.

- لم يؤخذ برأيي حيال هذا الموضوع.

* الا تعتبر انه لو تمّ تأجيل الانتخابات لمدة قصيرة لكنت حصلت على 11 نائباً في بعبدا - عاليه والشمال حوالى العشرة وبالتالي كنت شكلّت اكثرية من 40 الى 45 نائباً.

- صحيح ما تقوله، لكنت اليوم أنا الاكثرية.

* طالما انك لا تملك الاكثرية وهناك انتخابات رئاسية، كتلة الحريري ـ جنبلاط لن تأتي بالرئيس ولا انت قادر لوحدك ايضا، ماذا سيحصل حينها والى اي نوع من رئاسة جمهورية نحن سائرون؟

- المشكلة ليست عندي، هناك رئيس جهمورية وهناك اكثرية وعندهم حكومة، وانا موجود في بيتي معارض.

* لنكن اكثر وضوحاً جنرال، هل تقبل ببقاء الرئيس لحود سنتين ام تريد تقصير الولاية؟

- اذا كان وجوده مشكلة نحن نقول لنطرح الحل، والحلّ يكون وفقاً لموازين القوى الحقيقية في البلد ووفقاً للحقوق الموّزعة، يجب ان يقرأوا الاصوات فقط.

* سوريا انسحبت من لبنان، والوجود العسكري السوري الذي كنت تعتبره المشكلة الاساسية انتهى. هل تضمن جنرال العلاقات الاستراتيجية، من الندّ للندّ اذا اصبحت رئيسا للجمهورية، بمعنى تطبيق الحرب والسلم مع اسرائيل.

- الموضوع لم يُطرح بعد بالنسبة الينا.

* ولكن انا اطرحه عليك، اذا طرح حلّ منفرد ما بين لبنان واسرائيل وسوريا لم توّقع بعد، هل ممكن ان توقع؟

- هذا الموضوع غير مطروح حالياً لتنتهي اسرائيل من القضية الفلسطينية وتنتهي من القضية السورية نبحث القضية اللبنانية.

لا احد يستطيع ان يمثل احداً

* هناك موقف لبناني مطالب بعدم توقيع لبنان مع اسرائيل قبل سوريا لكي لا تحصل هزّات داخلية؟

- انا اقول نحن آخر من يوّقع اتفاق سلام مع اسرائيل.

* بشأن سلاح المقاومة اذا كنت في موضع سلطة ايّ في الفريق السياسي الاساسي في الحكومة او رئيسا للجمهورية. هل تعتقد ان هناك وسيلة اخرى غير الحوار، لحلّ مسألة سلاح المقاومة؟

- اذا اخترت الحوار على الفريق الآخر ان يحدد الاهداف.

* جنرال انت من حارة حريك والشيعة كانوا يعتبروك ملجأ لهم. لماذا ساءت العلاقة بعد انتخابات بعبدا عاليه التي شكلّت محور الاكثرية؟

- انا لا استطيع ان اصيغ علاقة مبهمة. فحينها لم يكن هناك مواقف سياسية واضحة للمستقبل. فالعلاقات الواضحة تلزمني لانني بطبعي لا اغير.

* الرئيس السنيورة قال انه يتمنى ان يكون ممثلا لك في الحكومة. هل تعتبر انك ممثل في هذه الحكومة؟

- هذه طريقة لائقة وانا اشكره على هذه الثقة. ولكن لا احد يستطيع ان يمثل أحداً.

* علاقتك مع الرئيس لحود هل هي جيدة ام فاترة؟

- لا جيدة ولا فاترة. قابلته خلال مرحلة الاستشارات النيابية في قصر بعبدا.

* لماذا هناك كلام انّه امّن لك حرساً وجنوداً وحماية امنية في مكان اقامتك مثلاً. وكأن عودتك جرت ضمن صفقة مع الرئيس لحود؟

- «أستحي» ان اقول انّ ما يؤمنه الجيش من حماية هو ادنى من حقوقي الواجب تأمينها والباقي على حسابي الشخصي.

* أنا كتبت في الجريدة يومها ان الرئيس لحود وضع تحت تصرف الجنرال عون 50 ضابطا وجنديا. هل هذا صحيح؟

- أولا ليس لدي أي ضابط، ولدي فقط عشرة جنود اي اقلّ من حقوقي بكثير.

* الجميع يعلمون ان الملف القضائي الذي كان عالقا كان فارغا وهو ظلمّ بحقك جنرال، يفتحونه وطورا يغلقونه. ولكن هل عندما اقفلوه استشاروك أم لا؟

- اغلق الملف لأنني حدّدت تاريخ عودتي. وكان هناك امر واقع والجميع يعلمون طباعي قلت أنني سأعود في 7 أيار، حينها سألني احد الصحافيين عن الملف فقلت له «هم الذين اوجدوه وهم من يغلقونه». جرى إتصال بيني وبين المسؤولين القضائيين للتعاون معهم فطلبوا منّي تعيين محامي فعيّنته وتعاون معهم لتسيير الحالة القانونية القضائية الشكلية حتى اصدار الحكم.

موقفي من سوريا ناتج عن قناعة

 * أنا كنت في زيارة الى دمشق وسمعت من مسؤولين كبار «ان العماد عون خصم شريف، قاتلناه بالسلاح وعندما خرجنا اوقف هجومه علينا بعكس حلفاء استفادوا من وجودنا، وانقضّوا علينا بعد خروجنا». هل يعتبر هذا الكلام بداية لعلاقة، لا اعرفها، مع سوريا او موقف تحليلي للأمور؟

- الموقف متخذ منذ سنة 1988 عندما كنت رئيسا للوزراء وقلت حينها نريد خروج سوريا من لبنان لبناء افضل العلاقات معها هذا الموقف ثابت لا اغيّره بعض الناس يعتبرون ان موقفي حينها كان سياسيا فقط للإستهلاك ولكن تبيّن بالواقع بعد الخروج السوري ان موقفي هو ناتج عن قناعة شخصية وهو ثابت.

* بين الأكثرية الموجودة حاليا وبين الرئيس لحود، اميل انا شخصيا، كشارل ايوب، الى الرئيس لحود، بين الذي حصل معك حيث الهجوم السوري على بعبدا والرئيس لحود تأخر في وقتها لاستلام القيادة من جان فرح وجلس ينتظر التصريحات لا أجد موقفه صحيحا ولكنني اجدك اليوم «تسايره» لماذا؟

- قلت لك أنا لا أسايره.

* ولكنني اشعر بذلك، من اين لي هذا الشعور؟

- بما انك تعرفني لا اهاجم أحدا، هل رأيتني يوما اضرب أسيرا؟

* على العكس كنت تشدّد وتطلب من جهاد شاهين مراعاة وحماية الأسرى.

- والرئيس لحود ايضا اصبح اسير موقف.

* ولكنك تحميه؟

- هذا شعور خاطئ. لماذا تريدني ان انقضّ عليه.

* لا اريد ذلك، ولكن لماذا لا تكون هناك مهلة زمنية لانتخاب رئيس جديد بعد 6 أشهر او سنة.

- على أساس اي قانون نطالب بذلك. لمن سأصوت ولمصلحة من، لنواب تآمروا ليبقوا على قانون الـ 2000

 رايس تعرّفت عليّ

 

* ولكن دمّرت «قرنة شهوان» ومن بينهم فارس سعيد ونسيب لحود وغيرهم. هل ردّة الفعل على هؤلاء تكون بحماية لحود؟

- كلا، انا لا احمي لحود ابدا. نريد حلا متوازنا، ونريد ان نتفاهم على المستقبل. فهل يجوز ان تعطي الحلّ بالتحكم بالقرار اللبناني لمن وقف ضدّك.

* ولكن من لم يستلم منك وزارة الدفاع وتركها، ما هو موقفك منه؟

- ما اقوله ان الجميع لا يريد التفتيش عن حلّ الاّ ويريد ان يحقق من خلاله كل المكاسب والبلد والناس اخر همومهم. انا لا اريد ان يأتي رئيس للجمهورية نصفق له جميعا كما صفّقنا للذين سبقوه وفي الآخر يرحل مع الشتائم كما يحصل.

* كم هي حظوظك للرئاسة؟

- حظوظي للرئاسة هي كحظوظي لقيام جمهورية في لبنان.

* ماذا قالت لك كوندوليزا رايس عندما اتت لزيارتك

- تعرفت عليّ وتحدثنا عن امور كثيرة.

* هل اعجبت ببرنامجك؟

- هذا شيء أعلنوه مسبقا ولكنها لم تقلها لي مباشرة

* لماذا اختارتك كشخصية لبنانية لزيارتك؟

- اختارتني كزعيم للمعارضة، في الدول الديموقراطية بالنسبة لهم، الحكم فيه معارضة وموالاة.

* لماذا يسميك الاميركيون «Anticorruption» (أي ضدّ الفساد) هل يعني انك تتصل بهم وتقول لهم اين الفساد الموجود في لبنان؟

- هم يقرأوا ذلك، ولديهم اكبر جهاز للمراقبة والمحاسبة وهم يتابعون كل شيء.

* هل انت قادر على ضبط الوضع الأمني في لبنان اذا اصبحت رئيسا للجمهورية، بوجه السلفيين، والقوى الاخرى؟

- الأمن ككل يجب ان يضبط، ونحن قادرون لم لا فالشعب اللبناني كله معك في هذا الموضوع، وكم يشكل السلفيون في لبنان كنسبة.

* ولكنك بحاجة الى تعاون مع دول الجوار، اي مع شقيقة اسمها سوريا وعدّو اسمه اسرائيل هل أنت قادر على ذلك؟

- على أرضنا نستطيع ان نضمن الأمن، الاّ اذا كانت سوريا تريد ان تلعب دورا عدائيا، ولكن لا اعتقد ذلك، والحدود مع اسرائيل تبقى مقفلة اذا التبادل الأمني ما بين لبنان وسوريا هو طبيعي هي تريد الحفاظ على أمنها ونحن كذلك.

 

اللهجة تتغيّر لكن الجوهر يبقى

 * على ماذا يجري التفاوض حاليا مع سعد الحريري، قيل انّ النائب نبيل نقولا سيتوجه الى فرنسا لزيارت موفدا منك وقد أتى ايضا لزيارتك النائب السابق غطاس خوري.

- نعم صحيح لقد أتى النائب غطاس خوري لزيارتي فعلاقتنا معه لم تنقطع. فنوعية العلاقة معه تعود الى ايام نقابة الأطباء حين دعمناه في الإنتخابات النقابية. أما عن النائب نبيل نقولا فهو لم يذهب الى باريس وما يتداول في الاعلام عن هذه الزيارات غير صحيح، فكم مرّة قالوا ان جبران باسيل يزور سوريا؟

- انا سمعت ان ناصر قنديل ووئام وهاب وجبران باسيل ذهبوا سويا الى سوريا.

- لقد علّقنا على كلام الصديق جوني عبده. وقلنا له انه خطأ جسيم كرجل مثلك ان يتكلم في هكذا موضوع.

* وكأن ترشيحه لك هو لإسقاطك اكثر من انجاحك؟

- ممكن.

* هل بينك وبينه معركة الرئاسة؟

- ان شاء الله كل واحد يستطيع ان يمسك الجمهورية ان يكون رئيسا.

* هل ابتعدت عنه؟ ففي باريس كنت تقابله وهنا ابتعدت؟

- هذا غير صحيح

* هل العماد عون الذي رحل عن لبنان ثائر على الاوضاع؟ هل عاد دبلوماسياً اكثر، أم لا زالت عندك روح الثورة؟

- مطالبتي ببناء الجمهورية لم تتغير. اللهجة تتغير ولكن الجوهر لا يتغير، الاسلوب يختلف فحين تكون في ايام الحرب يكون الاسلوب بالمدفع وعندما تكون في السياسة يكون ديبلوماسياً. الاسلوب يكون وفق الظروف.

* هل خروجك من الحكومة شكلّ صدمة لك ام حرية الحركة؟

- بل اعطاني حرية الحركة، ولو دخلت بأربعة وزراء كانوا هلكوني. هناك حدّ ادنى يجب ان يقبل به الانسان.

* اذا ذهب ميليس الى محكمة دولية وضغط على سوريا لعزلها. ماذا سيكون موقفك؟

- اصبح الامر خارجاً عن ارادتي.

* هل تستحق جريمة ان تغيّر نظاماً؟

- تغيير الانظمة السياسية يعود الى سياسة اخرى ليست على مستوانا.