اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري نصف ازمة لبنان والنظام الحالي نصفها الآخر!!

العماد عون ل"الصياد": حكم لحود يجب ان يرحل ومعارضوه يجب ان يتنحوا والفريقان اصبحا خارج العصر!

 فؤاد دعبول - الصياد 09 أيلول 2005

مقابلة العماد عون مع الصياد

عندما وصلنا الى (الرابية) الزميلة نينا رستم وانا بادرنا المرافق: دولة الرئيس بانتظاركم في الطابق الارضي:  وعندما هبطنا على دركات السلم طالعنا العماد عون بثيابه (السبور) وجسمه النحيل واستقبلنا كالعادة من دون تكليف: سنجري الحوار مع (الصياد) للمرة الأولى تحت الأرض?

واجبناه: وهل عدت - دولة الرئيس - الى لبنان لتعيدنا الى تحت الأرض.

ضحك، واردف: من الآن وصاعداً، سيكون لبنان كله فوق لا تحت.و لخص الأزمة بقوله ان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي نصف المشكلة اما نصفها الآخر فهو فساد النظام لأن النظامين الأمني والسياسي، كانا جزءا واحداً، وكانا يتقاسمان البلد وخيراته وكان كل منهما يحمي الآخر،

وبادرناه ثانية: هل ثمة اجماع على ابعادكم عن الرئاسة.

واجاب: (كلمة اجماع كبيرة جدا)، وهذا لا يعارض قيامنا بحركة اصلاحية كاملة في الدولة.

واستطرد: جوقة المطبلين لذهاب الرئيس لحود ستوقع البلد في الفراغ اذا لم يقم تفاهم على خلافته ولا احد في لبنان يحتكر قرار الحل والربط.  وتابع: انا لا احلم بمنصب كبير بل بوطن كبير، وكلما كبر حلم الوطن، صغر الرجال وكبر الوطن، وعندما يحلم الانسان بأنه كبير، يصغر الوطن. حلمي المشروع الكبير للوطن. لذا، لا يمكن ان يكون هناك اناس فوق القانون بل تحت القانون، ومنهم حامل المشروع.

ونسأله: وماذا لو جرت الانتخابات الآن او غدا?

ويجيب: اعود بـ 45 نائبا او بأكثرية مطلقة.

ورئاسة الجمهورية ليست للأغلبية والاكثرية، بل تكون بوفاق وطني عميق لبناء الدولة، واذا لم يحصل وفاق على اقامة الدولة الآن، فالعوض بسلامتنا على ما يسمى وحدة لبنان.

ويتساءل: اين ذهب المعارضون? لقد هربوا لأسباب امنية وتركوني وحدي.

هل يكمل الرئيس لحود فترة التمديد?

ويجيب: هناك انواع من الحكم لم تعد في عصرها، وحتى من يطالبون بازاحة الرئيس لحود لم يعودوا في عصرهم وهؤلاء، يجب ان يتنحوا ايضا، والحكم منذ 15 عاما كان يجب ان يرحل.

هل من احتمال للقاء في منتصف الطريق مع وليد جنبلاط?

نطرح السؤال على العماد ويجيب: شروط اللقاء المطالبة باستئصال الفساد او سأطالب باستئصالهم حتى ولو كان هذا خارج قدرتي. وانا لا اقايض على المعركة ضد الفساد برئاسة الجمهورية.

وقال بصوت عال وشموخ ردا على سؤال عن علاقته بالأميركان: هل الاميركان رستم غزالي ليمارسوا صفة الوصي المباشر على اللبنانيين?

واوضح: اديت قسطي للعلى في معركة القرار 1559، ولحزب الله سلاحه ورأيه، ولم اوقع اتفاقاً مع احد لنزع سلاحه ولا لتثبيته.

وختم: نعم انا خائف على لبنان ما دام هناك تماسك مع الفساد، والمناورة اصبحت ضيقه وسنعلن ميثاق الحزب في 18 ايلول /سبتمبر الجاري، وهو مفتوح لكل اللبنانيين، وكل المرشحين للرئاسة (فيهم البركة) وهذه هي وقائع الحوار:

دولة الرئيس، بعد ان طمأنتنا الى صحتك الشخصية، هل لديكم ما يطمئن الى صحة لبنان?

- لبنان مريض بالرغم من انه شفي من بعض العلات، كالاحتلال وبعض النزف المالي بسبب الفساد. لكن ما زالت هناك امور بالغة الخطورة، لا يمكن معها بناء دولة لبنان وابرزها الفساد. لا شك في ان هذا يحتاج الى الكثير من المعالجة، خصوصا ان اكثرهم فسادا، اشدهم فحشا في الكلام السياسي والحديث عن الشروط والشروط المعاكسة وشروط الحكم والتكلم باسم المجموعة، هذه كلها مواضيع يجب ان تعالج، وبات على اللبنانيين ان يتصدوا لها. فهؤلاء السياسيون يستذوقون الكلام، ويستسيغونه على ذوقهم، فيما الشعب ينتظر.

يبدو ان هناك وفاقا وطنيا قد تحقق على مستوى عالٍ في غمرة الحديث عن تقرير ميليس. وهذا (الوفاق) تم على الا يأتي العماد عون الى رئاسة الدولة وابعاده في هذه المرحلة الدقيقة التي يتحدثون فيها عن تغيير آتٍ.

- الكلام عن وفاق على مستوى عالٍ، يعني تجديدا لنظام الفساد في لبنان. فجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي نصف الازمة، اما النصف الثاني فهو فساد النظام، لان النظامين الامني والفاسد كانا جزءا واحدا. وكانا يتقاسمان خيرات البلد وكان كل منهما يحمي الآخر. فالنظام الامني الذي كان يتجسس على المكالمات الهاتفية ويتنصت على الاحاديث الخاصة والعامة ويتدخل في القضاء، وحملوه اليوم كل جرائم العالم، كان يحميه السياسيون الذين يطالبون برؤوسه اليوم. وكنا نسمع من فترة لاخرى عن صراعات تنتهي بالجلوس الى طاولة الغداء بين المسؤول السياسي والمسؤول الامني اللذين كان كل منهما يسكت عن تجاوزات الآخر، اذا لا يعني القضاء على النصف الامني، ان الدولة اصطلحت. فالجزء المتبقي اشبه بالاخطبوط الذي اذا ما قطعنا احد اذياله، عاد الذيل لينمو من جديد. والمشهد السياسي الوحيد في لبنان هو ان النظام الفاسد يجدد ذاته، بالرغم من انه يتغير. والامر يشبه الحزام الجلدي الذي يكون لونه اسود من جهة، وبنيا من الجهة الاخرى، ويمكن ارتداؤه من الجهتين، لكنه يظل الحزام نفسه. وفي لبنان يتغير العهد ويبقى الاشخاص انفسهم. لذا لا يمكن للفاسدين الا ان ينتجوا نظاما فاسدا. واذا كان اللبنانيون ينتظرون ممن افسدوا الوضع حتى الآن، ان يقوموا بشيء، فهنا الصدمة الكبيرة.

تحت الارض!

قبل 15 عاما كنا نزوركم في بعبدا وكنا ننزل تحت الارض، واليوم زرناكم في الرابية وانزلتمونا تحت الارض، فهل سنعود الى تحت الارض، ام ان لبنان مقبل على ايام جيدة?

- اجبرنا تقسيم البيت في الرابية على ان يكون القسم المشرف على الجهة الغربية، هو الطابق الارضي المخصص للعمل. لذا لا خوف من العودة الى ما تحت الارض.

هل ابعدوك قبل 15 سنة عن لبنان وعن اللبنانيين وحالوا بينكم وبين قيامة لبنان الى الفرج، وهم اليوم يتحّدون لابعادكم مجددا عن قيادة لبنان الى السلام?

- كلمة (ابعادنا) كبيرة جدا، ولا اظن ان هناك اجماعا لابعادنا عن لبنان. وفي جميع الاحوال، ليس من المشرف ان يحصل اجماع حول هذا الامر.

لا اعتقد ان ثمة اجماعا على الفساد، بالرغم من ان بعض المفسدين الذين لا يريدون عودتنا للقيام بحركة اصلاحية كاملة في الدولة. بعضهم يعتبرون انفسهم فوق القانون، ومن حقهم ان يسرقوا ويهدروا الاموال وحياة الناس. فسجلهم حافل بجرائم القتل، ولا احد يحاسبهم ويخبرهم بانهم تجاوزوا حدود الجريمة التي يتحملون مسؤوليتها. وهؤلاء مستعدون للاستمرار، وهم يخافون من ان يأتي احد ويحاسبهم.

نضج يمهد لقيامة الوطن

يقال انه عندما اتصل بعض اللبنانيين بسعد الحريري في الخارج للاتفاق على كيفية ازاحة رئىس الجمهورية من منصبه، اجابهم بانه لن يقوم بأي خطوة الا بعد عودته الى لبنان ليتفاهم مع البطريرك صفير ويتشاور مع العماد عون. فاذا صح هذا الكلام إلامَ يؤشر هذا القول للنائب الحريري?

- هذا الكلام انما يدل على نضج سياسي وتفكير في قيامة الوطن، وليس بشكل جزئي. وهنا ارى نضجا في النظرة الى الامور، لان الحريري يعرف حقيقة الواقع اللبناني، وان جوقة (المطبلين والمزمرين) لذهاب الرئىس لحود، ستوقع البلد في الفراغ اذا لم يكن من تفاهم على خلافة الرئىس لحود. وهذه الاخيرة لا تبحث على شاشات التلفزيون كما يحاول بعضهم ان يفعل وكأنهم يحتكرون قرار الحل والربط. وقد سمعنا الكثير من التصاريح السخيفة في هذا الموضوع. واحد النواب يقول ان مجلس النواب لن ينتخب ميشال عون رئىسا للجمهورية. فمن كلف هذا النائب بأن يصرح باسم مجلس النواب? أليس هذا احتقارا لمختلف كتل المجلس?

وآخر يقول (لا نريد تجربة رجل عسكري في الحكم). فمن يعطي الالقاب ويحدد الصفات? وغيره يقول (نحن من نحدد مع فلان من يكون الرئىس الجديد). اذا جمعنا كل هذه التصاريح نرى انها عائدة لفئة واحدة ولبضعة نواب في صوتهم الكثير من الجعجعة. هؤلاء يظهرون في الاعلام ويفتحون المعركة الرئاسية على حسابهم، ويضخمون اخبار التحقيق القضائي بما يمس بصفاء القضاء وسيره، ويخلقون لدى الرأي العام اجواء تستبق التحقيق. وكلما دافعنا عن القضاء ليكون نزيها وليسير بشكل طبيعي، اتهمونا بالتحيّز. وبالفعل، بدلا من ان يتقدم لبنان فهو يرجع الى الوراء. وعندما نطالب بترك القضاء يكمل تحقيقه، وعلى ضوء هذا التحقيق نأخذ المواقف، نتهم باننا ندافع عن دولة الامن. واذا تكلم احدهم يدعي بان كلامه يجب العمل به بصرف النظر عما اذا كان مطابقا للقضاء او منافيا له. وفي اليوم التالي يصدر في الجرائد عنوان (من سيحمي فلاناً بعد ثلاثة اشهر?) باي صفة يتكلمون عن الاشخاص? هل هم من المرسلين الذين يعرفون بالغيب? ام انهم ينجمون ويبصرون? هؤلاء يجب ان يتم اسكاتهم.

كأننا قرأنا في الصحف ان قياديين كبار اتصلوا بكم للاطمئنان على صحتكم بعد عودتكم من الوعكة الصحية ومنهم الكاردينال صفير وسعد الحريري والدكتور سمير جعجع وغيرهم. فهل هذا صحيح?

- الجميع اتصلوا ومنهم النائب سعد الحريري، الرئيس سليم الحص، رئىس الحكومة فؤاد السنيورة وكل الشخصيات، وانا اشكرهم. وقد طمأنتهم بانه لم تكن هناك وعكة بل برنامج لاجراء فحص دوري اقوم به منذ فترة طويلة.

العداء والاتفاق

دولة الرئيس، من يحلم عادة بمنصب كبير او من يحلم الناس بان يكون في منصب كبير في قيادة البلد والامة الى عصر جديد، يحرص على ان تكون علاقاته جيدة بالجميع. لكن من الملاحظ انكم منذ الانتخابات النيابية حتى اليوم، عاديتم معظم الناس، فما هي الاسباب التي تجعلكم على اتفاق مع القلائل وعلى خلاف مع الكثيرين?

- انا لا احلم بمنصب كبير بل بوطن كبير، وكلما كبر حلم الوطن، صغر الرجل وكبر الوطن. وعندما يحلم الانسان بانه كبير، يصغر الوطن. حلمي المشروع الكبير للوطن، لذا لا يجب ان يكون هناك اناس فوق القانون بل تحت القانون ومن ضمنهم حامل المشروع. وإلا فهو سيجيز للجميع بأن يتخطوا القوانين والقواعد المصطلح عليها في كل الدول المتطورة.

اليوم نرى البعض مصنفين زعماء، وهم ليسوا كذلك في الواقع، فالزعامة فيها الخلقية والالتزام بالنزاهة والخدمة العامة. وفي سجلات هؤلاء الزعماء الكثير من البشاعة والعناد وعدم الندم، لانهم هدروا اموال الدولة وسرقوها. وهم قتلوا الابرياء وما زال العنف في دمهم ويهددون به. هؤلاء لا يمكن ان نصادقهم اذا كنا نريد ان نبني وطنا. لا يمكنني ان اتصور انه لم يعد في الطوائف اللبنانية من زعماء نظيفين واننا لا نستطيع تجديد الزعامة اذا لم تكن نظيفة. ليس مطلوبا من طائفة ان تتزعم اخرى بل ان تنظف نفسها فقط، وتضع مشروعها، وألا يحصل تطاول على النظفاء.

الاكثرية في كل القوانين

في الانتخابات الاخيرة، اكتسحتم المناطق المسيحية بكتلة نيابية محترمة. لو تكررت الانتخابات الآن، هل يعود ميشال عون بأكثر من نائبين او ثلاثة?

- في ظل اي قانون?

القانون الحالي?

- اعود بـ 45 نائبا.

وبالقانون الجديد?

- بأكثرية مطلقة.

تبدو واثقا من نفسك?

- بالتأكيد. فالحالة العاطفية التي مر بها لبنان انتهت، وتفوق عليها اليوم (وجع البطن).

المعلوم ان الاغلبية النيابية في ايدي خصومكم. ففي حال قررت هذه الاغلبية تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية من غير موافقتكم، ما هو الموقف الذي يمكن ان تتخذوه? وهل يمكن ان تستخدموا الشارع مجددا?

- لن اقول كما يقول غيري (بأننا من نصنع رئاسة الجمهورية) وغيرها من التعابير. رئاسة الجمهورية ليست للاغلبية والاكثرية، بل تكون بوفاق وطني عميق لبناء الدولة. وانبه الى انه اذا لم يحصل وفاق على اقامة الدولة في هذه المرحلة، فالعوض بسلامتنا على ما يسمى بوحدة لبنان. فالفوارق القائمة احيانا في التعامل مع الشعب اللبناني من ناحية السلطة والضرائب والعائدات والحقوق، ليست ثابتة ولا عادلة. هذا لا يجوز، فالوطن قائم على رغبة بتوحيده لانه ليس موحدا. فأي قانون طبّق على كل اللبنانيين منذ 15 سنة حتى اليوم? فلنكشف على السياسة الضريبية ولنفتح ملفات المال لنرى من دفع ومن لم يدفع. قانون العقوبات على من طبق? ملفات المشاريع من استفاد من هدر الاموال فيها? ما الذي يشير الى سلطة مركزية تمارس عملها بعدالة على كل الاراضي اللبنانية? لا توجد سلطة مركزية لا امنية ولا سياسية ولا مالية. لبنان قائم لأننا نعضّ على الجرح، بانتظار هذا الوعي.

هل يعقل ان المهجرين منذ 22 عاما لم يعودوا بعد الى قراهم? ما زالت هناك سبع قرى محرمة على ابنائها. وكما توجد القرى السبع في فلسطين، لدينا القرى السبع في الجبل. فهل هذا وطن?

لكن النائب جورج عدوان وعد بعودة المهجرين?

- نأمل ذلك.

ما هي معلوماتكم عن اجتماعات باريس بين أركان المعارضة...

- (مقاطعا) أي معارضة? لقد اصبحوا اليوم في الحكم وهم اركان الموالاة. فلنعد كل منا الى مكانه. كانوا يعيرونني بأنني في باريس، فيما هم يقاومون في ظل الحكم السوري، ويقومون بالبطولات. وفي الوقت نفسه كانوا يطلبون مواعيد من رستم غزالي. وبعد الانسحاب السوري، عدت. واليوم هم في الحكم وسجنوا رؤساء الاجهزة الامنية الذين كانوا يتعاونون مع سوريا. لكنهم هربوا لاسباب امنية.

(ويتساءل مازحا): هل يعقل انهم تركوني وحدي وذهبوا في ليلة (ما فيها ضو قمر)? ورحت أنده لوليد والياس وجبران، لكن احدا لم يرد عليّ. فقيل لي انهم اصبحوا جميعهم في باريس. ونشرت احدى الصحف كاريكاتورا يقول بأن أسرع لعلي اجد وزارة في المنفى.

قضاء دولي قضاء عليهم

ما هي معطياتكم التي يجب ان تكون جيدة، حول ديتليف ميليس? وهل ينفذ خطة اميركية في لبنان ام قضاء دوليا?

- قضاء دولي بمعنى القضاء عليهم? (ويستطرد) طبعا لن يكون التحقيق الدولي كلجنة مراقبة الانتخابات، ونأمل ان يكون قضاء حقيقيا.

ما هو تقويمكم للتوقيفات التي جرت? والى اي درجة تعتبرون مدى الإدانة في الملف?

- الإدانة في الملف لا تجوز. وبالنسبة الى المسار القضائي يجب ان نكون متابعين ولكن هادئين بمعنى ان اي انسان يمكن ان يستدعى للشهادة فاذا تبين ان لديه معلومات. قد يصبح مشتبها به اذا كانت له علاقة، وبعدها يمكن ان يصير متهما وبنتيجة التحقيق يصدر بحقه قرار ظني، وبعد ذلك تتم محاكمته. لكن لحين صدور الحكم، يكون هذا الانسان بريئا خصوصا في القضايا العامة حيث يتلاحق المسؤول مع المجرم بحكم وظيفته وعلاقاته مع الناس. وفي قضية الاغتيالات السياسية يشترك كثيرون ذوو خبرة عالية، ومن اجهزة المخابرات يكونون على علاقة مع المسؤولين ليتمكنوا من تمرير المسألة. لكن ليس بالضرورة ان يكون من هم على علاقة بهؤلاء، مشتركين بالجريمة او متورطين معهم. فمدير عام الأمن العام، على سبيل المثال، بحكم وظيفته يكون على علاقة بشخصيات كثيرة. كل هذه الامور يجب ان تبقى خارج التداول الى ان تصدر نتيجة التحقيق. ومن هنا نتمنى ان تعفينا الصحافة من اصحاب الألسن السليطة عندما يعتبرون الدفاع عن القضاء موالاة للمتهمين.

فعلى الصعيد الشخصي اذا كان هناك شخص يمكنه ان ينتقم لي مما عانيته من الاجهزة الامنية والسلطات السياسية، يجب ان اكون اليوم منتعشا. فقد تحملت ما لا يمكن ان يتحمله احد وذلك بسبب هؤلاء الاشخاص المسجونين ومن سبقهم او من هم في السلطة السياسية. لكن ليس الشعور بالثأر هو ما يدفعني الى الكلام. ولو توليت التحقيق مع مسؤول لكنت فعلت ذلك بكل دقة وضمير، لان التشفي لا يجوز. ارى كأنهم ارتكبوا جريمة معا ويريدون اخفاء آثارها عبر القضاء على من يمكن ان يفضحهم.

هل يكمل ولايته?

هل يكمل الرئيس لحود السنتين المتبقيتين?

- منذ اكثر من عام صرحت لـ (الصياد) ان الرئيس لحود لن يجدد ولن يمدد، واذا مدد فلن يكمل وما زلت عند رأيي، والاسباب حينها لم تكن مرتبطة بجريمة الاغتيال لانها لم تكن قد ارتكبت بعد. الا ان السبب الاساسي هو ان هناك انواعا من الحكم لم تعد في عصرها. وحتى من يطالبون بازاحة الرئيس لحود، لم يعودوا في عصرهم، وهؤلاء يجب ان يتنحوا ايضا.

 

الحكم منذ 15 عاما حتى اليوم ليس في عصره ويجب ان يرحل. فكيف يخلق الاشخاص انفسهم الذين افسدوا طوال 15 سنة، نظاما صالحا? سينتجون انفسهم بحلة جديدة اميركية او لبنانية، بدلا من الحلة السورية، لكن الاجساد نفسها وبالذهنية عينها. هم يحكمون منذ 30 عاما، هذه الذهنية اذا حكمت لبنان، يصبح لبنان محكوما عليه.

اللقاء مع جنبلاط

هل من احتمال للقاء في منتصف الطريق بينكم وبين النائب وليد جنبلاط? وما هي شروطكم لهذا اللقاء?

- شروط اللقاء ان تتم المطالبة باستئصال الفساد او سأطالب باستئصالهم. حتى لو كان هذا خارج قدرتي. الا ان ما حصل يجب الا يتكرر في الدولة اللبنانية. وفي كل الاحوال، اعترف وليد بك مرات عدة وبامكانه ان يعترف مرة اخرى، وليس وحده المقصود كما يعتقد بعضهم، بل غيره ايضا.

اذا طلبنا منكم ان تضعوا نسبة لاحتمال وصولكم الى قصر بعبدا، فكم هذه النسبة?

- لم افكر بالموضوع. كل ما افكر به هو محاربة الفساد لان هذا شرط اساسي لبناء الدولة. فالتفكير يتركز على الفوز في المعركة ضد الفساد، وهنا اقول ان نسبة حظي تبلغ 100% لانها غير مرتبطة برئاسة الجمهورية. فانا لا اقايض على المعركة ضد الفساد التي اتابعها واترك رئاسة الجمهورية، والرئيس الجديد سيغرق في معركة الفساد لانه لن يتمكن من تغطيتهم في حال وجود معارضة مثل معارضتنا ثابتة على موقفها، اصبح الدين العام بحدود 44 مليار دولار، فمن المسؤول? هناك مشاريع ومجالس وصناديق ومصائب يقول الجميع ان الاموال هدرت من خلالها. لا اريد ان اسمع ان (مجلس الجنوب) هو الافضل، فليظهر التحقيق المالي ذلك. لماذا لا ننتظر ان يظهر التحقيق اهمية صندوق المهجرين لنتأكد من ان الاموال صرفت في مكانها? والامر نفسه بالنسبة الى مجلس الانماء والاعمار. لماذا لا يلجأ من يدعون النظافة الى الشفافية? الجميع يعرف بانني اتهمت ظلما وعدوانا ومثلت امام القضاء. ومنذ حوالى 4 اشهر لم اتمكن بعد من تحصيل مستحقاتي التي كانت مصادرة بسبب اتهام تخلصت منه عبر القضاء. انا مررت امام القضاء وحوسبت ولم تحصل لي عقدة، فليمروا جميعهم.

لا وصاية ولا تمنٍ

هل صحيح ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تمنت عليكم عدم استخدام الشارع للتعبير عن مواقفكم?

- مطلقا. لماذا يحبون ان يعطوا للاميركيين صفة الوصي المباشر على اللبنانيين? في الاجمال، يستطلع المسؤولون الاميركيون رأينا في ازمة ويعطون رأيهم. فهل الاميركيون هم رستم غزالي?

هل صحيح ان السيدة السمراء عتبت عليكم لانكم جئتم لتنفيذ القرار 1559 وورطتم الاميركيين به. وعندما جئتم الى لبنان حاولتم الاتفاق على صيغة لاتفاق ما مع حزب الله لتنفيذ الوفاق الوطني?

- لسنا حلفاء انتخابيين مع (حزب الله). وليد جنبلاط هو من يدافع عن العروبة ورأسها سلاح المقاومة. انا لا اعترض فحزب الله لبناني، له نظرته لسلاحه ودوره التي تختلف احيانا عن نظرتنا لهذا الدور. لكنني لم اوقع اتفاقا مع احد لنزع سلاح (حزب الله) ولا لتثبيته. لدي رأي في قضية لبنانية وان كانت انعكاساتها عالمية. وحاليا اعتبر انني اديت قسطي للعلى ولست في موقع المسؤولية لتحديد عمل معين تجاه القرار .1559 الذي لست مرهونا له، ولا لاي شيء آخر. اما كيف ستجري الاحداث فهذا موضوع آخر.

نعم خائف

هل انتم خائفون على لبنان?

 

- في وجود من هم الان اجل اخاف، ما دام هناك تماسك مع الفساد الذي وصل الى حد الانهيار الاقتصادي للبنان. وقد اصبحت فسحة المناورة في هذا المجال ضيقة جدا. ومن الناحية الاخرى هناك دول عدة ومشاريع وقوانين وطرق تعامل، وما من انسجام في الحكم ليس فقط مع رئيس الجمهورية بل ايضا بين الحلفاء في الحكومة.

من الجيد انكم لم تكونوا معهم?

- على الصعيد الشخصي، لكن على الصعيد الوطني هذا مؤسف. فانا لم اخطئ ولم ارتكب ذنبا كما فعلوا هم، ويقولون بانهم متحدون. لكن على ماذا يتحدون? على تكملة الكارثة.

ميثاق الحزب آتٍ

في المرحلة الاخيرة حاولتم ان تخوضوا غمار الحزبية. فهل تتابعون هذا الملف وتعتقدون ان الحزبية افضل من التيار?

- ما زلنا نتابع الموضوع. وسنعلن ميثاق الحزب في 18 ايلول الجاري.

هل تطمئنون الى ان الجماهير يمكن استيعابها في حزب?

- اريد عملا سياسيا اكثر تنظيما. هناك الجمهور الناشط في الحزب، والجمهور المؤيد له. الجمهور الناشط في التيار كان نوعا من الهاربين من العدالة، اما اليوم فناشطو الحزب يتمتعون بالحصانة الحزبية وسيكون عملهم اكثر تنظيما. اما المؤيدون فسيرتاحون ولن يخسر احد عمله.

لدينا برنامج وميثاق للحزب ومن يريد ان ينتقدنا، فليفعل من خلال عملنا وميثاقنا. والحزب مفتوح لكل اللبنانيين ويغطي كل الاراضي اللبنانية من شبعا الى منجز وأنفه وحارة حريك وبعلبك، وليس هناك اطراف وقلب ورأس، فلبنان كله قسم واحد.

اذا لم يترشح العماد عون لرئاسة الجمهورية، فمن هو المرشح الذي يراه افضل الموجودين?

- هذا الموقع لا يمكن لانسان ان يضمن فيه انسانا آخر. وحتى اذا ضمن نفسه عليه ان يكون دقيقا جدا ليتمكن من ان يعد بما يقدر على فعله اولا، لذلك فان الضمانات وهمية، وجميع الموجودين اليوم (فيهم البركة).<