الرئيس عون في الخلوة السنوية ل "التيار الوطني الحر" : سنؤسس حزبا ديموقراطيا يستوحي سياسته من الثوابت الوطنية نريد احداث تغيير جذري في المجتمع باتجاه الغاء الطائفية

وطنية - 14/8/2005 (سياسة) اقام "التيار الوطني الحر" برئاسة النائب العماد ميشال عون خلوته السنوية في نادي الرابية بحضور اكثر من 150 شخصا يتقدمهم اللواء نديم لطيف ونواب التيار.

بعد النشيد الوطني ترحيب لسيمون ابي رميا ثم كلمة للنائب عون وفيها: "كان من الممكن ان نكون اكثر ولكن مجال الدرس والحوار لن يكون فعالا اذا اتسع اكثر من هذه المجموعة, فنحن التزمنا بهذا العدد وفقا لبعض شروط الاختيار ولكن الباقين سوف يشتركون خلال الشهر القادم اثناء المناقشات في كافة المناطق اللبنانية". اضاف:" اننا بصدد تأسيس حزب كما وعدنا في اواخر العام 2003 عندما قلنا اننا سنعمل بعد انتخابات العام 2005 على تأسيس حزب, فالحزب سيكون ديمقراطيا يستوحي سياسته من ثوابت وطنية وهي ستكون السقف للاداء السياسي واعتقد اننا نستطيع ان ناخذ موافقة كل الاحزاب فيما بعد كي يكون اداؤنا مشتركا.

اما الثوابت فهي: الاستقلال اللبناني والسيادة اللبنانية ووحدة العيش المشترك والدستور الذي هو يحدد هوية دولتنا واطار الحكم والسلطات في لبنان.

لماذا الحزب؟ لاننا اليوم لا نرى تجمعات سياسية ثابتة وملتزمة انما نرى تجمعات تتبدل وتتغير سريعا في مضمونها واتجهاتها, ولكن لا يمكن من خلالها احداث تغيير جذري في المجتمع, انما الشرذمة دائمة وهي سيف مسلط عند اول هزة وكل هذا لان ليس هناك اطرا للعمل السياسي ولا ضوابط له. فهذا الحزب ضرورة وطنية وتنظيم الحياة السياسية ضمن احزاب ضرورة اخرى ليصبح العمل السياسي ضمن نهج سياسي يتخطى اطار الطائفة الى اطار العمل الوطني. واذا لم تتشكلل الاحزاب السياسية على اساس برامج فمن العبث محاولة الغاء الطائفية السياسية لانها ستكون بدون بديل وستكون الطائفة هي الحزب وسنجد اللبنانيين متكتلين ضمن كرة حديدية تضرب بعضها البعض من دون تجاذب ولا تداخل انما ككرات مستقلة.

وحدها الحياة الحزبية التي لديها استقطاب من كل الشرائح الوطنية اللبنانية وتهتم بجميع اللبنانيين على كل الارض يمكن ان تجعل الوطن يتقدم وما عدا ذلك (ضحك على الدقون)، نحن نرى من يدعي انه في حزب ولكن تكون خلفية الحزب طائفية او اقليمية ضيقة, لذلك يجب ان يكون للحزب شمولية الارض والمجتمع, ونظرته يجب الا تقتصر على بقعة سكانية".

تابع قائلا:" من خلال الحزب وحده نستطيع محاربة العصبيات لانه بطبيعة تكوينه مع كل الشرائح الوطنية يصبح تبادل الافكار والاراء بعيدا عن التشنج والفئوية. وكلما تقدمنا في تنظيم الحياة السياسية ضمن الحزب كلما تقدمنا نحو الغاء الطائفية ليس بمرسوم ولكن بسلوكنا لتصبح حياتنا السياسية حياة موحدة ليس فيها غش ولا مخادعة, لاننا اليوم نرى ان الطائفية هي الملجأ لكل المستفيدين من الاوضاع الشاذة وهم يغطون العمالة وكل انواع الخيانات للقضية الوطنية لاهداف خاصة وليقطعوا اوصال الوطن.

اما التيار الوطني الحر فسيكون حزبا ويدخل الى ديمقراطية واسعة تبدأ من القاعدة وترتفع الى مستوى القمة لان اساس الديمقراطية يبدأ من القاعدة ولان رأس الهرم لاي تنظيم سياسي يجب ان يكون الناطق باسم القاعدة وهي تختاره. الحزب سيطور الثقافة الديموقراطية في الممارسة وينقلها الى المجتمع الاوسع, ولغاية الان ان المجتمع اللبناني يتكلم عن الديمووقراطية في اكثريته ولا يعيشها بصورة صحيحة والتصرف الفردي ضمن مجموعات العمل او المجموعات السياسية يدل على اننا لا نزال في ديموقراطية بدائية وفي اغلب الاحيان نعبر عن النزعة الدكتاتورية ضمن المجموعة.

يقال في بعض الاحيان وهذا مثال على النفسية الدكتاتورية: اذا كنتم تريدون البقاء هكذا فاننا سوف نترك ونذهب. فالذي يرفض راي المجموعة فهو ليس كفء لممارسة الديمقراطية فليذهب وليفتش عن حزب اوتوقراطي من الاحزاب الوحدانية التي تملك ايديولوجية وتعتقد انها تملك الحقيقة. فاول نزعة نريد محاربتها هي النزعة الفردية ضمن المجموعات الحزبية لانني اعتقد انها خطأ مميت في الحياة الحزبية, اي ان يرفض الانسان الاخر بعدم الاصغاء له. بمجرد القبول بانخراط في الحزب فهذا يعني الانخراط في راي الاكثرية وبمفهوم التعاطي من هذا الباب مع المجموعات.

نحن في الحزب لن يكون لدينا يمين نقسمه على الولاء ولا لفكر. نحن حالة ديناميكية متطورة والالتزام بها هو التزام اختياري نابع من القناعات ومن طريقة العمل التي نعمل بها. من باب الديموقراطية نستطيع ان نقدم لوطننا ومجتمعنا خارج اطار الحزب نموذجا متقدما من الديموقراطية يمكن ان يكون مثالا يحتذى حتى ولو كان الاخرون من غير فكرنا ولكن يمكنهم ان يطبقوه في احزابهم السياسية لنستطيع ان نتعاطى معهم على مستوى من الرقي وتبادل الراي.

آمل من المشاركين اعداد المسودة الثانية ويجب ان تكون تجربتنا الحزبية هي الارقى لغاية الان في لبنان لانها تاتي مع تجارب طويلة وقاسية وهذا تحد لكل النزعات الطائفية التي تستفيق في حين الى اخر. والتحدي يكبر مع النزاعات الطائفية اذا هبت, ويجب ان نثبت مع كل تحد".

سئل: ماعلاقة برلمان الظل بالحزب؟ اجاب:" برلمان الظل ليس له علاقة بالحزب. الحزب لديه شرعته وميثاقه وفي الحزب التزام باطر وهيكلية معينة. اما برلمان الظل فليس من التزام حزبي بل تجمع سياسي يمثل مختلف المناطق اللبنانية ونحن ندرس نظاما خاصا ببرلمان الظل وهو ليس لقاء شعبيا. نحن حزب شعبي وفيه النخبة التي ستشكل الحزب.

سئل: هل ستكون رئيس الحزب؟ اجاب:" ليس بالضرورة. نظام الحزب سيحدد آلية انتخاب رئيس الحزب". وردا على سؤال قال العماد عون "نحن موجودون على الاراضي اللبنانية كافة ونطرح شرعة ونريد ان يرى كل لبناني نفسه في هذه الشرعة سواء كانوا اعضاء او مواطنين او مؤيدين ونسعى ان يكون اكبر عدد من اللبنانيين ملتزما. نحن نريد ان يساهم المواطن في بناء وطنه. لا يمكن للمواطن ان يبقى متقوقعا ويقول لا يوجد اصلاح وحكم صالح. نحن ندعو الجميع ليساهموا وفقا للتوجهات العامة. نحن نعمل وفقا للواقع اللبناني ومن وحي الحاجات اللبنانية ضمن الاطار الاوسع في الشرق الاوسط والعالم, ونحن علينا مسؤولية خاصة. اضاف "اني ارى الشعب اللبناني متفرجا, وهذا هروب من مواجهة الواقع ويسقط كفاءة المسؤولين وكفاءة الشعب. يجب ان نرفع الشعب اللبناني من ذهنية الانتظار اي ذهنية السجين لان الانتظار هو سحن النفوس, وتفنى الحياة ولا احد يحقق شيئا. مشروعنا مشروع حزب لرفع مستوى الشعب".

وقال "هناك فصل للمواضيع اي المواضيع الفردية عن العلاقة بالمجتمع لاننا نولد متساوين ونعيش مختلفين ثم نموت متساوين. كل انسان لديه فرادة ولا احد يشبه الاخر ونتميز عن بعضنا بالفرادة اما التجمع الديني فهو منبثق عن الطائفة. نحن نقول كل شيء يتعلق بالله والاخرة وهذا يعود الى الفرد وليس لنا علاقة به والانسان مسؤول عن خياراته الدينية. يجب احترام الاديان والمهم هو التعامل مع الاخرين. نحن نعبر بعلاقاتنا الى العلمانية احترام الاختلاف بين الافراد والعلاقة الدينية هي معتقد فردي. .

سئل: ماذا عن الصلة بالحلفاء الموجودين في التكتل؟ اجاب:"العمل الحزبي خيار وتقيد. التكتل السياسي فيه عناصر من التيار الوطني الحر واصدقاء وهذا خيار تعاون ضمن برنامج في مجلس النواب وليسوا ملزمين بخيارات التيار الوطني الحر الا اذا ارادوا الانضمام للحزب". وعلى جدول اعمال المؤتمر: مداخلة للنائب عون امام الهيئة التاسيسية ثم تقديم الشرعة في مسودتها الاولى للدكتور ادونيس العكرة, ثم مناقشة المسودة ضمن مجموعات, وتعرض النتائج. اما بعد الغداء فسوف تقدم مسودة الحزب وهيكليته وسيدور نقاش حول مسودة التنظيم, ويختتم النهار العملي ببرنامج من 14 اب الى 18 ايلول.