أكدت ان لقاء عون بالبطريرك "حسم خياراتنا وسننتخب رئيساً بالنصف زائد واحداً"

 "14 آذار": "لجنة بكركي" مضيعة للوقت... كمبادرة بري

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة 16 تشرين الأول 2007

 

سقطت يوم الخميس الماضي اخر قلاع الامل بالتوافق بين الاطراف المتصارعة في لبنان على تجنيبه اجتراع كأس »الانفجار الهائل« عندما لم تتمكن هذه القلعة التي هي بكركي »الصرح الماروني« من التحكم برياح واهواء ميشال عون المحسوب اسمياً على الطائفة المارونية وفعلياً على »حزب الله« وإيران وسورية ولم يوفق زعيمها التاريخي البطريرك نصر الله صفير ومطارنته الخمسة الكبار الآخرون في »تغيير فاصلة او نقطة« من قاموسه الغريب على الحياة السياسية المسيحية والوطنية اللبنانية, وهو القاموس السوري - الايراني الذي يدرسه حسن نصر الله ونبيه بري وسليمان فرنجية وعمر كرامي وطلال ارسلان ووئام وهاب وناصر قنديل وعبدالرحيم مراد وايلي فرزلي ومصطفى سعد وملاحقهم«.

 

فعلى اثر الطروحات المشروطة المعروفة لرئيس التيار العوني التي لا يمكن تحقيقها او الاخذ حتى ببعضها التي كررها على مسامع البطريرك ومطارنته ومنها موضوع اعتماد الثلثين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية واذا لم يجترح هذا الطرح الوطني غير الوارد في الدستور اصلا, اعجوبة حصول انتخاب ديمقراطي يختار فيه النواب رئيساً قوياً غير ميشال عون, فان تأجيل الانتخابات حتى يونيو المقبل بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية هي هدف »حزب الله« وبشار الاسد النهائي ثم اجراء انتخابات برلمانية, يصبح الحل العوني الوحيد, ضارباً عرض حائط بكركي بالسبب الاساسي الذي دعا البطريرك من اجله القيادات المارونية للنقاش وهو تأمين النصاب المطلوب »الثلثين« لانتخاب الرئيس الجديد.

 

واكدت اوساط قيادية في قوى 14 آذار ان لقاء عون بالبطريرك ومطارنته »حسم خيارنا نهائياً, كما قد يكون اقنع سادة بكركي, بالتوجه نحو الانتخابات تحت مظلة »النصف زائد واحداً«, مباشرة في اليوم الذي يلي 23 أكتوبر الجاري الموعد الجديد الذي حدده بري لاجراء الانتخابات«.

 

رسالة نصر الله الى اجتماعات بكركي

وقالت الاوساط ل¯ »السياسة« في اتصال بها من لندن ان البطريريك واساقفته كانوا مقتنعين سلفاً بأن عون غير قادر على تقديم اي شيء على الاطلاق لاخراج »الزير« الرئاسي من »بير« بشار الاسد, وقد تأكد لهم ذلك بمحاولة حزب الله توقيت زيارته الى قصر اميل لحود الرئاسي مع زيارة عون لبكركي, في محاولة سافرة لهز العصا في وجه قادة الموارنة الروحيين ولتذكير حليفهم الجنرال بألا يقدم اي تنازل او يوافق على اي طرح, عندما اعلن محمد رعد الناطق بلسان حسن نصر الله من قصر بعبدا »ان الاجراءات المضادة لانتخاب الرئيس للمرحلة المقبلة حسمت وحددت, وان التشاور »مع لحود« يدور فقط حول توقيتها (...) ونحن نمتلك المبادرة رغم كل الدعم الاميركي والاسرائيلي والاطلسي لفريق السلطة«.

 

واعربت الاوساط عن قناعتها بان رسالة رعد هذه التي سبقت اجتماع بكركي بساعات قليلة مؤقتة لتواكب هذا الاجتماع من قصر بعبدا لولا تأجيل زيارة عون للصرح البطريركي لاسباب أمنية كانت موجهة من حسن نصر الله وبشار الاسد الى المجتمعين للقول لهم جميعاً انكم اذا لم تفعلوا ما ارسله لكم نصر الله مع عون بحذافيره, فان مبادرة تخريب البلد في ايدينا«, وقد فهم صفير ومطارنته وقوى 14 آذار والاميركيون والفرنسيون والاطلسيون والسعوديون والمصريون والاردنيون هذه الرسالة التي ستحفزهم اكثر فاكثر على المضي في اجراء الانتخابات في موعدها غير مبالين بهذا التهديد الواضح الذي - حسب الاوساط في 14 آذار - لن يجدي معنا ولا مع بكركي ولا مع المجتمع الدولي اي نفع«.

 

لجنة تضييع الوقت

وكشفت الاوساط ل¯ »السياسة« ان نتائج اجتماع عون في بكركي حتمت على قادة 14 اذار الذين كانوا يستعدون للانتقال الى الصرح البطريركي الجمعة لخوض المرحلة التالية من المشاورات اجراء تعديلات جوهرية مهمة في اللحظة الاخيرة في جدول اعمالهم نقلت تلك المشاورات الى اطار جديد محدد وغير قابل للتعديل او الاختراق باتجاه التصميم على الذهاب الى الانتخابات الرئاسية بعد نحو 15 يوما متأبطين معادلة النصف زائد واحداً بعد سقوط اي اتفاق كان يمكن ان تخرج به بكركي تحت تشدد عون بموضوع الثلثين وتأجيل الانتخابات ثمانية اشهر.. ولهذا - في نظرنا - تحول لقاء الاكثرية مع القادة الروحيين الى مجاملة طالما الطرف الاخر لم يقدم اي شيء يمكن ان يلتقينا به في منتصف الطريق«.

 

ووصفت الاوساط الاقتراح بتشكيل لجنة مشتركة بأنه »لتضييع الوقت ويشبه مبادرة بري »التحذيرية« التي لا يمكن ان تصل الى نتيجة طالما هي مبنية على شروط« وقالت »اننا سنسايرهم في المشاركة باجتماعات هذه اللجنة التي ارادوها لكسب الوقت ليس الا مع يقيننا اننا ذاهبون الى الانتخاب من طرف واحد وبالمعادلة نصف + واحداً«.

 

عودة إلى نغمة التقسيم

وعلى الصعيد نفسه ندد احد رجال الدين المسيحيين في بيروت امس ب¯ »اعادة استحضار رئيس المجلس الشيعي الاسلامي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان في اليوم السابق موضوع التقسيم في لبنان من ضمن عمليات التهديد والوعيد وذلك في سياق الحملة التي تسير بها ابواق حزب الله من نعيم قاسم الى محمد رعد والحاج حسن وفنيش وملحقاتهم خصوصا وان الشيخ قبلان كرر عبارة »التقسيم« في كلمته في صلاة عيدالفطر ست مرات اذا لم يجر التوافق على رئيس للجمهورية متناسيا انه لم يسألنا رأينا عندما اختار نبيه بري بالاجماع الشيعي لرئاسة مجلس النواب«.

وقال رجل الدين المسيحي ل¯ »السياسة« في اتصال به امس من لندن ان ما طالب به الشيخ قبلان »من ان يكون الرئيس المقبل صناعة لبنانية هو في مفهومه ومفهوم حسن نصر الله رئيس من صناعة سورية - ايرانية مشتركة ليس الا« واكد رجل الدين ان احدا »لن يكون بمقدوره مهما علا كعبه قادرا على المساس بجغرافية لبنان ومساحة ال¯ 10425 كيلومترا مربعا التي تكونه فالتقسيم خط احمر ولا احد منا يقبل بأقل من هذه المساحة للحرية والديمقراطية والعيش الكريم«.

مهمة جنبلاط في خطوتين

 

وحول زيارة رئيس »الحزب التقدمي الاشتراكي« وليد جنبلاط الى واشنطن اعرب احد قادة »14 اذار« عن ان هذه الزيارة عشية الاستحقاق الرئاسي »ما هي الا تكملة لزيارة رئيس تيار المستقبل« سعد الحريري بمعنى ان جنبلاط سيطالب ادارة جورج بوش والكونغرس والامم المتحدة بنقطتين جوهريتين من دونهما لن ينهض صرح »ثورة الارز« وخلاص لبنان وهما ضرورة نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية مع سورية لوقف اعتداءاتها واغتيالاتها وتهريب الارهابيين والسلاح الى لبنان والتفعيل الفوري لتطبيق القرار 1559 الداعي الى نزع سلاح »حزب الله« والفصائل الفلسطينية التابعة لسورية بالاضافة الى الحض على الاسراع في تشكيل المحكمة الدولية«. وقال قيادي 14 اذار ل¯ »السياسة« ان »قناعتنا التي تتعدى مسألة الانتخابات الرئاسية رغم اهميتها المفصلية هي انه من دون تنفيذ هاتين الخطوتين (نشر القوات ونزع السلاح) في وقت قريب فإن لبنان سيبقى اسير الارهابين السوري والايراني ولا امل له في تثبيت دعائم ثورته البيضاء التي قلبت المعادلات باتجاه تأسيس بلد قوي خال من العملاء والطوابير الخامسة واشباه شاكر العبسي ومن هم وراءه«.