مرجع روحي: محاولات إنهاء القرار 1559 ستؤدي إلى فتنة

لندن: كتب حميد غريافي

السياسة 27/11/09

حذر مرجع روحي مسيحي كبير أمس من أن أي تبنٍ حكومي رسمي لموضوع إلغاء القرار الدولي 1559 الداعي إلى تجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من أسلحتها عن طريق اعتباره قراراً منفذاً، سيجر البلاد إلى فتنة كبرى لأن غالبية الشعب اللبناني كما المجتمعين العربي والدولي يعتبرون حزب الله وحركة أمل من الميليشيات التي يجب حلها وتسليم أسلحتها، وأن الجيش اللبناني وحده هو صاحب الحق الدستوري والقانوني في امتلاك السلاح والقوى المسلحة.

وقال المرجع "للسياسة" في اتصال به من لندن أمس إن "بداية الحملة التي أطلقها نبيه بري مدفوعاً كالعادة من قيادة "حزب الله" لاعتبار القرار 1559 منفذاً بعد خروج الجيش السوري من لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، وهما بندان رئيسيان فيه إلى جانب البند الأهم وهو إنهاء دور الميليشيات المسلحة على الأراضي اللبنانية، زعماً منه أن حركته والحزب الإيراني الحليف له ليسا ميليشيات بل مقاومة، قد تجر البلاد (حملة بري) إلى فوضى عارمة خصوصاً وأن أي حكومة لبنانية لا تمتلك حق إلغاء هذا القرار الدولي أو إنهاء مفاعيله التي يجب أن تطبق، إذ أن مجلس  الأمن  صاحب القرار الذي يقدّر ما إذا كان جرى تطبيقه أم لا، وهو على العكس من ذلك ما زال مصراً على هذا التطبيق خصوصاً وأن "حزب الله" مدرج على لوائح الإرهاب الدولي ويعامل على قدم المساواة مع الميليشيات العراقية والسلفية مثل تنظيم القاعدة والصومالية وسواها من مجموعات القتل والتخريب والتفجير في العالم."

وأبدى المرجع الروحي استياءه الشديد من "تساقط خطوط الدفاع عن لبنان الواحد تلو الآخر أمام هجمة "حزب الله" الإيرانية على الدولة ومؤسساتها كبداية لما يعتقدها حسن نصرالله وعلي خامنئي المرحلة النهائية للمقاومتين السنية والمسيحية لمشروع إقامة دويلتهما في لبنان، وذلك مع "اختطاف" ميشال عون من "ثورة الأرز" وأخذه رهينة مستسلمة طوعاً لأسباب وأحقاد شخصية، ثم سلخ وليد جنبلاط وأعادته إلى قمقمه السوري السابق تحت ضغط القوة المسلحة والإغراءات الفارغة، فيما لم يبقَ في الساحة سوى الزعيمين المسيحيين سمير جعجع والرئيس أمين الجميل تحت مظلة البطريرك الماروني نصرالله صفير بمثابة السد المنيع والصامد في وجه هذه الهجمة الشرسة، وهؤلاء الثلاثة أنفسهم هم الذين أسقطوا المشروع السوري في لبنان وأخرجوا احتلاله منه ووصايته عليه، كما هم الذين بثباتهم وصمودهم شدوا الدولة المهترئة المتداعية من وسائل القمع والترهيب الإيرانية