حزب الله« ينوي احتلال مطاري بيروت ورياق

لندن - بيروت - حميد غريافي- »السياسة«:

4/5/2008

 

كشفت مصادر دفاعية بريطانية لـ »السياسة«, امس, تأكيداً لما أعلنه رئيس »اللقاء الديمقراطي« النائب وليد جنبلاط عن وجود سري لحزب الله في مطار بيروت وحوله, عن »ان المعلومات الاستخبارية التي وردت الى عواصم اوروبية من بيروت خلال الاسابيع الاربعة الماضية, أكدت وجود توجه قوي لقيادة حزب الله نحو السيطرة التامة على هذا المطار, فور اندلاع حرب جديدة مع اسرائيل, ثم تحصينه بشبكة مضادات أرضية قوامها عشرة صواريخ أرض - جو , بهدف تحويله الى قاعدة جوية حربية للحزب وايران, من اجل استقبال الاسلحة والمعدات والذخائر مباشرة من طهران, من دون مرورها في المطارات السورية, التي تعتقد قيادتا حسن نصر الله ومحمود احمدي نجاد انها ستدمر في المرحلة الاولى لأي هجوم اسرائيلي محتمل على البلاد«.

 

ونقلت المصادر الدفاعية عن مصادرها, ان »مطار رياق العسكري في البقاع اللبناني, الواقع هو الآخر تحت هيمنة حزب الله العسكرية, يجري العمل لاستخدامه في حال استأنفت اسرائيل الحرب على لبنان لاستقبال طائرات ايرانية«.

 

وقالت المصادر انه »على الرغم من ان الحزب يدرك جيدا ان مطاري بيروت ورياق سيكونان من بين اولى أهداف الغارات الجوية الاسرائيلية, اذا اندلعت الحرب, الا ان سياسة نصر الله الايرانية - السورية العلنية, تقضي بجر الاسرائيليين الى استخدام سياسة »الارض المحروقة« في لبنان, ضد البنى التحتية الاقتصادية للدولة, من اجل تدميرها بالكامل, ما سيسهل على حزب الله إطباق قبضته, اذا نجا من تلك الحرب مرة اخرى, على مفاصل النظام القائم ومرافقه الاقتصادية والحيوية بعدما تكون قد تحولت الى ركام.

 

في سياق متصل, كشفت اوساط اللوبي اللبناني - الاميركي في واشنطن, امس, عن ان دخول عشر قطع بحرية اميركية وفرنسية وبريطانية وألمانية مياه المتوسط, الخميس الفائت, للانضمام الى قطع بحرية حربية اميركية مرابطة قبالة الساحلين اللبناني والسوري منذ فبراير الماضي, »يوصل الضغوط الغربية على سورية وايران الى ذروتها, فيما تحمل تلك الحاملات, والبوارج العشر الى جانب 40 سفينة شحن وناقلة نفط اخرى, عبرت قناة السويس الى الضفة الشرقية من المتوسط, رسالة واضحة الى بشار الأسد ومحمود احمدي نجاد وحسن نصر الله, ان الكيل طفح بارتكاباتهم في لبنان والعراق وفلسطين, وان الامور لم تعد تحتمل ضغوطهم ومؤامراتهم وبالتالي عليهم ان يستعدوا لتحمل العواقب«.

 

وقالت هذه الاوساط ل¯»السياسة« في اتصال بها من لندن, ان »الاميركيين لم يكونوا في وارد اماطة اللثام عن موضوع البرنامج النووي السوري في دير الزور, الا ان الاسرائيليين وجدوا من مصلحتهم تسريب المعلومات عن دور كوريا الشمالية, لأسباب قد يكونون يمهدون بها لضرب سورية خلال الشهرين المقبلين, لاخراجها هي وحزب الله من الحرب المقبلة مع ايران, التي يعتقد الاميركيون انها باتت اقرب مما كان متوقعا«.

 

ونقلت الاوساط عن مصادر في البعثة الديبلوماسية الاسرائيلية في واشنطن, قولها ان »المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها اسرائيل في الجولان راهنا, للمرة الثالثة في خلال أقل من ثلاثة أشهر, ليست للاستهلاك المحلي العبري والسوري, وانما تدخل في نطاق الاستعدادات الحثيثة لتوجيه ضربة عنيفة الى القواعد الصاروخية السورية, والى مواقع شمال وشرق البلاد, يعتقد الاسرائيليون والاميركيون انها قد تكون ضمن البرنامج النووي الكوري الشمالي في سورية, وشبيهة بذلك المجمع النووي الذي جرى تدميره قبل أشهر في دير الزور«.

 

وفي بيروت, علمت »السياسة«, امس, ان القضاء والجيش وقوى الأمن الداخلي, »تحركوا على نطاق واسع, ولأول مرة حيال الوثائق التي قدمها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط, في مؤتمره الصحافي الصباحي, عن وجود بارز لحزب الله داخل مطار بيروت, وعن شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب في الضاحية الجنوبية, مرورا بصور والنبطية ومشغرة في البقاع الغربي, وصولا الى أقاصي البقاع الشمالي في بعلبك والهرمل, وفي الوادي الفاصل بين جبال كسروان وجبيل«, وهي شبكة تم تمديدها لأهداف عسكرية, مؤكدا بذلك المعلومات التي كانت »السياسة« نشرتها قبل 23 يوما في العاشر من مارس الفائت, وكشفت فيها النقاب عن »انجاز حزب الله شبكتي اتصال ومراقبة متطورتين, تشملان مفاصل الدولة والجيش والقيادات الامنية والروحية«, والمرافق العامة الحساسة, وهي المعلومات المأخوذة عن »السياسة« التي كان وزير الاتصالات مروان حمادة طرحها على مجلس الوزراء بعد يومين من نشرها, وباشر تحقيقا واسع النطاق حولها, تبين له في ما بعد انها صحيحة.

 

واتهم وليد جنبلاط, امس, »حزب الله«, بزرع كاميرات مراقبة في منطقة ملاصقة للمطار, لمراقبة الوافدين اليه خصوصا من قادة الاكثرية, او مسؤولين اجانب, داعيا الى »وقف الطيران الايراني الى بيروت, لأنه ينقل ربما المال والسلاح (الى حزب الله), وطرد السفير الايراني, واقالة رئيس جهاز امن المطار« العميد وفيق شقير, الذي اتهمه زعيم »الاشتراكي«, بأنه لم يتحرك لازالة الكاميرات, لأنه مقرب من حزب الله.

 

ولفت الى ان عناصر حزب الله بزرعهم كاميرات لمراقبة مطار بيروت, »يستطيعون ان يقوموا بعملية تخريبية, ويراقبون وصول شخصية لبنانية او غير لبنانية, وبهذه الطريقة يستطيعون ان يخطفوا او يغتالوا على طريق المطار«, وذهب جنبلاط الى حد القول, »كان لا بد لي ان اؤكد هذه المعلومات قبل ان يمشوا بجنازتي او جنازة (سعد) الحريري«, مضيفا »لن ننتظر جنازة اضافية كي ننشر هذه المعلومات, ولا بد من وضعهم امام مسؤولياتهم, لأن ما من شيء يردعهم«.

 

وفي وقت لاحق, رد »حزب الله« على تصريحات جنبلاط, واتهمه باشعال البلد »تحريضا وفتنة وافتراءات« تحت شعار »ربما«, مشيرا الى أن الأخير »يركب على المعلومات سيناريوهات أصبحت أفلاما »ربما« خدمته في اتهاماته السياسية, أو »ربما« خدمت من طلب ذلك منه«.

ورأى الحزب في بيان صادر عن علاقته الاعلامية, ان هذه الاتهامات »ليست سوى فقاعات اعلامية, وأفلام خيالية«, مشددا على ان هذه الاتهامات »الجنونية« لن تزيل حالة الاحباط عن أتباع المشروع الاميركي المتعثر, وان ذلك لن يمنع الحزب من الاستمرار في نهج الدفاع عن الوطن, كما اعتبر ان »المعلومات التي تحدث عنها جنبلاط عن شبكة الاتصالات المرتبطة بعمل المقاومة, وبمعزل عن دقتها, يقدمها جنبلاط إخبارا للعدو الاسرائيلي, وهي برسم القضاء اللبناني ليتصرف تجاه من يعرض امن لبنان واللبنانيين للخطر«.

 

ولفت »حزب الله«, الى ان »عملية الاستدراج المبرمج التي يقودها جنبلاط وأسياده للعب بمصير الجيش اللبناني والقوى الامنية, التي تشكل آخر معقل للحماية الامنية, سوف يؤدي حتما الى كوارث لا تحمد عقباها, وخصوصا في ظل حكومة مفروضة لا يعترف غالبية الشعب اللبناني بشرعيتها«.