حزب الله" نقل صواريخه قصيرة المدى الى الداخل اللبناني وعماد مغنية يتحكم بالقرار العسكري

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

26 أيلول 2007

 

في الوقت الذي تتضارب فيه التوقعات الدولية والعربية حول وقوع حرب وشيكة بين سورية واسرائيل تشارك فيها ايران عبر مد نظام بشار الاسد بأحدث انواع الصواريخ بعيدة المدى والمضادات للطائرات والدبابات وعبر فصيلها في لبنان » حزب الله« المدجج بالسلاح حتى الاسنان, كشفت شخصية دينية شيعية في بيروت اول من امس النقاب عن ان »رائحة هذه الحرب تفوح بقوة من قيادة وقواعد حزب الله وحشده الصواريخ والدفاعات الجوية التي حصل اخيرا منها على صواريخ ارض ¯ جو ايرانية الصنع مقتبسة عن الصاروخ الاميركي (ستنغر)الذي ابلى بلاء حسنا في الحرب السوفياتية في افغانستان في الثمانينات, واعاد نشرها في البقاع الغربي في قواعد مستحدثة بعدما نقل كوادره القتالية من شمال نهر الليطاني الى منطقة البقاع وصولا الى الهرمل في اقصى الشمال, مستغنيا بذلك عن خسارته  كل جنوب الليطاني الى القوات الدولية والجيش اللبناني اعتمادا على منظومة بعيدة المدى من الصواريخ الايرانية والسورية الحديثة ويمكنها بلوغ اسرائيل من اي مكان في منطقة البقاع, فيما حول صواريخه قصيرة المدى الى الداخل«.

 

وقال رجل الدين الشيعي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن ان جماعات حزب الله غير المسلحة او ظاهرة التسليح في الجنوب »تقوم منذ اسابيع بطمأنة سكان تلك المنطقة الذين نكبوا خلال السنوات العشرين الماضية بالقتل والتهجير اكثر من خمس مرات بسبب مغامرات حزب الله ضد الدولة العبرية, كان اخرها حرب تموز (يوليو) من العام الفائت التي فقدت الطائفة الشيعية »الرهينة لدى حسن نصرالله ونعيم قاسم وقادة الملالي داخل الحزب خلالها اكثر من 1400 قتيل و4500 جريح فيما نزح تسعون في المئة من ابنائها في الجنوب وعددهم نحو 800 الف من مدنهم وقراهم ومنازلهم, وتشردوا لدى الطوائف اللبنانية الاخرى التي آوتهم وعطفت عليهم في كل انحاء البلاد«.

 

وقال القيادي الشيعي ان جماعات الحزب» تطمئن هؤلاء السكان بالقول لهم ان هناك معركة جديدة مع اسرائيل وربما مع القوى اللبنانية المتحالفة معها ومع اميركا (قوى 14 اذار الحاكمة) الا ان دوركم كجنوبيين في تلقي تبعات تلك المعركة انتهى, اذ ستكون بعيدة عن مناطقكم«.

مغنية القائد الحقيقي لحزب الله

 

واكد الزعيم الروحي الشيعي ل¯ »السياسة« ان من يتحكم الان بقرارات حزب الله العسكرية والامنية ليس حسن نصرالله وقيادييه الظاهرين, وانما عماد مغنية السفير الايراني فوق العادة الى لبنان الذي قاد عمليات حرب تموز(يوليو) الماضي, وادى نجاحه فيها الى الحصول على ثقة آية الله علي خامنئي وتبعا له محمود احمدي نجاد والقيادة الايرانية التابعة لهما, وهو الان مقيم في لبنان بصورة شبه دائمة, وينسق مع القيادتين السياسية والامنية السوريتين بشكل حميم ومع عملاء سورية في لبنان«

 

وقال القيادي الشيعي ان مغنية لعب الدور الاكبر في تسليح عصابة فتح ¯ الاسلام منذ دخولها الاراضي اللبنانية في شاحنات وسيارات الاستخبارات السورية في نهاية العام الفائت الى قواعد ومعسكرات احمد جبريل وابو موسى في البقاع ثم في مخيمات بيروت قبل انتقال عناصرها بقيادة العبسي الى مخيم البداوي ومنه الى نهر البارد الشماليين, كما ان مغنية غطى موازنة هذه العصابة بأموال ايرانية طوال اكثر من عام, حيث بلغت اكثر من 20 مليون دولار كانت تدفع لاكثر من 600 عنصر مقاتل ولعائلاتهم ولقتلاهم او المصابين منهم« وقال:» ان عمليات الاسلحة والاموال كانت تتم بواسطة جبريل وعناصر استخبارية سورية«.

 

وذكر القيادي الشيعي ان »جماعة الامن والعسكر ( الميليشيا) هي التي تتحكم الان بقيادة الحزب, فيما حسن نصرالله ونائبه ونوابه في المجلس وقادة مناطقه يتلقون الاوامر من عماد مغنية ومن اربعة ضباط امنيين ايرانيين برتب عالية في الحرس الثوري, وهؤلاء هم الذين يضعون الخطط العسكرية والامنية والارهابية, فيما يترك لقادة الحزب ادارة الشؤون الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي حولتهم اموالها المتدفقة من طهران من دون حساب الى اثرياء واصحاب ملايين«.

ايرانيون قتلوا في غارة حلب

 

واماط المسؤول الروحي الشيعي ل¯ » السياسة« اللثام عن ان عددا من كبار الامنيين في الحرس الثوري ومهندسين ايرانيين قتلوا في »المجمع النووي« الذي دمرته اسرائيل قرب حلب السورية في 26 تموز (يوليو) الماضي كانوا يشرفون على تركيب تجهيزات ايرانية نووية وحمايتها, ويمنعون حتى بعض المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين السوريين من دخول المجمع خشية ان يكونوا جواسيس لاسرائيل واميركا«.

 

ونقل القيادي الشيعي عن مسؤولين بريطانيين وفرنسيين التقاهم خلال جولة قام بها هذا الشهر على بعض العواصم الأوروبية تأكيدهم ان تضخيم اسرائيل قضية الحشود والاستعدادات وعمليات التأهب السورية العسكرية في الجولان استعدادا لهجوم عليها, ما هي الا عمليات شحن للرأيين العامين الاسرائيليين الداخلي والعالمي تمهيدا لشن الهجوم الاسرائيلي المتوقع على سورية, خصوصا بعدما اكدت فرقة الكوماندوس الاسرائيلية التي دخلت المنشأة النووية السورية قرب حلب قبل تدميرها انها فعلا مجمع نووي, اذ نقلت معها الى تل ابيب عينات عن الاشعاعات النووية سلمتها فيما بعد الى الولايات المتحدة«.

 

وذكر المسؤولون الفرنسيون ان مزاعم الدولة العبرية وعلى رأسها رئيس وزرائها ايهود أولمرت بأنها تنتظر ردا سوريا عسكريا على غاراتها الجوية على المنشأة النووية قرب حلب, هي من قبيل تبرير عمل عسكري اسرائيلي استباقي لمنع هذا الرد, خصوصا وان تل ابيب وواشنطن التي كانت مطلعة على العملية الاسرائيلية قبل وقوعها, تدركان تماما ان بشار الاسد صاحب القرارات المتهورة والخاطئة المشهود بها, قد يرد بالفعل على هذه العملية الاسرائيلية الجوية التي دمرت المجمع النووي وسوته بالأرض موقعة بداخله عشرات القتلى والاصابات, حينئذ تكونان (اميركا واسرائيل) بانتظاره لتسديد ضربة قاصمة له«.

 

الا ان البريطانيين ¯ حسب المسؤول الروحي الشيعي ¯ »لا يعتقدون ان الاسد سيرد على الغارة لانه ملبوس باستمرار, مثل والده من قبله, بالخوف من عمل اسرائيلي واسع يطيح نظام البعث برمته من حكم سورية, الا انه قد يعمد الى الرد بواسطة حزب الله من بقاع لبنان او حماس من قطاع غزة او حتى من فصائل فلسطينية متشددة في مخيمات لبنان الجنوبية تابعة للاستخبارات السورية عبر الخط الازرق بين لبنان واسرائيل, او ربما بتوجيه عمليات ارهابية ضد القوات الدولية في الجنوب اللبناني«.