2014 عام الحرب الأهلية اللبنانية الجديدة

لندن- كتب حميد غريافي

من المتوّقع أن يكون العام المقبل 2014 "أحد أسوأ الأعوام التي مرّت على لبنان وسوريا ودول مجلس التعاون الخليجي، والأشد مأساوية منذ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية قبل نحو 29 عاماً"، كما أنه قد يشهد إلى ذلك، "تفكك الدولة المصرية واقتراب إيران من شفا الانهيار والسقوط في حفرتها النووية، حسب معلومات وتحليلات مجموعة من عشرات المصادر الدولية والعربية واللبنانية".

وبالإمكان- كما تقول تلك المعلومات –"الجزم بأن العام المقبل سيكون "عام الحرب-الأهلية الجديدة في لبنان" التي سيختلط فيها الحابل الشيعي بالنابلين السنّي والمسيحي، في حرب طاحنة تستمر عدة أعوام ولا يجري حسمها على أيدي الدول الإقليمية كما يحدث عادة بدفع من الغرب والشرق، بسبب انشغال العالم في همومه الخاصة، بل تُحسَم بفرض اتفاق مذّل على جماعات حزب الله شبيه بفرض الاتفاق على ياسر عرفات ومنظمة التحرير العام 1983 الذي أخرج الفلسطينيين المقاتلين مع أسلحتهم من لبنان وقذف بهم إلى 15 دولة عربية أخرى.

سقوط الأسد

وقد لا يمضي شهر أيار (مايو) المقبل إلا على أشلاء النظام السوري في دمشق بتوقّع إما اغتيال بشار الأسد وشقيقه ماهر وقياداته العسكرية والحزبية بعد سيطرة الثوار على العاصمة دمشق والشريط الساحلي العلوي الممتد من جنوب حمص حتى أقصى الحدود التركية شمالاً، أو بتدخّل الروس "لتهريبه بحراً أو جواً مع أفراد عائلته إلى الخارج، أو بعمليات اغتيال نوعية".

إلاّ أن "الكارثة الكبرى" في الأزمة السورية ستكون الحرب السنية – الشيعية القاسية التي ستذكر العالم بمذابح روندا في الثمانينات أو بمذابح الأرمن في مطلع القرن الماضي، ثم تتحول إلى حرب سنية-سنية بين المعتدلين والمتطرفين في محاولات للسيطرة على الدولة واحتلالها وتحويلها إلى بؤرة الإرهاب السلفي في الشرق الأوسط إلى جانب العراق واليمن، ما من شأنه أن يفاقم الحرب اللبنانية الطائفية والمذهبية ويسرّع الحسم فيها لغير صالح إيران.

اضطرابات الخليج

وتكشف المعلومات والتحليلات الدولية الصادرة عن وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات، عن أن بعض دول الخليج العربي وفي مقدمها البحرين وقطر، وبمستوى أضعف السعودية ودولة الإمارات والكويت، سوف تشهد اضطرابات متفرقة ومتنقلة تبلغ حدود العنف الدموي، وخصوصاً بعض مصافي النفط والغاز ورؤوساً كبيرة بين المسؤولين. ويشير اغتيال النائب "المستقبلي" اللبناني أحد مسؤولي التيار الحريري المعتدل محمد شطح إلى استئناف مؤامرة الاغتيالات السورية-حزب الله المشتركة في لبنان بعد توقف لم يستمر طويلاً منذ اغتيال رفيق الحريري وحوالي عشر شخصيات سياسية جميعها من "أعداء" حزب الله وبشار الأسد. كما يشير إلى وضع نظام الأسد وساعده الأيمن في لبنان حسن نصرالله لوائح الاغتيالات الجديدة المتداولة بين السياسيين وأجهزة الأمن اللبنانية الموثوقة منذ مّدة موضع التنفيذ الجديد الذي كان توقف قليلاً منذ إفشال مؤامرة الوزير السابق ميشال سماحة ومتفجرات الأربع والعشرين التي صودرت في سيارته وهي في طريقها إلى شمال لبنان وربما إلى مناطق أخرى.

لماذا شطح؟

وفيما يتساءل العديد من كبار الساسة اللبنانيين والعرب عن أسباب استهداف الوزير السابق شطح، وهو أحد أعضاء "تيار المستقبل" الأكثر اعتدالاً، ولا يؤثر كثيراً في حملاته المتواضعة على سوريا وحزب الله، فيما كان يمكن استهداف من هو أكثر تأثيراً منه وأشد إيلاماً في حربه السياسية على حسن نصرالله وعصاباته، يبدي زعيم حزبي لبناني كبير اعتقاده أن هذا الاغتيال ربما يكون فاتحة موجة اغتيالات في صفوف نواب قوى 14 آذار، لتخفيف عددهم في أي انتخابات رئاسية مقبلة بعد أشهر، بينما يبدو هذا الاغتيال سياسياً بامتياز لشخصية كان اسمها بدأ يتردد في الكواليس كرئيس محتمل للحكومة اللبنانية المقبلة بعد اعتذار تمام سلام الذي قد يتراجع عن دعم رئيس الجمهورية في تصميمه على تشكيل حكومة حيادية خلال الأسابيع المقبلة.

ما هذا التخاذل؟

ودعت قيادات سياسية اغترابية مؤثرة في كل من واشنطن واستراليا وكندا أمس "قادة المسيحيين في لبنان والخارج إلى التحصّن أكثر حتى "النزول تحت الأرض" ريثما تمر مرحلة الاغتيالات التي بدأت باغتيال شطح، فيما حضّت قيادات أخرى في لندن وباريس والبرازيل والمكسيك تمثل التيارات السنية والمسيحية اللبنانية على "البدء فوراً بالردّ على سوريا وحزب الله عسكرياً وأمنياً"، مظهرة "دهشتها ومرارتها "من هذا التخاذل والجبن في الدفاع عن أنفسها وأتباعها من الإجرام والاغتيال وكأنها فقدت كل مقوماتها وقواها أمام شر حزب الله وعملاء بشار الأسد".

 

لندن/بريطانيا

01 كانون الثاني/2014