انتصاره البارز في نهر البارد تجربة مميزة لاجتثاث الإرهاب
 واشنطن تنتظر الانتخابات الرئاسية اللبنانية لتلبي احتياجات الجيش بأسلحة متطورة

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة/5 أيلول 2007

 ما ان توقفت اصوات المدافع في مخيم نهر البارد في شمال لبنان اول من امس اثر سقوطه بالكامل في يد الجيش اللبناني وتصفية واعتقال من تبقى فيه من عناصر عصابة »فتح - الاسلام« سورية المصدر, متعددة الجنسيات, حتى تحركت دوائر عسكرية وأمنية داخل الادارة الاميركية باتجاه وضع ملف تسليح هذا الجيش الشجاع حسب احد قادة ثورة الأرز في واشنطن,

 بين الملفات الخارجية الاميركية المهمة, على اعتبار ان ما حققه هذا الجيش اللبناني متواضع التسليح, بل »بدائي التسليح« حسب الاوساط اللبنانية - الاميركية في القضاء على مئات من اخطر العناصر الارهابية التي يواجهها العالم في كل مكان اليوم, من شأنه ان يشكل تجربة تستحق انتباه العالم الحر لتطبيقها في العراق وافغانستان والصومال وفلسطين حيث ينتشر الارهاب لتقويض ديمقراطيات هذه الدول او ما تبقى منها«, حسب البروفسور وليد فارس احد كبار خبراء الشؤون الارهابية في الولايات المتحدة.

 ونسبت مصادر ديبلوماسية اوروبية في واشنطن اول من امس قبل انقضاء 24 ساعة على انهاء تمرد نهر البارد, الى خبراء عسكريين اميركيين في البنتاغون جزمهم بان الجيش اللبناني لو كان يمتلك سرباً من المقاتلات الجوية الفاعلة مثل »اف 16« وما شابهها لكان حسم المعركة مع ارهابيي فتح الاسلام في اقل من اسبوعين ولكان وفر عليه خسارة هذا العدد الضخم من ضباطه وعناصره الذين قضوا في المواجهة 158 شهيداً واكثر من 350 جريحاً.

 ووصف البروفسور فارس معركة نهر البارد بانها »فلوجة الجيش اللبناني التي حررها دون اي مشاركة لوجستية في اشارة الى معركة »تحرير الفلوجة« في العراق قبل عامين التي شارك في القضاء فيها على مئات الارهابيين ما لا يقل عن 20 ألف جندي اميركي وعراقي ومئات الدبابات وعشرات المقاتلات الجوية والصواريخ والقنابل الاشعاعية.

 وقالت مصادر ديبلوماسية اوروبية ل¯ »السياسة« في اتصال بها من لندن »ان وضع ملف تسليح الجيش اللبناني على الطاولة يعني حصول البنتاغون على الضوء الاخضر من البيت الابيض لفتح ترسانة اسلحته المتطورة, بما فيها الطائرات المقاتلة, امام المؤسسة العسكرية اللبنانية دون قيد او شرط كما كان حاصلاً حتى الان ودون اعطاء الفيتو الاسرائيلي المستمر على تسليح الجيش اللبناني اي اهتمام«.

 وكشفت المصادر الديبلوماسية النقاب عن ان احد كبار جنرالات البنتاغون ابلغها في معرض حديثه عن صعوبة حسم معركة نهر البارد وما تعرض له الجيش اللبناني الصغير غير جاهز التسليح لمثل هذه الحروب الارهابية ان القيادة في الشرق الاوسط ستطلب من الحكومة اللبنانية ووزارة دفاعها وقيادة جيشها تزويدها بالتقرير النهائي عن معركة نهر البارد منذ بدايتها حتى نهايتها بعد مئة وخمسة ايام, كي يكون دليلاً مهما للقوات المسلحة الغربية في حربها مع الارهاب في العراق وافغانستان واماكن اخرى من العالم.

 ونقلت المصادر عن الجنرال الاميركي قوله »اننا نتجه جدياً الان الى تلبية طلبات وزارة الدفاع اللبنانية بشأن ارسال اسلحة متطورة كنا نتريث في تسليمها اليها, الا اننا مضطرون للانتظار عدة اسابيع قبل بدء شحن تلك الاسلحة حتى تكون انقشعت غيوم الانتخابات الرئاسية المتلبدة فوق لبنان كيلا تقع اسلحتنا هذه في الايدي الخطأ في حال انتقال السلطة الى الارهابيين من حزب الله وجماعات سورية وايران في لبنان.

 واعرب الجنرال الاميركي عن اعتقاده ان يبعث الانتصار الحاسم للجيش اللبناني في معركته هذه مع الارهابيين رسالة واضحة الى رافضي قيام الدولة اللبنانية والمدججين بالسلاح حتى الاسنان.

  http://www.alseyassah.com/alseyassah/new/PDF/07/Sept/05/33.pdf