احتفال تكريمي عالمي للبطريرك صفير في لبنان الشهر المقبل في الذكرى 23 لانتخابه يشارك فيه كرادلة من الفاتيكان

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

9 آذار 2009

 

قد تشهد نهاية شهر ابريل المقبل حدثا تاريخيا هو الاول من نوعه في تاريخ لبنان وتاريخ الكنيسة المارونية, في حال انتهت قبل السابع والعشرين منه, موعد الذكرى الثالثة والعشرين لانتخاب مار نصر الله بطرس صفير بطريركا على الطائفة المارونية ومن ثم كاردينالا في الثالث والعشرين من (يونيو) عام 1986 بموجب درع التثبيت الذي حمل رتبة الكردلة هذه, استعدادات في لبنان ودول الاغتراب كافة لاقامة احتفال تكريمي لسيد بكركي يشارك فيه الفاتيكان بعدد من الكرادلة يمثلون البابا بند يكتوس السادس عشر والكنيسة الكاثوليكية العالمية.

 

وقال رئيس الاتحاد الماروني العالمي "الشيخ سامي الخوري من مقره في ميامي الاميركية ل¯ "السياسة" امس "ان الاتصالات والتحضيرات الجارية لتكريم صفير, احد اهم بطاركة الطائفة المارونية المتعاقبين على قيادتها منذ قرون, والذي كان من اهم انجازاته انتزاع استقلال لبنان من ايدي الاحتلال السوري عام 2005 واعادته الى خريطة العالم, قطعت شوطا بعيدا, وان مئات من قادة الطائفة المارونية في العالم يستعدون للسفر الى بيروت للمشاركة في هذه المناسبة النادرة التي قد تفي البطريرك جزءا مما فعله للبنان واللبنانيين خلال مسيرة الثلاثة والعشرين عاما التي قطعها في الحفاظ على استغلاله وسيادته وحرية ابنائه ومعتقداتهم من كل المشارب".

 

واضاف في اتصال به من لندن ان الكرسي البابوي في الفاتيكان "يدعم دون تحفظ وبفرح كامل فكرة اقامة هذا الاحتفال التكريمي لسيد بكركي الذي يعتبر من كرادلته المرموقين والمحبوبين, خصوصا وان علاقاته المتينة بالبابا الراهن منذ كان رئيس مجمع عقيدة الايمان في الفاتيكان قبل انتخابه بابا الكثلكة في العالم في التاسع عشر من ابريل العام ,2005 باتت اكثر عمقا ومودة, وان اقل ما يمكن ان يفعله الكرسي الرسولي - حسب احد الكرادلة - هو تكريم البطريرك صفير الذي اعاد لمسيحيي لبنان وجيرانه دورهم الطليعي المؤثر في الشرق الاوسط".

 

وأكد "رئيس الاتحاد الماروني العالمي" انه على اتصال وتنسيق مع قادة ثورة الارز في لبنان وخصوصا الزعماء المسيحيين منهم, من اجل الدعوة الى الاحتفال التكريمي هذا الذي تأكد ان قادة كنسيين ومدنيين سيشاركون فيه من مختلف ارجاء اوروبا والقارة الاميركية والالوف من المغتربين اللبنانيين في الولايات المتحدة وكندا واستراليا والبرازيل واوروبا ومناطق اخرى في العالم".

 

واعرب الأب الدكتور شفيق ابوزيد مدير مركز ابحاث للحضارات السامية في جامعة اوكسفورد البريطانية ورئيس تحرير مجلة "آرام" الصادرة عن كلية الدراسات الشرقية فيها عن امله في ان يكون هذا الاحتفال التكريمي "بمستوى تضحيات وجهود الكاردينال صفير, وردا واضحا على منتقديه المحليين والاقليميين الذين قطع عليهم طرقات نيلهم من لبنان والاعتداء عليه ومحاولات اعادة عقارب ساعته الى عهد الاحتلال والوصاية او استبداله بعهد جديد من العنف والخراب والدمار على نفس الايدي التي حاولت تدميره وتفكيك بنيانه الاستقلالي والحضاري ولم تفلح بسبب مواقف سيد الكنيسة المارونية خصوصا والقادة اللبنانيين الذين ساروا الى جانبه.

 

ووصف البطرك صفير بأنه "أحد الكرادلة الكاثوليك ال¯ 120 الذين يمثلون العمود الفقري للكثلكة في العالم, بل هو احد ابرزهم بسبب دوره المرموق لديهم في الحفاظ على المقومات المسيحية في لبنان في احلك الظروف التي مر بها, ومنعها من الاندثار وشبه الزوال الذي تعرض له مسيحيو العراق وفلسطين ودول اخرى في المنطقة".

 

واكد ابوزيد ل¯ "السياسة" في لندن امس ان الاتجاه هو نحو "اقامة هذا المهرجان التكريمي العالمي للبطريرك صفير عن طريق دمج مناسبتين احداهما ذكرى مولده في 15 (مايو) ,1920 والثانية الذكرى 23 لانتخابه بطريركا في 27 (ابريل) 1986 اذ سيكون الفارق بين المناسبتين 19 يوما فقط".