دول عربية وغربية تعترف برئيس لبنان فور انتخابه بـ "النصف + 1"...

والحريري يملي على عون "شروط" قبوله رئيساً

السياسة/1 تشرين الثاني 2007

 

أكدت أوساط قريبة من »الحزب التقدمي الاشتراكي« في بيروت أمس الاربعاء أن دعوة زعيم الحزب وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية مع قناة »الجزيرة« القطرية مساء أول من أمس إلى »إسقاط النظام السوري في دمشق« كحل وحيد لإنهاء أزمات الشرق الأوسط وخصوصاً الأزمة اللبنانية, هو »تكرار لما نصح به المسؤولين الأميركيين الكبار حين التقاهم في واشنطن الأسبوع الماضي, بعدما شرح لهم أسباب استحالة »تحسين سلوك«هذا النظام كما تدعو الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية» التي هي أصابعها ليست في النار كما أصابعنا نحن وغير المعرضة للاغتيالات كما نحن معرضون«, داعياً هؤلاء المسؤولين, وعلى رأسهم نائب الرئيس ديك تشيني صاحب اليد الطولى في ملفات الشرق الأوسط المتفجرة, إلى أن »يكون هناك دور أكثر فاعلية وتقدماً لأميركا في إسقاط هذا النظام«.

 

لا علاقات مع سورية

وفي هذا السياق نفسه, علق رئيس »الاتحاد الماروني العالمي« الشيخ سامي الخوري من مقر إقامته في ميامي الأميركية على إحدى توصيات اللجنة المارونية الرباعية التي أنهت اجتماعاتها الثلاثاء الفائت برفعها إلى البطريرك الماروني نصرالله صفير, »وهي توصية مرسلة مباشرة من بشار الأسد إلى ميشال عون عبر (حزب الله) حول ضرورة المجيء برئيس للجمهورية يستطيع تنظيم العلاقات اللبنانية - السورية واقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين - علق بقوله في اتصال معه من لندن: »من قال إن لبنان - بعد كل ما قام به نظام دمشق في لبنان - يريد علاقات ديبلوماسية وتطبيع العلاقات معه?. إن من يسعى إلى هذين الأمرين في هذه الظروف الكارثية التي يواجهها لبنان على أيدي هذا النظام وتهدد كيانه بالزوال لأول مرة في تاريخه, هو كمن يسعى تماماً إلى علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل وإلى تطبيع العلاقات معها, إذ إن كلا النظامين يشكلان على البلد الأخطار نفسها وعلى قياداته وشعبه نفس التهديدات بالقتل والقصف والتفجير. بل يمكن القول إن النظام السوري في عمليات اغتياله وإرسال إرهابييه لتخريب البلاد كما فعل بالنسبة لعصابة »فتح - الإسلام«, واستمراره في تهريب أطنان الأسلحة والمتفجرات وافتعال الحرائق في محافظات لبنان الست, وهو ما لم يتوصل العدو الإسرائيلي بعد إلى فعله, يتفوق الآن على عدائية الدولة العبرية التاريخية للبنان, وبالتالي فإننا لن نقيم علاقات مع نظام شاذ كنظام بشار الأسد الخارج على كل شرائع العالم المتمدن, ولن نسعى لتمثيل ديبلوماسي مع نظام غير طبيعي وغير مسؤول تحت أي ظرف من الظروف«.

 

جهاز استخبارات لعون

وكشفت مصادر أمنية لبنانية ل¯ »السياسة« في بيروت أمس أنه »في الوقت الذي حاول ميشال عون الظهور بمظهر الحمل الوديع في (انفتاحه) على بكركي وقبوله (تحكيم) اللجنة الرباعية بعد انفراطه فيها, وفي الوقت الذي يحاول توسل اللقاءات مع زعماء 14 آذار وخصوصاً وليد جنبلاط وسعد الحريري الذي طار الثلاثاء الفائت للقائه في باريس - في هذا الوقت بالذات, »كلف (عون) أحد نواب تكتله الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية اللبنانية شامل موزايا الإشراف على تشكيل جهاز استخباري للتيار الوطني يضم عدداً من الضباط العسكريين السابقين في الجيش الذين كانت الوصاية السورية أبعدتهم عن مناصبهم, ونحو 300 عنصر من التيار أجروا ويجرون تدريبات على المسائل الاستخبارية في قواعد لحزب الله وفي مركزين في المتن وكسروان بإشراف ضباط سابقين في الجيش«.

وقالت المصادر في اتصال بها من لندن إن أجهزة الأمن اللبنانية »رصدت وصول معدات تجسس متطورة إلى عدد من مواقع التيار العوني في المناطق المسيحية حيث أشرف على تركيبها خبراء من استخبارات »حزب الله« يمكن أن يكون بينهم خبراء إيرانيون تابعون للحرس الثوري هم من ضمن مجموعات يقدر عددها ب¯ 600 عنصر إيراني دخلوا البلاد من سورية خلال الأشهر الثمانية الماضية«.

 

اعتراف فوري بالرئيس الجديد

وفي لندن كشف ديبلوماسي خليجي ل¯ »السياسة« إن »مصر والسعودية ومعهما معظم دول مجلس التعاون الخليجي والأردن, ستكون الدول الأولى التي تعلن فوراً اعترافها بالرئيس اللبناني الجديد الذي بات أمر انتخابه على قاعدة »النصف زائد واحد« محسوماً«.

وقال الديبلوماسي إن قيادات 14 آذار »تبلغت هذا الأمر من مسؤولين في هذه الدول العربية بعدما تأكدوا أن التدخلين السوري والإيراني في الشؤون الرئاسية اللبنانية باتا علنيين, وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بيروت الأسبوع الماضي عندما قال »ارفعوا أيديكم عن لبنان«, وما أعلنه الرئيس المصري حسني مبارك نفسه بعد لقائه سعد الحريري في القاهرة أول من أمس من أن التدخل الخارجي في شؤون لبنان ممنوع«.

ونقل الديبلوماسي الخليجي عن زميل أميركي له في سفارة بلاده في العاصمة البريطانية قوله إن حض وليد جنبلاط ديك تشيني ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هادلي الأسبوع الفائت في واشنطن على »أهمية الاعتراف الأميركي ثم الدولي والعربي بالرئيس (اللبناني) الجديد إذا انتخب على أساس »النصف زائد واحد« يبدو »أنه أعطى ثماره المرجوة, إذ طلبت الإدارة الأميركية العليا إلى وزارة خارجيتها وضع الآلية المطلوبة بالتشاور مع فرنسا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي والدول العربية القيادية مثل مصر والسعودية من أجل الاعتراف الفوري بهذا الرئيس لدى انتخابه«.

وأكد الديبلوماسي الأميركي أن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركي ديفيد ولش المفاجئة إلى باريس أمس الاربعاء للقاء المبعوث الفرنسي إلى لبنان وسورية وإيران جان كلود كوسران ومسؤولين في مكتب الرئيس ساركوزي, »هدفها التشديد - حسب ناطق بلسان الخارجية الأميركية - على موقف الولايات المتحدة القوي من أن الرئيس اللبناني المقبل يجب أن ينتخب في الموعد المحدد وحسب الدستور وبعيداً عن التدخل الأجنبي, وهذا يعني الاتفاق على الاعتراف به فور انتخابه المتوقع بالنصف زائد واحد«.

 

الشروط لترئيس عون

وكشف الديبلوماسي الخليجي في لندن ل¯ »السياسة« أن مفاجأة »استدعاء سعد الحريري ميشال عون للقائه في باريس أمس, قد تكون جاءت على خلفية نصيحة تلقاها زعيم تيار »المستقبل« من وزير الخارجية المصري في القاهرة العائد لتوه من لبنان, حيث أجرى اتصالاً مع عون دون استقباله, قد يكون شجع مصر على خوض آخر محاولة مع رئيس الوزراء اللبناني العسكري الأسبق لإعادة جذبه إلى مسار 14 آذار التحرري الذي كان هو من قادته, ولكن بشرط واحد هو معرفة قابليته على التخلي عن »ورقة التفاهم« التي وقعها مع »حزب الله«, وحولته إلى أداة طيعة لهذا الحزب الإيراني وحليفه السوري وعملائه في لبنان«.

وفيما شكك الديبلوماسي الخليجي ب¯ »استطاعة عون الانسحاب من هذا التحالف القوي مع حزب الله تحت طائلة تصفيته, إلا أنه أبدى بعض التفاؤل في وجود إمكانية أن يغري عرض الحريري ووليد جنبلاط ميشال عون بالإجماع عليه كرئيس مقبل للبلاد, إذا تخلص من تلطخات سورية وإيران خلال السنتين الماضيتين, فيقبل بهذا الشرط طالما أن ورقة تفاهمه مع حسن نصرالله كانت مبنية على طموحاته في بلوغ رئاسة الجمهورية, وطالما ولف كل تصرفاته المتقلبة والمتذبذبة خلال الأسابيع القليلة الماضية المتأرجحة مابين 8 آذار و14 آذار على أنه لا يتورع عن أي شيء إطلاقاً في سبيل الوصول إلى كرسي الرئاسة«.

وقال الديبلوماسي الخليجي إن الحريري »سوف يبلغ عون صراحة شروط ثورة الأرز لاعتماده مرشحها الوحيد للرئاسة, وهي:

1 - إنهاء تحالفه مع حزب الله وجماعات سورية في لبنان في بيان علني, خصوصاً أن هؤلاء حتى الآن مازالوا يفاوضون 14 آذار على رئيس توافقي ما يعني أنهم غير متمسكين بعون, وهو بات يدرك ذلك تماماً. ومن هنا كانت زيارته إلى باريس للقاء الحريري.

2 - إعلان تقيده بكل القرارات الدولية دون استثناء أو محاولات شرح وتأويل, وخصوصاً القرارات 1595 الذي شكل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة زعماء لبنانيين, و1559 الداعي لتجريد »حزب الله« من سلاحه و1701 الداعي إلى بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها.

3 - عدم تضمين أي بيان وزاري للحكومة المقبلة أي إشارة إلى »دعم المقاومة«, بل على العكس من ذلك, تضمينه بنوداً تتعلق بتطبيق القرار 1559 والدعوة إلى حوار فوري بين السلطة الجديدة وحزب الله لتحديد أطر نزع سلاحه, دون دمج عناصره بالجيش اللبناني, »لأن الدولة اللبنانية السيادية المستقلة الجديدة لن تكون تحت رحمة جيش آخر فارسي الهوى والهوية بعد الآن«.

4 - الالتزام بعدم الإفراج عن القادة الأمنيين السابقين الأربعة المعتقلين لعلاقاتهم باغتيال الحريري, قبل تشكيل المحكمة الدولية وجلبهم أمامها.

 

 الحريري التقى عون وولش في باريس ... والبحث تناول الاستحقاق

 التمهيد لشبكة أمان عربية ودولية تحمي لبنان من إجرام النظام السوري

السنيورة مستقبلا قادة الشرطة والأمن العرب وبعض السفراء في ختام المؤتمر الأمني الـ 31 في بيروت 

 بيروت - عمر البردان:السياسة

تستمر المساعي الداخلية والخارجية حثيثة في أكثر من اتجاه حيث يحل الاستحقاق الرئاسي عنوانا أساسياً على طاولة اللقاءات والمشاورات العربية والدولية الجارية لإزالة العقبات التي لا تزال تحول دون إنجازه في موعده الدستوري, في وقت لفت فيه تأجيل زيارة وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي التي كانت مقررة اليوم إلى بيروت. وكان البارز على هذا الصعيد اللقاء الذي عقد أمس في باريس بين رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وهو الذي كان تأجل مرات عدة في بيروت لأسباب أمنية, حيث جرى بحث في مسببات الأزمة الداخلية وتحديداً في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وسبل التوافق بشأنه وبما يؤدي إلى إتمامه بشكل طبيعي. وفي سياق لقاءات الحريري برز ايضا استقباله امس في مقر اقامته في بارس, مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ولش. وجرى خلال اللقاء »عرض اخر التطورات الاقليمية والجهود العربية والدولية المبذولة لمساعدة اللبنانيين على انجاز استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في الموعد الدستوري ومن دون اي تدخل خارجي«.

 

ترحيب بالحوار والانفتاح

وتعليقاً على لقاء النائبين الحريري وعون أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تأييده أي جهد يؤدي إلى الانفتاح والحوار, وإلى معالجة أي اختلاف في وجهات النظر, وذلك من خلال الجلوس والحوار والتفهم للهواجس الموجودة, وبالتالي فإنه ليس هناك من حل عبر العنف ولا عبر تحويل الاختلاف إلى خلاف.

ونفى السنيورة علمه بأسباب تأجيل زيارة وزير الخارجية الإيرانية إلى بيروت, مؤكداً صحة المعلومات التي كشف عنها النائب الحريري عن مخطط لاغتياله والرئيس السنيورة.

 

ومن بكركي أكد البطريرك نصر الله صفير: "إننا ماضون في المهمة ونرجو ألا يضعوا لنا العوائق, فيما نقل النائب أغوب بقرادونيان عن صفير تفاؤله بالنسبة إلى حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري, مؤكداً أنه مع التوافق واحترام الدستور, وأنه لن يشارك في جلسة لا يتأمن فيها نصاب الثلثين.

كما زار بكركي المرشح الرئاسي روبير غانم الذي شدد بعد لقائه صفير على ضرورة مشاركة جميع النواب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية, لأن هذا واجب وطني وأدبي ومعنوي في هذه الظروف الخطرة التي تمر بها البلاد, وأمل الوصول إلى وفاق حول الرئيس للبدء بمسيرة إنقاذ الوطن.

 

شبكة أمان للحماية من سورية

كما التقى صفير عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور الذي سلمه رسالة من النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري. وقال أبو فاعور أن جنبلاط سبق وقال ان منبع الاستحقاق الرئاسي هو في بكركي ومصبه في المجلس النيابي اللبناني دون المرور في محطات أو مواقع أخرى. وشدد على أن موقف جنبلاط هو نفس موقف سعد الحريري وما يقوم به رئيس "المستقبل" يلقى كل الدعم من كل قوى 14 آذار ولكن التقويم المشترك لدى جنبلاط والحريري هو أن المعركة ليست من يكون الرئيس, بل هل سيكون هناك استحقاق رئاسي أو لا يكون. وأكد أبو فاعور رداً عن سؤال أنه سيكون هناك استحقاق رئاسي, ونحن على أبواب كرة ثلج عربية ودولية سوف تكبر مع الأيام المقبلة لإخضاع النظام السوري إلى الشروط الاستقلالية اللبنانية, وبالتالي إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده.

ولفت أبو فاعور أن الرئيس التوافقي سيكون من 14 آذار, متمنياً عدم الوصول إلى النصف زائد واحد الذي وصفه بأبغض الحلال والذي لا رجعة عنه لدى 14 آذار لرفض الفراغ.

 

وأكد: "إننا على أبواب قيام شبكة أمان عربية دولية تحمي لبنان من حسابات وإجرام النظام السوري وتنجز الاستحقاق بمباركة بطريركية مهما نشطت المطابخ الداخلية والخارجية".

 

وأبلغ أبو فاعور صفير الاستعداد للدخول في تسوية ما فيسمي البطريرك الرئيس الذي يريده من 14 آذار.

إلى ذلك, نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الأخير يعول على البطريرك صفير الذي هو "والد الصبي" في هذا الموضوع وينتظر بفارغ الصبر ما سيأتيه من بكركي ليبنى على الشيء مقتضاه, وأن لا مجال للعب بالاستحقاق, وأن التشنجات هي من باب المزايدات وإعلاء السقف.

ونقل الوزير السابق وديع الخازن تفاؤل الرئيس بري بإنجاز الاستحقاق في موعده.

من جهته أمل عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب أن ينتج جدول الأعمال الذي تم وضعه للقاء بين النائب الحريري والعماد عون إلى تفاهم, واعتبر أن المنطلق سيكون برنامجاً عاماً تشكل فيه الرئاسة المحطة الرئيسية, إضافة إلى التطرق إلى موضوعي سلاح "حزب الله" والعلاقات مع سورية, معرباً عن قناعته بوجود تفاؤل معين بالوصول إلى نتيجة في هذا اللقاء.

كذلك أمل عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار الحوري أن يتمكن لقاء النائب الحريري والنائب عون من تنظيم الاختلاف بالحد الأدنى, خاصة إذا كانت هناك بعض التباينات في وجهات النظر, فهذا لا يلغي إمكانية إيجاد مساحات مشتركة يمكن البناء عليها.

 

مرحلة في منتهى الخطورة

أما الرئيس سليم الحص فاعتبر أن لا سبيل لضمان سلامة الوضع في نهاية الولاية الرئاسية الحالية, إلا بأحد أمرين, إما بانتخاب رئيس توافقي أو بإقامة حكومة وحدة وطنية تتولى مهام رئاسة الجمهورية في الفترة الانتقالية, معتبراً أن لبنان يمر بمرحلة في منتهى الخطورة محورها ظاهراً الاستحقاق الرئاسي, لأن الأزمة إقليمية-دولية على خلفية صراع دائر في المنطقة بين محورين, سوري وإيراني من جهة, ومحور أميركي-إسرائيلي من جهة أخرى.