مَن يستطيع ردع حزب الله؟
لاحظ س. حداد

حكومة مقصّرة

 منذُ البدء، قصَّرت الحكومة اللبنانية في اتخاذ القرارات الضرورية للحفاظ على النظام العام وسمحت لقوى المعارضة بتهديم منهجي للمؤسسات الرسمية واكتفت باستعمال أفعال الترقيع السياسي الذي برع بها جميع السياسيين اللبنانيين الأمر الذي استغلّته المعارضة أسوء استغلال.. في المقدمة طبعاً حزب الله بتغطية كاملة من ذاك الدّعي الآبق لكل قيم السيادة الوطنية..

- إن تقاعس الحكومة عن قبول استقالة الوزراء المستقيلين واختيار غيرهم من أبناء الطائفة الشيعية،أتباع حزب الله وحركة أمل، أدى إلى إحباط أبناء هذه الطائفة الذين لا يورون رؤية حزب الله وحركة أمل وبالتالي سمحت لهذين الحزبين بالسيطرة الفعلية على قرارات هذه الطائفة.. 

- إن تخاذل الحكومة في استعمال القانون لمحاسبة عصابات المعارضة عما تسببته من أضرار مدنية وبشرية جرّاء أعمال الشغب التي قامت بها أثناء موجات الاضرابات التي قامت بها في السنة الماضية؛ ولوقف حركة العصيان المدني المتمثلة في احتلال قلب العاصمة وشل حركة الاقتصاد الوطني، و بالتالي حفَّزَت أحزاب المعارضة لتأزيم الواقع السياسي ككل..

 - تقصير هذه الحكومة الأكبر كان في إحجامها عن تنفيذ القرارات الدولية، 1559 و1701، وإعلان انتهاء دور المقاومة الاسلامية رسمياً، بعد استلام الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة مهمة الحفاظ على الحدود الجنوبية، وبالتالي حلّ هذه المقاومة ومطالبتها تسليم سلاحها بالكامل وضمّ من شاء من عناصرها إلى الجيش اللبناني.. وهذا ما سمح لهذه المقاومة بالانفلاش في مناطق العاصمة وتركيز أجهزتها الأمنية للسيطرة التامة على مرافق الدولة الأساسية ومزاولة نشاطها فيها..

 لى هامش ما حصل، خلال الأيام الماضية، جرّاء تهاون الحكومة أن حزب الله وحلفاءه من باقي أحزاب المعارضة التي يُفْتَرض بها أن تكون وطنية، أنهم احتلوا العاصمة خلال ساعات وجيزة ولم يكن هناك موانع، لو أرادوا، كي يكملوا اجتياح باقي مناطق العاصمة خلال أيام فقط ولجروا البلاد إلى عاصفة من القتل والتدمير لا حدود لها؟

مهما تنادى الزعماء، أو من يدعون الزعامة إلى التهدئة وتجاوب الجميع نوعياً، لا يعدو كونه مرحلة تكتيكية من مراحل مخطط حزب الله لاستيعاب ما حصل تحضيراً لمرحلةٍ لاحقة تنتهي بالاستيلاء الكامل على البلاد وفرض نظامه العقيدي المذهبي الخاص الذي طالما حذَّرنا منه.. وفي رأينا أن هذه المرحلة ليست بعيدة جداً بالنظر إلى ما حققته المرحلة الآنية.. هذه النداءات لن تحقق مبتغاها إذا لم تترافق باجتماع إسلامي وميسيحي وطني عام، أقلّه إعلامياً يحاسب حزب الله وحلفائه المشركين وطنياً ويصار إلى نبذهم من الحياة السياسية نهائياً.. فشعب لبنان لم يعد غافلاً عن مسببات أفعال هؤلاء..  

 إنها الفتنة المذهبية، التي ذرَّرت قرنها بوضوح كلي، هي ما يسعى إليه حزب الله، مهما غالى زعيمه والملتحقون به من أحزاب من ادعاءات لحماية المقاومة المزعومة.. وأفضل برهان لما نقول هو كلام السيد عمر كرامي، الذي وجه من خلاله إنذاراً واضحاً وصريحاً إلى حزب الله وزبانيته، حين أعلن أن دفاعه عن المقاومة هو كان ولا زال من منطلق وطني صرف لكن حين تصبح هذه حروب هذه المقاومة الشيعية ضد مهب فهو حتماً مع طائفته.. حبذا لو عُمِّمَ ايمان كرامي على جميع قادة المعارضة الذين يدعون الدفاع عنها ومناصرتها، سيما بعد أن اتضح للجميع أن حزب الله هذا لا تهمُّهُ باقي الطوائف التي ساندت مقاومته من خلال إرسال مقاتليه إلى الجبل وإشعال حرب إبادة للطائفة الدرزية مسلحاً بدعم آفة الطائفة الدرزية، السيد وئام وهّاب الذي امتاز بكل سفاهات الرعاع والسوقة.. لكن هذا لم يمنع قادة أحزاب الدروز الأصيلين من التيَّقُظ واندفاع لوقف المجزرة المفتعلة... وأنقاذ الجبل..

 قد انكشف حزب الله تماماً أمام العالم العربي والدولي ولم يعد بمقدوره تغطية سماوات لبنان بقبوات عقيدته التدميرية واضمحلت مصطلحاته الإلهية تحت أقدام رجاله الهمجية التي فعلت في لبنان أكثر مما فعلته إسرائيل عند احتلالها عاصمة لبنان بيروت.. أقل ما يُقال في هجمة حزب الله وحلفائه على بيروت أنها اجتثاث جميع قوى السلطة تحت شعار واحد وحيد هو محاربة عملاء إسرائيل.. أي السلطة اللبنانية وثلاثة أرباع الشعب اللبناني في الداخل و90 بالمائة من المغتربين..

 - انكشاف آخر هو في المطالبة باستقالة الحكومة.. مع الأسف لم يحدد زعيم حزب الله ومعارضته إل مَن يجب أن تقدم الحكومة استقالتها! هل تقدمها إلى سماحته أم إلى رئيس مجلس النواب؟ ومن ثم يختار سماحته الجنرال المنتشي برائحة الدم اللبناني رئيساً لجمهوريته فيعترف به عل الفور دولتا ايران وسوريا.. وعند الاعتراض يتم استدعاء قوات هاتين الدولتين لمساعدته في استتباب الأمن؟ لكن... هل حقق حزب الله هدفه العقيدي أم خسر مناصريه القوميين والوطنيين!

 - انكشاف أهم هو أن مقاومته باتت دون غطاء محلي ووطني وفقدت غطاءَها العربي الإسلامي نهائياً وبات لزاماً عليه، جرّاء تطرفه وتسرعه في كشف غاياته، الدفاع عن وجوده السياسي بالذات بعدَ تهاوي حجج الدفاع عن الوطن ضد إسرائيل التي لم تعد في مستطاله، إلاّ إذا قرر الانفلاش مرةً أخرى انطلاقاً من العاصمة بيروت إلى باقي مناطق لبنان لكن هذه المرة سوف لن تنفعه حماية الجيش اللبناني الذي حاول إلى الآن استيعاب تصرفاته..

 المقاومة الاسلامية!

نتساءل: أية مقاومة هذه التي تهدر دماء أبناء المسلمين ( تستنكف مؤقتاً عن المسيحيين(

ماذا قدمت مقاومة حزب الله سوى الخراب والدمار والقتل والاغتيال؟

ما هي أسباب هذا الحقد الأعمى على كل ما هو لبناني أصيل؟

هل يريد حسن نصرالله تهديم البلاد على رؤوس أبنائها حتى يتلمها قاعاً صفصفا كي يعيد بناءها ( إذا كان يعرف إلى البنانء سبيلاً) يعيد بناءها على مذاجه الخاص فيكلّـل هامات الجبال اللبناني بجماجم اللبنانيين!

هل هكذا يحرر حسن نصرالله فلسطين ويطرد الأمريكيين من المنطقة؟

ألم يشبع بعد لعب دور الغبي الذي يستغله نظام بشار الأسد وأحمدي نجاد ولو على حساب لبنانيته هذا إن كان فعلاً لبناني!

كلا أيها السيد الإمام المنوي تكرسه مهدياً لمسلمي لبنان ومسيحييه، ليس لبنان مقامك وها هو بدل ينبذك كداعية ديني وليس من دين أو مذهب على وجه البسيطة من يحلل القتل والذبح والتدمير كما يفعل مذهبك!  

لعلنا لا نخطئ القول بأن كل ما تقوم به من سفك دماء الأبرياء وتدمير للدولة اللبنانية ليس له هو سوى هدف واحد وهو تغطية جرائم الاغتيال التي نتهم بها النظام السوري وفي واقع الأمر إنك أنت التي قمت بها ونفذتها مع سبق التصميم والاصرار!

 صانك الله لبنان من هكذا عقيدة قامت عل القتل والاغتيال

لاحظ س. حداد

13 أيار 2008