شهيدٌ جديد من أجل لبنان!

لاحظ س. حداد

 

نفهم أن يستشهد عسكريٌ في ساحة الوغى، دفاعاً عن الوطن.. لكن ما عو عصيٌ على الفهم أن يسقط الشهيد على أيدي من يطالب بالاستراتيجية الدفاعية مع المؤسسة العسكرية!

 

إنها ليست الأولى ولن تكن الأخيرة، هذه التي سمّوها حادثة، في سلسلة الاغتيالات المبرمجة ضد الجيش الوطني..

منذ أيام قليلة تم اغتيال عشرة شهداء وجرح عدداً أكبر من جنود جيشنا.. وقبل أشهر ليست عديدة سقط، في البارد، قبله وبعده، العشرات من الشهداء وأيضا العشرات من الجرحى! 

 

إننا نسأل الحكومة اللبنانية المفترَض أنها حكومة وحدة وطنية:

1-ألا ترون في الاعتداء على المؤسسة العسكرية إجهاضاً لتثبيت هذه الوحدة المزعومة وهي القوة الوحيدة التي بإمكانها دعمها؟

2-هل بالسكوت عن الاعتداء الأخير وسقوط الضابط الشاب، سامر حنا، على أيدي عناصر حزب الله ( المقاومة ) تبنى الاستراتيجية الدفاعية؟  

إننا نسأل رئيس البلاد والعباد:

1-هل هذه هي المقاومة التي تعتبرها ركناً هاماً من أركان الديمقراطية؟ 

2-هل باتت جغرافية الأرض اللبنانية كلها مجالاً حيوياً لتصرفات المقاومة؟ وأين هي أمداء الجيش؟ 

3-هل يجب إرسال جنودنا وضباطنا للتدريب في بلدان تشابه جغرافيتها جغرافية لبنان؟ 

إننا نسأل جهابذة السياسة في المعارضة والموالاة على حدٍ سواء: 

1-عن أية استراتيجية دفاعية تبحثون وتفتشون؟ 

2-هل هي استراتيجية للدفاع عن المؤسسة العسكرية في المدن والدساكر اللبنانية المترامية الأطراف أم للدفاع عن حزب الله ( المقاومة ) في مواجهة إسرائيل؟ 

إلى جميع هؤلاء نقول:

كفى عبثأ بأرواح ضباطنا وجنودنا، فأهلهم لم ينجبونهم ويربونهم ويدفعون بهم إلى المؤسسة العسكرية إلاّ دفاعاً عنكم وعن وطنكم وليس كي تُهدر دماؤهم على أيدي شذاذ الآفاق ومدّعي المقاومة!

إن دماء الشهادة المهراقة على مراقد الجنود والمهدارة على طرقات الوطن وعلى تلال التدريب يجب أن توقظ ضمائركم فتوقفوا سيلانها وتمنعوا استمرار استنكارها.. 

 

أيها السادة،

سقوط الشهيد البطل سامر حنا لم تكن حادثة تستوجب تصريحات الاستنكار أو تسليم مرتكبها إلى العدالة.. إنها جريمة اغتيال كبرى تمت عن سابق تصميم وتصوُّر ويجب التصرُف حيالها بكل شدة وصرامة.. ويجب محاكمة السؤول الأول عنها أي المخطط وليس المنفذ فقط..

 

من خطط وأعطى الأوامر لاقتناص كل من يقترب من أمكنة تواجد عناصر المقاومة هو المجرم الحقيقي وليس العنصر المنفذ لأمره.. والرأس المدبر لهذا المخطط هو قائد المقاومة الأعلى وليست قياداته العسكرية التي تأتمر بأمره.. هذا الرأس يجب أن يحاسب ويُعاقب أنَّ من كان!

 

في هذا نحن نحمّل السيد حسن نصرالله مباشرة وزرَ هذه الجريمة وكل جريمةٍ أخرى سبقتها إذ أن هذه، إنما اقتُرِفَت بعد صدور قانون العفو العام في التسعينيات.

ونحمّل كذلك المسئولية الأدبية لكل من وقف ويقف وراء أو بمحازات هذا الرجل وشجّعه على الاستمرار في معاصيه ضد الجيش الوطني وضد اللبنانيين الأبراياء الذين يسقطون شهداء مخططه الشرير!

 

فخامة الرئيس سليمان وعطوفة الرئيس بري ودولة الرئيس سنيورة ووزرائه،

استراتيجية الدفاع عن الوطن تخطط لها وزارة الدفاع وقيادة الجيش اللبناني وتودعها الحكومة لثتبيها وليس العكس.. فالجيش هو عماد الوطن وليس أي كيانٍ آخر.. فالجيش لا يُخترق أما غير كيان فهو عرضةً لكل اختراقٍ غريبٍ أو قريب!

الوطن ليس أكبر من شعبه فشعبه هو الذي يبنيه ويجيِّش أبناءَه لحمايته..

وطنّا ليس ساحة صراع ولا يمكن أن يكون..

شعبنا، أسوةً بباقي الشعوب، يجب أن يرتاح من عبث الحرب والمحاربين ولم يعُد بامكانه الاستمرار على هذا المنوال..

عوضَ أن تجيشوا الشعب تحت جناح المقاومة التي لا ولن تشبع من سفك الدماء وهذا من مقوّمات وجودها، أعيدوا لبنان إلى سنوات ما قبل الاستعداد للحرب- أيام لبنان الحرية والفرح- وحيّدوا نظامه عن محاور الشر الغريبة، القريبة والبعيدة..

 

قديماً صرخ مندوب لبنان في الأمم المتحدة أن : دعوا وطني يعيش! ونحن اليوم نصرخ: لبنان يجب أن يعيش!

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد