ثمن شهادة الشهداء!

لاحظ س. حداد

 

 إن اللبنانيين في شتى أصقاع الدنيا أصابهم الاحباط جرّاء هذا التلاعب المستمر في مصير وطنهم ولن يلبثوا أن يفقدوا كل أملٍ يشيِّعُه السياسيون.. والحل بات أحجية استعصت على أفئدتهم فعَقَلت عقولَهم وأقعدتهم في دوائر طبشورية يستعملها المشعوزون؛ وكأنما البلاد قد خلت من كل أيمان أو ولاء أو انتماء على حدٍ  سواء..

ألا بئسَ المصير إن كنّا، على أيديهم، في الفرَج آملين!

كلُّ حلٍّ، جيئَ به إلى الان، ارتبط بغاية واستُعمل وسيلة لتحقيق أهداف صاحبه.. فالغرب غربٌ والشرقٌ شرقٌ ولبنان، سياسيّوه توزعوه فيما بينهم وإلى أيدي الغرباء سلموه..

تِعْساً لهم من سياسيين وسقياً لأيامٍ كان لنا في الوطن رجالٌ نجلُّ ونعظِّم وللوطن مقدِّسين..

أيها القوم، من أنفسكم، ألا تخجلون؟

 

حتى شهداء لبنان لم يعد لهم ذكرى!

هل بذل الجدود والأباء دماءَهم من أجل أن يسلموا الوطن إلى أيدي أفّـاكي الأمم!

هل ضحى جنبلاط وبشير والمفتي ومعوص واللوزي وطه وأبو الحن ومئات غيرهم من إلاّ دفاعاً عن استقلال لبنان!

هل اغتيل الحريري والقصير والحاوي والتويني وبيار وعيدو وغيرهم من أجل رفع أصابع راية النصر من على القمم والروابي وفوق تمثال الشهداء!

هل أهدِرَ دم آلاف شهداء لبنان، في الجنوب والشمال والبقاع والجبل والساحل، من أجل اقتسام لبنان بين دخيل وغريب

أو بين مسيحي ومسلم!

في أيِّ شرعٍ أو شريعة أو ميثاق، يُساقُ الوطن بغرائز المنتفعين؟

 

اضراب النقابات وليس العمال!

النقابات العماليَّة،

لم نراهم يوماً يتظاهرون من أجل فك قيد عمل الحكومة أو الاحتجاج على الاعتصام الذي يُقْعِدُ ويعيق الاقتصاد ويشرد العمّال.. لم نراهم يوماً يطالبون بطرد العمال الأجانب، بخاصة السوريين، الذين يأكلون خبزَ أولادهم ويُخفِضون أجورهم.. بل لم نراهم يوماً يتظاهرون أو يحتجون على مَن تتسبب أو يتسبب بكساد نتائجهم ويُفسِد محاصيلهم ويمنع تسويقها..

وهؤلاء الأشاوس، قادة نقابات عمال لبنان، نسأل: أين أنتم ممَن يعطل قيام دولتكم وهل بتُّم على خرابها تتحدون؟

عمّال لبنان،

إن كنتم فعلاً عمال لبنان، عليكم الانتفاض والتظاهر ضد السياسيين الذين أوصلوكم إلى هذا الدرك وليس المساهمة مع من يدعي قياداتكم.. فهؤلاء، كما باعوكم بالأمس لمصالح الأغيار هم اليوم يبيعونكم لمصالحهم الخاصة.. فقط انظروا حواليكم وانتفضوا عليهم وحافظوا على دولتكم كي تتمكن من المحافظة عليكم!

يطالبونكم بإسقاط الحكومة! حسناً... ماذا بعد؟ هل هم من سيتولون حماية مصالحكم وكيف؟ اسألو أنفسكم إن كنتم تفكرون!

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا

  

 6 أيار 2008