السيد نصرالله ردا على تهديدات العدو: الحرب القادمة قد تبدأ من ما بعد بعد حيفا 

موقع قناة المنار - محمد عبد الله /   

 11/11/2009

 

اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان التهديدات الاسرائيلية للبنان حمالة اوجه مؤكداً في الوقت ذاته استعداد المقاومة لتدمير كل الفرق الاسرائيلية التي قد تحاول الاعتداء على لبنان. وفي كلمة له في احتفل يوم الشهيد المركزي الذي اقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء بضاحية بيروت الجنوبية شدد السيد نصر الله على ان الحرب القادمة يمكن أن تبدأ من ما بعد بعد بعد حيفا .

وتوجه سماحته بالقول للاسرائيلي ان عليه ان يفهم أن تهديداته لا طائل منها وأن حربه الجديدة على لبنان ستؤدي الى وقف لبنانية شاملة وليس انقساماً، وانه علينا ان نفهمه أننا جميعاً سنكون سوياً في الدفاع عن أرضنا ومقاومتنا وشعبنا.

واكد السيد نصرالله ان العدو الذي يتحدث عن حرب برية شاملة عبر فرقه التي سيدخلها الى لبنان وعن الجغرافيا الخاصة بنا، قال ان جغرافيا جبل عامل خلقها الله لإذلال وتدمير المحتلين والغاصبين.

 

وفي الشأن الداخلي اللبناني امل الامين العام لحزب الله ان تكون حكومة الوحدة الوطنية، حكومة تضامن وتماسك، وان لا تكون حكومة متاريس، وتسجيل نقاط، مشيراً الى ان من أهم أسباب التأخير في تشكيل الحكومة كان المزايدات وتسجيل النقاط، وشدد السيد نصر الله على ان نجاح هذه الحكومة برئيسها ووزرائها هو مصلحة لنا وللبنان.

 

وحول البيان الوزاري اكد الامين العام لحزب الله ان الامر متروك لتحسس القيادات الموجودة في الحكومة بالمسؤولية الوطنية، مشيراً الى ان من أهم الأولويات الوضع المعيشي الاقتصادي-الاجتماعي، ومكافحة الفساد المالي والاداري في أجهزة الدولة، ودعا سماحته الى التريث في طرح الملفات الكبرى، كي يرتاح البلد، لأنه إذا بدأنا بطرحها فنحن ذاهبون الى المشكل.

 

كما واشار سماحته الى ان هناك ملف آخر موجود أمام الحكومة، وهو مواجهة التهديدات والتهويلات والخروقات الاسرائيلية واستمرارها باحتلال أرضنا في شبعا وكفرشوبا، وايضا موضوع ملفات بعض الأسرى.

 

السيد نصر الله دعا الى المزيد من التكامل الاقليمي لمواجهة التحديات وعدم الاعتماد على أميركا في حل المشاكل والصراعات التي هي صناعة أميركية.

وإذ رحب بالدور الايجابي الذي تقبل عليه تركيا في المنطقة دعا  الى تقارب سعودي إيراني لإطفاء الحرائق في المنطقة.وعن المراهنين على التحوالات الكبرى التي قد تحصل في اداء الادارة الاميركية لمصلحة الشعوب العربية والحكومات العربية والعالمين العربي والاسلامي نتيجة لوجودة قيادة اميركية جديدة، اكد السيد نصرالله انه سرعان ما انهار هذا السراب وسقطت كل التحاليل، والمحصلة كانت التزام أميركي مطلق باسرائيل ومصالحها وشروطها وأمنها، التزام لا يداري ولا يراعي أي كرامة أو مشاعر أو أحاسيس للشعوب العربية والاسلامية ولدولها وحكوماتها.

 وشدد سماحته على ان الأمريكي يأتي للمرة الأولى منذ قيام الكيان الصهيوني ليكون شريكاً ميدانياً فعلياً في أي مواجهة قد تفرضها اسرائيل على لبنان أو غزة أو سوريا أو ايران، مشيراً الى ان هذا الأمر لم نره مع إدارة بوش، حيث سيبقى جزء من القوة الأميركية في اسرائيل لمساعدتها في أي مواجهة.

 وتحدث سماحته عن مراهنة البعض على المفاوضات مع العدو حيث اشار الى كلام أحد الفلسطينيي المفاوضين الذي اكد خوض 18 سنة من المفاوضات الفاشلة مع اسرائيل لكنه سماحته اوضح اننا في المقابل خضنا 18 عاماً من المقاومة في لبنان من 1982 الى 2000 كان نتيجتها تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني بعزة وكرامة ودون منة من أحد.

 

النص الكامل لكلمة سماحته:

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد بسم الله الرحمان الرحيم : "ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون مستبشرين بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين". صدق الله العلي العظيم.

 

أيّها الإخوة والأخوات وأخص بالذكر عوائل الشهداء، أرحب بكم جميعا في هذا اليوم العزيز والمجيد والمبارك، اليوم الذي اخترناه وأردناه يوما لشهيد حزب الله وان كنا نشعر ونعتبر أننا ننتمي إلى كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية دفاعا عن لبنان وعن الأمة وعن المقدسات وعن الكرامة ونشعر ونعتبر أنهم ينتمون إلينا، ولكننا كجزء من هذه الأمة، كجزء من مقاومتها وجهادها وحركتها الكبرى لنا شهداؤنا الذين ينتمون إلى تنظيمنا وإلى عائلتنا، وإذا كنا نتحدث عن شهيد حزب الله فإننا لا نتحدث عن شهيد منفصل عن بقية الشهداء لأنه شهيد مقاومة متصلة بكل حركة المقاومة في لبنان ومنطقتنا منذ الإنطلاقات الأولى لمن سبقنا وهي حلقة متصلة بكل الأجيال الآتية التي ترفض الخضوع للإحتلال وللاستعمار وللاستكبار.

 

اخترنا هذا اليوم الحادي عشر من تشرين الثاني يوما لشهيد حزب الله لأنه يوم الاستشهادي الأول أمير الاستشهاديين احمد قصير، الاستشهادي الأول الذي مضى بروحه وجسده وعقله وقلبه ووعيه وفكره وعشقه إلى لقاء الله تعالى، وكان أقصر الطرق إلى الله الجهاد في سبيله والقتل في طريق هذا الجهاد، وكانت العملية الاستشهادية الأولى في صور التي دمرت كبرياء العدو قبل أن تدمر قلعة من قلاعه الحصينة، وإذا أراد أحدنا أن يفهم بعض من مصاديق قول الله تعالى "وليسؤوا وجوهكم" فلينظر إلى وجه وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك (إرييل) شارون الواقف على أطلال مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور تعلوه الدهشة والسؤ والحقارة والضعف والإحساس بالهزيمة. هذا اليوم بالنسبة إلينا كان يوما عظيما، كان يوم البشرى ويوم الشكر ويوم الآمال العريضة بالانتصار الآتي الذي ما لبث أن جاء وأتى، أتى ببركة كل الدماء والتضحيات التي بذلت وسالت قبل احمد قصير وبعد احمد قصير. هذا اليوم هو يوم لكل شهدائنا من القادة الهداة في طريق المقاومة من سيد شهداء المقاومة أستاذنا وقائدنا السيد عباس الموسوي إلى شيخنا العارف والزاهد والهادي شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب وإلى القائد الجهادي الكبير  الحاج عماد مغنية إلى الشهداء القادة الذين كانوا في مواقع كثيرة في هذه المقاومة في مسؤوليات المناطق والقطاعات والمحاور والمواقع والوحدات القتالية وتكبر بهم لائحتنا، إلى الاستشهاديين العظام الذين سلكوا درب الاستشهاد وقطعوا كل العلائق بما خلفهم وكل العلائق بما سوى الله سبحانه وتعالى، وإلى كل الشهداء المجاهدين الذين قضوا وهم يؤدّون الأمانة ويقومون بواجب الدفاع عن الكرامة فكان هذا اليوم، يوما لكل هؤلاء الشهداء الذين ينتسبون إلى مسيرتنا وإلى عائلتنا الخاصة منذ إنطلاقة المسيرة عام 1982 إلى اليوم.

 

في هذا اليوم كما في كل عام وكما في كل إحياء وذكرى نجتمع لنعبّر عن إعتزازنا بهم وافتخارنا بجهادهم وتقديرنا واحترامنا لتضحياتهم وإلتزامنا بخطهم ووصاياهم وحفظنا لانجازاتهم وانتصاراتهم، نجتمع وبيننا عوائل الشهداء الذين نقدر ونحترم ونعتبرهم تاج الرؤوس لنشهد في محضرهم على كل هذا الإعتزاز والإفتخار والإلتزام والتعهد، في هذا اليوم نستعيد أمام عيوننا وفي ذاكرتنا ووجداننا ونستعيد ونستحضر أمام عيون أبناءنا واحفادنا واطفالنا ونزرع في ذاكرتهم ووجدانهم أسماء هؤلاء الشهداء وصورهم ووجوههم لا لحاجتهم إلى ذلك بل لحاجتنا نحن إلى ذلك، أمّ هم فـ "أحياء عند ربهم يرزقون" منذ شهادتهم منذ اللحظات الأولى التي ارتحلوا فيها عن هذه الدنيا إلى جوار الله عز وجل فرحين بالفضل والنعمة والدرجة العظيمة والمقام الرفيع عند الله ومستبشرين بالآتين مع الأيام الذين ما بدلوا عهدهم والميثاق الذي قطعوه سويا، هم أحبوا الشهادة ولقاء الله، هم أحبوا وعشقوا وتمنوا وطلبوا وسعوا وجاهدوا فوصلوا وفازوا، فزتوا وربّ الكعبة. أمّا نحن المحتاجون إلى ذلك لأننا عندما نرى وجوههم المنيرة ونسمع بأسمائهم العزيزة ونستذكر سيرة جهادهم وتضحياتهم تعظم في عيوننا المسؤولية فنرتقي إلى مستواها ويشتد في عزمنا العزم وتكبر فينا مشاعر الوفاء بالعهد الذي قطعناه سويا فلا نتطلع إلى الخلف لأننا في لحظة ضعف أو وهن أو تعب أو عناء عندما ننظر إلى الخلف سوف تحضر أسماءهم وصورهم وكلماتهم ووصاياهم تذكرنا بالعهد والميثاق فنخجل ونطرق رؤوسنا في الارض ثم نمضي إلى حيث الشموخ ويهيج في أرواحنا الشوق باللقاء وللوصول.

 

نحن محتاجون إلى ذلك لأننا دائما بحاجة إلى البصيرة وهم أهلها فنلجأ إليهم دائما إلى الصدق والنقاء والطهور عندما تلوثنا الاحداث والاقوال والأماني والاطماع فنلوذ بهم لأننا دائما بحاجة إلى واعظ يعظنا ويذكرنا بحقيقة الدنيا لنزهد فيها وحقيقة الآخرة لنتطلع إليها ونعمل من اجلها فنجلس في مجالس درسهم وتعليمهم، ولأنهم حجة الله على العالمين وعلى شعوبنا وعلينا الذين اثبتوا القدرة على صنع الانتصار رغم قلة الناصر وكثرة العدو، نقدمهم دائما بين أيدينا وأمامنا منارا ودليلا وهاديا لنمضي في الطريق ولا نتراجع ولا نضعف أمام أي تطويع وترغيب أو أي ترهيب وتهديد.

 

في يوم الشهيد  وبين يدي عوائل الشهداء تضحيات الشهداء وتضحيات وصبر وشكر عوائل الشهداء نشكر الله سبحانه وتعالى أن منّ على شعبنا وعلى امتنا فكان بيننا أجيال من الرجال والنساء العارفين الواعين أهل الإيمان وأهل البصائر وأهل الإرادة وأهل الجهاد وأهل العزة وأبات الضيم ورافضي الذل والخنوع والاستسلام الذين دافعوا عنّا وعن كرامتنا وعن أرضنا وعن سيادتنا وصنعوا لنا كل هذه الانتصارات. اليوم نجتمع هنا على قطعة من أرض الضاحية الجنوبية التي دنسها الإحتلال الصهيوني عام 1982 ودنس معها ارض بيروت والجبل والجنوب والبقاع، واليوم بعد كل سنوات التضحية عادت الضاحية وعادت بيروت والجبل والبقاع والجنوب العزيز باستثناء تلك القطعة المباركة من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا  ببركة هذه  الدماء من كل المقاومين الشهداء وببركة كل هذه التضحيات، اليوم هو اليوم الذي نعترف فيه بفضلهم نشكرهم على ما قدموا وعلى ما ضحوا منذ عام 82 إلى 2000 وإلى 2006 عندما وقفوا وحطموا مشاريع العدو ومشاريع الاستكبار الأمريكي الصهيوني وآخرها مشروع الشرق الاوسط الجديد، نقول لهم يا شهداءنا الأعزاء نحن اليوم هنا نعيش بكرامتنا نعيش بسيادتنا نعيش بعزنا نعيش ونحن نشعر بالقوة ونشعر بأنّ الدنيا ملك أيدينا واننا نستطيع أن نملك الآخرة أيضا ببركة دمائكم ونوركم وهدايتكم وتضحياتكم.

 

أيها الإخوة والأخوات، بعد كل هذه التضحيات وكل هذه الدماء الزكية وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم ونحن نتابع كل الأحداث وكل التطورات على مستوى بلدنا العزيز لبنان وعلى مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم، وأحداث بلدنا لا يمكن بحال تفكيكها أو عزلها عن أحداث المنطقة وأحداث العالم, لأننا هنا نواجه ونعالج مسائل واقعية وحياتية ووجودية ومصيرية وليست مسائل فلسفية أو فكرية قابلة للتجزئة وللتبعيض, وأبدأ من العام لأدخل الى الخاص.

 

قبل أشهر عندما انتخب الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما وجاءت إدارة جديدة في الولايات المتحدة الاميركية انتظر كثيرون وراهن كثيرون واشرأبّت أعناق كثيرة , وقيل انتظروا فإنّ هناك تحولات كبرى سوف تحصل لمصلحة الشعوب العربية والحكومات العربية والعالمين العربي والاسلامي والعالم الثالث ولانّ هناك قيادة جديدة, قيادة تغيير وتصحيح وتحاول أن تقدم لمسة إنسانية للسياسة الأميركية المتوحشة, ولكن سرعان ما بان حقيقة هذا السراب, وسرعان ما انهارت كل تلك التحاليل وسقطت كل تلك الأوهام خلال أشهر قليلة وخصوصا في الاسابيع القليلة الماضية , اتّضحت المحصّلة المتوقعة لإدارة أوباما في السنوات المقبلة من حكمه, المحصلة هي التزام أمريكي مطلق لاسرائيل, بمصالح إسرائيل وبشروط إسرائيل وبأمن إسرائيل, التزام مطلق لا يراعي ولم يعد يداري كما حاول في خطابه في القاهرة, لا يداري ولا يراعي أي كرامة أو مشاعر أو أحاسيس للشعوب العربية والاسلامية ولدولها ولحكوماتها, لو استمعتم ـ وأرجو من الجميع لان هذا مهم أن يراجعوا خطاب اوباما الذي توجه به إلى المحتشدين في الساحة التي اغتيل بها اسحاق رابين وأقيمت فيها ذكراه السنوية قبل ايام ـ  لنستمع إلى الإلتزام "الأوبامي" الصارخ والقاطع والحازم بإسرائيل وبأمن اسرائيل.

 

لو رجعنا إلى الشق العسكري، المناورات الاسرائيلية الاميركية التي انتهت أمس أو اليوم والتي استمرت ثلاثة أسابيع, القوات الاميركية, التقنية الاميركية, النخبة الاميركية موجودة في فلسطين المحتلة وتقوم بمناورات مشتركة, ثم يعلن القادة العسكريون الصهاينة ويقولون أنّ هدف هذه المناورات هي الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية من إيران وسوريا ولبنان وغزة, إذن الاميركي يأتي للمرة الأولى منذ سنوات ومنذ عشرات السنين ولعلها المرة الأولى منذ قيام هذا الكيان الصهيوني, يأتي الأميركي ليكون شريكا ميدانيا فعليا في أي مواجهة قد تفرضها إسرائيل على غزة أو على لبنان أو على سوريا أو على إيران , هذه هي إدارة أوباما, هذا الأمر لم نره مع إدارة بوش. ثم نسمع أنّ جزءاً من القوة الاميركية سوف يبقى في الكيان المحتل بشكل دائم لمساعدة إسرائيل في أيّة مواجهة من هذا النوع . وعلى المستوى العسكري أيضا ومنذ حرب تموز إلى اليوم لم تبخل الادارة الاميركية على إسرائيل بأي نوع من أنواع السلاح والتكنولوجيا أو الدعم العسكري أو اللوجستي أو الفني.

 

وعلى المستوى السياسي جاءت إدارة أوباما وقدمت "شويّة عنتريات" أنّها ستفرض على حكومة العدو وقف الاستيطان مؤقتا كشرط للعودة إلى المفاوضات, وأنا قلت لكم في ذلك الحين أنّ هذه ليست أكثر من حيلة أميركية لتقطيع الوقت ولاستعطاف العرب، ثم شاهدنا في الاسابيع القليلة الماضية كيف تراجعت الادارة الاميركية، وبرأيي ضمن تكتيك متفق عليه منذ البداية، عن شرط تجميد الاستيطان وطلبت من المفاوض الفلسطيني أن يعود إلى طاولة المفاوضات بلا شروط مسبقة وأن يفاوض على طاولة المفاوضات من اجل تجميد الاستيطان، مما أدى في نهاية المطاف، إلى ما سمعنا به خلال الأيام الماضية، الى إحباط شديد لدى الفريق المفاوض الفلسطيني.

 

 واليوم نشرت بعض وسائل الاعلام عن احد كبار المفاوضين الفلسطينيين أنه "نِحْنَا" بعد 18 سنة خضنا مفاوضات فاشلة, وأنا عندما سمعت التصريح ومن باب الصدفة على كل حال أو من باب التقدير الالهي وكل شيء خاضع لارادة الله وقضائه وقدره , من اللطيف رقم 18, 18 سنة من المفاوضات نتيجتها الفشل, الاحباط, الضياع , الهوان, بقاء الاحتلال, وفي المقابل 18 سنة من المقاومة في لبنان من 1982 الى 2000  نتيجتها تحرير بيروت والضاحية والجبل والبقاع والجنوب من الاحتلال الصهيوني وبعزة وكرامة ودون منّة من أحد في هذا العالم, هذه الـ 18 سنة وتلك الـ 18 سنة.اليوم عندما نراجع ونستمع إلى الأطراف المؤيدة للتسوية لم نجد أحداً بعد اليوم ولا أريد أن أدخل في الأسماء، كل الأطراف العربية التي تعتبر نفسها معنية بالتسوية وتراهن على التسوية وكانت تجمّل الآمال والأحلام لشعوبها عن التسوية الآتية، لم نعد نسمع صوتاً لأحد (منهم), اختفت الأصوات واختنقت ولم نعد نسمع شيئا سوى الحديث عن اليأس وعن الفشل وعن الإحباط وعن الطريق المسدود.

أمس يأتي الاميركي الذي لا يحرك ساكنا مع الاسرائيلي والذي يقدم له السلاح وأحدث الاسلحة والتكنولوجيا ليطالب الحكومة اللبنانية الجديدة ليس باحترام القرارات الدولية فقط بل بالتنفيذ الكامل للقرارات الدولية الفلانية, وهو الذي لا يحرك ساكنا في مواجهة الاعتداء والتجاهل بل الرفض الاسرائيلي للكثير من القرارات الدولية بل يدافع عن إسرائيل ويحمي إسرائيل وهي التي تخرق وتعتدي وتنتهك القانون الدولي والقرارات الدولية ويعمل من أجل ألا يصوت في الأمم المتحدة لمصلحة تقرير غولدستون الذي يساوي للأسف بين الجلاد والضحية ولكن بلبنان وفلسطين وبالعالم العربي نحن وصلنا إلى مرحلة نرضى من العالم أن يساوي بين الجلاد والضحية لأنهم كانوا دائما يقدّمون ويجلّون ويحترمون الجلاد ويعتدون على الضحية، حتى القانون الذي يساوي بين الجلاد والضحية ترفضه أمريكا وتدافع عن إسرائيل. هذا جزء من المشهد الكبير اليوم في منطقتنا، والسؤال لكل الذين قالوا لنا أعطوا وقتا للأميركيين, لن (نحتاج) إلى وقت طويل لينكشف أنّ ما جرى في عملية انتخاب أوباما وتقديم رجل أسود البشرة ينتمي إلى العالم الثالث سوى عملية خداع انكشفت وانتهت أسرع مما كنّا نتوقع أو يتوقعون.

 

من جهة اخرى الاسرائيلي في جوارنا يواصل مناوراته ويواصل تدريباته ويواصل التسلح بكل أنواع وأشكال التسلح ويواصل تجسسه على لبنان بكل الوسائل, شبكات التجسس التي نطالب الاجهزة الامنية اللبنانية بالعودة إلى فتح هذا الملف وبقوة وقد انتهت الإنتخابات وهذه الحكومة تشكلت ايضا, ومن خلال طائرات التجسس الاستطلاعية ومن خلال الاجهزة الفنية التي يزرعها في الحقول والوديان والجبال وليس آخرها جهاز التجسس الذي اكتشف بين حولا وميس , يواصل هذا العدو أيضا استغلاله لكل حادثة صغيرة وكبيرة في لبنان والمحيط سواء كانت حادثة حقيقية أو وهمية من صنعه ويقوم بتكبيرها وتضخيمها كجزء من حربه على لبنان وفلسطين وحركات المقاومة ومن يدعمهما في سوريا وإيران وصولا إلى تواصل الحرب النفسية التي يخوضها الاسرائيليون على لبنان وعلى غزة بشكل خاص, التسريبات والتهديدات العلنية بشن حرب على لبنان وحرب على غزة. عندما تشكلت الحكومة اللبنانية (كان ) أول رد فعل إسرائيلي تهديد لبنان وتحميل كل لبنان المسؤولية لان حزب الله أصبح جزءا من الحكومة وهو كان جزءا من الحكومة على كل حال في الماضي, أو من خلال تسريب ما يقال انه معلومات أمنية لجهات دولية ثم تتذرع جهات دولية وتأتي الى لبنان وتتصل بالمسؤولين اللبنانيين أو بالصحافيين اللبنانيين أو تقوم بتقديم معلومات بان هناك حرباً وشيكة ستشن على لبنان, هذه حرب نفسية ستخاض فعلا.

 

من جهة ثالثة تتصاعد بعض الصراعات والتوترات في أكثر من منطقة ومكان في العالمين العربي والاسلامي ومحاولات لإلباس هذه التوترات والصراعات ثيابا طائفية وثيابا مذهبية وهذا ما يخدم مشروع المزيد من تفتيت هذه الامة للأسف وتمزيقها وحماية إسرائيل في نهاية المطاف من خلال خلق عداوات وأولويات أخرى غير أولوية تحرير الأراضي العربية التي يحتلها الصهاينة وغير أولوية الصراع مع العدو الصهيوني. في المقابل نحن مدعوون أولا الى المزيد من التعاون والتواصل الاقليمي لحل مشكلات منطقتنا, الذي أريد أن أقوله الآن لم يطلبه مني أحد (...) وباعتقادي الذي أقوله هو لسان حال كل لبناني وكل عربي وكل مسلم وكل مسيحي في عالمنا العربي والاسلامي المستهدف،  نحن لا يجوز ان نتكئ أو نتكل على أمريكا لحل مشكلاتنا وهي التي تصنع لنا المشكلات، ولا نعتمد عليها لمعالجة صراعاتنا وهي التي تصطنع هذه الصراعات وتمولها وتحرض عليها وتذكيها, يجب أن يبذل حكام وكبار ونخب هذه الأمة جهودا وطنية وقومية ومحلية لمعالجة أزماتهم.

 

من هنا ندعو إلى المزيد من التواصل والتعاون الاقليمي, نحن ننظر بإيجابية كبيرة على سبيل المثال إلى الدور التركي الجديد في المنطقة، والبعض سيحاول اللعب على الموضوع التركي بطريقة مذهبية لأنّه كل شيء في منطقتنا تتم مذهبته، أنّ تركيا السنية تريد الدخول إلى المنطقة لتأخذ من طريق إيران الشيعية، نحن مع تركيا السنية إذا كانت تريد أن تدافع عن فلسطين وعن غزة وعن المسجد الأقصى قبل أن نكون مع إيران الشيعية، بل أكثر من ذلك نحن مع فنزويلا الشيوعية التي تقف إلى جانب فلسطين ولبنان.

 

نحن ننظر بإيجابية على الدور التركي الذي بدء ينتبه إلى هذه المنقطة فيقيم علاقات استراتيجية وممتازة مع سوريا ومع إيران ومع العراق وينفتح على بقية دول العالم العربي والإسلامي، نحن ننظر بإيجابية كبيرة إلى القمة السورية السعودية التي عقدت قبل مدة في دمشق، كثيرون اعتبروا أنّ المعارضة في لبنان ستكون حزينة (لكن) نحن كنّا سعداء ولا أعرف ماذا كانت مشاعر الآخرين، وأول بركات هذه القمة السورية السعودية قطفناها نحن في لبنان، أي تواصل وأي تلاقي (نرحب به)، على سبيل المثال تطوير العلاقات الإيرانية القطرية، هذا أمر يجب أن يسعدنا جميعا، عندما نرى دولنا العربية والإسلامية تقترب أكثر فأكثر من بعضها وتعالج أزماتها وتقوّي العلاقات فيما بينها وتذهب إلى المزيد من التعاون بل إلى التكامل فهنا تكمن القوة التي تحمي التي تحمي منطقتنا وعالمنا من مزيد من التفتت والتشتت والذل والضياع والهوان. في هذا الإطار أيضا، وطالما أننا نتحدث بهذه الشمولية نحن ندعو إلى تقارب سعودي إيراني ، فلتكن هناك مبادرة إيرانية باتجاه السعودية أو مبادرة سعودية باتجاه إيران، أو مبادرة من أي مكان عربي أو إسلامي لإيجاد تواصل بين هذين البلدين الكبيرين والمهمين في العالم الإسلامي، أن يكون هناك تعاون لإطفاء الحرائق.

 

اليوم في شمال اليمن هناك حريق يحاول البعض أن يعطيه عنوانا مذهبيا وهو ليس كذلك، وهل (الرئيس) علي عبد الله صالح من غير طائفية الحوثيين مع حفظ الألقاب، وهل أغلب ضباط وجنود الجيش اليمني من غير طائفة الحوثيين، المسألة ذات طابع سياسي يحاولون إعطاءها طابعا مذهبيا وتدخل الفتاوى على مصلحة المعركة، نحن بحاجة في العالم العربي والإسلامي إلى إطفائي مخلص وصادق يعمل ليله ونهاره من أجل إطفاء الحرائق هنا وهناك، يجب إطفاء هذا الحريق في شمال اليمن، يجب أن يعمل الجميع على وقف القتال والإقتتال في شمال اليمن الذي يحاول البعض أن يذهب به إلى حرب مذهبية وطائفية خطيرة جدا بعد أن سقطت بنسبة كبيرة جدا ويمكن إنشاء الله نهائيا الحرب الطائفية والمذهبية في العراق.

 

نحن ندعو بكل إخلاص وجهد وجد لجهود من هذا النوع وأقول لأمّة رسول الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ نبيكم ورسولكم يقول لكم إنّ إصلاح ذات البين خير من عامّة الصلاة والصيام، ما معنى أن نصلّى ونصوم وفي بلادنا حرائق وفتن واقتتال وسفك للدماء وقتل للأبرياء وذبح للنساء والأطفال.

 

هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن ندعو أمام تطورات عملية التسوية نحن ندعو الأمّة، الحكومات والشعوب، مجددا إلى إعادة النظر في خياراتها، وفي يوم الشهيد وفي يوم الشهداء الأطهار المجاهدين المضحين، نحن ندعو إلى تبني خيار المقاومة على المستوى الوطني والقومي والإسلامي وبدون أي مجاملات، إلى تبني خيار المقاومة والدفاع عنه وتقديم الدعم لحركات المقاومة وخصوصا في لبنان وفلسطين، خصوصا بمواجهة العدو الصهيوني، وهنا من واجبي أيضا أن أتوقف بتقدير عالٍ لما جاء في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد في القمة الإقتصادية في تركيا، عندما تحدث عن المقاومة كخيار بديل ووحيد بعد سقوط التسوية وفشلها، وقال إنّ وقوفنا ودعمنا للمقاومة هو واجب نؤيده، وقال إننا نفتخر عندما ندعم المقاومة لأننا نؤدي واجبنا.

 

ونحن في المقاومة نرد على هذا الخطاب بالدعوة، أولا إلى تعميمه على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وثانيا بالتقدير لصاحب الخطاب ولمواقف سوريا قيادة وشعبا إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين. وأقول لكل العالم، نحن في المقاومة في لبنان كنّا دائما نعتز ونفتخر بكل الذين يقفون على جانبنا ويقدمون لنا الدعم، أي نوع من أنواع الدعم، ولذلك لم نكن نخجل فضلا عن أن نبرأ، لا بصداقتنا مع سوريا ولا بصداقتنا مع الجمهورية الإسلامية في إيران ولا بصداقتنا مع أي دولة أو حكومة أو حركة أو حزب أو جهة تقف إلى جانب حقوق شعوبنا وإلى جانب مقاومتنا في هذا الصراع. وأيضا نحن نفتخر أن يكون لنا داعمون يعتزون بدعمهم لنا.

 

في هذا السياق، نحن أيضا تُلْقَي على عاتقنا في لبنان مسؤوليات، سأتحدث عن الحكومة الجديدة لكن أبدأ من التهويل والتهديد الإسرائيلي، قبل يومين رئيس أركان جيش العدو غابي أشكينازي ـ وهو كان قائدا للمنطقة الشمالية عندما ألحقت المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان الهزيمة بالجيش الإسرائيلي المحتل عام 2000 على ما أذكر، أو إذا لم يكن قائدا لها كان قبلها بوقت وجيز وذاق طعم الهزيمة والمواجهة، أي أنهم (الصهاينة) استبدلوا (دان) حالوتس ولم يأتوا بجنرال من زمن الإنتصارات الإسرائيلية بل جاؤوا بجنرال من زمن الهزائم الإسرائيلية ومن زمن انتصارات المقاومة في لبنان ـ وقدم اشكينازي تقريرا ولا داعي أن أؤكده أو أنفيه تحدث فيه عن عشرات آلاف الصواريخ، صواريخ مداها 300 كيلومتر  و 325 كيلومتر، ونحن مثل عادتنا لا نؤكد ولا ننفي، وليتحدثوا هم فإذا كان صحيحا فهذا أمر جيد، وإذا لم يكن صحيحا فهو يكون بذلك يعمل حربا نفسية على نفسه وجيشه وشعبه دون أن نتحدث بأي كلمة.

 

لكن هو أراد أن يأخذ الأمور باتجاه آخر، الإسرائيليون في هذه المدة يحاولون كثيرا أن يتحدثوا عن حرب ويحاولون أن يتحدثوا عن أمور من مثل تطوير لبعض الصواريخ في غزة والإخوة أيضا في غزة لم يثبتوا ولم ينفوا، وهذا صحيح، فكأنهم يريدون أن يصنعوا جوّاً أنّه بسبب الصواريخ والسلاح وبسبب التزود وكذا وكذا كأنهم يريدون   أن يقولوا لنا للبنانيين والفلسطينيين ولشعوب المنطقة أنّ الأمور قد تذهب إلى حرب..

 

هذا الموضوع ، يحمل وجهين ويحمل احتمالين، احتمال أنّه يفتش عن حجة للحرب ويريد أن يقدم حجة، هناك احتمال أن يكون هذا الكلام يقصد به الذهاب إلى الحرب، لكن هناك احتمال آخر أنّ هذا الكلام يقصد منه عدم الذهاب إلى الحرب نهائيا؟ يمكن أن يكون هناك احتمال أنه يقول لشعبه أو لبعض المتطرفين وكلهم متطرفون ولكن هناك أناس "شادين طلوع"، وهناك أناس يتحدثون في الكيان الصهيوني أنّه لا يجوز الصبر أكثر من هذا على لبنان وعلى غزة ويجب أن نفعل وأن نضرب وأن نستفيد من الوقت لأنّ حركات المقاومة تزداد قوة، فكأنه يقول لهم، أنظروا إذا أراد أحدكم الذهاب إلى حرب جديدة فالقصة ليست مثل (قصة عام) 2000 و لا مثل الـ 2006، الجماعة عندهم عشرات آلاف الصواريخ وعندهم (صواريخ مدى) 300 كيلومتر و 325 كيلومتر، أي أنّه يقول أنه لا يوجد مكان في فلسطين المحتلة، لا مدينة وحتى في أقصى الأقاصي البعيد عنّا إلا وتطاله صواريخ المقاومة، معنى ذلك أنه يقول لهم أنّه إذا جرت حرب جديدة فالتهجير لن يكون فقط من حيفا ولن يكون فقط من نتانيا ولن يكون فقط من تل أبيب، ولكن سيكون أيضا، وهو ذكر اسم ديمونا من كل المدن والمستعمرات الإسرائيلية الغاصبة في فلسطين المحتلة، وبالتالي قد يكون (حديثه) دعوة لبعض أصحاب الرؤوس الحامية أن يضعووا أرجلهم على الأرض عندهم هناك و "يِهْدُو شوي"...

 

وإسرائيل في النهاية لا تملك خيارا، فإذا صبرت على حركات المقاومة فهي تزداد قوة والضغط الدولي وبعض الصراخ هنا وهناك لا يقدم ولا يؤخر، وكل هذا الصراخ إنما يتعب حناجر أصحابه ولا يتعب حتّى آذاننا، والرهان على ضغط دولي من هنا وضغط إقليمي من هنا وصراخ من هناك فهذا لا يقدم ولا يؤخر... فهم إمّا أن يتحملوا أو إذا أرادوا استعجال الذهاب إلى الحرب فهذا اشكينازي يقول لهم هذه المقاومة عندها ما عندها.

 

لذلك أقول أنّ ما يقال عن التهويل بالحرب على لبنان أنا لا أنفيه، ولكن يمكن أن تكون كل هذه اللغة حمّالة أوجه أي الشيء ونقيضه في آن واحد، لكن في كل الأحوال نحن في مواجهة الحرب النفسية الإسرائيلية أعتقد ومثل ما تحدثنا في 14 آب، وكنّا معنيين بإبعاد شبح الحرب عن لبنان ونحن لا نريد حربا وليست هي استراتيجية المقاومة وهذا الموضوع تحدثت عنه تفصيلا بيوم القدس، فالحقيقة إذا كنّا نريد إبعاد شبح الحرب عن لبنان فيجب علينا نحن اللبنانيين جميعا أن نُفْهِم الإسرائيلي أنّ حربه النفسية لا طائل منها وأن تهديداته ليس لها طعم ولا لون ولا رائحة، وأمّا حربه الجديدة على لبنان لن تؤدي لا إلى إنقسام في لبنان ولا إلى صراع داخلي في لبنان بل ستؤدي إلى وقفة لبنانية وطنية شاملة.

 

من جملة عناصر منع الحرب على لبنان أن يفهم الإسرائيلي أنّه إذا شنّ حربا على لبنان فجميعنا سنكون سويا في الدفاع عن وطننا وأرضنا وسيادتنا وشعبنا وكرامتنا. هذا عامل مهم وأساسي وحاسم إلى جانب عامل القوة، طالما هو يتحدث بهذه اللغة فأنا قلت كثيرا وأعود وأختم بالقول أنّه نحن لا نريد الحرب، و "كتب عليكم القتال  وهو كُرْهٌ لكم"، بطبيعة الإنسان لا يحب الحرب والله سبحانه وتعالى الذي خلقنا وخلق طبائعنا يقول هكذا، لكن لو أرادوا أن يجربوا هذا الأمر فأنا قلت سابقا وأعود وأقول إنشاء الله بمقاومتنا وبوحدتنا وبتعاوننا وبثباتنا وببركة البركات المعنوية لدماء الشهداء هذا التهديد سنبدله إلى فرصة (...)، هم حسموا وقالوا أنّ أي حرب مقبلة لن يكون سلاح الجو قادرا على حسم المعركة نتيجة تجربة 33 يوما بل بالعكس لم يقدر على فعل شيء غير هدم البنايات وقتل النساء والإطفال وبقيت الصواريخ تطلع إلى حيفا وما بعد حيفا...

 

المرة المقبلة، ليس حيفا وما بعد حيفا، يمكن أن تبدأ القصة مما بعد "ما بعد حيفا"، سلاح الجو الإسرائيلي لم يقدر على حسم المعركة أي لا خيار لديه سوى الذهاب إلى عملية برية واسعة ولذلك يهددنا بخمس فرق وبسبع فرق وأكثر وأقل، ونحن قلنا أنّه هنا يتبدل التهديد إلى فرصة، عندما تدخل هذه الفرق العسكرية الإسرائيلية وسبع فرق توازي إمّا نصف الجيش الإسرائيلي أو أكثر قليلا، إذا دخلت هذه الفرق على الجغرافيا التي لنا، فسبحان الله،  جغرافيا جبل عامل وجغرافيا جنوب لبنان بشكل خاص وجغرافيا لبنان بشكل عام, هذه الجغرافيا عندما خلقها الله، (خلقها) من أجل إذلال وإسقاط وتدمير المحتلين والغاصبين, بحسب الخطة الاسرائيلية عندما ستدخل هذه الفرق إلى الجغرافيا والديموغرافيا العائدة لنا, والى ودياننا وتلالنا وضيعنا وجبالانا, وجميعا سنكون هناك , من اهم ميزات 2006 انه لم يهرب احد من ساحة المعركة, لم يرم احد سلاحه وهرب من ساحة المعركة , بل كانت مشكلتنا في العام 2006 كيف نمنع آلاف الشباب من الذهاب إلى الجنوب, هذا عامل مهم جدا, في معركة بنت جبيل قرأت التقييمات الاسرائيلية التي يقولون فيها نحن لم نحكم الحصار على بنت جبيل بل عملنا حصار حولها وأبقينا بابا مفتوحا من اجل ان يهرب المقاتلون من بنت جبيل ففوجئنا ان الباب الذي تركناه مفتوحا اصبح بابا لدخول المزيد من المقاتلين إلى بنت جبيل, نحن جميعا سنكون هناك, في الوديان والتلال والجبال والمدن والقرى, سنكون هناك, سندمر دباباتهم وآلياتهم, ونقتل ونأسر جنودهم, وليس شرطا ان نقتل كل الفرقة او ندمرها كلها, بل يكفي ان تدمر جزءا منها حتى نفرط الفرقة, هذا ما يسمى تدمير الفرق, وليس المقصود احراق كل الدبابات وقتل كل الرجال.

 

انا بهذا الشرح اقول لكم نعم نحن لدينا فرصة, ونحن قادرون ان ندمر هذه الفرق وهذه الدبابات وان نقتل هؤلاء الضباط والجنود , البعض منهم يقول انهم في حرب 2006 لم يعملوا خيارا بريا, اقول كيف لم يعملوا خيارا بريا, هم ادخلوا اربعين الف ضابط وجندي, وهذه المئتي دبابة التي دمرت في حرب تموز هل نزلوا من السماء ام كانوا في البحر؟!, هذه الدبابات كانت عندنا على الارض, ادخلوا اربعين الف جندي في حرب تموز وفشلوا, نحن لم نكن في ذلك الوقت بقوة هذا اليوم, اليوم نعود ونستذكر بالخير الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه, اليوم بعد سنوات من حرب تموز تشكيلنا أكبر ومقاتلينا أكثر وتدريبنا أعلى, نحن أيضا أجرينا تقييما للحرب, نقاط الضعف ونقاط القوة, وعالجنا الكثير من نقاط الضعف وعززنا الكثير من نقاط القوة وهذا حقنا الطبيعي, وبالتالي أقول نحن جاهزون, وأتعهد من جديد بين يدي الشهداء وأرواح الشهداء الحيّة الحاضرة, الموجودة وأقول لهم, وأقول لباراك واشكينازي ونتنياهو واوباما وكل الدنيا, أرسلوا ما شئتم من فرق خمسة وسبعة وان شئتم أرسلوا كل الجيش الاسرائيلي فسندمره ونحطمه في تلالنا وودياننا وجبالنا, هذا هو التحول الكبير الذي أتحدث عنه في المنطقة لو حصلت حرب من هذا النوع,

 

نأتي إلى الشأن الداخلي, الحمد لله بعد انتظار طويل ولدت الحكومة , انا لا اريد فتح ملف مرحلة تشكيل الحكومة لاننا بذلك نكون نفتح مشاكل ونحن الآن امام مرحلة جديدة , ولكن لدي تعليق بسيط فقط, من باب المزح, خلال الفترة السابقة منذ اربع او خمسة اشهر, وانا هنا ادعو اللبنانيين ان يراجعوا الصحف ويستعرضوا تحليلات وتعليقات وبيانات قيادات القوى السياسية حول تعطيل تشكيل الحكومة, والان قد شكلت , يعني المفترض بعد تشكيل الحكومة ان تبين الامور على حقيقتها ليكتشفوا ان هناك الكثير من التحليلات التي تملأ الشاشات , قيادات سياسية وخبراء ومحللين سياسين, كانوا يتكلمون في عالم آخر , في الحقيقة اكثر ما كان يضحكني بموضوع تشكيل الحكومة هو ربطها بالملف النووي الايراني, هذا امر مضحك فعلا, وخصوصا عندما نرى بعض الناس يحتدون ويخرجون بقصة ان حزب الله هو المعطل لان هناك شيء ما تريد ان تاخذه ايران من امريكا بموضوع الملف النووي الايراني , ربطوا تشكيل الحكومة في لبنان بمحادثات فيينا ووكالة الطاقة الذرية والبرادعي, طبعا لبنان شيء مهم والحكومة في لبنان ايضا امر مهم , ولكن الآن هل يتوقف النووي الايراني على تشكيل الحكومة في لبنان , هذا امر سخيف جدا, هناك نغمتان في هذا البلد, مباشرة يقول لك النووي الايراني والجولان السوري, حسنا تشكلت الحكومة ولم يحل موضوع النووي الايراني ولم يرجع الجولان , وليس فقط تشكلت الحكومة بل ونوع الحقائب التي حصل عليها حزب الله بالتحديد انتقدنا عليها بعض الاخوة وقالوا كيف تقبلون بهذا , ونحن اجبناهم ان هاجسنا منذ اليوم الاول ان تتشكل الحكومة بمعزل عن موضوعنا الخاص كحزب الله , كان يهمنا المعارضة كمعارضة والحكومة كحكومة لاننا كنا نعتقد فيه مصلحة للبلد, وكنت اتمنى من المحللين والسياسيين ان يضعوا ارجلهم على الارض عندما يريدون ان يحللوا أي مشكلة او ازمة سياسية في البلد.

 

في شأن الحكومة, الحمد لله شكلت الحكومة , ما ندعو اليه اليوم ان تكون هذه الحكومة حكومة تعاون وطني وتماسك وطني  وانسجام وطني حقيقي, وانا اضم صوتي لاقول اننا لا نريدها حكومة متاريس ولا حكومة الغام, ولا حكومة تسجيل نقاط لان بلدنا قد تعب من تسجيل النقاط, وفي الحقيقة انا احب ان اقول لكم ان من اهم اسباب التأخير في تشكيل الحكومة كانت المزايدات التي كانت تحصل في بعض الساحات وتسجيل النقاط وما شاكل , وفي كل الاحوال فلتكن الحكومة قيادة عمل جماعية متعاونة ومتماسكة ومنسجمة , انا احب ان اعلن ان نجاح هذه الحكومة برئيسها ووزرائها وتشكيلها الحالي هو مصلحة لنا , مصلحة للبنان, ومصلحة للشعب اللبناني, واريد ان اقول انها مصلحة لحزب الله ومصلحة للمقاومة بشكل خاص في لبنان, ويجب ان نتصرف بهذه الخلفية وبهذا المنطق وهي ان النجاح والفوز والتوفيق هو مصلحة لنا جميعا. نحن لن ندّخر وسعا لانجاح هذه الحكومة ولانجاح هذه التجربة

 

في موضوع البيان الوزاري, من المفترض ان يكون هناك تعقيدات وان لا يعمل منه مشكلة, وانا اترك الموضوع لتحسس القيادات الموجودة في الحكومة وخصوصا تجاه المسؤولية الوطنية , لدينا اولويات يجب ان نذهب باتجاهها , ومن اهمها الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي , فوضع الناس صعب جدا , ونحن من الناس ونشعر بمعاناة الناس والم الناس, هذا يحتاج إلى جعله اولوية ويحتاج إلى جهد , ومن الاولويات مكافحة الفساد المالي والاداري في اجهزة الدولة ومؤسساتها, وسأكون صريحا قليلا لاقول ان لدينا ملفات كبرى موجودة في لبنان , انا ادعو ليس إلى عدم طرحها, فمن حق أي جهة سياسية في لبنان ان تطرح أي ملفات سواء كبيرة ام صغيرة, فهذا حق طبيعي ومشروع , لكن انا ادعو إلى التريث في طرح الملفات الكبرى, فلننتظر قليلا , نهدأ قليلا, نتنفس قليلا, فلا نذهب من ازمة إلى ازمة اخرى, لاننا اذا بدأنا بالملفات الكبرى منذ الآن يعني اننا ذاهبون إلى المشكل, دعوا البلد يهدأ ويرتاح قليلا, الآن يوجد لدينا طاولة الحوار ونستطيع ان نطرح ما نريد وان كان الموضوع الوحيد المطروح هو الاستراتيجية الدفاعية , واذا احب احد ما ان يضيف أي شيء آخر فلا مشكلة لدينا, دعونا نناقش بهدوء أي ملف من الملفات على طاولة الحوار , لكن فلندع هذه الحكومة تعمل, دعونا لا نزيد عليها ملفات كبيرة ونطلب منها استحقاقات ضخمة, وانا ادعو رئيس الحكومة والوزراء خصوصا في البيان الوزاري والاهداف التي يعلنونها ان لا نضع اهدافا كبيرة نعجز عن تحقيقها, دعونا نضع اهدافا واقعية نكون قادرين على انجازها في وقت قريب , لان هذا الانجاز يعطي ثقة بالحكومة ويعزز الثقة بين الاطراف، ولا يعود هناك فشل نرمي  على بعضنا مسؤوليته، ولا يعود هناك خراب يريد كل واحد منا أن يتهرب من مسؤوليته. عندما نضع أهدافاً واقعية ونعمل لها ونتعاون عليها سوياً نقدمها كإنجاز فيرضى الله عنا ونرضي ضمائرنا وشعبنا وتكبر الثقة بيننا حتى نستطيع أن نواجه انجازات أكبر وأهداف أكبر. في هذا الموضوع، أدعو الجميع إلى التعاون والتكاتف والتكامل، ونحن من جهتنا في حزب الله جادون إنشاء الله وصادقون ومخلصون في إنجاح هذه التجربة. هناك ملفات كثيرة يمكن أن يتحدث عنها البيان الوزاري نتيجة الوقت سأتركها للأخوة كما ذكرت. 

 

ملف آخر موجود أيضاً أمام الحكومة، هو مواجهة التهديدات والتهويلات الإسرائيلية والخروقات الإسرائيلية اليومية واستمرار إسرائيل باحتلال أجزاء من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وأيضاً موضوع الشباب اللبنانيين الذين ما زالوا رغم كل عمليات التبادل السابقة مثل ملف الأسير يحيى سكاف والأسير عبد الله خليل عليان الذي عاد أهله وقدموا وثائق محترمة تعود إلى الصليب الأحمر الدولي الذي يثبت بقائه على قيد الحياة إلى سنوات عديدة بعد 1982، وهذا يعني أن كل المعطيات التي قدمها الإسرائيلي مضللة ولا يمكن أن نعول عليها. في كل الأحوال، هذا الملف أيضاً استحقاق داهم.

هناك حد أدنى من التضامن الوطني من الرفض الوطني من المواجهة الوطنية يجب أن تؤمنها الحكومة بمعزل عن الخيارات الكبرى التي يمكن أن نصل إليها عبر طاولة الحوار.

 

موضوع آخر، أمام بيئتنا الاجتماعية ومجتمعنا، يمكن أن يستغرب البعض أنه في يوم الشهيد وأنا أتحدث عن أمريكا وإسرائيل والملفات الكبيرة سأدخل إلى هذا الملف لأنه ملف كبير وهو ملف اجتماعي أمني سياسي في الوقت نفسه. 

يا أخوة  وأخوات، هؤلاء الشهداء من أين خرجوا؟ خرجوا من بيئة أخلاق، بيئة إيمان، بيئة قيم، من هذه البيئة اللبنانية، البيئة الوطنية، بيئة الإيمان والأخلاق والعاطفة والتقاليد والعادات. اليوم، هناك من يريد أن يدمر هذه البيئة. هذا الموضوع أنا مضطر أن أتحدث عنه عبر الإعلام لأننا وكثير من القيادات السياسية التقينا وتحدثنا سويا في أكثر من منطقة، لأن هذا الموضوع لا يعني بيروت والضاحية وإنما يعني الجبل والشمال والبقاع والجنوب أيضاً، هذا تهديد عابر للمناطق والطوائف والموالاة والمعارضة والأحزاب والاتجاهات السياسية والفكرية مهما كانت، هذا الموضوع هو موضوع المخدرات، والشيء الجديد فيه هو موضوع حبوب المخدرات. في السابق، كان هناك صعوبة حتى يجد من يتعاطى المخدرات حشيشاً يضعها في سيكارته حتى يدخنها أو حتى يجد مادة لكي يشمها وكان ينكشف هذا الموضوع بسرعة في البيت أو في المدرسة، لكن اليوم، للأسف الشديد، الاختراع الموجود في البلد هو الحبوب، وهذا للأسف دخل للمتوسطات، للمدارس التكميلية والثانوية وإلى الجامعات، وأنا لا أبالغ في هذا الموضوع. يأخذون حبة ثم حبة ثانية وبعدها يصبح مدمن مخدرات. هناك أناس يبيعون هذه الحبوب في الجامعات والمدارس، وهناك أشخاص يشربون هذه الحبوب وهم يعلمون أنها حبوب مخدرات وهناك أشخاص لا يعرفون، أي يأتون إلى الشاب والشابة ويعطونهم عدة حبوب بعنوان أنها حبوب "ستربسل" بعدها يصبح جسمه ودمه يطلب هذا النوع من الحبوب فيصبح مدمن مخدرات. هناك عائلات محترمة جاءت وشكت من هذا الأمر وأنها بدأت تخسر شبابها وبناتها.

موضوع المخدرات أخطر من السرقة، وأخطر من العلاقات الجنسية غير الشرعية، وأخطر من كثير من الآفات، لأن من يصبح مدمن مخدرات ينهار كل شيء لديه، تنهار لديه القيم والمقدسات  ولا تعود أمه وأبيه يعنون له شيئاً ، ويصبح خائناً وعميلاً وجاسوساً وسارقاً ويفعل كل الموبقات.

النبي (ص) عندما يتحدث عن الباب الذي يوصل إلى كل شر يقول هو الكذب، لأن الذي يكذب يفعل كل شيء. أنا أريد أن أستعير نفس التعبير لأقول إن شرب المخدرات هو الباب لكل هذه الآفات التي يمكن أن تحصل.

 

في ترويج المخدرات، هناك أناس يبيعون هذه الحبوب لأسباب مالية اقتصادية وأن هذه تجارة مربحة وهم يريدون مال، وأنا أرد على هذا  بالقول : حجة أن الناس ليس لديها عمل وهم جائعون هذه حجة كاذبة ومرفوضة، لأننا عندما ننظر إلى تجار المخدرات نجدهم من أغنى الأغنياء وليسوا جائعين يريدون الأكل، هؤلاء مجرمون وقتلة.   

هناك أناس داخلين في هذا الموضوع بخلفية اقتصادية اجتماعية مالية لجني المزيد من ألأموال، وهناك أناس داخلين في الموضوع بخلفية أمنية. إسرائيل تعمل على ترويج المخدرات في بلدنا في بيئتنا  في مجتمعنا في عائلاتنا وتتهمنا في المقابل أننا نحن من يروج المخدرات في المجتمع الإسرائيلي. هذه مناسبة حتى أرد على هذا الموضوع، وأحب من الجميع أن يسمع، وانا خلال الأسبوع الماضي ولمزيد من الاحتياط طلبت من أحد علمائنا الأعزاء أن يتواصل مع مكاتب المراجع ومكاتب الاستفتاءات ويسألهم عن هذا الموضوع من الناحية الشرعية؟ كل مراجعنا وفقهائنا يقولون بحرمة بيع وترويج المخدرات، وبعضهم في الحد الأدنى يعتبر أن بائع ومروج المخدرات هو مفسد في الأرض. وسألت أيضاً حتى عن موضوع ترويج المخدرات في مجتمع العدو، وأنا أعرف أنه حرام ونحن عملنا على أن هذا الأمر غير جائز في المعركة ولكن لمزيد من الإطمئنان، وأنا أقول لكم حتى بيع وترويج المخدرات في مجتمع العدو هو حرام بحسب فتوى مراجعنا وفقهائنا، وهذه من سماحة الإسلام.

 

في إحدى المرات جاء قوم وسألوا النبي (ص) وقالوا له :هناك حصن وفي هذا الحصن يوجد مقاتلين ورجال ونساء وأطفال واستعصى علينا، وهناك ساقية ماء تدخل إلى الحصن ويشرب منها أهل الحصن، هل تسمح يا رسول الله أن نلقي السم في ماء الساقية فيسقط الحصن ويستسلم أهله؟ فمنعهم رسول الله (ص) من ذلك وحرّم عليهم ذلك.

 

سماحة الإمام السيد الخامنئي دام ظله عندما يتحدث عن الاعتبارات الشرعية في موضوع أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي هو لا يتحدث سياسة وإنما يتحدث فقهاً وديناً وأحكاماً شرعية من زمن رسول الله محمد (ص).

 

كل الاتهامات التي وجهت لحزب الله أنه يقوم بترويج المخدرات في فلسطين المحتلة هي اتهامات كاذبة ومخططة ومقصودة لتشويه سمعة وصورة حزب الله، ولتشويه صورتي أنا شخصياً. الحملة ضد ترويج المخدرات في كيان العدو وضعوا عليها صورتي، وكتبوا عليها هذا الرجل يريد أن ينشر السموم  في بيوتكم وفي عائلاتكم! هذا غير صحيح، ولأن الإسرائيليين عاجزين عن ضبط ضباطهم وجنودهم على الحدود الشمالية المتواطئين مع بعض تجار المخدرات في لبنان يحاولون أن يعطوا الموضوع بعداً سياسياً، وأنا بكل صراحة أقول لا، نحن موقفنا الشرعي  والديني الذي نلتزم به هو حرمة بيع وترويج المخدرات حتى في مجتمع العدو، وإن كان العدو يلاحقني بكل شيء، ففي موضوع المخدرات يضع صورتي، واليوم على ذمة جريدة السفير  يقول العدو "نصر الله يحتل البحر"، وتكتب صحيفة معاريف أن هناك سمكة خلافاً للأسماك الأخرى تعتبر سامة وقاتلة ومن نوع خاص ما حدا بالإسرائيليين إلى تسميتها نصر الله في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله، ونقلت عن باحثين وعلماء أن هذه السمكة جميلة المنظر وبريئة الهيئة ولكن تكفي لسعة واحدة منها لتشل المرء لأسبوعين أو حتى تؤدي إلى موته. 

 

في كل أمر يسموننا، لكنا إنشاء الله إنشاء الله إنشاء الله على يدي هذا الجيل الذي أنا وأنتم منه سوف تعود المقدسات إلى أهلها وستعود فلسطين من البحر إلى النهر.

 

نعود إلى المخدرات، هذه المسألة يجب أن تواجه، من يتعاطى المخدرات ضحية، المجرم هو البائع والمروج والتاجر، هذا مجرم كبير جداً، يجب أن يعرف أنه يفتح باب الشر والفساد والخطر على لبنان وعلى مجتمعنا اللبناني. هناك عائلات دمرت بكاملها بسبب هذه الآفة.

لا أريد أن أتحدث عن مخاطرها وإنما عن المسؤولية، نحن  جميعاً معنيون: أولاً الحكومة والدولة، وفي الاستفتاءات التي ذكرتها يقول المراجع أنه يجب التعاون مع الحكومة من أجل  منع بيع المخدرات ومواجهة هذه الآفة، وأنا وإن كنت لا أحتاج معكم لأتحدث بالفتوى أقول يجب علينا جميعاً أن نتعاون مع الحكومة والدولة والأجهزة الأمنية المعنية والقضاء اللبناني مهما كانت الملاحظات لدى بعضنا هنا أو هناك لمواجهة هذه الآفة، نتعاون جميعاً. لكن، طبعاً الأجهزة الأمنية اللبنانية عليها أن تتحمل مسؤولية كاملة، يعني تاجر المخدرات الذي ينكشف أمره أو يُعطى عنه معلومات أو يحصل تعاون اجتماعي وشعبي لاعتقاله لا تذهب بعض الأجهزة الأمنية بعدها لتجري معه صفقة أو تجنده لأن هناك أناس يعملون بهذه الطريقة، وهم قلة، أنا أحببت أن أضيء على هذه النقطة لأقول نحن جميعاً معنيون : الحكومة، الأجهزة الأمنية، القضاء، المرجعيات الدينية.. هناك شيء أخطر، هذه المخدرات الداخلة إلى كل الجامعات والثانويات والبيوت والطوائف والمذاهب أخطر بكثير من الملفات التي ينشغلون بها ليل نهار بلا طائل.. المرجعيات الدينية، الثقافة، وسائل الإعلام، أساتذة الجامعات، مدراء المدارس، الآباء والأمهات، الوجهاء، النخب في كل عائلة وعشيرة ومنطقة..

 

أود أن أخاطب جميع اللبنانيين حرصاً على أبنائهم وعلى بناتهم وعلى أمنهم وعلى مستقبلهم، وأود أن أناشدهم بدماء الشهداء التي نعتز ونحتفي بها في هذا اليوم، أن نعلن جميعاً حرباً ثقافية إعلامية اجتماعية أمنية قضائية على تجارة المخدرات ومروجي المخدرات وبائعي المخدرات دون أن تأخذنا في هذا الأمر لومة لائم، لا اعتبار طائفي ولا مناطقي ولا مذهبي ولا عائلي ولا عشائري، لأننا بهذا نحفظ لبنان ونحفظ عائلاتنا وأسرنا وبيئتنا ومستقبلنا.

 

في يوم الشهيد، نجدد عهدنا لكل الشهداء الذين دافعوا عن لبنان ليبقى وطناً عزيزاً كريماً واحداً موحداً سيداً حراً مستقلاً، وأن يبقى لبنان جزءً من أمته العزيزة الأبية، وأن يبقى لبنان بلد العيش والمحبة والسلم  والاستقرار ومنارة للعلم والحضارة والازدهار ، أن نعمل سوياً من أجل أن نحقق هذا الـ لبنان الذي مضى من أجله شهدائنا، أمانةً تركوها في رقابنا وفي أعناقنا، ونحن وأنتم أهل الأمانة وأهل حفظ الأمانة.  

يوم الشهيد يوم فاتح عهد الاستشهاديين

 

ويوم الشهيد هو تاريخ عملية فاتح عهد الاستشهاديين ضد العدو الصهيوني الشهيد احمد قصير الذي شرّع الطريق واسعا أمام مسيرة طويلة من الشهداء والمقاومين والقادة الذين قدموا وما زالوا تضحيات كبيرة دفاعا عن لبنان وعزته وسيادته في مواجهة العدو الصهيوني .

 

في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام اثنين وثمانين اقتحم فتى جبل عامل أحمد قصير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، وفجّر سيارته بالمبنى المكتظ بالصهاينة مفتتحاً عهد الاستشهاد والانتصار.

وأصبح هذا اليوم يوم الشهيد يوم كسر الهيبة الإسرائيلية وغطرستها.

 

 

 

Sayyed Nasrallah to Israelis: Send Your Whole Army, We'll Destroy Them!

Hussein Assi 

Al Manar 11/11/09 

 

11/11/2009 Hezbollah Secretary General Sayyed Hasan Nasrallah declared on Wednesday that the battle with Israel next time would start from "beyond and beyong Haifa" instead of "Haifa and beyond Haifa," emphasizing that the Resistance doesn't seek war but is ready for any form of confrontation with the enemy.

 

Sayyed Nasrallah was speaking through a large TV screen commemorating the annual Martyr's Day in the framework of a ceremony held by Hezbollah at the southern suburb of Beirut.

 

Sayyed Nasrallah addressed Israeli, renewing commitment to the Resistance's pattern and choice. "Send as many Israeli brigades as you want, send even your whole army, we will destroy them in our valleys and mountains," his eminence said, addressing Israeli Prime Minister, Defense Minister and chief of staff.

 

While calling the Lebanese security apparatuses to reopen the file of collaborators with Israel, Sayyed Nasrallah emphasized that the Lebanese want for the new government to be one of national cooperation and national coherence instead of being a barricades the government.

 

Hezbollah Secretary General emphasized that the success of the government benefits the Resistance in Lebanon, but called on ministers to cooperate and work as one team to achieve such success. "Let the government work and don't set realistic goals in the ministerial declaration," his eminence said, addressing Lebanon's Prime Minister and his ministers. "Let Lebanon rest and the dialogue table can consider any thorny issue," his eminence added.

 

Regionally, Sayyed Nasrallah called for more regional cooperation and for a Saudi-Iranian rapprochement, saying that communication between the two mentioned countries should be established. His eminence called on for efforts to stop the war in Yemen, rejecting claims that it was of a sectarian nature.

 

HEZBOLLAH ATTACHED TO ALL RESISTANCE'S MARTYRS

Hezbollah Secretary General started his speech by focusing on the importance of the martyr's day to remember the Resistance's martyrs and the sacrifices they have paid for the sake of the country.

 

Martyr's Day is celebrated on the 11th of November of each year as a tribute to martyr Ahmed Qassir, who initiated martyrdom operations against Israeli occupation forces in south Lebanon.

 

"We chose this day to be Hezbollah Martyr's Day although we believe that we belong to all martyrs who sacrificed themselves to protect the country, the nation and the Dignity," Sayyed Nasrallah said. "However, and since we are a part of this nation and its Resistance and Jihad, we have our martyrs. When we talk about Hezbollah's martyr, we don't ignore other martyrs of the Resistance in the region and all the generations that refuse occupation."

 

"We chose November 11 to be Hezbollah Martyr's Day because it's the day of the martyrdom of Ahmad Kassir who chose Jihad, the hero of the first martyrdom operation in Tyr, the operation that destroyed the enemy's arrogance before destroying one of its well-fortified strongholds. We consider this day a great day for the Resistance, a day in which the enemy felt himself inconsiderable, weak, defeated and astonished."

 

"Today, we recognize our martyrs' sacrifices since 1982, including in 2000 and in 2006, when the project to create a new Middle East failed. In today, like every year, we pay tribute to our martyrs, we remember their achievements and victories, we renew commitment to continue their path without hesitation and to remain loyal to their commandments," Sayyed Nasrallah pointed out.

 

"Today, we meet here in a part of Beirut's southern suburb, the suburb that was profaned by the enemy alongside Beirut, the Mount, the South and the Bekaa. But all these regions, except the Shebaa Farms, have returned thanks to the martyrs' sacrifices. Today, we thank them from all our heart to everything they did and we tell them that we are living powerfully and in dignity due to their bloodshed and sacrifices."

 

US FULLY COMMITTED TO ISRAEL'S SECURITY AND INTERESTS

Following this introduction, Sayyed Nasrallah started his political speech by focusing on the US administration's continuous and flagrant support for the Israeli enemy. "A few months ago, when Barack Obama was elected as US President and a new American administration saw light, many had high hopes and believed that major changes will happen in favor of the Arab and Islamic world and that there would be a reform policy and more human approach than that of former US President George W. Bush. However, the truth was quickly revealed and all these illusions quickly failed, especially during the few last weeks. The result was obviously a full US commitment to Israel's interest and security, disregarding the dignity and feelings of the Arab and Muslim people and governments."

 

Sayyed Nasrallah then turned to the military level and pointed to the US-Israeli latest drills. "Elite US military units come to occupied Palestine and perform joint drills with Israelis. They claim these drills aim to prepare for facing potential rockets from Syria, Iran, Lebanon and Gaza. So, for the first time since tens of years and perhaps since the creation of the Zionist entity, the US forces are in occupied Palestine to impose themselves true partners in any confrontation imposed by Israel. This is something that we didn't even see with the former administration of George W. Bush."

 

His eminence then recalled of the US continuous support to Israel since the 2006 July war against Lebanon. "Since the July War, the US has offered Israel complete military and logistic support. The Obama administration came and sought to play the "hero" game claiming to spare efforts to suspend settlements. But I told you since the beginning it was just a trick and this is what happened, causing a sort of frustration within the Palestinians."

 

Commenting on the statement of a Palestinian diplomat who said that Palestinians have conducted 18 years of failed diplomacy, Sayyed Nasrallah said: "Eighteen years of negotiations resulted in failure and frustration alongside the persistence in occupation while eighteen years of resistance which liberated Beirut, Bekaa, Mount and South."

 

US PROTECTS ISRAELI VIOLATIONS, WANTS LEBANON TO IMPLEMENT RESOLUTIONS!

Sayyed Nasrallah then pointed to the "double standards" of the international community. "The US, which is supplying Israel with technology and weapons, is requesting the full implementation of UN Security Resolutions. The US, which defends and protects Israel as it violates the resolutions, is urging Lebanon to fully implement the international resolutions. It's the US that's also working to prevent voting on the Goldstone report within the Security Council, a report that unfortunately equalizes the victim and the hangman. But, unfortunately, we have reached a stage where we accept that the violator and the violated are treated equivalently."

 

"We tell all those who asked us to give the Americans some time… it turned out that presenting a black president from the third world was a trick that ended faster than we expected.  Meanwhile, Israel maintains its armament, espionage cells and reconnaissance planes and spying devices. It continues to exploit any incident, whether a real or fabricated one, as part of its war on Lebanon, Palestine and Resistance movements."

 

"The Israeli are still conducting their psychological war against Lebanon and Gaza," Sayyed Nasrallah said, pointing to the Israeli first reaction following the birth of the Lebanese government. "When the Lebanese cabinet was formed the first reaction by Israel was threatening the Lebanese government because Hezbollah took part in its cabinet. Actually, Hezbollah was part of the previous governments as well."

 

MORE REGIONAL COOPERATION NEEDED TO FIGHT DIVISION ATTEMPTS

Meanwhile, Sayyed Nasrallah warned against attempts to portray conflicts in the region as "sectarian" ones and called for more regional cooperation to fight such attempts.

 

"Tensions are rising in the Arab world and there are attempts to convey them as sectarian strife in order to further divide the region through creating priorities other than the liberation of lands occupied by Israel."

 

"We cannot rely on the US to resolve our conflicts when it creates and funds them. Arab leaders should deploy national efforts to resolve their crises," Sayyed Nasrallah emphasized. "In this regard, we take positively the major role played by Turkey, and we are with "Sunni" Turkey if it defends Gaza and Lebanon more than "Shiite" Iran," Sayyed Nasrallah said in response to "sectarian" comments.

 

"We also take positively the Syrian-Saudi summit, and we were the first to reap its fruits. We look positively at any rapprochement in the region, such as the Iranian-Qatari one. Even more, we call for a Saudi-Iranian rapprochement to establish communication between the two countries. Let there be an Iranian initiative toward Saudi Arabia, or a Saudi Arabian initiative toward Iran."

 

Turning to Yemen, Sayyed Nasrallah called on for efforts to stop the war in Yemen, rejecting claims that it was of a sectarian nature. "How could it be sectarian? Is President Ali Abdallah Saleh from a sect different than the Houthis'?" his eminence wondered, stressing that the crisis in Yemen is political by nature. "But they are seeking to turn it into sectarian and this is very dangerous and should be stopped."

 

Hezbollah Secretary General then praised the latest speech of Syrian President Bashar al-Assad delivered during an economic conference in Turkey. His eminence said he appreciates Assad's call for adopting Resistance and called to generalize it on the Arab and Islamic levels. "In the Resistance, we are always proud of those who stand at our side. We're never ashamed of our friendship with Syria, Iran, Turkey, Venezuella and all those who back and support us."

 

ISRAEL'S PSYCHOLOGICAL WAR WILL FAIL

Turning into the Lebanese internal crisis, Sayyed Nasrallah chose to start by commenting the Israeli threats against Lebanon. "The Israelis are trying to talk about a war, and when they talk about some rockets in Gaza and Lebanon, they want to create an atmosphere and advocate a possible war. But there is another possibility; that this means never engaging in a war," Sayyed Nasrallah pointed out.

 

"When Israeli chief of staff talks about tens of thousands of rockets, he knows we will neither confirm nor deny. But he might be telling his people that if they want to engage in a new war it would not be like in 2006. He's telling them that there won't be one place in occupied Palestine that wouldn't be threatened by rockets and missiles. He is saying that not only Haifa, Netanya and Tel Aviv will be displaced in the next battle but all Israeli settlements."

 

While reiterating that "bargaining on regional or international pressure is useless," Sayyed Nasrallah emphasized that Hezbollah doesn't seek a war but is ready for all possibilities. "As Lebanese, we should ensure that the Israeli enemy’s psychological war will fail. Israel has to understand that if it launches a war on Lebanon, all the Lebanese will together defend their nation. Through our resistance we will turn this threat into an opportunity," Sayyed Nasrallah highlighted.

 

NEXT BATTLE WILL START FROM BEYOND AND BEYOND HAIFA

Hezbollah Secretary General stressed that Lebanese are able of turning any threat into an opportunity. "The Israelis are saying that their air force cannot win such a war. They only have the option of an extended land operation. We will turn this threat into an opportunity."

 

"Next time the battle will start from beyond and beyond Haifa instead of Haifa and beyond Haifa," the Resistance's leader pledged, adding that "the geographical nature of the south, and Lebanon in general, was created by God to humiliate and destroy the occupiers."

 

"We are more trained and prepared. We evaluated the war as well and addressed our weak points," his eminence said, before addressing Israelis: "Send as many (Israeli) brigades as you want, send even your whole army, we will destroy them in our valleys and mountains."

 

WE NEVER CONSIDERED SIZE OF OUR SHARE IN GOV'T

On the new government formation, Sayyed Nasrallah congratulated the Lebanese on its birth following a long delay, refusing to re-open to stage of the formation process for many considerations. "However, I have a quick comment. Now that the government has been formed, people discovered that much of the analyses of media and politicians and experts were false. I used to laugh whenever I heard them saying that Hezbollah is obstructing the cabinet because Iran wants to take something in its nuclear issue. This is really funny. Let those political experts and philosophers return to logic before delivering statements."

 

"Our goal since the first day was the cabinet formation and we have never considered the size of our share," Sayyed Nasrallah stressed.

 

GOVERNMENT SUCCESS BENEFITS RESISTANCE

Meanwhile, Sayyed Nasrallah stressed that "the success of the government benefits Lebanon and the resistance in Lebanon," and urged patience in raising major issues so that the country can rest.

 

"We want for the government to be a government of national cooperation and national coherence instead of being a barricades government," Sayyed Nasrallah stressed. 

His eminence called on the PM and the ministers not to set unreachable targets. "The Ministerial Statement should not be debatable. There are priorities, such as the socio-economic situation. Let us not move from one crisis to another. We can discuss whatever we want in the National Dialogue, which is discussing the national defense strategy."

 

EVERYONE CALLED TO COOPERATE WITH GOV'T TO FIGHT DRUGS

To conclude, Sayyed Nasrallah opened a very sensitive issue which is the issue of drugs, stressing that all Lebanese were concerned with it.

 

"Some are seeking to destroy our social environment. The issue of drugs is very dangerous, even more dangerous than robbery and illegitimate sexual relations. All our values collapse when we become addicted to drugs," Sayyed Nasrallah warned.

 

His eminence urges all Lebanese to cooperate with the government to fight this new phenomenon. "We have to cooperate with the government, all of us, to deal with the issue of drugs. All sects, all religious figures, parents, everyone is concerned and the security forces need to undertake this responsibility. Israel is working to diffuse drugs in our country as part of its war against us."

 

Sayyed Nasrallah ended his speech by renewing pledge to all the martyrs who defended Lebanon, to keep Lebanon a sovereign unified country, the country of stability and civilization.

 

 

Hizbulah chief urges regional powers to enhance cooperation
Nasrallah stresses commitment to Cabinet
By Elias Sakr /Daily Star staff
Thursday, November 12, 2009
BEIRUT: Hizbullah’s Secretary General Sayyed Hassan Nasrallah called on Wednesday for further cooperation among Arab and Islamic states urging them to adopt a resistance strategy to counter Israeli threats while he did not fully dismiss the possibility of an upcoming Israeli war against Lebanon. Meanwhile, on the domestic front, Nasrallah underscored his party’s commitment to the success of the new Cabinet, adding that all parties should cooperate to meet the social and economic needs of the Lebanese people.
Speaking on the occasion of “Martyr’s Day,” which Hizbullah celebrates on November 11 of each year, Nasrallah stressed Wednesday that the recent Israeli threats and psychological warfare against Lebanon was subject to one of two interpretations. Nasrallah said the threats were either a preparation for an upcoming battle or a domestic message to Israeli leaders signaling the difficulty of such conflict.
“I do not deny or confirm an upcoming war,” Nasrallah said, while he vowed to defeat the Israeli Army in any challenges.
“[Israeli Army commander] Gabi Ashkenazi’s statements that Hizbullah possesses thousands of missiles with a range that surpass 350 kilometers could be an excuse to launch a new war or an indication of no future confrontation given the readiness of the resistance,” Nasrallah said.
He emphasized that any Israeli ground invasion would be an opportunity for the resistance to destroy the Israeli Army units and kill or capture his soldiers given south Lebanon’s favorable geography to resistance operations.
The Sayyed also urged for further cooperation among regional powers in order to face Israeli threats as he praised Turkey’s positive role in the region and its establishment of strategic ties with Syria and Iran.
Nasrallah also called for a Saudi-Iranian rapprochement while praising Syrian President Bashar Assad for his support to resistance movements in Leba­non and Gaza.
“We thank President Bashar Assad for his stance at Turkey’s Economic summit where he voiced support for the resistance movements and embraced the resistance choice and we urge the entire Islamic world to adopt that choice,” Nasrallah said.
Nasrallah called on Arab leaders to adopt the resistance’s choice rather than awaiting American intervention, as he accused the US administration of bringing unconditional support to Israel.
“Eighteen years of Israeli-Palestinian talks proved theire failure according to confessions by leading Palestinian negotiators,” he said. “All illusions by some Arabs following the election of US President Barak Obama fell apart as the latter proved fully committed to preserve Israeli interests,” Nasrallah added.
Nasrallah added that the US claims of forcing Israel into halting its settlement activities prior to the resumption of Israeli-Palestinian negotiations were no more than a pre-planned diversion.
“The US did not impose on Israel to freeze construction of new settlements prior to the resumption of Israeli-Palestinian peace negotiations but rather imposed on the Palestinians to resume negotiations without pre-conditions,” Nasrallah said.
Tackling Lebanese domestic affairs, Nasrallah stressed his party’s commitment to the success of the new “governmental experience” as he called on all parties to cooperate and work in harmony in order to serve Lebanon’s best interests.
“We call on the new Cabinet to work in harmony and cooperation rather than be one formed of bunkers,” Nasrallah said.
He added that the Cabinet’s top priorities should be to address the social and economic needs of the Lebanese people while major issues subject to debate should be left to discussions during national dialogue sessions to avoid hindering the Cabinet’s functions.
“We urge for patience before putting forward major topics for discussion in order to allow time for the new Cabinet to settle in so as to facilitate its work,” Nasrallah said.
Nasrallah also called on political parties to put forward objective and feasible goals rather than unachievable expectations in order to earn the trust of the Lebanese people.
As for the Cabinet’s policy statement, Nasrallah tackled the issue briefly saying its formulation faced no complications.
Concluding his speech, Nasrallah accused the Israelis of attempts to corrupt the Lebanese society by promoting drug sales and abuse among the young aged population.
“I call on Lebanese official authorities to declare a full scale war against drug promotion on media, cultural, security and judicial levels,” Nasrallah said.
Nasrallah urged the Lebanese government to fight the newly emerging wide spread of drug sales among university and schools students as he underscored that drug dealers should face severe punishment. “We reject, based on a religious principle, the promotion of drug sales even in the Israeli enemy society since it contradicts our values,” Nasrallah said, adding that “Israeli claims Hizbullah of such actions are no more than lies.”