السيد نصرالله : هناك من يعمل على توجيه التحقيق الدولي باتجاه حزب الله 

خاص موقع قناة المنار - محمد عبد الله / 

 29/05/2009 

 

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المعارضة ستفي ببرنامجها اذا فازت بالانتخابات وستعمل على أن يكون الجيش اللبناني جيشاً قوياً مسلحاً.

وخلال الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير الذي أقيم في مرجة رأس العين في بعلبك شرقي لبنان، أكد السيد نصرالله أن إسرائيل تسعى لايقاع الفتنة في لبنان ولإظهار حزب الله كمنظمة إرهابية مؤكدا على وجود معطيات بأن تقرير (دير شبيغل) هو إسرائيلي بامتياز. وشدد السيد نصر الله على أن هناك من يعمل منذ مدة على توجيه التحقيق في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحرير باتجاه حزب الله.

السيد نصر الله دعا شعب المقاومة انتخاب لوائح المعارضة في كل الداوئر. والرد على القادة الصهاينة في السابع من حزيران/يونيو المقبل.

 

وهنا نص الكلمة كاملة: 

 

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمان الرحيم , والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد ابن عبد الله , وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.

السادة العلماء, الاخوة والاخوات, السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته,

 

في البداية أتوجه إليكم جميعا يا أهلنا وأحباءنا وأعزاءنا في البقاع وخصوصا في منطقة بعلبك الهرمل بالتهنئة والتبريك بمناسبة الذكرى التاسعة لعيد المقاومة والتحرير، هذا العيد الذي كنتم شركاء كاملين في صناعته, وهذه المقاومة التي كنتم في طليعة بُناتها ومؤسسيها ومطلقيها والمضحين في صفوفها والمحتضنين لها, وهذا العيد هو عيدكم بامتياز, هذه المنطقة الشريفة والكريمة من لبنان شكلت باهلها وجبالها ووديانها قاعدة لانطلاق المقاومة منذ الأيام الأولى وتكونت فيها النواة الأولى لحزب المقاومة, حزب الله في مدينة بعلبك في مدرسة الإمام المنتظر عليه السلام الدينية في حضن وعباءة وحنان وأبوة السيد عباس من الجنوب, والبقاع الغربي وراشيا والضاحية وبيروت والجبل بعد بعد ان احتل العدو الصهيوني كل هذه المناطق. البقاع فتح قلبه وذراعيه فكانت مراكز التطوع والاستقطاب والتدريب والتأهيل والتسليح وكانت قواعد الانطلاق للمقاومة , والبقاع لم تكن مشاركته في المقاومة مجرد مشاركة لوجستية او احتضانية, بل كانت مشاركة بفلذات الأكباد , أرسلتم خيرة أبنائكم وشبابكم واحبائكم، قاتلوا في البقاع الغربي وراشيا حتى العام 2000 وقاتلوا في الضاحية وبيروت والجنوب حتى بعد الانسحاب إلى الشريط الحدودي وحتى العام 2000، وقدمتم الشهداء وتحملتم ايضا اعباء المقاومة وما زال ابناؤكم في صفوفها حتى الآن,  في حرب تموز كان إخوانكم وأبناؤكم من البقاع يقاتلون في بنت جبيل وفي عيتا الشعب ومارون الراس وعلى كل الخطوط الأمامية، وتحملتم الاعباء منذ الايام الاولى, كانت منطقتكم تقصف لأنها منطقة مقاومة وليس لأنها داعمة للمقاومة او قاعدة خلفية للمقاومة. كلنا نذكر القصف الذي ادى إلى اسشهاد الكثير من اعزائكم واحبائكم في مدينة الامام الصدر على طريق بعلبك, سيّار الدرك, جنتا, وفي الثكنة, في التلال المحيطة بمدينة بعلبك, في مركز الخوام, ومقر المنطقة وكثير من الاماكن التي كانت تتعرض للقصف في داخل المدينة وفي البلدات والمناطق المختلفة في البقاع .

 

وكان ذروة دفع الثمن في حرب تموز عندما كان البقاع شريك الجنوب في التدمير والتهجير والحرب القاسية  والمتوحشة, ايها الاحبة والاعزة,  لم تتصرفوا بعقلية مناطقية, كأن نقول الجنوب تحت الاحتلال, ولا شأن لنا في البقاع, الشريط الحدودي بعد العام 1985 كان تحت الاحتلال, بنت جبيل, حاصبايا, جزين, شبعا وكفرشوبا, الناقورة, فما شأن بعلبك والهرمل وقراهم, وما شأن البقاع الغربي وزحلة, كنتم تستطيعون ان تقولوا لا علاقة لنا بالامر, ولكن لم تفعلوا ذلك, كنتم تستطيعون ذلك, لانه طوال التاريخ هناك جبهة المجاهدين وجبهة القاعدين, ودائما كان القاعدون يجدون الاعذار والاسباب وحتى الفتاوى, وكنتم تستطيعون ان تقولوا نحن منطقة محرومة ومهملة ولا احد يسأل عنا فما علاقتنا بكل هذه المعركة, وتجدوا لانفسكم اعذارا ولكنكم لم تفعلوا.  أنتم قبل 1982 وبعد 1982 وطوال سنوات احتضانكم بعد التأسيس للمقاومة ولحزب المقاومة ولحزب الله, اقدّم شهادة لله وللآخرة وللتاريخ, تصرفتم بطبيعتكم وبخلفية إيمانية وإسلامية وقرآنية ونبوية وأخلاقية ووطنية, ونظرتم إلى الوطن كل الوطن وانطلقتكم مما جبلكم الله تعالى عليه من نخوة وحمية وغيرة وشهامة ودين, وحب لانبياء الله ورسله ولمحمد وآله الاطهار, فقمتم وقاومتم وجاهدتم وتحملتم, واديتم الواجب ولم تنتظروا ان يتحرك معكم احد في هذا العالم حتى في لبنان, حالكم كحال كل اولئك الذين آمنوا بالمقاومة واطلقوها واحتضنوها, -لم تنتظروا إجماعا واعود واقول, لا توجد مقاومة في التاريخ , وهذا لا يعني اننا لا نريد اجماعا وطنيا بل نحب ان يكون هناك اجماع وطني ونتمنى ذلك, واذا وجد الاجماع الوطني فهذا افضل واقوى واحسن بشكل اكيد, ولكنني اريد ان اذكر بانه لا توجد مقاومة في التاريخ كان عليها اجماع وطني, لا في التاريخ القديم ولا المعاصر,  وعندما كان عدو ما يحتل بلدا كان الناس ينقسمون بين مقاوم وقاعد ومثبّط وعميل ومراهن على خيارات غير المقاومة. نعم المقاومة منذ البداية لم يكن عليها اجماع وطني ولذلك هي لم تفقد الاجماع الوطني , لان الانسان لا يفقد شيئا معدوما, والان عندما يخرج احد ما ليقول لقد فقد المقاومة الاجماع الوطني بسبب السياسة الداخلية, نقول هل كان هناك اجماع وطني قبل دخول حزب الله إلى السياسة الداخلية, في العام 1982, او 1985, بعد العام 200 او قبله, هناك قوى سياسية في لبنان منذ 1982 وحتى اليوم لم يصدر منها بيان او موقف في الحد الادنى يساند او يؤيد او يتعاطف مع المقاومة، لم يكن في يوم من الايام اجماع وطني, ولكن الافضل ان يكون لدينا اجماع وطني, ولكن ايضا كان هناك إحتضان شعبي كبير لهذه المقاومة، إحتضنها كل الوطنيين وكل المؤمنين بلبنان بكرامته وعزته باستقلاله بسيادته، وأود هنا أن أقول، كيف يستوي لبنان أولا وإسرائيل  تعتدي وتخرق سماءه في كل يوم ولا نحرك ساكنا؟! وكيف يستوي لبنان أولا ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت الاحتلال؟ وكيف يستوي لبنان أولا وهو في دائرة الخطر والتهديد ولا نفعل شيئاً حقيقيا جديا بمواجهة الخطر والتهديد؟ لكن منذ البداية المقاومة إحتضنها أهلها وكنتم أنتم من أوائل من إحتضنها وبالرغم من أن الدولة تخلت عنكم لم تتخلوا عن وطنكم وبالرغم من أن الحكومات المتعاقبة بخلت عليكم حتى بقطرة الماء فلم تبخلوا عليها بسيل الدماء فهذا عهدكم أيها الإخوة والأخوات وبينكم عوائل الشهداء وجرحى وأسرى محررون وأصحاب بيوت مهدمة وبينكم وفيكم طيف وروح وذكرة وعطر وطيب سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وام ياسر وحسين الطفل الصغير وكل الشهداء هذه المقاومة التي شاركتم في تأسيسها وانطلاقتها ومسيرتها وانتصاراتها وتضحياتها وتحدياتها هي اليوم أمام تحديات جديدة.

 

أنا أود التذكير بالعناوين، البقاع والمقاومة، تحديات المقاومة في المرحلة الحالية والمقبلة ومسؤوليتنا تجهها ،البقاع والدولة، والانتخابات بعد أيام في سبعة  حزيران في البقاع.  هذه العناوين التي أود التركيز عليها يا أهل المقاومة، إن مقاومتكم اليوم كانت ومازالت أمام تحديات كبيرة وخطيرة وهذا يحملنا جميعا المسؤوليات الجسام. بعد انتصار المقاومة  في 25 أيار عام 2000 عمل الصهاينة على استراتيجية جديدة، وهذا العرض أسرده بإجاز حتى نصل إلى النتيجة. هذه الاستراتيجية الجديدة أعلن عنها لمرات عديدة وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق المدعو سيلفان شالوم،  قال نحن سنعمل من أجل أن نضع المجتمع الدولي كله في مقابل حزب الله وسنعمل على إصدار قرارات دولية لأنهاء حزب الله وسنعمل على تكريس حزب الله لدى المجتمع الدولي وجميع دول العالم كمنظمة إرهابية، وبالفعل بذل الصهاينة جهود كبيرة في دول كانت قد استجابت للصهاينة ووضعت حزب الله على لوائح الإرهاب مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

 

بعد العام 2000 هناك دول استجابت للمسعى الإسرائيلي ووضعت حزب الله على لوائح الإرهاب مثل هولندا ولكن هناك دول رفضت كفرنسا وهناك دول أيضاً رفضت في البداية كبريطانيا ولكن سمت شيء آخر فرع الأمن الخارجي ومنذ مدة أضافت إليه الجناح العسكري. هناك جهود كبيرة قام بها اللوبي الصهيوني في العالم من أجل اقناع حكومات العالم بوضع حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية وبدأ السعي وهذا ليس تحليل، هذه اعترافات سلفان شالوم وهو الذي قال أن إسرائيل هي التي صنعت القرار الدولي 1559 في مجلس الأمن الدولي، قد يكون بعض اللبنانيين كان لهم مساهمة في هذا القرار من حيث يعرفون أو لا يعرفون وأنا لا أريد أن أخون أحد، قد يكون بعض اللبنانيين الذين لهم صلة بالقرار 1559 لا يعرفون الخلفيات الإسرائيلية، تقاطعت مصالح خارجية وداخلية أدت إلى القرار 1559 ولكن سلفان شالوم يعترف أن القرار 1559 بالدرجة الأولى هو صنع إسرائيلي ووضع المقاومة تحت الضغط. حصلت بعدها أحداث 11 أيلول، احتلال أفغانستان، احتلال العراق،  اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خروج القوات السورية من لبنان، الانتخابات التي حصلت بعد ذلك وجاءت بالفريق السياسي الحالي إلى السلطة، منذ ذلك الحين ورغم تحالفنا في التحالف الرباعي وانفتاحنا وتعاوننا كان المحور الرئيسي في حركة هذا الفريق هو مسألة سلاح المقاومة بين حدين بين من يتحدث عن نزع سلاح المقاومة وبين من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة والفرق بين هذين التعبيرين، النزع يستبطن القوة وعلينا الذهاب لنزع السلاح، هناك من تحدث عن النزع وكانوا يريدون نزع هذا السلاح وهناك ناس تحدثوا ليس عن النزع لأنهم يعرفون أنه لا يمكن نزع سلاح حزب الله بالقوة فكانوا يتحدثون عن تسليم السلاح، يعني أن يقوم حزب الله بتسليم سلاحه للدولة، ووضعنا أمام استحقاق، ومنذ عام 2005 ومع من نجلس من السياسيين والوفود الأجنبية كل الموضوع سلاح المقاومة وكأنه لا تجود مشكلة أخرى في لبنان إلا سلاح المقاومة يجب أن ينشغل اللبنانيون بحله، فلا يوجد مشكلة اقتصادية ولا أزمة مالية ومعيشية واجتماعية ولا وجود لمناطق محرومة ومسحوقة كل البلد بألف خير، 40 50 مليار دولار دين لا يوجد على لبنان، أرض محتلة لا يوجد ولا أسرى في السجون الإسرائيلية، انتهاكات إسرائيلية للسيادة اللبنانية لا يوجد، ولا يوجد أي مشكلة في لبنان سوى سلاح المقاومة الذي حرر لبنان من أكبر اجتياح إسرائيلي حصل عام 1982 وكل النقاش والضغوط والبحث والجهود يتركز على موضوع واحد، وللذي يود عمل مراجعة نقدية للمرحلة السابقة هذا من أهم أخطاء الفريق السياسي في المرحلة السابقة وأنا كنت أقول لهم وحتى في بعض الحوارات الداخلية أقول لهم أذهبوا وعالجوا مشاكل الناس الحرمان والإهمال، وأشعروا أهل المناطق أنكم حكومة مسؤولة وقووا الجيش ولاحقا عودوا للحديث عن السلاح وسترون الناس معكم في وجهنا، ولكن يبدو أن البرنامج لم تكون فيه فترة طويلة، وكما سمعنا في الأيام القليلة الماضية كان هناك تعهدات بحل موضوع السلاح، الآن حله بالقوة أو بالحوار بحث آخر، ولكن يبدو أن الوقت الذي كان معطى ومتاحاً كان محدوداً، في المقابل نحن كيف تصرفنا؟ نحن دعينا إلى الحوار وأصلا عبارة استراتيجية دفاعية وطنية حزب الله هو الذي تحدث عنها، والدعوة إلى حوار وطني حول استراتيجية دفاعية نحن دعونا إلى ذلك وأيدنا ذلك وورد ذلك بالنص في تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر، وقلنا لهم تعالوا إلى الحوار. كنا نشعر طوال السنوات الماضية بصراحة أن البعض ليس له  هم كيف نحمي لبنان وكيف نحرر بقية الارض والأسرى وكيف نواجه الخروقات الإسرائيلية والتهديدات الإسرائيلية، الهم الوحيد كيف نأخذ هذا السلاح من يد المقاومة وماذا يجري لاحقا لا يهم وهذه العقلية هي التي جعلت لبنان مستباحاً طوال عقود من الزمن. عقلية عدم الإيجابة على سؤال كيف نحمي  لبنان وشعبه كيف ندافع عن لبنان وسيادة لبنان ونحفظ أرض لبنان ومياه لبنان وكان الجواب قوة لبنان في ضعفه وكانت الإحتلالات والإجتياحات والإستضعافات حتى سخر منا الإسرائليون وتذكرون خلال حرب 67 وهذه مسخرة أن ينسى رئيس الأركان الإسرائيلي وقتها ويقول هذا الجيش لسورية وللأردن ومصر وقطاع غزة وللضفة الغربية ويسأل للبنان لم ترسل شيئاً لا لواء ولا كتيبة ولا فرقة، فقال لبنان يكفيه فرقة موسيقية! صحيح أم لا ؟ الذي جعل لبنان هو المعادلة الأقوى والأهم في هذا الصراع الآن، الذي جعل لبنان لا يخاف بل لديه استعداد حقيقي ليواجه ليس فرقة موسيقية بل خمسة فرق ومئة فرقة وكل الجيش الإسرائيلي هو أنتم ومقاومتكم، وليس منطق الضعف والوهن والمنطق النعامي الذي يدس رأسه في التراب.

 

تعرضنا للكثير من الضغوط من داخل الجلسات واللقاءات ، في وسائل الإعلام، حروب نفسية، تهديدات ضمنية وضغوط خارجية، ولكننا تمسكنا بحقنا وإيماننا وطريقنا ومقاومتنا وسلاحنا، وبعد اليأس من المسعى السياسي جاءت حرب تموز، حرب تموز التي كان هدفها سحق المقاومة وسحق البيئة الشعبية التي تحتضن المقاومة وفشلت تلك الحرب بعون الله عز وجل وتأييده وثباتكم وتضحياتكم وشجاعتكم وصمود المجاهدين. وبعد حرب تموز، عدنا إلى النغمة ذاتها، عدنا من أول وجديد، المقاومة، وسلاح المقاومة، وماذا سنفعل بسلاح المقاومة، يجب تسليم سلاح المقاومة، وكأنه بعد حرب تموز وما لحق بلبنان وكل التطورات التي تحصل في المنطقة وكل المشاكل الموجودة في لبنان والمشاكل الداخلية والأزمة السياسية، لا توجد مشكلة إلا سلاح المقاومة!

أيها الأخوة والأخوات، منذ ثلاث سنوات بعد حرب تموز، إسرائيل اعترفت بهزيمتها وذهبت تعالج أخطاءها وعيوبها. ثلاث سنوات إسرائيل تتدرب وتناور، وبعد أيام تناور على مستوى الكيان وتتسلح وتأتي بطائرات جديدة وهي التي لا ينقصها طائرات، إسرائيل تعمل في الليل والنهار لتستعيد قوتها وهيبتها، والمقاومة التي هزمت إسرائيل طوال ثلاث سنوات معنية أن تدافع في كل يوم وأن تجادل وأن تناقش أمام أولئك الذين يطلبون منها أن تسلم سلاحها! أين العدل؟ أي المنطق؟ أين الوطنية؟ أين الانصاف؟  إسرائيل تستعد ولبنان لا يفعل شيئاً، لا في تقوية الجيش، ولا في تسليح الجيش، ولا في بت استراتيجية دفاعية حقيقية وجادة، بل بالعكس ، إسرائيل تعالج نقاط الضعف التي ظهرت في حرب تموز، وفي  لبنان من يعمل للقضاء على نقاط القوة التي صنعت الانتصار في حرب تموز. 

 

دائماً في هذا السياق كنا نقول: ابنوا دولة قوية قادرة وجيش يستطيع أن يحمي البلد ونحن سنرتاح، لكن من هو مستعد  لتمويل الجيش وتسليح الجيش اللبناني؟ بعد كل هذه التجارب، كلنا أن يعرف أن أمريكا والغرب والأغلبية الساحقة من دول العالم والدول العربية ليست مستعدة لتسليح الجيش اللبناني في مقابل إسرائيل. أما حكاية أنهم إذا أعطوا السلاح للجيش يصل إلى أيدي حزب الله هذا كلام واه، لأنهم يعرفون أنه لدى المقاومة من السلاح ما يكفيها، المقاومة التي تتعهد بتدمير فرق الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان ليست بحاجة إلى سلاح تعطيه أمريكا لأحد في لبنان. السبب الحقيقي هو أن أمريكا لا تقبل أن تعطي للجيش اللبناني سلاحاً يُقاتل به إسرائيل، وكذلك الدول الأخرى. مشكورة الحكومة الروسية،  في الماضي نحن لم نعلق، حتى عشر طائرات ميغ ماذا تقدم أو تؤخر في المعادلة؟ المصداقية للذي يريد أن يساعد لبنان، اليوم هناك دول مهمة في المنطقة لا تذهب وتشتري طائرات لأنه لا توجد إمكانية توازن مع إسرائيل وإنما تذهب وتشتري دفاع جوي، الذي يريد حقيقة جيشاً قوياً في لبنان، يجلب له دفاع جوي، يجلب له سلاحاً ضد الدبابات والدروع وصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى، حتى يعمل توازن. بغير هذه  الطريقة لا يستطيع الجيش أن يحمي البلد في مقابل جيش بقوة الجيش الإسرائيلي.

من هو المستعد لأن يعطي الجيش اللبناني سلاحاً؟ انتخبوا المعارضة وأنا أدلكم. هل طلبت الحكومة اللبنانية من الأخوة في سوريا سلاحاً وصواريخ وإمكانات وبخلت سوريا على لبنان؟ لا.

 

أنا واكبت زيارة فخامة الرئيس ميشال سليمان لإيران، إيران لم تعرض سلاحاً على لبنان، هذا صحيح، وأنا أقول لكم لم ولا تستيطع ولن تعرض ابتداءًٍ ، ولكن حتى هذه اللحظة لم يطلب لبنان سلاحاً من إيران، وليس منطقياً أن تعرض إيران ذلك، فهي وعلى الرغم من أنها لا تعرض يتعرض الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لانتقادات لا حد لها فكيف إذا عرضت؟ لو جاءت إيران ابتداءً وقالت أنا حاضرة لأن أسلح الجيش اللبناني، فماذا تريدون؟ صواريخ، سلاح دفاع جوي، مضاد طائرات، مضاد دروع، تفضلوا لنتفاهم على هذا الأمر، سيخرج أناس كثيرون في لبنان ويقولون: إيران تريد توريط لبنان في حرب! إيران تريد ضم لبنان للمحور السوري الإيراني من خلال تسليح الجيش. لذلك ، لا ينتظر أحد أن تأتي إيران وتعرض على لبنان. ولكن أي حكومة لبنانية تذهب إلى إيران وتقول للقيادة في إيران: نحن بلد مستهدف من إسرائيل نريد جيشاً قوياً لكن لا أحد يقدم لنا السلاح المفيد، " أنو نائب الرئيس الأميركي بايدن جبلنا كم دبابة شو بيسوا هول، وكم مدفع  وكم شاحنة وكم وليس،شو بينفعو هول"، لو ذهب لبنان إلى إيران وطلب ذلك حينئذ سنرى إيران ماذا ستفعل، هل تساعد أو لا تساعد، أنا أعرف الجواب، وكلكم تعرفون الجواب. ما أعرفه أن الجمهورية الإسلامية في إيران وبالخصوص سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف لن يبخلوا على لبنان بأي شيء يجعله بلداً قوياً قادراً عزيزاً وبلا شروط. أقول لكم إذا نجح تحالف المعارضة في الانتخابات النيابية المقبلة وشكّل حكومة وطنية كلنا في المعارضة وحزب المقاومة في المقدمة، المتهم بأنه لا يريد جيش قوي للأسف الشديد، المعارضة وفي مقدمها حزب الله ستفي ببرنامجها وستعمل على أن يكون الجيش الوطني اللبناني جيشاً قوياً مسلحاً وقادراً على الدفاع عن لبنان. البعض يقول بسيطة، السلاح الذي تملكونه يا مقاومة أعطوه للجيش فيصبح قوياً! هذه مغالطة وتبسيط، السلاح الذي معنا لا ينفع جيش نظامي ، السلاح الذي بين أيدينا ينفع مقاومة شعبية، هذا السلاح ذاته أعطه لجيش نظامي لا يستطيع أن يقيم أي توازن مع الإسرائيلي، قيمة هذا السلاح أنه في يد منظومة شعبية، لها تكتيكاتها، مدرستها، آلياتها، ثقافتها،  سريتها، لا يقدر جيش نظامي تابع لدولة وسلطة سياسية رسمية أن يشتغل بطريقة المقاومة كما تفعل الآن, ولذلك هذا السلاح لو أعطيناه للجيش لن يتمكن الجيش اللبناني من الدفاع عن لبنان كما لو كان هذا السلاح بيد جهات شعبية وهذا الكلام بدو تفصيل أنا اكتفي بهذه الإشارة.

 

المهم أيها الإخوة والأخوات أن تتوفر قناعة جدية لدى السياسيين في لبنان ولدى القوى السياسية في لبنان أننا نريد جيشا قويا وان يكون البعض بحق وصدق قد تخلى عن ثقافة وعقيدة ونظرية قوة لبنان في ضعفه.

أيها الإخوة والأخوات نعم هذا التحدي أمام المقاومة هذه التحديات ما زالت قائمة , الحرب العسكرية التي يهدد بها الصهيوني تبقى واردة وان كانت مستبعدة , بعد فشل حرب تموز هم يعرفون جيدا , وليسمع الصديق والعدو: الحرب العسكرية الإسرائيلية لم تستطع في الماضي ولن تستطيع في المستقبل ان تقضي على المقاومة في لبنان , لذلك على الأرجح هم سيواصلون العمل على خط الاغتيالات كما فعلوا بالاخ الشهيد القائد العزيز والحبيب الحاج عماد مغنية وهذا يفسر لنا الحجم الكبير لشبكات الجواسيس والعملاء التي تبحث عن أهداف وعن شخصيات وعن أماكن للاستهداف لكن يبقى التحدي والاهم والأخطر والأكبر هو ما نواجهه الآن وهو بخلاصة استمرار سيلفان شالوم بعد العام 2000 يعني العودة الى إستراتيجية تقديم حزب الله منظمة إرهابية يعتدي على الدول يعتدي على الشعوب, يهدد الأمن العالمي, يهدد الأمن الدولي والأسوأ من ذلك محاولة اتهام حزب الله باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتقع فتنة سنية شيعية في لبنان.

 

أيها الإخوة والأخوات ما صدر في الآونة الأخيرة عن "دير شبيغل" أريد ان أؤكد لكم صحيح قام مسؤولين يقولوا ان هذا له منشأ وصدر من بيروت ممكن ان يكون أحدا من بيروت مشارك , مثل قصة القرار 1559 , ولكن ما توفر لنا من معطيات في هذه الأيام ان هذا التقرير إسرائيلي بامتياز وان هذا الاتهام إسرائيلي بامتياز ولاحظتم الترقب الإسرائيلي السريع لتقرير "دير شبيغل" واتهاماته , واقرؤوا أيضا التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث بوضوح عن علاقتها للأسف حتى بالتحقيق الدولي , دعونا نكون صريحين ولا نختبئ نعم أيها الإخوة منذ عام 2000 وبعد الهزيمة الصهيونية المدوية وانتصار المقاومة في لبنان هناك من يتربص بالمقاومة وسلاحها وبالمقاومة وحزبها وبالمقاومة وبيئتها يتربص الدوائر ويحيك الدسائس الأمنية والعسكرية والسياسية وغيرها وهناك من يعمل منذ مدة على توجيه التحقيق الدولي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري باتجاه حزب الله لأنه لم يعد في الجعبة شيء ماذا يفعلوا مع حزب الله؟  قتلنا السيد عباس ما مشي الحال , وقتلنا الحاج عماد ما مشي الحال, قصفنا بيوتهم على رؤوس نسائهم وأطفالهم ما مشي الحال, وعملنا حرب أل 93 والتي سموها تصفية الحساب, وال 96 عناقيد الغضب وحرب تموز بـ 2006 وما مشي الحال, هم أمام مقاومة عجيبة غريبة , مقاومة يصدق عليها ما كان يردده السيد عباس عن لسان الإمام الخميني اقتلونا فان شعبنا سيعي أكثر فأكثر , أقصى شيء ممكن واحد يعمله معنا ومعكم, مع رجالنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا ما هو ؟ أن يهددونا بالموت , جوابنا حاضر وجاهز , ليس مع حزب الله من زمان من مئات السنين , نحن نرضعه مع حليب الأمهات ويربينا عليه الآباء , نحن نقول لمن يهددنا بالموت وبالقتل "أ بالموت تهددني يا ابن الطلقاء أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ".

 

لقد أدركوا جيدا أن القتل والمجازر والاغتيالات وهدم البيوت والتحريض وكل هذه الوسائل لن تجدي نفعا مع حزب الله والمقاومة الإسلامية والجمهور المبارك لهذه المقاومة, ماذا بقي في الجعبة؟ الاتهام بالاغتيال، المنظمة الإرهابية، التحريض المذهبي على حزب الله من خلال كل شيء، الأهم والأخطر هو توجيه الأقلام المسمومة لتكريس هذا الاتهام. في كل الأحوال،  لقد مررنا في هذه الأيام في مرحلة خطيرة جداً، ولكن بحمد الله وبوعي القيادات والمسؤولين وافتضاح الاتهام في دير شبيغل، افتضاحه  إسرائيلياً وصهيونياً، والوقفة اللبنانية المسؤولة استطعنا أن نواجه  هذه المرحلة الخطرة، ولكن هذا التحدي يبقى قائماً لأن هناك من يصر أن يواصل هذا الطريق وهذا السلوك لأنه لم يعد هناك طريق آخر ولا وسيلة أخرى.

نحن إنشاء الله بالتضامن والتعاون والتفاهم والوعي  والحكمة، سنخرج من هذا التحدي مرفوعي الرأس كما كنا نخرج دائماً من كل المحن ومن كل التحديات. وأؤكد لكم أننا بعد السابع من حزيران، نريد حكومة وطنية، نريد التلاقي والتفاهم والتعاون، وحتى لو قمنا بمراجعة الماضي ليس على قاعدة نكء الجراح وإنما على قاعدة أخذ العبر. وحتى في مسألة المقاومة وسلاحها، نحن نؤيد استمرار الحوار، البعض يقول لو فازت المعارضة سينتهي الحوار الوطني، لا، نحن نؤيد استمرار الحوار لأننا نريد استراتيجية دفاعية وطنية حقيقية تلتزم بها الدولة ويلتزم بها الشعب وتلتزم بها المقاومة. 

 

العنوان الآخر، البقاع والدولة:  في موضوع البقاع وعنوان الحرمان والإهمال دائما السؤال الأساسي والمفتاحي الذي هو مفتاح كل النقاش هل الدولة اللبنانية كدولة وكنظام وهل الحكومات المتعاقبة كحكومات، هل تعتبر أن البقاع جزء من لبنان أو منطقة لبنانية أو يعني البقاع ابن هذه الدولة أو ابن الجيران أو "مخلفينو ونسيانو"، ماذا؟ على الدولة أن تجيب على هذا السؤال وهذه هي المسألة الرئيسية. الموضوع له علاقة بذهنية الدولة وذهنية المسؤولين منذ تأسيس هذه الدولة في لبنان، وطبعا هذه المشكلة ليست فقط مع البقاع، مع البقاع وعكار والشمال المسلم والشمال المسيحي والجنوب وكل الأطراف على مستوى الوطن والأطراف أيضا على مستوى العاصمة. تذكرون في السنوات الماضية أتى من يقول لأهل البقاع أن المشكلة الرئيسية هي خياراتكم السياسية، انتم تعاقبون لأنكم مع حزب الله، انتم تعاقبون لأنكم مع المقاومة، طبعا هذا كان كذب لأن قبل العام 82 لم يكن حزب الله موجودا فيقول لك قبل العام 82 كنتم مع الإمام موسى الصدر، حسنا قبل العام ستين لم يكن الإمام الصدر موجود، منذ عام 1948 منذ أن أصبح البقاع جزءا من لبنان الكبير هو مهمل ومشطوب ومنسي، أنا في احتفال الجنوب أتيت بنص للسيد عبد الحسين شرف الدين، وأهمية النص ليست من كونه أنّه من سماحة السيد بل من تاريخه وقدمه فهو وثيقة تاريخية مهمة.

 

اليوم سأقرأ نصا للسيد عبد الحسين شرف الدين للرئيس بشارة الخوري، يومها حصلت مشكلة في البقاع وبعض الناس من أبناء العشائر "طفشوا على الجبال على جرود الهرمل" فجرّدت الدولة اللبنانية حينها قوة مسلحة كبيرة جدا لملاحقة هؤلاء الناس وكادت أن تقع الواقعة بين هذه القوة العسكرية والعشائر في منطقة الهرمل، السيد عبد الحسين شرف الدين يبعث برسالة للرئيس بشارة الخوري في أيلول 1949، يقول فيها :" وبعد فإنّ عشائر الهرمل لم يخرجوا على طاعة ولم فارقوا جماعة فلِمَن إذاً تسرح الخيل العِراب وتشرّع الأسنة والحراب، أَلِهَؤلاء ـ وأنتم معرفون منذ القِدم وانظروا السيد عبد الحسين ماذا يقول عنكم" وهم أباة ضيم لا يبيتون على خسف ولا يقيمون على هوان في عصر تفتحت على ثورة العقول والأبصار واغترف منه لبنان حتى غدا قبلة الأنظار دون أن يصيبهم صيب من دَيْمِه، أو فاضل من نعمه، بل تركوا يأكلهم الثأر ويغتالهم المرض والفقر حتى أصبحوا بين نارين : نار الحكومة الموقدة ونار أوضاعهم الموصودة، وإنّا أخشى ما أخشاه أن تدخل النائحة إلى كل بيت في لبنان إذا التقى الجمعان والتحم الصفان، فالحملة العسكرية لا يستهان بها عدة وعددا والمعتصمون في الجرود لهم من المواقع ما يسلطهم على الوقائع، والدم ينادي الدم. أَلا أعدتم يا صاحب الفخامة النظر في أسلوب تأديب الجامحين وغزو المتمردين؟ ألا ترون أن تغزوهم بجيش من التسامح تريّشون به جناح الوطن المهيض وتشفون جنبه المريض؟ ألا ترون أن تؤدبوهم بنقلهم من البطالة إلى العمل ومن اليأس إلى الأمل؟ ألا ترون أنّ إعمار المدارس والمستشفيات يغني عن إعمار السجون والقبور وأنّ شق الشوارع والطرقات يغني عن شق الجيوب والصدور؟ أجل إنّ لنا من سمو خلقك وفكرك وسِعة أفقك وصدرك ما يكفل تحقيق ذلك ويضمن للبنان التقدم والإزدهار ولأبنائه السعادة والخير والإستقرار والسلام عليكَ تفشي السلام وترعى الذمام"، وعلى السيد عبد الحسين شرف الدين السلام إذ لا جواب ولا كلام، هذا منذ العام 1949  ولا يزال المنطق هو المنطق والذهنية هي الذهنية والموقف هو الموقف. البقاع منذ تأسيس الدولة تنظر له أرض الطفار ولا تراه أرضا من أرض الوطن وهو اليوم أثبت من خلال أدائه الوطني في المقاومة ودفعه ضريبة الدم أنّه من أغلى أجزاء هذا الوطن. المسألة إذاً هنا في الذهنية.

نحن خلال كل السنوات الماضية في حزب الله سعينا من خلال إمكانياتنا الذاتية وقدراتنا ومؤسساتنا أن نعالج بعض الحرمان وأن نبلسم بعض الجراح، وعمل إخواننا النواب بشكل دؤوب طوال السنوات الماضية رغم المحاصرة والمقاطعة واليد السياسي على تحقيق إنجازات طيبة وجيدة ولكن ما لم تأتِ حكومة تتحمل مسؤولية حقيقة اتجاه هذه المنطقة واتجاه المناطق المحرومة فلا يوجد حزب بديل ولا مؤسسة بديلة ولا جهة قادرة أن تكون بديلا عن تحمل الدولة لمسؤولياتها.

 

في انتخابات الـ2005 كانت لدينا فرصة تأملنا اننا من خلال التحالف الرباعي, والدخول الى الحكومة في ذلك الوقت انه ستتاح الفرصة,  ونعطى الامل في ان نبذل الجهود لخدمة المناطق المحرومة وفي مقدمتها البقاع, ولكن للاسف اولويات الحكومة السابقة كانت مختلفة ولديها التزامات سياسية تتقدم على أي اولويات انمائية او اجتماعية واقتصادية, نحدثهم عن البقاع يحدثونا عن سلاح المقاومة, نحدثهم عن محافظة بعلبك – الهرمل, فيناقشوننا بسلاح المقاومة, بكل شيء الاولويات مختلفة, وتم اضاعت الاربع سنوات في صراع سياسي لم يكن على الاطلاق في مصلحة لبنان ولا في مصلحة الشعب اللبناني  وخصوصا المحرومين. الان في انتخابات الـ2009 نحن امام فرصة افضل, الفرصة الافضل ما هي؟  اننا نذهب إلى صناديق الاقتراع لننتخب تحالفا سياسيا في المعارضة الوطنية اللبنانية، تحالف متماسك, متين, منسجم له رؤية واحدة ومشتركة ومتشابهة, وتحالف بالاعم الاغلب هو ابناء الفقراء والمحرومين وابناء المناطق المحرومة, وتحالف اثبت صلابته امام التحديات الصعبة, ولذلك نحن امام فرصة  لو ساعدنا على فوز هذا التحالف سنكون امام حكومة مختلفة, ذهنيتها نسبية المناطق المحرومة, ذهنيتها ذهنية الانماء المتوازن الذي يفترض قطعا اعطاء الاولوية للنهوض بالمناطق المحرومة, كان لدينا جهد خلال سنوات حتى استطعنا ان نخرج من الحكومات السابقة قرار تشكيل محافظة بعلبك - الهرمل ومحافظة عكار بالتعاون مع الكثير من الاصدقاء، اعتقادا منا ان تشكيل محافظة يساعد على الانماء عندما رفضت فكرة مجلس انماء بعلبك – الهرمل,  وقيل لنا اننا نريد الغاء كل المجالس الانمائية والذهاب إلى وزارة تخطيط, ولكن الكيد السياسي منع حتى الان تعين محافظ لبعلبك الهرمل, وفي التعينات الاخيرة اقرينا هناك شواغر، نحن ما دمنا في الحكومة لم نقبل بتعين أي محافظ لاي محافظة في لبنان ان لم يتم تعيين محافظ لبعلبك الهرمل ولمحافظة عكار, وتثبيت هذه المحافظة وتاكيدها. اذا امام المنطقة وامام البقاع وامام بعلبك الهرمل فرصة حقيقية.

 

ايضا هناك ملف اخر, انا أود ان اؤكد عليه وان نعمل عليه بالتعاون، واتمنى هنا على الذين يريدون ان يعلقوا بالسياسية فيما بعد ان ينتبهوا لما اقول، ملف عشرات الآلاف من مذكرات التوقيف بحق اشخاص من البقاع , في الحكومة المقبلة إن فازت المعارضة نحن سوف ندعو إلى تشكيل لجنة قانونية, قضائية, وزارية لدراسة هذا الملف من اوله إلى اخره لانه انا لا اكذب على أي شخص, انا لا اعد ولا اتكلم, بموضوع عفو عام هناك مذكرات توقيف بحق مجرمين سفكوا دماء ابرياء, انا لا استطيع ان اطالب بعفو عام لهم, هذا حق اولياء الدم ونحن اناس متشرعين  متدينين نخاف الله ويوجد يوم قيامة, انا لا استطيع ان اطلب عفو عن قتلة ومجرمين سفكوا دماء الابرياء، هذا حق اولياء الدم. هناك مذكرات توقيف بحق مجرمين سطوا على اموال الناس  وارهبوهم  وجرحوهم واصابوهم, هذا امر مختلف لكن هناك الاف مذكرات التوقيف لاسباب اخرى يمكن دراستها وخصوصا ان المنطقة عندكم فيها الكثير من الفراغ القانوني والمشاكل القانونية التي تتحمل الحكومات المتعاقبة مسؤليات ايجاد حلٍّ لها. موضوع الماء, الكهرباء, فرز الاراضي, المشاعات, والسندات الخضراء الخ... هذا الملف يجب ان يعالج بطريقة قانونية اخلاقية وانسانية دون ان يهدر حق احد ودون ان يظلم احد, وهذا ملف يجب ان يتعاطى معه بجدية , حتى لا يبقى عند الجيش وقوى الامن عشرات الاف المطلوبين للتوقيف، وعندما نحاول توقيف شخص لا يقف مما يدفعنا إلى اطلاق النار عليه فنقتله ونقتل نساء ونقتل اطفال ونفتح اشكال, ويستدعي فعل ورد فعل, نحن لا نريد أي صدام بين الجيش وقوى الامن والناس, لان الجيش هم اخواننا واولادنا وقوى الامن هم اخواننا واولادنا والناس هم اهلنا واخواننا واولادنا .

 

يجب ان لا نبقى ندور في نتائج هذا الملف, بعد قليل يخرج من يقول ويتهم حزب الله ويقولون لنا حزب الله كان على علم وحزب الله يغطي وحزب الله يخبيء وهذا كلام كله افتراء وكذب, نحن في هذا الموضوع لا نكتفي بمعالجة موضعية, حصل اشكال بين الجيش والعائلة الفلانية في مكان معين ونذهب لعلاجه موضوعيا, على كل بعد الانتخابات انا ادعو إلى معالجة جذرية لهذا الملف, نضع الملف باكمله ويناقش قانونيا وقضائيا, تحفظ به الحقوق لنرى كيف نعالجه لانه ليس من المنطق ان يبقى مطلوبا من الجيش ان يوقف اكثر من 30000 شخص في منطقة البقاع .

 

ايضا ضمن اولويات الحكومة المقبلة في المجال الانمائي ستكون الزراعة والاهتمام بهذا الشان , لانهم عندما جاؤوا لمواجهة زراعة المخدرات ونحن موافقون, ولكن اين هي الزراعات البديلة, بقاعيا ايضا لو فازت المعارضة وشكلت الحكومة, يوجد اناس يقولون ان البلد سوف يتعب اقتصاديا, انا اقول لكم إن أول مستفيد اقتصاديا هو البقاع وبالتحديد البقاع الاوسط وبالتحديد اكثر من شتورا للمصنع , لماذا ؟ لانه اذا فازت المعارضة وشكلت حكومة هذه الحكومة ستتعاطى باحترام متبادل, قطعا ستكون حكومة سيادة واستقلال, ولكن تكون حكومة المكايدة مع سوريا ولا حكومة صراع وتنافس ونزاع مع سوريا, نريد ان تعمل على اراحة الاجواء بين لبنان وسوريا, واذا ارتاح الجو السياسي بين لبنان وسوريا والان اصبح هناك علاقات دبلوماسية وشرّف السفير إلى بيروت ونرحب به طبعا, لو ارتاح الجو انتم رايتم قبل الـ2005 من شتورا للمصنع اهم سوق يمكن داخل لبنان, منطقة اقتصادية مهمة جدا, سعر الارض ارتفع وسعر المحلات ارتفع, سعر المنازل ارتفع, حدثت نهضة اقتصادية وعمرانية في هذه المنطقة, حسنا من الـ2005 لليوم عندما نذهب من هناك نشعر اننا نسير على طريق فرعي على قرية في الجبل، اليست هذه هي الحقيقة والواقع . لو ارتاح المناخ الامور ستكون مختلفة جدا. طبعا هناك من يخوف الناس من فوز المعارضة ويحاول ان يقول غزة ولبنان، الان لم يعد هناك وقت لكي اشرح لكم لكن هناك فوارق كثيرة وكبيرة جدا، لبنان ظروفه ظروف مختلفة عن غزة وعن مظلومية غزة وعن استهداف لأهل غزة الكرام وللإخوة في المقاومة في غزة وبالخصوص للإخوة في حماس، موضوع لبنان مختلف ولا وقت لشرح الفوارق ولكن هذا مما يستخدم في الإنتخابات.

 

أيها الإخوة والأخوات، في السابع من حزيران أنتم أمام مسؤوليات كبيرة جدا، في المرحلة المقبلة والأيام المقبلة في البقاع لدينا ثلاث انتخابات : في دائرة البقاع الغربي رشيا، دائرة البقاع الأوسط زحلة وفي دائرة بعلبك الهرمل. في دائرة زحلة هناك منافسة وفي دائرة البقاع الغربي هناك منافسة وفي بعلبك الهرمل لا منتافسة. حيث هناك منافسة نذهب إلى المنافسة وحيث لا توجد منافسة كما تحدثنا عن الجنوب نذهب إلى الإستفتاء، بعض الناس يقولون لماذا تعملون هنا استفتاء فلا منافسة هنا، إذا لم يكن هناك منافسة لا يعود هناك انتخابات. سنذهب إلى استفتاء أولا لأنّ في بعلبك الهرمل لا منافسة وثانيا كما أن الجنوب المعني الأول بالإستفتاء على المقاومة وسلاحها بعلبك الهرمل مع الجنوب معنية بالإستفتاء على المقاومة وسلاحها، لماذا لأنّ دائما منذ عام 1982 يقصف الجنوب وبعلبك الهرمل، بعلبك الهرمل ليست مجرد قاعدة خلفية، بعلبك الهرمل شريك كامل للجنوب في القتال والتصدي والمواجهة والشهداء، ولذلك أيضا بعلبك الهرمل معنية أن تقول كلمتها في السابع من حزيران .

 

في زحلة والبقاع الغربي نحن نؤيد ونساند علنا وبوضوح وبكل اعتزاز لوائح المعارضة ونصوت للوائح المعارضة، وأدعو أهلنا في البقاع الغربي وراشيا وفي البقاع الأوسط إلى العمل بجد وإلى اعتبار كل مرشح في زحلة وكل مرشح في البقاع الغربي على لوائح المعارضة هو مرشح حزب الله ومرشح المقاومة ومرشح السيد عباس الموسوي. أما في بعلبك الهرمل قبل أن أقول لكم وأخاطبكم بوضوح اسمحوا لي أن أجدد في آخر خطاب على ما يبدو ما قبل الإنتخابات، أن أجدد الشكر إلى الإخوة النواب الذين عملوا لسنوات في كتلة الوفاء للمقاومة، إلى الأخ النائب جمال الطقش وإلى الأخ النائب حسن حب الله وإلى الأخ النائب الحاج محمد حيدر وإلى فداء التحالفات والمعارضة النائب الحاج أمين شري، أيضا يجب أن أوجه الشكر إلى أخوين عزيزين عملا معنا أيضا في كتلة الوفاء للمقاومة وهما الأخ النائب الدكتور اسماعيل سكرية والأخ النائب الدكتور بيار سرحال.

 

بعد الشكر، أود أن أخاطبكم ومعكم كل اللبنانيين، نحن نواجه انتخابات يعمل فيها الأمريكي بشكل مباشر، يشكل لوائح ويفك عقد اللوائح، وتنفق فيها (الإنتخابات) أموال، ويستخدم فيها أعلى مستوى سياسي، يستخدم فيها ليس وزير خارجية وإنما نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ولو بإمكانهم أن يأتوا بـ "أوباما" لكان أتوا به، وتستخدم فيها الغرائز والإتهامات والشائعات وصولا إلى دير شبيغل وبدون خطوط حمراء، وعندما يتكلم الرئيس الإيراني الدكتور أحمدي نجاد ولا يتدخل في الإنتخابات ولا يدعو إلى انتخاب فريق على حساب فريق وإنما يقوم بتوصيف وتحليل : إذا قادت المعارضة الأمور في المنطقة ستتغير، "صحيح ليش مين بقول غير هيك"، إذا قادت المعارضة ستقوى المقاومة، صحيح، نرى في البلد حكومة ومجلس نيابي يضع في ظهرك وقلبك وبطنك وبراسك سكين ليل نهار (يقولان) "هات السلاح هات السلاح" ويناقشك في المقاومة. مرة هناك حكومة ومجلس نيابي في البلد يقول لك أنت عملت إنجازا وأنت من عناصر القوة ونريد أن نجلس لنناقش بعقل وطني لنرى كيف سنعمل بهذه المقاومة، "بتقوى المقاومة أم لا ؟ يرتاح البلد أم لا ؟ مرة لبنان منسجم مع جواره ومرة لبنان فاتح جبهة مع سوريا لأربع سنوات، أكيد يتغير الوضع في المنطقة، الرجل ( نجاد) لم يتدخل بل وصف والتوصيف صحيح، لكن للأسف أن كل الذين علّقوا على أحمدي نجاد لم أسمع منهم تعليقا على ايهودا باراك عندما حذّر اللبنانيين، أي هدد اللبنانيين "مش إنّو دعا اللبنانيين إلى عدم التصويت لحزب الله  وفي فرق بين الجملتين، يقول أحذّر اللبنانيين من التصويت لحزب الله وبعدها يقول إذا فازت المعارضة فإن الشعب اللبناني يضع نفسه أمام جبروت الجيش الإسرائيلي، هل رد أحد على باراك أو انتقده، أبدا، لكن باراك لا يدري أنّ هذه الفزاعة،جبروت الجيش الإسرائيلي حُطِّمَ عند أقدام أطفالنا وليس مقاتلينا في لبنان، باراك لا يزال يتصور نفسه في عام 1948 و في العام 1967 وفي العام 1982.

 

إسرائيل اليوم تخوض الإنتخابات النيابية في لبنان بالتحذير وبالتهديد وبالتلويح وبالتحقيق الدولي وبدير شبيغل وبالمؤتمرات لاتي تعقد في جامعات تل أبيب لأنها خائفة، لماذا لأنّ فوز المعارضة يعني مشروع محاصرة وضرب وعزل وتصفية المقاومة في لبنان سقط، لأنّ فوز المعارضة يعني أنه سوف يأتي إلى الحكم قيادات تؤمن أنّ قوة لبنان في قوته وليس في ضعفه، لأنّ فوز المعارضة يعني أنه سوف يأتي إلى السلطة قيادات تؤمن حقا بسيادة لبنان واستقلاله وقوته وكرامته وعزته، وأنّه سوف يأتي إلى السلطة قيادات لا يخيفها تهديد ولا وعيد، ولذلك إسرائيل تهتم على هذا الحد إلى هذا المستوى في الإنتخابات النيابية. الأمر على الناس وإلى الشعب، في السابع من حزيران الذهاب إلى صناديق الإقتراع هو الذي سيجيب، وأنا لن أوظف كلام باراك مثلما حاول البعض يوظف وبلا قياس وتشبيه كلام أحمدي نجاد، لكن الخيارات أمامكم واضحة.

 

أنتم في بعلبك الهرمل، انتخبتم في عام 1992 وفي عام 1996 وفي العام 2000 لتدخلوا إلى المجلس صوت المقاومة، وعام 2005 (انتخبتم) لتحموا المقاومة وتبنوا البلد وحميتم المقاومة ولم يبنَ البلد بسبب ما حصل، عام 2009 الإنتخابات مختلفة، هذه الإنتخابات هي لحماية المقاومة التي تحمي المقاومة وهي انتخابات لبناء البلد وتوحيد لبنان وإعزازه وتقويته، وأنتم الوطنيون الذين لم تبخلوا بيوم بدم ولن تبخلوا بصوت وبعطاء، رهاننا عليكم أنتم، أنتم من؟ أنتم أهل النفوس الأبية والأنوف الحمية والحجور التي طهرت وطابت، أنتم الذين لم تؤثروا يوما طاعة اللئام على مصارع الكرام وعندما وضعكم الأدعياء الصهاينة ومعهم أدعياء العالم بين السلة والذلة صرختم بالصوت وبالدم وبالوعي والعزم كباركم والصغار رجالكم والنساء صرخة إمامكم سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء التاريخ صرختم هيهات منّا الذلّة. فقدمتم التضحيات الجسام وصبرتم في الميدان فكانت المقاومة وكان الجهاد وكان الإنتصار.

 

يا أباة الضيم في البقاع، يا أباة الضيم في بعلبك الهرمل، يا حماة الأوطان وشهداء المقاومة وحفظة الأمانة وأهل الوفاء بالعهد والبيعة، يا أهل النخوة والغيرة والحمية، 7 حزيران ينتظركم، أنتم الذين أقسمتم اليمين مع سماحة الإمام موسى الصدر في هذه الساحة، أنتم الذين جددتم العهد واليمين والقسم مع السيد عباس الموسوي في هذه الساحة، ووفيتم كل السنين وكل الإستحقاقات وكل التحديات وكل الأوضاع الصعبة، أنتم مدعوون إلى حضور جديد ووفاء جديد ونخوة جديدة في 7 حزيران. آمل منكم أن تحضروا بكثافة على صناديق الإقتراع حيث لا منافسة ولكن استفتاء، أن تأتوا يوم السابع من حزيران في كل مدينة وقرية وبلدة ومزرعة في بعلبك الهرمل، تحملون الأعلام الصفراء وأعلام لبنان وتحولون الإقتراع إلى احتفال وإلى عرس للمقاومة، وأود أن أؤكد لكم وأطلب منكم أن تعتبروا لائحة بعلبك الهرمل كل اسم فيها هو عباس الموسوي، وكل اسم فيها هو راغب حراب وكل اسم فيها هو عماد مغنية. ولأنني أعرفكم وقد عشت بينكم لسنوات في ريعان الشباب، وخبرتكم عن قرب كما فعل كل حزب الله خلال السنوات الماضية فإنّ رهاننا عليكم وعلى وفائكم وصدقكم ومحبتكم وحضوركم وعلى تجديد البيعة للمقاومة في السابع من حزيران.

 

أيها الإخوة والأخوات، مبارك لكم عيد صنعتموه بالدم والدموع والصبر والصدق والتضحيات وأنتم فتحتم على لبنان وعلى الأمة باب الإنتصارات وأغلقتم على لبنان والأمّة باب الهزائم، فمعكم معكم، مع رجالكم ونسائكم وصدقكم ووفائكم وحضوركم لن تكون هزيمة ولن يكون إلاّ زمن الإنتصار. عشتم وعاشت مقاومتكم الأبية وعاش لبنان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.