السيد نصر الله في ختام مسيرة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية

 حرب تموز نزهة اذا ما قيست بما اعددناه للصهاينة امام أي عدوان جديد

تجربتا تموز 2006 وغزة حسمتا النقاش حول استراتيجية دفاعية هنا او هناك

وخيار المقاومة الشعبية المسلحة هو الاقوى والافضل لمواجهة اعتى الجيوش

هل يحتاج النظام المصري الى أكثر من 650 شهيدا ليفتح معبر رفح؟

مجلس الامن الذي يعجز عن ادانة مجازر الصهاينة كيف يحمي شعبا وينصف قضية؟

 

وطنية- 7/1/2009 (سياسة) القى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في ختام مسيرة العاشر من محرم التي نظمها الحزب في الضاحية الجنوبية، كلمة بثت عبر شاشة عملاقة، وقال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمان الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا, شفيع ذنوبنا وحبيب قلوبنا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين عليه السلام,

 

السلام عليك يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين عليه السلام, السلام عليك يا فاطمة يا بنت رسول رب العالمين ورحمة الله وبركاته, أحسن الله لك العزاء بولدك الحسين عليه السلام, السلام عليك يا أبا محمد الحسن ورحمة الله وبركاته أحسن الله لك العزاء في أخيك الحسين عليه السلام, السلام عليك يا بقية الله في الأرض ورحمة الله وبركاته أحسن الله لك العزاء بجدك الحسين عليه السلام, السلام على أرواح المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ورحمة الله وبركاته أحسن الله لهم العزاء في مولاهم الحسين عليه السلام, وأنتم أيها المحبون والصادقون والأوفياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأحسن الله لكم العزاء في سيدكم ومولاكم أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

في يوم العاشر من محرم نتقدم بالعزاء إلى صاحب العزاء إلى بقية الله في الأراضين حفيد الحسين وصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن جميع مراجعنا وفقهائنا لاسيما سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله ومن جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات في يوم شهادة حفيد رسول الله. في مثل هذا اليوم خط الحسين عليه السلام للأجيال طوال التاريخ طريقا للجهاد الماضي في أمتنا إلى يوم القيامة وفتح بابا للاستشهاد الموصل إلى الله تعالى من أقصر الطرق، وتبقى كلماته وكلمات أصحابه مدوية في الآذن والقلوب والعقول تثبت مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل،

 

من ذلك الشاب علي الأكبر وقوله السنا على الحق, إذا لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا، إلى أولئك الأصحاب الذين رفضوا أن يتخذوا الليل جملا وقالوا له أنبقى بعدك, لا طيب الله العيش بعدك يا حسين وكلن منهم يقول له لوددت أني أقتل ثم احرق ثم أنشر في الهواء ثم أحيا ثم اقتل ثم احرق ثم انشر في الهواء يُفعل بي ذلك ألف مرة ما تركتك يا حسين.

إلى تلك السيدة العظيمة التي فقدت إخوتها وأحبتها وأولادها وأبناء إخوتها في ساعات قليلة ولكنها بقلب راض وصابر ومحتسب جلست عند جسد سيدها وحبيبها الحسين ولم يكن لها سوى كلمات الرضا وطلب القبول من الله, السيدة زينب عليها السلام بعد ساعات من مثل هذا اليوم تجلس عند الجسد المقطع المدمى وتنظر إلى السماء وتقول اللهم تقبل منا هذا القربان, إلى سيدهم إلى سيد الشهداء عليه السلام وكلماته الخالدة والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد, إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما, ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة, يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. هذه الكلمات من كربلاء من القائد من المرأة السيدة الجليلة من الشباب الصغار ومن الأصحاب والرجال, هي مدرستنا الإسلامية الأصيلة التي ننتمي إليها في فكرنا وثقافتنا ووعينا ووجداننا والتزامنا وجهادنا وعشقنا للشهادة.

أيها الإخوة والأخوات إن كل هذا القتل يوم عاشوراء والذي استمعتم إليه صبيحة اليوم, لأن الحسين عليه السلام أبى أن يعطي الشرعية لسلطان قاتل ومجرم يسفك الدماء وينتهك حدود الله ولا يرقب في دين الله ولا في أمة محمد صلى الله عليه وآله إلا ولا ذمة وكل ما كان مطلوبا من الحسين وموقعه الكبير في الأمة أن يعطي هذه الشرعية لهذا السلطان عبر البيعة في كلمات صغيرة وقليلة ولكن الحسين عليه السلام رفض ذلك كي لا يكون شريكا في الجريمة والطغيان وآثر الشهادة لأنه كان يعلم أن دمائه الزكية ودماء أهل بيته وأصحابه الأطهار ستزلزل عرش الطاغية وستؤسس للثورات المتتابعة التي لن تسمح لطواغيت آل أمية من تثبيت ملكهم وسلطانهم على حساب دين محمد وأمة محمد صلى الله عليه وآله وهذا ما حصل بالفعل وباسم الحسين عليه السلام قامت الثورات سريعا في أكثر من قطر من أقطار المسلمين وصولا إلى ثورة العباسيين وبمعزل عن خلفيتها الحقيقية إلا أنها حملت اسم الحسين ودم الحسين وشعار الحسين ولبست السواد على الحسين وأسقطت ملكا ما ظن أصحابه انه يمكن أن يزول.

 

أيها الإخوة والأخوات ونحن اليوم أمام هذا الكيان الصهيوني القائم على اغتصاب الأرض وانتهاك المقدسات وسفك الدماء وقتل الأطفال وبقر بطون الحوامل وارتكاب المجازر إن أقل واجب علينا جميعا أن لا نعترف بشرعية هذا الكيان وأن لا نعطيه الشرعية التي يطلبها أيا تكن العواقب والتبعات والتضحيات. إن حماة هذا الكيان المجرم في أمريكا وعلى امتداد العالم يريدون من أمتنا من شعوبنا من حكومتنا أن تعترف بوجود إسرائيل وان تعطي الشرعية لهذا الوجود ولو بالحديد والنار، ولكن الغالبية الساحقة من أمتنا ما زالت ترفض ذلك وسترفض ذلك.

ان ما يجري اليوم من حرب مجرمة على أهلنا في غزة والتي تؤكد الحقيقة المتوحشة والعدوانية والعنصرية لإسرائيل، يجب ان تكون دافعا قويا وإضافيا لرفض الاعتراف بهذا الكيان.

 

أيها الإخوة والأخوات ان قطع العلاقات مع إسرائيل ووقف كل أشكال التطبيع معها وإعطاء الوصف الحقيقي لما ترتكبه من مجازر اليوم في غزة هو من ابسط وأوضح الواجبات على الحكام والشعوب في هذه المرحلة. بالأمس قام الزعيم الفنزويلي تشافيز بطرد السفير الإسرائيلي تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وفنزويلا في جوار أميركا وقريبة من أميركا، فعل ذلك تشافيز انطلاقا من إنسانيته ومن حسه الثوري الكبير ليصفع بذلك ايضا وجوه كل أولئك الذين يستضيفون سفراء لإسرائيل في عواصمهم، ولا يجرؤون حتى على التفكير في طرد هؤلاء السفراء. اليوم مطلوب من بعض حكام العرب ان يتعلموا من زعيم في أميركا اللاتينية كيفية التضامن وحجم التضامن مع شعب فلسطين.

 

أيها الإخوة والأخوات ان هذا الكيان المجرم يجب ان يعاقب على جرائمه، لا ان يكافأ وان تقدم له المكاسب والهدايا في مقابل من ذبحهم من أطفال ونساء وأهل غزة. وأؤكد لكم ان شعوب امتنا ستعاقب هذا الكيان وقادة هذا الكيان على جرائمه. لطالما تسامح الحكام مع إسرائيل ولكن شعوبنا لا يمكن ان تتسامح مع إسرائيل. ان مسؤوليات الحكومات العربية اليوم ان تكون الى جانب الشعب والمقاومة في فلسطين، وليس وسيطا بينها وبين الاحتلال، وان تساعد المقاومة على تحقيق هدفها في وقف العدوان وفك الحصار لا في الضغط على المقاومة للقبول بشروط إسرائيل المذلة. بالأمس قال مسؤول مصري كلاما جيدا هل يحتاج مجلس الأمن (يعني انه كان يحتج على مجلس الأمن)، قال هل يحتاج مجلس الأمن الى أكثر من 650 شهيدا و2500 جريحا ليحسم أمره ويتصرف بمسؤولية؟ كلام جيد. وأنا اسأل هذا المسؤول المصري وهل يحتاج النظام المصري الى أكثر من 650 شهيدا و2500 جريحا ليفتح معبر رفح بشكل حقيقي ونهائي لمساعدة أهل غزة على الصمود والانتصار؟ نفس السؤال الذي تسأله لمجلس الأمن، نسألك إياه.

 

وكل ما يطلب منك فتح معبر وليس فتح جبهة ولا إعلان حرب. لقد ابلغني بعض الإخوة بالأمس ان مجموعة من المحامين المصرين من ازلام النظام قد رفعوا دعوى علي شخصيا الى المحكمة الجنائية الدولية، ابلغوني ان هؤلاء قد رفعوا علي دعوى شخصية الى المحكمة الجنائية الدولية بسبب خطابي في الليلة الأولى عندما طلبت من القيادة المصرية ان تفتح المعبر، ومن شعبها الأبي وجيشها الباسل ان يفرضوا عليها ذلك، واعتبر هذا ظلما دعوة الى انقلاب، وهو بتواضع دعوة الى فتح معبر لكن في كل الأحوال أنا اعتز بهذه الدعوى القضائية، وخصوصا من أولئك الذين لم تهتز مشاعرهم لكل المجازر الإسرائيلية في لبنان، في قانا، وفي جباليا، وفي فلسطين وحتى مجازر الصهاينة بحق الجنود المصريين البواسل الأسرى.

 

عندما ترفع علي دعوى ويسجل ان هذه الدعوى بسبب موقف تضامني مع المظلومين والمقتولين والمضطهدين في غزة، هذه مسألة افتخر بها في الدنيا واعتز بها في الآخرة بين يدي الله سبحانه وتعالى. ولكن أنا أود أن أقول لكم بصراحة نحن لم نخاصم ولم نعاد من تواطأ علينا من العرب في حرب تموز، ومن اتهمنا وأساء إلينا وشارك في دمائنا، ولكننا سنخاصم ونعادي من يتواطأ على غزة وأهلها. لكننا سنخاصم ونعادي من يتواطأ على غزة وعلى أهلها وعلى مقاومتها، وعلى من يشارك في دماءها ويسد عليها أبواب الحياة والخلاص.

أيها الإخوة والأخوات ما سمعناه ايضا بالأمس (بالأمس كان هناك الكثير من الكلام يعني) ما سمعناه من بولتن الصهيوني في الإدارة الأميركية العازف يأسا وإحباطا يشير بوضوح الى الهدف الحقيقي للأمريكيين والصهاينة، وهو تصفية القضية الفلسطينية من خلال الفصل نهائيا بين قطاع غزة والضفة الغربية، والحديث عن انتهاء مقولة الدولتين من خلال تثبيت دولة إسرائيل، تسليم قطاع غزة لمصر، وتسليم أجزاء من الضفة الغربية التي يسمح بها كرم الصهاينة الى الأردن. وأنا أقول لكم هذا هو المشروع الأميركي الصهيوني الحقيقي. كل الحديث السابق عن دولتين هو سراب واحتيال وخداع، لأنهم عندما يأتون الى تشخيص الدولة الفلسطينية لا يعطون الفلسطينيين أرضا يمكن ان تقام عليها دولة. ثم يأتون ليقولوا لا يمكن إقامة دولتين، فالحل إذن هو في تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها. هذا يتطلب بالدرجة الأولى تجديدا للدعوة الى الوحدة الوطنية الفلسطينية بكل فصائلها، حماس وفتح والجهاد وكل الفصائل لأن قضيتهم ومشروعهم جميعا هو في دائر التصفية الذي يصفى اليوم، أو يعمل على تصفيته، ولن يصفى إنشاء الله، ليس حكومة حماس أو حكومة فتح أو مقاومة هذا الفصيل أو ذاك الفصيل، وإنما القضية الفلسطينية. وهذا يتطلب تجديد الدعوة لكل أشكال المساندة الممكنة للمقاومة والصمود في غزة.

 

ايها الاخوة والاخوات، ان تجربة حرب تموز 2006 وتجربة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حتى الآن من خلال الاسطورة والثبات الاعجازي الذي يقدمونه. اعتقد ان هاتين التجربتين قد حسمتا ويجب ان تحسما كل نقاش حول استراتيجية دفاعية هنا او هناك. فهذا الجيش الجبار، احد اقوى جيوش العالم، ويمتلك اقوى سلاح جو في المنطقة، يقف عاجزا عن تحقيق اهدافه امام مقاومة متواضعة الامكانيات ولكنها عظيمة الايمان والارداة في بقعة جغرافية ضيقة ومحاصرة. مما يؤكد ان خيار المقاومة الشعبية المسلحة والمستندة الى الايمان والعزم والى الاحتضان الشعبي هي الخيار الاقوى والافضل لمواجهة اعتى الجيوش في العالم اذا ما ارادت ان تحتل ارض بلد ما. هذا الامر يزيدنا بصيرة ووضوحا في رؤيتنا وفي طريقنا.

 

انظروا ايها الاخوة والاخوات، حتى مجلس الامن والقرارات الدولية والمجتمع الدولي، ليس هو فقط عاجز عن حماية الشعب الفلسطيني في غزة، هو عاجز عن ادانة مجزرة ارتكبت في مدرسة تابعة لاحدى هيئات الامم المتحدة. كما هو عجز في الماضي عن ادانة مجزرة قانا التي قتل فيها اكثر من مائة شهيد في مقر للامم المتحدة، وكان عاجزا عن ادانة مجزرة قانا الثانية. مجلس الامن الذي يعجز عن ادانة المجازر التي يرتكبها الصهاينة بحق النساء والاطفال كيف يمكن ان يحمي شعبا وكيف يمكن ان ينصف قضية؟

 

ايها الاخوة والاخوات، ان ما يجري اليوم يعنينا جميعا، وانا اعرف ان عيون الداخل تتوجه اليكم في لبنان، وعيون المنطقة تتوجه اليكم. ونحن جميعا في مرحلة تاريخية دقيقة وحساسة، اقول لكم اننا لا نعرف حتى الآن حجم المشروع وابعاده وحجم التواطؤ القائم، ويجب ان نتصرف على قاعدة ان كل الاحتمالات قائمة ومفتوحة، ويجب ان نكون جميعا دائما واعين وحذرين ونراقب الاوضاع بدقة وجاهزين لاي طارىء. بالامس ايضا نقل عن اولمرت انه قال للرئيس الفرنسي: اليوم حماس وغدا حزب الله. وانا اقول لاولمرت الفاشل والخائب والمهزوم في لبنان: لن تستطيع القضاء على حماس ولن تستطيع القضاء على حزب الله.

 

منذ ايام ومنذ اسابيع، وقبل العدوان على غزة وبعد العدوان على غزة، ونحن نسمع التهديدات، هذا يريد ان يدمرنا في ايام وذاك يريد ان يدمرنا في ساعات، وهذا يهددنا فوق الطاولة وهذا يهددنا تحت الطاولة. وانا اقول لهم، نحن هنا لا يمكن ان نضعف ولا يمكن ان نخاف ولا يمكن ان نستسلم. لن ترعبنا طائراتكم ولن تخيفنا تهديداتكم. نحن هنا مستعدون لكل احتمال وجاهزون لكل عدوان، ولن اكرر ما قلته في السابق، لو جئتم الى ارضنا، الى قرانا، الى احيائنا، الى بيوتنا، اقول لكم بكلمة بسيطة وعابرة جدا، سيكتشف الصهاينة ان حربهم في تموز هي نزهة اذا ما قيست بما اعددناه لهم امام أي عدوان جديد.

 

نحن هنا لن نترك الساح ولن نسقط السلاح وستبقى مقاومتنا عنوانا لتاريخنا وتضحياتنا ودماء شهدائنا، وكنت آمل من كل الاصوات التي انطلقت من لبنان لطمأنة اسرائيل او الوسطاء مع اسرائيل حول الحدود مع لبنان، كنت اتمنى ان اسمع صوتا واحدا يرد على تهديدات اسرائيل للبنان وللمقاومة في لبنان ولحزب الله بالتحديد. لماذا عندما ينطق الصهاينة لا نسمع جوابا؟ ولكن عندما يتحدث البعض عن احتمالات يسارع الكثيرون لتقديم طمأنة مجانية في الزمن الذي يذبح الصهاينة اهلنا في غزة ويهددون اهلنا في لبنان.

 

ايها الاخوة والاخوات، في يوم العاشر من المحرم وامام كل هذه التحديات، نحن بحاجة الى روح الحسين، الى بصيرة الحسين، الى حكمة الحسين، الى رضا الحسين برضا الله، والى صبره على قضاء الله، والى ثباته وصموده وجهاده وعشقه للشهادة. ونحن كما كنا على مر العقود الماضية، كنا مع الحسين في كل موقع، وكنا مستعدين لنقدم انفسنا وارواحنا كما قدم اخواننا وقادتنا انفسهم شهداء.

 

ومستعدين لنقدم ابناءنا واحبتنا شهداء في سبيل ما نؤمن به، وفي الدفاع عن حياة كريمة شريفة عزيزة، بعد كل هذه السنين التي اثبتت فيها التجارب صوابية طريقنا ومنطقنا وصدقية خياراتنا، نضم التجربة الى الانتماء والواقع الى الوجدان، ونقول ان شعبا وان اجيالا وان نساء ورجالا يرددون في كل يوم ونهار شعارهم المعروف لا يمكن ان يهزموا ولا يمكن ان يخيفهم أي تهديد طالما ان اصواتهم تلهج بنداء التلبية: لبيك يا حسين. إسرائيل هي عدونا وعدو أمتنا وستبقى العدو ولو صالحها البعض، وأمريكا صانعة إسرائيل وحاميتها هي العدو وعدو أمتنا وستبقى عدونا ولو صالحها البعض. اليوم نختم وقفتنا هذه، وأنا أشكركم مجددا على كل هذا الحضور الكبير والمخلص والمؤمن والمجاهد ونسمع صوتنا لعدونا ليعرف أننا الأمة وسنبقى الأمة التي لو وضعت بين خيارين بين السلة والذلة فمنطقها وفكرها وسلوكها وموقفها وشعارها: هيهات منا الذلة".